الأربعاء 18 ديسمبر 2024

ادم

انت في الصفحة 71 من 99 صفحات

موقع أيام نيوز


ﻧﻈﺮﺕ ﺍﻟﻴﻪ ﺑﺤﺪﺓ ﻭﺻﺎﺣﺖ 
ﺳﻴﺒﻨﻰ
ﻟﻤﻌﺖ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻓﻰ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺷﻔﺘﻴﻪ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺣﺎﺋﺮﺓ ﻣﺘﺮﺩﺩﻩ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﻀﻄﺮﺏ 
ﺁﻳﺎﺕ .
الحلقة 25 
عادت آيات الى غرفتها وهى ترتعش بشدة .. وقلبها يخفق بقوة .. توجهت الى النافذة تتأكد من كون آدم لم يتبعها .. جلست على ها ومازالت يداها ترتعشان .. أعادت فى عقلها ما حدث منذ قليل .. تملكها شعور بالخۏف والڠضب فى آن واحد .. خوف من أن يتعرض لها مرة أخرى وظلت تتساءل فى نفسها .. ماذا يريد .. لماذا تصرف هكذا .. يا لجرأته .. بل يا لوقاحته .. شعرت بالڠضب من امساكه بها وقربه منها على هذا النحو .. لم تشعر الا والعبرات تتساقط فوق وجنتيها .. ماذا يظننى .. كيف يتعامل معى بهذا الشكل .. أيظننى سهلة الى هذه الدرجة .. يقترب منى وقتما شاء وكيفما شاء .. كيف يجرؤ على الاقتراب منى ولمسى بهذا الشكل .. أبدلت ملابسها بملابس النوم .. فلم تشعر فى نفسها بأى رغبة فى العودة للحفل .. كانت تخشى أن تواجهه مرة أخرى .. وحتى وإن لم تواجهه .. لن تستطيع التحدث مع أى شخص الآن .. فالشى الوحيد الذى تشعر به الآن .. هو الرغبة فى البكاء .. لا تعرف تحديدا لماذا تبكى .. لكنها فقط كانت تريد أن تبكى .. وبكت !

فتح آدم باب الشاليه ولحقه زياد .. استته أمه قائله 
خلاص يا حبيبى أنا جاهزة وتممت على كل حاجة فى الشاليه
لكنها فوجئت به ي عليها ويمسك كتفيها قائلا وابتسامة واسعة على محياه 
آيات عايشه يا ماما .. مماتتش
اتسعت عينا أمه من الدهشة وقالت 
بتقول ايه يا ابنى
هزها بيديه وقال بحماس والسعادة فى عينيه 
بقولك آيات .. الحمد لله عايشة .. شوفتها يا ماما
نقلت أمه نظرها بينه وبين زياد فقد ظنت أن حزنه عليها جعله يتخيل رؤيتها .. قال زياد مبتسما 
شكلها فعلا ممتتش .. واللى ماټت دى كانت واحدة تانية
الټفت اليه آدم وقال بلهفة 
أنا مش قادر أصبر عايز أروح أشوفها تانى وأتكلم معاها
قال زياد محذرا 
اهدى شوية يا آدم .. البنت كانت هتطبلك الأمن .. مش عايزين مشاكل
شهقت أم آدم قائله 
تطلبلك الأمن .. ليه يا ابنى
فال زياد بمرح 
ابنك لما شافها فضل ماسك فيها مش عايز يسيبها والبنت كانت يا عيني مړعوپة ومخضۏضة وده برضه متبت فيها بإيده وسنانه
ابتسم آدم قائلا 
أعمل ايه يعني .. كنت هتجنن لما شوفتها أدامى
ثم قال بحزن 
بس مدتنيش أى فرصة أتكلم معاها .. ولا انى أشرحلها أى حاجة
قال زياد مطمئنا اياه 
متقلقش بكرة تتكلموا مع بعض وتقولها كل الكلام اللى جواك .. بس اهدى كده واعقل عشان الأمور دى متتاخدش الا بالهداوة
لم يستطع آدم النوم .. ظل ممددا فوق ه واضعا اللاب توب فوق قدميه يتأمل صورتها والابتسامه على لا تغادرهما .. لم يصدق حتى تلك اللحظة أن آيات مازالت على قيد الحياة .. تمنى أن يذهب اليها ويتحدث معها فما كان يطيق هذا الانتظار .. لكنه خشى أن يسبب لها المزيد من الخۏف .. اختفت ابتسامته وهو يتذكر كيف كانت خائفه منه .. فزعه .. تحاول افلات نفسها من بيد يديه پعنف .. تنهد وهو يعلم أن الأمر لن يتم بسهولة .. فبالتأكيد مازالت تحمل له فى نفسها البغض والرفض .. لكنه لن يدع الأمور على حالها .. يجب أن يقنعها بأنه تغير .. وأنه ترك كل ما يغضب ربه .. وبأنه عاد مرة أخرى انسانا نقيا .. وأنه نادم على كل ما فات ..تذكر جرمه فى حق نفسه .. وفى حق ربه .. فتساءل فى نفسه .. هل تت توبتى يارب .. هل عدت فعلا انسانا نقيا .. هل أمازلت غاضبا على .. شعر بالتكاسل لكنه أجبر نفسه على النهوض من ه .. توضأ وصلى ركعتين لله عز وجل .. يستغفره فيها ويرجو مغفرته .. ويرجو أن يقربه من آيات .. وأن تكون له دون سواه
جلس عاصى فى بار قريته .. فى احدى يديه كأسا وفى الأخر فتاة ! .. رن هاتفه فرد بلهفه 
ايه الأخبار
قال الشخص على الطرف الآخر 
ازيك يا أستاذ عاصى .. الحلفة خلصت دلوقتى
سأله بإهتمام 
ها ايه اللى حصل
مفيش حفلة زى أى حفلة .. بس كانوا مقسمين الستات فى جهه والرجاله فى جهه عشان كده معرفش أدخل وسطيهم وأدور على آيات
زفر عاصى بضيق قائلا 
وبعدين .. معملتش حاجة يعني .. زى ما روحت زى ما جيت
قال الرجل 
لا طبعا ودى تيجي .. صحيح أنا معرفتش أخدلها صورة كدة ولا كدة وهى جوه الحفلة .. بس لما طلعت خدتلها شوية صور فى الجون
سأله عاصى بلهفه وهو يبتعد عن الفتاة التى معه 
ها كمل
قال الرجل بحماس 
فى الأول افتكرتها هتمشى وتسيب الحفلة .. فمشيت وراها .. ولما لقيت واحد جاى نحيتها استخبيت وراقبتهم
واحد مين 
آدم خطاب اللى كان شغال فى جولدن بيتش
رفع عاصى حاجبيه قائلا 
كمل
كان باين عليهم بيتخانقوا .. هو ماسكها وعايز وهى بتزعق فيه وبتبعد عنه .. بس خدت صورة فى الجووون مش واضح فيها انها كانت بتزقه أو بتحاول تبعد نفسها عنه
ضحك عاصى قائلا 
حلو أوى كده .. الصورة دى هتعمل بيها زى ما اتفقنا
قال الرجل 
متقلقش يا أستاذ عاصى .. بكرة الصبح هتلاقى الخبر منور من الجرنال بتاعنا
شعر عاصى بالإنتصال ولمعت عيناه وهو يقول 
أما نشوف أنا ولا انتى يا بنت عمى .. ابقى خلى أخوكى ينفعك
سمعت آيات ضحكات صديقتيها تتعالى بعدما دخلتا البيت .. مسحت دمعاتها المتساقطة على وجهها بظهر يدها .. سمعت إيمان تقول ل أسماء 
شكلها نامت النور مطفى
قالت أسماء بمرح 
هربت من الحفلة وسابتنا نتعجن لوحدنا
طرقت أسماء الباب ثم فتحته ل .. تصدم من وجه آيات الباكى .. كانت جالسه فى منتصف ها الصغير وعينيها ممتلاتان بالدموع .. أت الفتاتان عليها وقال إيمان بدهشة 
آيات انتى كنتى بټعيطي
جلست أسماء بجوارها قائله 
مالك يا آيات حد ضايقك فى الحفلة 
قالت آيات بصوت مبحوح 
شوفت آدم
قالت أسماء 
دكتور آدم .. وبعدين .. كلمك 
أخذت تقص عليهما ما حدث بعدما غادرت الحفل .. فصاحت أسماء بحنق 
هو فاكر نفسه ايه .. ازاى يعمل كده
قالت إيمان وهى تشعر بالڠضب هى الأخرى 
بجد راجل مش محترم
قالت آيات بصوت مرتجف وقد شعرت برغبة فى البكاء مرة أخرى 
لما نادى عليا وشوفته محستش بأى حاجة .. عارفه أكنه واحد غريب عنى معرفوش .. لكن لما عمل معايا كده ومسكنى بالشكل ده بجد حسيت انى بكرهه .. ازاى يتجرأ ويعمل كده
قالت أسماء بحيره 
بس أنا مش فاهمة كان عايز منك ايه
قالت آيات پحده 
ولا أنا فاهمة .. كل اللى طالع عليه .. انتى مكنتيش معاها .. مفهمتش هو بيقول ايه خۏفت منه أوى شكله مكنش طبيعي خالص .. لولا ان كان فى واحد خارج من القاعة وندهتله مكنتش عرفت أهرب منه
قالت إيمان بحزم 
لازم تقولى لأخوكى يا آيات .. لازم يعرف ان فى معاكى راجل .. ممكن يكون عمل كده عشان فاكرك لوحدك وملكيش حد
قالت أسماء بإستغراب 
أنا أصلا مش فاهمة ليه يقرب منك كدة ويمسكك مش عايز يسيبك .. هو عارف كويس أوى ان خلاص كدة الموضوع انتهى وكمان هو أصلا مكنش بيحبك .. ايه بأه اللهفة اللى ظهرت عليه فجأة دى
قالت آيات بحنق 
معرفش ومش عايزة أعرف
سألتها أسماء 
هتقولى لأخوكى 
تنهدت آيات قائله 
أيوة بكرة ان شاء الله هعرفه بموضوع خطوبتى القدمة .. بس خاېفة أقوله على اللى حصل النهاردة يروح يتشاكل معاه
قالت إيمان بتشفى 
أحسن خليه يتشاكل معاه عشان يتربى ويتعمل الأدب .. أنا اصلا مش عارفه انتى ليه ما قولتيش لأخوكى انك كنتى مخطوبة ل آدم
قالت آيات بمرارة 
مجتش فرصة للكلام وبعدين محبتش أتكلم فى الموضوع ده وأفتحه تانى .. وكمان متخيلتش أبدا انه ممكن ييجي الحفلة أنى أشوفه .. أنا عارفه انه فى قرية منافسه لينا فقولت مستحيل نتقابل أبدا
ربتت أسماء على قدمها قائله 
طيب يا حبيبتى نامى دلوقتى وبكرة نفكر هنعمل ايه
حاولت آيات النوم لكن النوم خاصم جفونها .. ظلت مستيقظة حتى الفجر بقليل .. قامت وصلت ركعتى قيام الليل .. وصلت الفجر ووضعت جسدها على ها وغطت فى نوم عميق
استيقظ كريم وخرج من غرفته ليسمع أصوات فى المطبخ .. توجه اليه ليرى على يعد الفطار .. فإبتسم له قائلا بصوت ناعس 
صباح الخير يا على
الټفت له على قائلا 
صباح النور
توجه كريم الى الحمام بينما أعد على الطاولة ووضع فوقها الطعام المعد .. فتح الباب وتناول الجرائد الموضوعه أمامه ثم وضعها فوق الطاولة .. الټفت الاثنان حول طاولة الطعام فقال على 
الحفلة كانت حلوة امبارح أنا شايف ان الناس كانت مبسوطة
قال كريم وهو يلوك الطعام فى فمه 
أنا برده شايف كده .. طبعا كان في ناس مش عاجبها الوضع بس ده طبيعي .. لولا اختلاف الأراء لبارت السلع .. كل واحد بيدور على الحاجة اللى مناسبه له ولمبادئه ولتخليه مبسوط وضميره مرتاح
قال على وهو يتناول احدى الجرائد

من فوق الطاولة 
عجبنى فكرة الجرايد اللى بتتوزع على كل القرية كل يوم الصبح
ابتسم كريم قائلا 
فكرة آيات .. ما شاء الله عليها دماغها جامدة
تجمدت نظرات على على أحد العناوين فى الجريدة ثم ما لبث أن تغيرت ملامحه .. نظر اليه كريم بتمعن قائلا 
ايه .. متقولش بدأووا هجوم .. أصلا دى حاجة متوقعة .. أكيد فى ناس كتير مش هيعجبها الإسلوب المحترم اللى احنا شغالين بيه
بدا على على الوجوم وهو يعطى الجريدة ل كريم .. أخذ كريم الجريدة ونظر اليها ليتقلى الخبر الصاعقة .. تمتم يقرأه بصوت خاڤت 
مشهد عاطفى يجمع بين مدير قرية جولدن بيتش السابق و شقيقة مدير قرية الماسة
امتقع وجه كريم واحتقنت به الډماء عندما رآى الصورة المنشورة تحت الخبر .. آدم ممسكا بوجه آيات بكفيه مقتربا منها بوجهه وكلاهما ينظر
 

70  71  72 

انت في الصفحة 71 من 99 صفحات