الأربعاء 18 ديسمبر 2024

ادم

انت في الصفحة 96 من 99 صفحات

موقع أيام نيوز


كل حاجة تبقى على سنجة عشرة يا آدم .. يعنى مش لازم نختار أغلى حاجة واقيم حاجة .. لو فكرنا بالطريقة دى يبقى هنستنى سنين زى ما بنقول
نظر اليها بأسى وقال 
نفسى يا آيات أجبلك كل اللى نفسك فيه
ابتسمت له بحب ونظرت اليه بعينان شغوفتان وهى تقول 
وأنا نفسى فى شقة صغيرة حتى لو ايجار .. وعفش على أدنا لحد ما ربنا يرزقنا نبقى نغير كل حاجة يا آدم

أحاطها كفها بين كفيه واقترب منها ينظر اليها بشغف قائلا 
بحبك
ابتسمت بعذوبه وهمست 
وأنا بمۏت فيك
ابتسم لها بحنان وقال 
متقلقيش يا حبيبتى ان شاء الله ظروفنا هتكون أحين
اتسعت ابتسامتها وهى تقول 
مش قلقانه .. أنا واثقة ان ربنا هيكرمنا أوى يا حبيبى
عادت آيات الى الشقة لتجد زياد جالسا مع سمر ووالدتها .. دخلت غرفتها .. بدلت ملابسها ووقفت فى الشرفة قليلا .. ثم ما لبثت أن اندفعت سمر تفتح باب الغرفة وناتها قائله 
آيات
خرجت آيات من الشرفة لتنظر الى وجه سمر الذى ينطق فرحا .. اقتربت منها سمر وقالت بحماس الأطفال وهى تضم كفيها معا 
خلاص حددنا معاد الفرح
نظرت اليه آيات بدهشة وهتفت 
بتهرجى
أطلقت سمر صيحة سعادة وهى تقول 
لا والله بتكلم بجد
اتسعت ابتسامة آيات وعانقتها قائله بسعادة 
مببروك يا حبيبتى مبروك فرحتلك أوى أوى يا سمر .. أنا مش مصدقة
نظرت اليها سمر وقالت بإبتسامة واسعة 
أنا اللى مش مصدقة .. أنا اشترطت على زياد خطوبة طويلة .. بس بجد أنا طول الشهور اللى فاتت وأنا كل ما أعرفه أكتر كل ما بحس براحه أكبر .. ولما كلمنى دلوقتى فى الفرح كان متوقع جدا انى هرفض .. فوجئ انى بقوله انى موافقة بس هستخير الأول .. حسيت انه طاير من الفرحة
ضحكت آيات قائله 
بركاتك يا زياد
ابتسمت سمر بتأثر وقالت 
عارفه يا آيات .. ساعات كنت بتخيل انى مش ممكن هتجوز أبدا .. مش ممكن هقدر أثق فى حد أبدا .. بس زياد معرفش ازاى قدر يخليني أطمنله أوى كده .. يمكن عشان هو فعلا انسان طيب أوى .. وبسيط أوى .. وواضح أوى .. من النوع اللى تقدرى تفهميه من أول مقابلة .. لا هو غامض ولا هو كتوم .. بالعكس شخصيته واضحة وصريحة وده اللى خلانى أثق فيه وأطمنله
قالت آيات بسعادة 
ربنا يتمملك على خير يا سمر
ثم قالت 
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما فى خير
تم تحديد موعد كتب كتاب على و أسماء موعد زفاف زياد و سمر .. كان يوما بهيجا حولها صديقاتها آيات و إيمان و سمر .. اللاتى كن يدللنها ويمرحن معها فأضفين جو من البهجة زادها سعادة فوق سعادتها .. كذلك أم على دمعت عيناها وهى ت عروس ابنها .. أحبتها 
جلس آدم شاردا فى مكتبه .. لا يفتر لسانه عن ترديد 
أستغفر الله
يعلم جيدا أنها مفتاح الرزق .. تمنى لو تمر الأيام سريعا ليستطيع توفير عش الزوجية ويتم زفافه على عروسه التى اشتاق لقربها .. أخذ يفكر فى حلول عديدة يستطيع بها زيادة ډخله ليسبق الزمن ويقلل من تلك الأيام التى تفصله عن حلمه .. سمع طرقات على الباب فاعتدل فى جلسته وأذن للطارق بالدخول .. دخل كريم بإبتسامته العذبه قائلا 
فاضى شويه
أومأ آدم برأسه .. جلس كريم قبالته ونظر اليه قائلا 
بص يا عم آدم .. انت بتعتبرنى أخ ليك ولا لأ
قال آدم على الفور 
طبعا يا كريم .. ده انت أكتر من أخ .. وبصرف النظر عن انك أخو آيات فربنا يعلم أنا بحبك ازاى وبحترمك ازاى .. وبجد بعتبرك مثل أعلى ليا
ابتسمى كريم قائلا 
ربنا يكرمك يا آدم .. لو اللى بتقوله ده مظبوط فعلا يبقى هتوافقنى على طلبى
نظر اليه آدم بإهتمام وقال 
أأمر يا كريم
قال كريم بخفه 
الأمر لله .. بص بأه .. ما تكون انت أخويا ف آيات أختى الملزومة منى .. أنا عارف اننا متكلمناش فى أى تفاصيل مين عليه ايه وقسمنا الجهاز بينا زى ما الناس بتعمل .. انت متكلمتش فى الموضوع ده ولا حددت أى حاجة
قال آدم بحرج 
عارف انى متكلمتش فى الموضوع ده بس مش زى ما انت فاهم .. أنا نفسى أنا اللى أجيب ل آيات كل حاجة .. وبعدين يا كريم انت أكتر واحد عارف ان المفروض كل حاجة تبقى على الراجل مش الست .. زمان لما كان الصحابة بيتجوزوا مكنش حد بيطلب من مراته انها تشاركه فى الجهاز .. كان بيجهز بيته على أد مقدرته .. وبصراحة أنا شايف انى حابب أعمل كده مع آيات .. ان جابت هى حاجات فى البيت أهو بيتها ..تجيب اللى هى عايزاه .. لكن محبش ألزمها بحاجة وأقولها عليكي كذا وعليا كذا
اتسعت ابتسامة كريم قائلا 
على فكرة أنا فاهم كلامك ده كويس .. وعارف انك متكلمتش فى حاجة عشان كده .. بس اللى عايزه أقولهولك انى حابب أهادى آيات
نظر اليه آدم وقد عقد جبينه فأكمل كريم 
الشقة اللى جمبى فاضيه .. وأنا هخدتها ل آيات
قال آدم بحزم وتقطيبة جبينه فى تزايد 
مفيش مشكلة هاديها زى ما انت عايز .. بس الشقة دى مستحيل نعيش فيها أنا وهى .. أنا اللى هجيب الشقة ل آيات حتى لو ايجار
تنهد كريم قائلا 
انت بتعمل فرق ليه
قال آدم بحزم شديد 
مش بعمل فرق بس معلش يا كريم الموضوع ده منتهى بالنسبة لى
قال كريم بعد تفكير 
طيب المبلغ اللى كنت هحطه فى الشقة أنا ههديها بيه .. وتجيبوا كل اللى ناقصكوا
قال آدم بضيق 
ودى برضة مرفوضة

.. مش هخليها تفرش هى الشقة وأنا يبقى مليش لازمه خالص كده
هتف كريم 
حيرتنى معاك .. طيب ايه يرضيك
قال آدم 
كريم اقفل الموضوع ده أحسن لانه منتهى بالنسبة لى
نظر اليه كريم قائلا 
طيب عندى فكرة .. خد انت المبلغ على سبيل السلف وابقى ردهولى فى الوقت اللى يريحك
فكر آدم قليلا وهو مقطب الجبين ثم هز رأسه نفيا وقال 
لأ برده
هتف كريم 
يا آدم متبقاش عنيد .. أقولك .. امضيلي وصل أمانه
نظر اليه آدم بإهتمام فقال كريم 
أظن كده مناسب .. امضيليى وصل أمانه أثبت حقى بيه .. وابقى ادفع فى المعاد اللى يريحك
تنهد آدم وبعد تفكير لفترة قال وهو يرفع حاجبيه بحزم 
أنا ممكن أخد الفلوس بشرط واحد .. هكتبلك وصلات أمانه مش وصل واحد .. كل وصل بمعاد محدد للدفع وبمبلغ محدد .. يناسبك كده
أومأ كريم برأسه مبتسما وهو يقول 
أيوة مناسبنى
أخرج كريم دفتر شيكاته ودون بياناته ثم أعطاه الى آدم الذى مزقه فورا وهو يقول 
ده لأ المبلغ ده كبير
تنهد كريم وهو ينظر اليه بغيظ .. ثم دون بيانات أخرى وأعطاه ل آدم الذى نظر اليه بعين الرضا .. ثم اخرج عدة أوراق وكتب وصولات الأمانه وسلمها الى كريم .. ثم نهض والتف حول المكتب معانقا اياها قائلا بإمتنان 
تسلم يا كريم .. انت فعلا راجل جدع أوى
ابتسم له كريم وقال 
يا عم متقولش كده .. ربنا يوفقكوا ويتمملكوا بخير
خرج كريم من مكتب آدم الذى اتسعت ابتسامته وظل يحمد الله بلسانه وقلبه وكل جوارحه .. خرج كريم ينظر الى وصولات الأمانه .. ثم .. مزقها الى قطع صغيره وألقاها مبتسما فى أول سلة قمامة قابلته !
جلست سمر ليلة عرسها تنظر الى فستان زفافها الأبيض الطويل وعيونها تلمع بعبرات خفيفه وباتسامه صغيره على ثغرها .. علقته فى مكان مرتفع حتى لا يتكرمش ثم دخلت الى ها بعدما شربت كوبا من اللبن الدافئ .. نظرت الى فستانها بفرح .. ثم ما لبثت أن اختفت ابتسامته اتدريجيا ولمعت العبرات فى عينيها أكثر .. حتى كانت عيناها كبئر فاض بمائه على ما حوله ..مسحت عبراتها بأصابعها وهى تحاول تمالك نفسها دون جدوى .. فتحت أمها الباب فجأة مبتسمة وهى تقول بمرح 
سمر .. أنا ........
تجمدت ابتسامتها على ثغرها وهى تنظر الى سمر الباكية .. اقتربت منها بلوعة وقالت 
سمر مالك .. اتخانقتى انتى و زياد 
هزت رأسها نفيا .. وهى تحاول أن تهدئ من روعها .. جلست أمها بجوارها وقالت وهى تمسح عبراتها بيدها 
أمال مالك يا حبيبتى
قالت سمر بصوت مرتجف وهى تضم قدميها الى صدرها 
كان نفسى بابا هو اللى يكون وليى ... ويكون موجود يوم فرحى .. حسه ان مليش حد .. كان نفسى هو اللى يسلمنى ل زياد ويقوله خلى بالك من بنتى .. متزعلهاش .. متضايقهاش .. كان نفسى أشوف الفرحه فى عنيه .. ويعيط ويقولى هتوحشيني يا سمر
أنهت كلامها لتجهش فى بكاء حار وهى تهتف 
لكن أنا مش فارقه معاه أصلا .. مش فارقه حتى انه يشوفنى ولا يطمن عليا .. خلفنى ليه طيب .. خلفنى ليه 
لم تتمالك أمها نفسها هى الأخرى ووضعت كفها على فمها لتجهش هى الأخرى فى البكاء .. قالت سمر بصوت باكى يئن ألما 
عارفه رغم كل السنين اللى فاتت دى .. أنا لسه عندى أمل انه فى يوم قلبه يحن ويسأل عليا .. عارفه لو جالى وقالى سامحيني أنا هعمل ايه 
نظرت اليها أمها لترى ذاك الألم الذى ينطق به وجه سمر ودموعها المتساقطة وهى تقول بمرارة 
هسامحه .. والله هسامحه .. وهنسى كل حاجة ..بس هو ييجى بس .. أو حتى يسأل عليا .. ده ميعرفش حتى اذا كنت عايشة ولا مېته
تنهدت أمها بقوة عليها تطفئ من تلك النيران التى شعرت بها داخل صدرها .. ثم نظرت الى سمر بتردد .. پخوف .. پألم .. بخجل .. بضيق .. بحنان .. بأسف .. وقالت 
لأ عارف
توقفت سمر عن البكاء لتنظر اليها دون فهم .. فأكملت أمها بصوت مرتجف 
عارف انك عايشة .. وانك كبرتى ودخلتى المدرسة .. ومش ناقصك حاجة
اتسعت عينا سمر فى محجريهما بشدة .. وفغرت فاها فى دهشة وقد شلت الصدمة لسانها .. لحظات وبلعت ريقها وهى تقول بلهفة 
يعني ايه .. وهيعرف منين .. مش فاهمة .. وانتى عرفنى منين .. انتى بتقولى ايه
قالت أمها وهى تغالب عبراتها 
أبوكى اتصل بيا يطمن عليكي يا سمر
أمسكتها سمر من ذراعها بقوة وهى تهتف بلهفة 
ماما انتى بتقولى ايه .. ازاى يعني .. بابا بيكلمك وانتى بتكلميه .. ازاى يعني .. ماما فهميني أبوس ايدك
هتفت أمها پألم وهى تعاود بكائها 
أبوكى المحترم بعد ما سابنى وسابك وسافر منعرفش عنه حاجة رجع افتكر بعد 15 سنة غياب ان عنده زوجة وبنت .. اتصل على تليفون البيت القديم الى كنا عايشين فيه .. حاول يعتذر ويتأسف كان ممكن أسامحه بس .........
ثم هتفت پغضب ومرارة 
لقيته بيقولى انه اتجوز واحدة من البلد اللى كان عايش فيها .. وخلف منها
 

95  96  97 

انت في الصفحة 96 من 99 صفحات