الأربعاء 18 ديسمبر 2024

ادم

انت في الصفحة 97 من 99 صفحات

موقع أيام نيوز


كمان .. وقالى وقتها انه رجع مصر هو ومراته وولاده وعايز يشوفنى ويشوفك
اتسعت عينا سمر وهى تسمع مصډومة الى اعتراف والدتها التى أكملت پحده 
طبعا رفضت وقولته مستحيل أخليك تشوفنى ولا تشوف بنتك .. حاول كتير واترجانى كتير .. بس احنا كنا خلاص ظبطنا حياتنا من غيره .. ومعدلوش وجود بينا
هتفت سمر پحده 
ليه ما قولتليش يا ماما .. ليه لما اتصل بيكي ما قولتليش

قالت والدتها پغضب هادر 
أقولك ليه .. ده واحد باعنى وباعك وراح عاش فى بلد تانية وكون أسره تانية .. ووقت ما حب ينزل مصر افتكر انه له بنت مخلفها .. ده واحد ميستحقش انه يكون أب
قالت سمر باكيه 
وأنا قولتلك انى مستعده أسامحه .. انتى متعرفيش احساسى وأنا عايسة وعارف ان ليا أب وناسيني ومبيسألك عليا .. ليه ما قولتليش وقت ما اتصل يا ماما .. ليه .. كان من حقى أعرف
ثم قالت كأنها تحدث نفسها 
يعني لما اتصل بيكي كنت أنا عندى 15 سنة ولا 16 سنة .. كان ممكن تريحيني وتقوليلى على الأقل انه اتصل بيا .. انه سأل عنى .. بدل ما تسيبنى أتعذب كده
ثم نظرت اليه وهتفت 
حرام عليكى ليه تحرمينى منه
قالت أمها پغضب 
هو اللى حرمك منه مش أنا
قالت سمر بعتاب 
انت بصيتى لكرامتك يا ماما ولزعلك منه لكن مبصتيش اذا كنت أنا محتجاه فى حياتى ولا لأ .. مش من حقك تحرميني منه طالما طلب يشوفنى .. أى زوج وزوجة لما بينفصلوا عن بعض المفروض ميدخلوش ولادهم فى خلافاتهم .. هما ملهمش ذنب .. حتى لو الأم کرهت الأب والأب كره الأم ولادهم هيفضلوا يحبوهم هما الاتنين .. وهيفضلوا محتاجينلهم هما التنين .. وحرام واحد فيهم يحرم التانى من ولاده .. حرام .. كان لازم تبصيلى أنا وتهتمى بمشاعرى أنا مش بمشاعرك انتى .. كان لازم تشوفى أنا محتاجه بابا ولا لأ .. عايزه أشوفه ويشوفنى ولا لأ .. حتى لو انتى كرهتيه أما مش هقدر أكرهه أنا بحبه حتى من غير ما أشوفه .. حرام عليكي اللى عملتيه فيا
ثم قالت باكية 
انتى كده قاطعه للرحم يا ماما .. بعدتيني عن بابا طول السنين دى .. عارفه ربنا بيقول ايه عن قاطع الرحم .. والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعڼة ولهم سوء الدار
ثم قالت 
عارف النبي صلى الله عليه وسلم بيقول ايه .. إن أعمال بني آدم تعرض على الله تبارك وتعالى عشية كل خميس ليلة الجمعة فلا ي عمل قاطع رحم
تنهدت أمها بأسها وهى مطرقة برأسها مغمضة العينين تشعر بالوهن .. ربتت سمر على ظهرها قائله بقلق 
ماما انتى كويسة 
أومأت برأسها دون أن تفتح عينيها .. لحظات وهضت وخرجت من الغرفة .. أسندت سمر برأسها الذى أصابعه الصداع الى وسادتها وهى تفكر فى أسى في اعترافات والدتها التى لم تكن تتوقعها قط .. عادت والدتها حاملة هاتفها .. أعطتها لها قائله 
ده رقمه .. احتفظت برقمه .. معرفش ليه احتفظت بيه .. بس وقتها كان التليفون فيه اظهار .. ولقيت نفسى بحتفظ بالرقم وبكتبه عندى فى ورقة
ثم قالت 
معرفش لو اتصلتى هتلاقى حد يرد عليكي ولا لأ .. أنا مجربتش أتصل بيه أبدا
تركتها أمها وأغلقت الباب خلفها .. نظرت سمر الى رقم الهاتف المدون فى هاتف والدتها .. هذا هو الخيط الوحيد الذى قد يصلها بوالدها مرة اخرى ..
ترى أتأخذ تلك الخطوة وتهاتفه .. لم تحتاج وقتا للتفكير .. اتصلت بأيدي مرتعشة وبقلب وجل ومشاعر مضطربة .. سمعت الرنين كالطنين فى أذنها .. ممل .. رتيب .. ثم 
ألو
صوت رجولى .. لم تستطع أن تتبين إن كان صغيرا أم كبيرا .. رد الصوت مرة أخرى 
ألو .. ألو
صوته أجش .. مازالت لا تستطيع تحديد سنه .. أغلق الخط ! .. حاولت الاتصال مرة أخرى 
أيو .. مين بيتصل .. الخط مفتوح رد
تنحنحت وقالت بصوت خاڤت جدا 
ألو
أيوة .. مين 
لا تعرف ماذا تقول .. لا تعرف إن كان والدها أم لا .. قالت بصوت مرتجف مضطرب 
أنا .. انا سمر .. ممكن أكلم .....
أرادت أن تقول بابا لكنها لم تستطع .. اغرورقت عيناها بالعبرات .. لم تنطق تلك الكلمة قط .. لم توجهها الى رجل قط .. كيف تنطقها الآن .. قال بصوت يبد وعليه آثار البكاء 
أنا كنت عايزة أتكلم مع الأستاذ .........
لم تكمل حديثها .. قاطعها الرجل قائلا 
سمر !
حاولت السيطرة على ارتجافة صوتها وهى تقول 
أنا .. أيوة اسمى سمر .. أنا لو سمحت كنت عايزه أتكلم مع الأستاذ ........ .. هو موجود 
لم تجد ردا .. فقط تستمع الى صوت تنفسه المضطرب .. فقالت بتوتر

أنا معرفش اذا كان ده رقمه ولا لأ .. الرقم قديم يعني ........
قطعت حديثها عندما سمعت الرجل يجهش فى البكاء وهو يهتف بإسمها قائلا 
سمر .. انتى سمر .. بنتى 
تساقطت عبراتها وعلاات الألم على وجهها .. أغمضت عينيها بشدة وصوته يسرى فى أذنيها لأول مرة .. قال بلهفة 
سمر .. اتكلمى .. انتى سمر بنتى مش كده 
قالت من بين شهقاتها 
أيوة
قال بصوت حمل كل معانى الشوق والهفة والحنين 
يا حبيبتى .. وحشتيني أوى أوى .. سمر اتكلمى عايز أسمع صوتك
ثم أجهش فى البكاء مرة أخرى .. قالت 
انا مكنتش أعرف انك اتصلت بيا .. انا كنت فاكرة ........
قاطعها بلهفة 
انتى فين يا سمر .. عايز أشوفك .. أرجوكى يا بنتى .. نفسى أشوفك .. قوليلى مكانك يا سمر .. عشان خاطرى قوليلى مكانك
قالت بسعادة من بين بكائها ودموعها وهى لا تصدق لهفته على رؤياها وعلى الحديث معها وعلى القدوم اليها 
أنا فى العين السخنة .. فى قرية اسمها الماسة .. أنا ......
صمتت لبرهه ثم قالت 
أنا فرحى بكرة
ثم أجهشت فى البكاء قائله 
ونفسى أشوفك أوى
قال بصوت مرتجف 
وأنا كمان نفسى أشوفك .. أنا هجيلك النهاردة .. ينفع يا بنتى .. ينفع أجيلك دلوقتى 
قالت بلهفة 
أيوة . أيوة ينفع .. تعالى .. هستناك
قال وضحكاته تختلط ببكائه 
طيب ادينى رقمك .. لو معاكى موبايل ادينه رقمه
أملته سمر هاتفها .. فوجدت رقما يتصل بها فقال بلهفة 
ده رقمى .. ماشى .. عشان لو معرفتش أوصل هكلمك .. انا جايلك حالا يا سمر .. ماشى يا بنتى .. حالا هجيلك
ابتسمت قائله وهى تمسح العبرات التى ټغرق وجهها 
ماشى مستنياك
أنهت المكالمة والتفتت لتجد والدتها واقفة أمام الباب وقد استمعت للمكالمة وعبراتها فى عينيها .. نظرت اليها سمر بأسى ثم قامت لترتمى فى أحضانها وهى تقول 
مش قادرة أستنى لبكرة قولتله ييجي دلوقتى .. عشان خاطرى متزعليش بس أنا بحبك وبحبه برده .. ومش عايزة أبعد عن حد فيكوا .. متزعليش منى
ربتت أمها على شعرها وت رأسها قائله 
مش زعلانه منك .. انتى اللى متزعليش منى
تها مرة أخرى فنظرت اليها سمر بفرح وهى تقول بلهفة 
انا مش مصدقه انى خلاص هشوفه .. ألبس ايه .. تعالى قوليلى ألبس يه .. طيب هو كان بيحب ايه عشان أعملهوله على ما ييجى
ابتسمت أمها من بين دموعها وهى تنظر الى ابنتها ولهفتها على ملاقاة أبيها .. شعرت وقتها الندم الشديد لحرمانهما من بعضهما طيلة الأعوام الماضية .. من أجل الٹأر لكرامتها الجريحة .. كان يجب أن تبدى مصلحة بنتها ومشاعرها على مصحتها هى ومشاعرها هى .. تنهدت فى أسى وهى تستغفر ربها على ما فعلت فى حق ابنتها الوحيدة
وقفت سمر فى الشرفة تنتظره .. اتصلت به مالا يقل عن 7 مرات .. كانت تطمئن عليه على ت بأن على مشارف القرية .. ارتجفت يديها و وهى تتطلع الى الطريق أسفل البناية .. لمحت سيارة تعبر الممر أمام البناية لتتوقف عندها .. خفق لبها بقوة وهى تنظر الى الأسل الى ذلك الرأس الذى خطه الشيب الذى نزل من تلك السيارة .. أن يدخل البناية رفع رأسه عاليا .. تلاقت نظراتهما الملهوفة .. تأملت وجه أبهيا من ذاك الارتفاع وهى لا تتحمل تلك اللحظات التى تفلصها عن القاء نفسها بين أحضانه .. دخل البناية فاتجهت الى الباب تهرول مسرعة .. دخلت والدتها غرفتها وأغلقت الباب .. بقيت خلفه تستمع الى ما يحدث .. فتحت سمر الباب وعيناها معلقة على المصعد تنتظر خروده .. انفتح باب المصعد .. لظهر أماهها رجل وقور قد بلغ من الكبر عتيا .. خطت سنوات العمر بيديها فوق جبينه وعلى جانبي رقبته .. يبدو على وجهة آثار الإجهاد .. لكن . شعرت بقوة ضمته اليها فأغمضت عينيها تتساقط العبارت منهما .. . بدا وكأنه لا يستطيع السيطرة على مشاعره التى فاضت حتى أغرقته وأغرقتها .. أبعدها عنه أخيرا لينظر الى وجهها الذى يراه لأول مرة منذ أن تركها رضيعة فى مهدها .. ارتجفت شفتاه وهو يقول 
سمر .. كبرتى .. كبرتى وبقيتي وعروسة جميلة
أجهشت فى البكاء مرة أخرى .. قال پألم ومرارة 
سامحيني أنا آسف .. والله أنا ندمان فوق مالا تتصورى .. ندمان انى سيبتك ومشيت .. ندمان انى دورت على نفسى وبس .. ندمان انى كان قلبى قاسى وجاحد .. حققت كل اللى سافرت عشانه .. بس مرتحتش .. مرتحتش أبدا .. كنت طايش لأبعد حد .. هربت من المسؤلية .. بس للأسف فوقت متأخر .. ولما حبيت أرجعك معرفشت .. سمحيني يا بنتى
عانقته سمر مرة أخرى مغمضة عينيها . لم تكن تبغى العتاب .. لم تكن تبغى فى الحديث عما مضى .. لم تكن تبغى سوى 
فتحت مديحة الباب وابتسمت فى وجه على قائل 
ازيك يا على .. اتفضل يا حبيبى
دخل على قائلا 
ازي حضرتك أخبارك ايه
قالت وهى تغلق الباب خلفه 
كويسة يا حبيبى الحمد لله ازى ماما و إيمان
ابتسم قائلا 
بخير الحمد لله
أشارت الى حجرة الصالون فجلس واضعا ما يحمله بيده فوق الطاولة .. دخلت مديحة غرفة أسماء قائله 
أسماء على جه ومستنيكى بره
هبت من ها قائله بدهشة 
على ! .. بس مقاليش انه جاى
ضحكت مديحة وقالت 
عادى يعني هو غريب .. يلا البسى واطلعيله
ارتدت أسماء ملابسها .. استها على ببشاشة .. ضحكت قائله 
ايه المفاجأة الحلوة دى
جلست بجواره فقال 
كنت قريب من هنا قولت أعدى عليكي وكمان أعملهالك مفاجأة
اتسعت ابتسامتها .. اخرج على من جيبه علبة من القطيفة واعطاها اياها قائله بإبتسامه عذبه 
شوفى كده ذوقى هيعجبك ولا لأ
نظرت الى العلبة بدهشة
 

96  97  98 

انت في الصفحة 97 من 99 صفحات