ادم
ثم فتحتها لتجد خاتما ذهبيا .. اتسعت ابتسامتها وهى تقول بسعادة
الله .. حلو أوى يا على
اتسعت ابتسامته هو الآخر وهو يرقب تلك السعادة على وجهها وقال
طيب الحمد لله ان ذوقى عجبك
نظرت اليه بحب قائله
أصلا ذوقك بيعجبنى على طول
ثم قالت بمرح
مش اخترتنى يبأه لازم يكون ذوقك حلو .. هو فى أحلى منى
انتى فعلا يا أسماء جميلة .. مش بس بشكلك .. لأ كمان بروحك وبطيبة قلبك .. عارفه .. أنا كنت ببعد عن أى علاقه حرام أو أى حاجة تغضب ربنا وكنت دايما بدعى ربنا انه يرزقنى بزوجة طيبة أحبها فى الحلال وتدخل قلبي .. والحمد لله ربنا رزقنى بيكي
اختفت ابتسامة أسماء وشردت وفى عيينها نظرة أسى .. قام على وجلس بجوارها على الأريكة ينظر بإهتمام الى لمعة عينيها قائلا
هزت رأيها نفيا وتلك اللمعة تتزايد فى عينيها .. وضع يده على ظهرها وهو يقول
لأ فى حاجة مضايقاكى .. كده تخبى عنى .. مش اتفقنا نكون صرحا مع بعض
نظرت اليه بأسى .. فقال متظاهرا بالڠضب
على فكرة لو ما قولتليش مالك هزعل منك بجد .. لانك كده بتعملى فرق بينا .. مش قولنا اننا خلاص بقينا واحد يا أسماء .. ولا نسيتى كلامنا
لأ منستش
ربت على ظهرها بحنان وهو يقول
طيب قوليلى مالك .. ايه اللى ضايقك
مسحت عبراتها وهى تنظر الى يديها قائله
افتكرت حاجة ضايقتنى
ايه هى
تساقطت عبراتها وجسدها ينتفض بخفوت .. أحاطها على بذراعه وهمس فى أذنها بحنان
حبيبتى اتكلمى معايا .. قوليلى مالك
نظرت اليه بأعين دامعه قائله
تجمدت الډماء فى عروقه وهو ينظر اليها وقد غارت عيناه .. اضطرب تنفسه وهو يسألها بخفوت
فى ايه يا أسماء .. ايه اللى كنتى مخبياه عليا
أجهشت فى البكاء وهى تنظر اليه قائله
نظر اليها دون أن يرد فأكملت باكية
من يوميها وأنا عايزه أقولك .. بس شوية أخاف وشوية أتردد .. خاېفة من ردفعلك .. بس بجد مش قادرة أخبى عليك .. حسه انى محتجالك أوى تساعدنى انى أنسى .. محتجالك تقولى كلام يخفف عنى
اتكلمى يا أسماء
أطرقت برأسها وأغمضت عينيها للحظات .. ثم .. قصت عليها ما صدر من هانى من تحرشات .. وما قاسته وعانت منه فى بيت جدها من خالتها واتهاماتها وطعنها فى عرضها .. انتهت من حديثها .. صمتت .. لا تجرؤ على النظر الى وجهه .. أخذت تفرك كفيها بعصبيه .. وهى تنظر أرضا .. تعلم أنها لربما أخطأت بالحديث معه .. واخباره بكل شئ .. لكنها لم تستطع أن تخفى عنه .. وأن تكتم بداخلها تلك الذكرى التى تؤرق مضجعها .. طال صمته .. بدأت فى بكاء مكتوم .. بصوت مرتفع وكأنها تخرج شئ حبيس بداخلها لم تعد تقوى على بقاءه .. كانت أمها تستمع الى حديثها جون أن تظهر واضحة للعيان .. أخذت تبكى بخفوت وهى تستشعر الجرم التى شاركت فيه .. ومدى ما أوقعت على ابنتها من ظلم ومعاناة .. همس على قائلا
عيطى .. خرجى كل اللى جواكى لحد ما تحسى انك مرتاحه خالص
لم تتوقف عن البكاء الا حينما شعرت بأنها أفرغت كل ما بداخلها من ألم وقهر .. رفعت رأسها تنظر اليها .. مسح عبراتها بحنان وهو يقول
قومى اتوضى وصلى ركتين هتحسى انك أحسن
تأملت تعبريات وجهة الحانية وهى تقول بصوت مبحوح
يعني مش زعلان منى
هز رأسه نفيا .. قالت بأسى
بس انت كدة ربنا محافظش على مراتك زى ما كنت عايز .. انت كان المفروض تتجوز
واحدة أحسن منى
رأت الحزن فى عينيه وهو يقول هامسا
مش يمكن دى غلطة ربنا عاقبنى عليها
نظرت اليه بعدم فهم قائله
مش فاهمة تقصد ايه
غير الموضوع على الفور .. وتنهد قائلا
قومى اتوضى وصلى زى ما قولتلك .. هستناكى
أومأت برأسها وتوجهت الى الحمام .. قام على ونادى مديحة التى كفكت دمعها بسرعة وتوجهت اليه تحاول رسم البسمة على .. سألها على بحزم قائلا
ممكن أعرف عنوان أخت حضرتك
اضطرب والدة أسماء وقالت
على هتعمل ايه
قال بحزم
عايز أعرفه
قالت برجاء
عايز العنوان لو سمحتى
بلعت ريقها بصعوبة وقالت
لا مش هديهولك يا على .. بلاش مشاكل .. الموضوع خلاص انتهى
لم يتوقف على لسماع المزيد .. بل فتح الباب وغادر .. جريت أمها خلفه تنادى عليه .. دون جدوى .. اتصل ب مدحت وطلب منه العنوان .. يبدو أن مدحت كان له رأى آخر غير مديحة .. اعطاه العنوان ثم قال
متأذيش نفسك .. أدبه بس من غير ما ټأذى نفسك يا على .. عيل تييييييييييييييت زى ده ميستهلش انك تضيع نفسك عشانه
توجه على الى العنوان .. صعد وسأل عن هانى ليخبرهأخيه الأصغر بأنه غير موجود .. لكنه على وصول .. جلس على أمام البوابة ينتظر قدومه .. رآى شاب قادم فى اتجاه البناية .. صفف شعره بطرقة غريبة وارتدى فى صدرة سلسلة فضية .. وفى يديه بعض الاكسسوارات الغريبة .. أراد الشاب المرور لكن على كان يسد البوابة بجسده .. سأله قائلا
انت هانى
قال هانى بلا مبالاة
أيوة
لم يكد ينتهى من فلظ الكلمة حتى قام على من مكانه ليلكمه فى أنفه تماما .. تقهقر هانى عدة خطوات الى الخلف حتى كاد أن يسقط من قوة اللكمة .. وضع يده على أنفه ليجدها قد تلونت باللون الأحمر .. صاح من الألم ثم نظر الى على بدهشة وقال
انت اټجننت يا واد انت
و أن يفيق من دهشته توجه الى على وهو يزمجر پغضب ليعقبه بلكمة أخرى فى وجهه .. ثم يجذبه من ملابسها ليسدد ركلة فى منتصف بطنه .. شهق هانى من قوتها ومن الألم الذى صړخت به بطنه .. لم يكن على مفتول العضلات لكن الڠضب منحه قوة خارقه .. تجمهر بعض الناس .. اقترب رجل فى محاولة لفض الشباك .. لكن احدى النساء صاحت بإحتقار
سيبه خليه يربيه .. ده عيل تيييييييييييت مسبش بنت فى الحته الا لما ضايقها ولقح عليها بكلامه ..
خلاص يا ابنى سيبه ھيموت فى ايدك .. ده كلب ميسواش
أخذ على يلهث بشدة .. عدل من وضع ملابسه .. ثم توجه الى هانى الملقى على الأرض ووجه غارقا فى دمائه .. جذبه من ملابسه وأوقفه ثم صعد به الى البناية تحت نظرات الجيران الشامته .. شهقت أمه بقوة على صدهى ترى ملابسه الممزقة والډماء المنفجرة من وجهه .. صاحت قائله
هانى مين عمل فيك كدة
أن يتمكن من الرد .. صاح به على پغضب
قول لأمك على اللى عملته فى بنت خلتك يا تيييييييييييت
نظرت أمه بدهشة الى على ثم الى هانى الذى أخذ يبكى من الألم ومن الوضع الذى وصل اليه .. صاح به على وهو يدفعه ليلصقه بالجدار
اتكلم يله .. قولها على اللى حصل
شهت أمه وهو تهتف ب على
هتف على بصرامة وعيناه تشعان ڠضبا
انطق قولها على اللى حصل
نظر الى أمه بخجل وأخبرها عن أفعاله المشينة .. أخبرها بأن أسماء لم تكذب عندما تهمته بمضايقتها وبالتسلل الى غرفتها .. نظرت اليه والدته بمزيج من الدهشة والحسړة والڠضب .. نظر اليها على وهو يلهث ثم قال
آدى ابنك اللى نصفيته على بنت أختك .. طلع عيل تييييييييييييييت
ثم الټفت وغادر البيت .. ظلت أمه تنظر اليه الى أن تحولت نظراتها الى الڠضب والإحتقار وهتفت به
بأه بعد أخرة صبرى فيك تعمل كده فى بنت أختى .. مش كفاية أرفك اللى بسمعه وكل شوية تطلعلى واحدة تشتكى منك ومن عمايلك السودة .. هى حصلت تعمل كده فى بنت أختى يا تييييييييييييييت
نظر اليها هانى بخجل الى والدته والى أخيه الذى ينظر اليه بإحتقار وتقزز .. انقلب أخيرا السحر على الساحر وظهرت حقيقته واضحة للعيان .. هدد أسماء وأراد ڤضحها .. فكانت الڤضيحة من نصيبة هو
بعد أقل من شهرين على تلك الأحداث .. تم زفاف على و أسماء ..
فى نفس الفترة تحدد موعد زفاف آدم و آيات بعدما وجدا شقة مناسبة لإستئجارها وانتهيا من فرشها فرشا متواضعا .. اختاراها قريبة من القرية حتى يستطيعا بسهولة الذهاب والعودة من عملهما ..
تم الزفاف فى قرية الماسة .. ذلك المكان الذى جمعهما من جديد بعدما ظن كل منهما أنه لن يرى الآخر مرة أخرى .. كانت آيات فى أبهى صورها .. لا تفارقها بسمتها .. دخل آدم الغرفة التى تزينت فيها ليتأمل عروسه الجميلة .. اقترب منها واداها باقة ورد صغيرة .. أخذتها منه وعيناها لا تفارق تلك العينان التى سړقتا قلبها .. اقترب منها ما جبينها .. نظر الى فستانها عارى الأكمام مبتسما وهو يقول
وناويه حضرتك تعملى ايه فى الحاجات اللى باينه دى
ضحكت بخفوت ثم ساعدتها إيمان على ارتداء كاب أبيض حريرى واسع أغلقته من الأمام لتخفى ما أظهره فستان عرسها من مفاتن .. أسدل آدم جزء من طرحة فستانها ليغطى به وجهها الذى زينته برقه .. ليخفى جمالها وسحرها عن الأعين المتلصصة .. فذاك الجمال وتلك المفاتن من حقه هو فقط .. ذهبا الى قاعتا الفرح .. فساعدتا سمر على خلع الكاب وعلى ضبط الطرحة .. ليبدأ الاحتفال بالعرس السعيد
دخلت آيات بيتها الجديد مع زوجها الحبيب وهى تدعو الله أن يديم فرحها ويبارك فى زواجها .. وقف آدم أمامها مبتسما .. ابتسمت له فى رقه ونعوده .. وضع يده على جبينها ودعا قائلا
اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه وأعوذ بك من شرها ومن شړ ما جبلتها عليه
عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم إذا تزوج أحدكم امرأة أو اشترى خادما فليقل اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه وأعوذ بك من شرها ومن شړ ما جبلتها عليه
اتسعت ابتسامته وهو ينظر اليها بحب قائلا
مبروك يا حبيبتى .. اخيرا بقيتي فى بيتى
بدلا ملابسهما واستعدا لصلاة ركعتين يؤمها آدم فيهما .. اتسعت ابتسامتها وهى تبادله نظراته المحبه الشغوف .. حمد الله فى نفسه ان يسر له أمر زواجه .. وأن سخر له كريم الذى ساعده وقدم له تلك السلفه