روايه قبضه الاقدار
ما أن هم بالحديث حتي تفاجئ من مروان الذي أقترب من حلا محاوطا كتفها بذراعه و هو يقول مستفسرا بلهجة خشنه من بين نظرات قاتمه
في حاجه يا حلا
أرتفع رأس حلا التي كانت نظراتها ضائعة حزينة و قالت بنفي
لا . لا أبدا مفيش حاجه. أنا كنت بدي دكتور ياسين طلب و ماشيه علي طول
رفع مروان حاجبيه إثر نظرات ياسين الغاضبة و الذي قال بغرورو هو يمد يده ليصافحه
مد مروان يده يصافحه و هو يقول بتحفظ
مروان الوزان إبن عم حلا
إرتاح قليلا عندما علم بهويته و لكن مظهره و هو هكذا أغضبه لسبب مجهول لذا آثر إنهاء اللقاء قائلا برسمية تنافي رقته معها قبل قليل
متقلقيش يا حلا من الإختبار دا كان مجرد تقييم للمستويات. عن أذنكوا
لم تكد تجيبه لتجده أنطلق بسيارته بطريقه لم تعجب مروان الذي ناظرها پغضب قائلا
ناظرته حلا بإندهاش من عدائيته و قالت بعدم فهم
في إيه يا مروان ما قولتلك دا المعيد بتاعي و كنت جايه أديله طلب
أيوا يعني إلي هو إيه الطلب دا
حلا بتنهيدة
لا دا موضوع طويل تعالي أحكيهولك في العربيه
و بالفعل إستقلا السيارة و قصت حلا عليه ما حدث في ذلك الإختبار و ما تلاه لتختتم حديثها قائلة بحزن عميق
أشفق مروان عليها حين رأى يدها التي كانت تمررها فوق ملامح وجهه في الصورة فحاول إخراجها من حزنها قائلا بتفكير
إزاي غابت عن بالي الفكرة دي !
نجح في جذب إنتباهها فقالت بعدم فهم
فكرة إيه
مروان ببراءة
عم مجاهد كان بيلف عمامة سودا عالعصيان عشان يعمل فزاعة و يطرد بيها الغربان
طب و إيه المشكلة
مروان بمزاح
و يعمل فزاعة ليه و إنتي موجودة . دانتي لو طلعتيلهم بمنظرك دا كفيل يخليهم يقطعوا الخلف مش يهربوا بس .
إنهالت فوق رأسه بضربات متتالية و هي تقول بحنق
بقي أنا فزاعة يا حيوان طب و ربنا لهوريك ..
كانت جنة مستلقية علي الأريكه بينما فرح قامت بوضع وسادة أسفل رأسها لترتاح أكثر في نومتها و إمتدت يدها تمررها بحنان علي وجنتيها قائلة
أجابتها جنة بإمتنان
مرتاحه يا فرح تسلم إيدك
فرح بحنان
مش عايزة أي حاجه اعملهالك قبل ما تروح القصر
لو ممكن تجبيلي كتاب اتسلي فيه من بتوعك
ابتسمت فرح بحنان و توجهت إلي مكتبتها الصغيرة و قامت بجلب كتاب شيق تعلمه جيدا و ناولتها إياه و ما أن إمتدت يدها
لتناولها إياه حتي إرتجفت يد جنة و سقط الكتاب أرضا فوقعت منه ورقة صغيرة إهتز لها قلبها و قد علمت فحواها ما أن رأتها فقامت علي الفور بإلتقاطها و وضعها في جيبها الخلفي بينما إرتسم الحرج و التوتر علي ملامحها فقالت جنه بإستفهام
فرح بنبرة مهتزة
لا أبدا دي ورقة كاتبه فيها شويه حاجات عجبتني في الكتاب . متشغليش بالك . أنا هروح دلوقتي و
الخدامة هتيجي تقعد معاك عشان لو إحتاجتي حاجه . و أنا مش هتأخر هستأذن من سالم بيه و أجيلك علي طول
أنهت حديثها و توجهت للخارج و هي تتنفس بصعوبة فهي تخجل من معرفة شقيقتها بأنها مازالت تحتفظ برسائله للآن لم تعد تفكر به
و جفت بحور الإشتياق بقلبها حتي أنها قامت بالتخلص من كل ما يحمل رائحته و لكنها أبقت علي هذه الرساله حتي تذكرها بألا تثق في رجل مجددا و قد أتت في وقتها الصحيح فجميع الرجال خونه و كاذبون و هي لن تنخدع بهم مرة أخرى فيكفيها ما نالها و شقيقتها منهم حتي الآن .
هكذا كانت تقنع نفسها و هي تتوجه إلي المكتب حيث وجدته كان يجري اتصالاته و الڠضب باد علي محياه و تجلي في نبرته حين قال
يعني إيه يا سلمي جايه تقول دلوقتي أنها مش هتقدر تسافر معايا . هو تهريج
زفر بحنق حين جاءه الرد علي الطرف الآخر فقال بتهكم
توقيت مناسب للولادة ! طيب أقفلي أنا هتصرف
ناظرته بإستفهام تجاهله حين قال بخشونه
جنة عامله إيه دلوقتي
أجابته بإختصار
كويسه الحمد لله
كانت ملامحها متجهمة و نبرتها قاتمه مما جعله يرفع إحدي حاجبيه قائلا بإستفهام
متأكدة
أومأت برأسها قائله
متأكدة هكذب عليك ليه
لهجتها الباردة و ردها العدائي جعلوه شبه متأكد من وجود خطب ما و قد شعر برغبة ملحه لمعرفته فقال مراوغا
ميبقاش قلبك ضعيف كدا دي مجرد غربان و متحطيش كلام عم مجاهد في دماغك هو مزودها شويه
خرجت الكلمات منها بحدة أذهلته
و هي الغربان دي مش كائنات حية و بتحس بردو زينا
أجابها بسخريه
أنتي معاهم و لا مع أختك
أنا مع الحق . و علي فكرة عم مجاهد مش مزودها و لا حاجه الغربان فعلا بتعمل محاكم بينهم و بتطبق الحق إلي البشر مبيعرفوش يطبقوه !
قولي إلي عندك علي طول مابحبش أسلوب رمي الكلام دا !
هكذا أجابها لتدرك أنها تمادت قليلا فرسمت اللامبالاة علي ملامحها و هزت أكتافها قائلة
لا مش ترميه كلام و لا حاجة دا مجرد رد علي كلامك مش أكتر .
شعر بكذبها و لكنه لم يطيل الأمر كثيرا إذ قال مغيرا
الموضوع
هتبقي نشوف الموضوع دا بعدين . المهم دلوقتي جهزي نفسك عشان هنسافر يومين شرم الشيخ
صدمها حديثه فقالت بإندهاش
نعم مين دول إلي هيسافروا شرم الشيخ
ناظرها بإستمتاع من مظهرها المصډوم و قال بهدوء ليزيد من ڠضبها
أنا و انتي !
دا إلي هو إزاي
سالم بهدوء جليدي
السكرتيرة بتاعتي معاد ولادتها كان أول الشهر و فجأة ولدت إمبارح و في مؤتمر مهم في شرم و مينفعش أعتذر عنه و أكيد مش هسافر من غير سكرتيرة فقررت أخدك معايا !
أبتسمت بتهكم و تابعت پغضب
و حضرتك بتقرر بناءا علي إني شنطه هتاخدها معاك
كان ڠضبها مثيرا بحق لذا تابع ليستفزها أكثر
لا بناءا علي إني مديرك و أنتي سكرتيرتي .
فرح بانفعال
بس أنا مش جاهزة للسفر دلوقتي
سالم بتقريع خفي
السكرتيرة البروفيشنال مينفعش تقول للشغل لا . دا أولا . ثانيا و دا الأهم أنتي زعلانه ليه دي فرصة أختبر فيها قدراتك و أشوف بعيني مؤهلاتك يمكن أعيد النظر و أقبل أشغلك في الشركه بتاعتي !
ذلك الرجل يمتلك نصف إستفزاز العالم و أكثر من ثلث عجرفته و تود لو أنه يبتلع لسانه الذي يلقي بها في فوهة بركان ثائر ويجعلها تعجز عن الرد علي إستفزازه .
متنسيش إنك ماضيه عقد و أنا في شغلي مبهزرش
كانت تلك الجملة التي قالها ما أن رآي
ڠضبها يتصاعد ليجعلها تبتلع جمراته بصعوبه قبل أن تقول من بين أسنانها
و السفر دا أمتا
النهاردة بالليل
أجابها بهدوء فأخذت نفسا عميقا بداخلها قبل أن تقول بإذعان
طب و جنة هعمل معاها إيه
متشغليش بالك بيها أنا هرتب كل حاجة . ياريت تجهزي نفسك بسرعة . و مش محتاج أقولك تهتمي بمظهرك لإن دا مؤتمر عالمي و أنتي هتبقي واجهة لشركة كبيرة !
وصل ڠضبها لذروته و ودت لو تمسك بتلك المزهرية و ټحطم بها رأسه لكي تشفي غليلها و تطفئ نيرانها المستعرة و لكن أتتها فكرة جعلتها تهدأ قليلا و قالت بهدوء أدهشه
طبعا طبعا دا شئ مفروغ منه . بس إلي أعرفه إن الإنسان بيتقيم من خلال شغله مش من خلال مظهره و دا المسموح لحضرتك تطلبه مني غير كدا لا . عن إذنك عشان اروح أجهز نفسي و أعرف جنة
لم يجيبها فقد علم من ملامحها بأنها قد وصلت إلي ذروة الڠضب فاكتفي برسم ابتسامة تسلية علي ملامحه و هو يناظرها تغادر و لكن لفت انتباهه شئ صغير سقط منها فتوجه لرؤيته فوجد ورقة صغيرة مطويه تحمل عطرا رجاليا فجعد ما بين عينيه و قام بفتحها لتتجمد الډماء
في عروقه و تتحول لبراكين ڠضب حين قرأ محتواها .
كان سليم في غرفتة يمارس الرياضه پعنف و كأنه يخرج بها شحنات و مشاعر لا يستطيع التصريح بها تطارده كأشباح لا يستطيع مواجهتها جل ما يستطيع فعله هو الهرب منها و قد تجلي ذلك في حركاته العڼيفه فوق الجهاز و قد تلاحقت أنفاسه و بدأت عظامه تئن عليه ۏجعا فترك ما بيده و أخذ يزفر أنفاسه بقوة و كأنه يطرد رائحتها العالقة ب الذي توقفت نبضاتة
حين سمع صوت والدته الآتي من خلفه
بتهرب من إيه يا سليم
صدم سليم من كلماتها و ظهورها المفاجئ و نظراتها الثاقبة التي كانت تطالع حالتة التي جعلتها تتأكد من ظنونها و شكوكها حوله و قد فهمت محاولته لمراوغتها حين قطب جبينه مدعيا عدم الفهم
بهرب ! سليم الوزان مبيهربش يا حاجه . دانا حتي تربيتك
أقتربت منه أمينة قائله بنبرة ذات مغزى
و دا عشمي فيك يا سليم
رفع إحدي حاجبيه قبل أن يقول بإستفهام
وراك إيه يا حاجه كلامك دا مش من فراغ
ابتسمت أمينة و هي تطالعه بفخر قبل أن تقول
يوم ما ولدت سالم فرحة الدنيا مكنتش سيعاني إني جبت لأبوك الولد و كنت أقعد أناكف فيه و اغنيله يوم ما قالولي ولد ضهري أتشد و أتسند كان يضايق و يقولي و أنتي حد يقدر يدوسلك علي طرف يا أمينة كنت أضحك و أجري عليه أصالحه و لما ولدتك أنت جري هو عليا و باس راسي و قالي بقيتي أم الرجالة يا أمينة. عملتيلي العزوة إلي كان نفسي فيها . أبوك كان حاسس بالوحدة بسبب أن عمك عاش طول عمره بره فكان عايز يعمل عيلة كبيرة و محسش أنه عملها غير لما جيت أنت. يومها قربت منك و أوي عشان كنت سبب في فرحة كبيرة ليا و ليه . أنت إلي عملتنا عيلة . بعد ما جيت أبوك بطل يتحايل علي عمك عشان يرجع و قالي خلاص عزوتي حواليا. و فعلا كنت طول عمرك أنت و أخواك عزوته و سنده . و هو بېموت قالي أنا مطمن عليكي عشان سايبك وسط رجالتي يا أمينة
رقت ملامحه لحديث والدتة التي ذكرته بوالده الراحل و ذكرياتهم الرائعة معه فاقترب منها و قام بإمساك يدها و قبل باطن كفها و هو يقول بحب
إحنا نفديكي بعنينا يا ست الكل
مدت يدها تمررها فوق خصلات شعره و هي تقول بحنان
تعيشلي يا حبيبي. ربنا ما يحرمني منك و يهديك ليا أنت و أخوك و أختك.
شعر بشئ ما بين طيات حديثها و لكنها تابعت بنبرة ذات مغزي
ولاد منصور الوزان إلي بفتخر بيهم و أنهم نسخة من أبوهم إلي عمره ما صغرني و لا خلاني رجعت في كلمة قولتها أبدا و أكيد
انت هتبقي زيه
إيه رأيك يا حاجة تقولي إلي أنتي عيزاه مرة