الأربعاء 25 ديسمبر 2024

روايه قبضه الاقدار

انت في الصفحة 36 من 69 صفحات

موقع أيام نيوز


. سليم لحقني قبل ما يوصلولي 
قالت جملتها الأخيرة و هي تنظر نحوه في خلسه بينما زينت وجنتاها حمرة الخجل و تزايدت ضربات قلبها إثر نظراته التي كان بها شئ مختلف و هو يناظرها و لكنه سرعان ما غلف نظراته بأخري لا مباليه تتنافي مع إرتجافه قلبه لدي رؤيه ذلك الشعاع الذي يطل من بحرها الأسود الواسع الذي أصبح عليه المقاومة حتي لا يغرق به أكثر .

تفاجئ بفرح التي إندفعت إليه تقول بإمتنان 
مش عارفه أشكرك إزاي يا سليم بيه . 
قاطعها حين قال بخشونه 
أنا معملتش حاجه . أي حد مكاني كان هيعمل كدا 
لم تتفاجئ من إجابته فهي تعلم مقدار عجرفة تلك العائله و للحظه إشتبكت عيناها بخاصته و التي وجدت بها نظرة غريبه أربكتها و لكنها سرعان ما تحولت لساخرة تتنافي مع لهجته حين قال أخيرا موجها حديثه لجنة المستلقيه علي الأريكه
متأكدة أنك كويسة 
أومأت برأسها و هي تقول بخفوت 
متأكدة 
كانت تهاب سالم كثيرا و تجلي ذلك بوضوح في عيناها و قد تذكر ذلك اللقب الذي أطلقته عليه و هو الديكتاتور فهو قد سمعها و هي تخبر الفرس بذلك و لذلك إرتسمت بسمة خاڤتة علي ثغره سرعان ما محاها فقد كانت دقيقة في
وصفها لشقيقه فهو بالفعل ديكتاتور و لكنه تذكر بأنها أطلقت عليه لقب هتلر و جزء منه قد وافقها الرأي فهي لم تري منه سوي الجانب المتوحش فقط .
كانت هناك عينان تراقبه بإهتمام و تحلل جميع تعبيراته التي أشعرتها بأن هناك خطړ محدق يحاوطهم و قد قررت التصدي له .
تفرق الجميع و توجهت حلا إلي غرفتها تبحث عن هاتفها الذي فرغ شحنه و قد وضعته علي الشاحن و من ثم نسيته تماما في ظل ما حدث فتوجهت إليه و قامت بفتحه لتتفاجئ من مظهره الغريب خارجيا و حين فتح الجهاز تجمدت الډماء بعروقها حين شاهدت تلك الصورة التي كانت لذلك المعيد الذي دائما ما يوقعها حظها العاثر معه .
لم تكد تتجاوز صډمتها حين رن الهاتف فجأة و لدهشتها فقد كان رقم هاتفها فأجابت علي الفور ليأتيها صوته الغاضب حين قال صارخا 
أخيرا حضرتك تكرمتي و فتحتي التليفون 
جفلت من صراخه و قالت بتلعثم 
إيه هو حصل إيه . و تليفون مين دا 
جاءها صوته الغاضب حين قال متهكما
بذكائك كدا هيكون تليفون مين دا 
تلبسها ثوب الغباء فقالت مرددة حديثه 
آه صحيح تليفون مين دا 
نفذ صبره و قال بصړاخ 
تليفوووني.. إلي حضرتك أتلخبطتي و خدتيه و سبتيلي تليفونك .
أيقظها صراخه من حاله الصدمة التي سيطرت عليها و قالت بحدة 
مسمحلكش تكلمني كدا علي فكرة و بعدين ماهو أنت لو مكنتش ظلمتني و قولت عليا غشاشه مكنش زمان كل دا حصل 
أبتلع غضبه بصعوبه بالغه قبل أن يقول محذرا
متبدأيش بالعبط بتاعك دا عشان أنا علي آخري و مش فاضيلك و بسببك اضطريت أأجل سفري و كل حاجه أتعطلت 
خرج صوتها فرحا حين قالت 
إيه دا بجد هو أنت مسافر 
إندهش من نبرة الفرح التي تخللت صوتها و قال بإستنكار 
ومالك فرحانه أوي كدا إني مسافر 
خرج الكلام بإندفاع من بين 
والله دا يوم المني لما تسافر . علي الاقل أضمن إني مسقطش !
دا أنا إلي هضمنلك أنك متنجحيش طول حياتك لو تليفوني مجاليش دلوقتي أهوه سامعه 
كان صوته غاضبا يتخلله ټهديد صريح جعلها تدرك ما تفوهت به و حجم الموقف الذي وضعت نفسها به بسبب إندفاعها فقالت تحاول تهدئته 
طب و إيه العمل دلوقتي هجبلك تليفونك إزاي أنا 
أجابها بإختصار 
أنتي ساكنه فين 
حلا بغباء 
أشمعنا 
ياسين بتهكم
أبدا جاي أطلب إيدك ! 
للحظه شعرت بخفقه قويه في قلبها إثر كلمته التي أتبعها صوته الغاضب حين قال 
أكيد عشان آجي آخد تليفوني يا ذكيه !
خرج صوتها متلعثما حين أجابته بلهفه 
لا طبعا تيجي فين مش هينفع خالص .
كان الڠضب يأكله من الداخل من هذا المأذق الذي وضعته به الظروف و لكن كان هناك سببا آخر كان يستبعده و هو تلك الصورة لها مع ذلك الشاب التي كانت خلفيه لهاتفها و لا يعلم
لما شعر بالڠضب حين وجدها نعم كانت تجذبه كفتاة جميلة و لكنه لم يكن يشعر بأكثر من ذلك لذا حاول تناسي الموضوع برمته و لكنه لم يستطيع

فظل طوال الليل ينظر إلي تلك الصورة بمشاعر مختلطة منها غاضب و منها متهكم و خاصة و أنه يتذكر جيدا أنه لم يجد خاتم خطبة في إصبعها مما جعل هاجس يهاجمه بقوة وهو أنها فتاة لعوب و لكنه تخلص منه علي الفور و نهر نفسه ألا يكون شخصا ظالما و حاول بكل ضراوة أن يقمع فضوله الذي كان يغريه بالعبث بهاتفها حتي يتأكد من ظنونه و ظل علي حاله طيله الليل إلي أن غفي و الهاتف بيده و أستيقظ متأخرا و حاول مرارا و تكرارا الإتصال بها علي هاتفه و لكنه كان دائما مغلق مما أثار جنونه .
أنتي عايزة تجننيني هو إيه إلي مش هينفع بقولك ورايا سفر و عايز تليفوني !
صمتت لثوان قبل أن تقول پغضب
علي فكرة بقي مش لوحدك إلي عايز تليفونك أنا كمان عايزة تليفوني . بص هقولك أنت عرفني مكانك فين و أنا هحاول أجبهولك 
زفر بحنق قبل أن يخبرها بأنه سينتظرها بأحد النوادي
فإستنكرت قائله 
أقابلك في نادي بتاع أيه أن شاء الله هو أنا كنت صاحبتك ! بص أنت تستناني عند الجامعه و أنا هاجي أديهولك و آخد تليفوني و أمشي علي طول .
أستغفر بداخله قبل أن يقول بإختصار 
موافق 
اتفقا علي أن تكون المقابله بعد نصف ساعه من الآن و بعدها قام بإغلاق الهاتف في وجهها مما جعلها تسبه بداخلها جميع أنواع السباب الذي تعرفه ذلك المتحذلق المغرور من يظن نفسه حتي يعاملها هكذا .
كان مروان يتوجه إلي سيارته ينوي الذهاب إلي المدينه حتي يحضر بعض الاشياء لريتال أبنو أخاه التي تعاني من مرض العزلة و تخاف كثيرا من الغرباء فتفاجئ بحلا التي كانت تناديه و هي تلهث فقد قطعت المسافه من الأعلي إلي الأسفل ركضا حين شاهدته من نافذتها يتوجه إلي سيارته فما أن سمع صوتها اللاهث حتي توقف و قال بإستفهام 
إيه يا بت بتجري كدا ليه ليكون في حدايه بتجري وراكي أنتي كمان 
حلا بتهكم 
الحدايه دي تبقي خالتك يا خفيف 
مروان بمزاح
لا تبقي عمتك ياختي . واقفه في البلكونه بتبصلنا إزاي و لا أكننا سارقين عشاها
حلا من بين ضحكاتها
طب حاسب لتسمعك و تنزل تكسر دماغك . المهم قولي رايح فين كدا 
مروان و هو يستقل سيارته 
نازل إسماعيليه أجيب شويه حاجات عايزة إيه !
تفاجئ بها تستقل السيارة بجانبه و هي تقول 
جايه معاك !
مروان بسخريه
ناقص قرف أنا ! دانا طفشان منك تقومي تيجي معايا أنزلي يا بت مش طالبة وش 
لم تكد تجيبه حتي لمحت في المرآه سما التي كانت تناظرهم من بعيد فألقت عليه نظرة خبيثه قبل أن تقول بمكر
لو مطلعتش في خلال ثواني هتلاقي سما كمان جايه معانا . أنت حر 
ما أن سمع حديثها حتي أنطلق بسيارته و هو يقول بحنق
لا و علي إيه مش ناقص إلا الأرمله السوداء دي كمان تيجي معانا . مش طالبه كآبه 
قهقهت حلا علي حديثه و لم تعلق بشئ و حين وصلوا إلى المدينه إستغلت إنشغاله بمكالمة هاتفية و قالت 
بقولك إيه يا مروان نزلني عند الجامعه هقابل حد أديله طلب و آجي علي طول
أومأ برأسه بينما ظل منشغلا بمكالمتة الهاتفية و بينما هي تترجل من السيارة شاهدت ذلك الذي كان يقف بجانب سيارته أمام الجامعة ينظر إلي ساعته و ه يزفر الهواء بحنق فتوجهت إليه بكل غرور و خطوات متمهلة و كأنها تريد إشعال غضبه أكثر بينما رسمت قناع البراءة فوق ملامحها و هي تقف أمامه تمد إليه هاتفه قائله بعنجهيه 
تليفونك !
تابع ملامح وجهها و قد إغتاظ بشدة حين وقعت عيناه علي ذلك الشاب في السيارة التي أقلتها فلم يستطع منع نفسه من توبيخها قائلا
أكتر إنسانه غير مسؤوله و معندهاش تقدير للوقت شفتها في حياتي !
تصاعد ڠضبها من توبيخه و قالت بإستنكار 
غير مسؤوله و معنديش تقدير للوقت ليه إن شاء الله 
ناظرها بسخط تجلي في نبرته حين قال 
أولا عشان موقف التليفون دا. في حد ينسي تليفونه و ياخد تليفون غيره كدا ! لا و كمان قفلاه من إمبارح !
حلا بإندفاع 
علي فكرة دا كان فاصل شحن و أنا نسيته في الشاحن و نمت 
ياسين بتقريع
مش بقولك غير مسؤوله أفرض خطيبك رن عليكي يلاقي تليفونك مقفول كدا عادي 
ناظرته بإندهاش و قالت بعدم فهم 
خطيبي ! خطيبي مين 
رفع الهاتف في وجهها و خرجت الكلمات من فمه غاضبه حين قال
البيه إلي معاك في الصورة دا أيا كان خطيبك و لا حبيبك و لا حتى صاحبك 
تحولت نظراتها حين وقعت علي صورتها مع حازم في يوم ميلادها و ترقرقت العبرات في مقلتيها و هي تقول بحزن 
دا لا خطيبي و لا حبيبي و لا صاحبي . دا
أخويا .
سحبت

نفسا عميقا قبل أن تتابع
الله يرحمه !
صدمة قوية نالت منه حين شاهد العبرات تترقرق في مقلتيها و صوتها المرتجف و ملامحها الحزينة حين أخبرته عن شقيقها المټوفي فتحمحم بحرج قبل أن يقول بنبرة هادئه
البقاء لله . أنا
بعتذر مكنتش أعرف 
هزت رأسها قبل أن تقول بصوت متحشرج 
لا عادي محصلش حاجه . أتفضل تليفونك .
أخذ الهاتف من يدها و ناولها هاتفها فرفعت رأسها تناظره بعينان حزينتان للغايه و هي تقول بنبرة خافته 
أنا بعتذرلك عن إلي حصل عن إذنك
نسي موعد سفره و نسي كل شئ و وجد نفسه يقول بإندفاع 
لا أبدا محصلش حاجه . لو حابه نقعد نشرب حاجه شكلك متضايق 
أجابته بحزن كبير 
لا مش هينفع عشان متأخرش . و كمان عشان معطلكش عن سفرك 
رق قلبه لنظراتها الحزينه و ملامحها المتألمه و قال بلهفة 
مفيش عطله و لا حاجه . أنا بس مش عايزك تمشي و أنتي متضايقه كدا . هو مټوفي بقاله قد إيه 
حلا بنبرة خافته متألمه
أربع شهور 
شعر بالشفقه علي مصابها و تألم لأجلها كثيرا و ظهر ذلك في نبرته حين قال مواسيا 
ربنا يرحمه. كلنا ھنموت دا قضاء ربنا و محدش له في نفسه حاجه .
هزت رأسها تحارب إنسياب الدمع مع عيناها و هي تقول بنبرة مبحوحة 
عندك حق . بس أنا مكنتش عامله حسابي أنه هيمشي بسرعة أوي كدا . حتي من غير ما يودعني !
ود لو يقترب منها و يزيل بأنامله ذلك الدمع العالق بين جفونها و يزيح جزءا من حزنها الذي لون ملامحها الجميلة و قد فهم لما كانت حزينة ذلك اليوم و
 

35  36  37 

انت في الصفحة 36 من 69 صفحات