روايه سجن العصفوره
من انها كانت متأكده من انه كان يعلم كل التفاصيل مسبقا من جواسيسه الا انه استمع اليها باهتمام شديد وهى تروى له احداث يومها...رغما عنها وجدت نفسها تخبره عن سبب رفضها لدعوة المنطاد بعد الغروب ... وأخبرته بحياء انها كانت تتمنى وجوده معها ولو كان رافقها للكانت تجرئت وخاضت التجربه... فرحت للغايه عندما فزع من مجرد تخيل فكرة ركوبها للمنطاد وقال ... لو كانوا اتجرؤا وعملوها من غير اذنى كنت قټلتهم كلهم ...
ملامح وجهه ڤضحت شعوره بالاستمتاع لما كانت تحكيه له فاضطر للاعتراف باستسلام .. بحب اسمعك وانتى بتحكى ..بتخلي الحاجات كأنها عايشه ...وصفك ممتع وجهها احمر من الخجل ...
ادهم ...حبيبي انا جيت
ادهم نهض بأدب لتحيتها ... وامسك يد هبه بلطف وساعدها للنهوض
هبه اعرفك ..الفنانة فريدة جمال
فريده...هبة مراتى
هبه وجهت لها نظرة تحدى وقالت ... وعرفتى ايه بقي
فريدة ارتبكت مع احساسها بحدة هبه في الرد...ووجهت نظرة استنجاد لادهم ...الغريب في الامر ان ادهم كان مسترخى جدا وكأنه كان يستمتع بما يحدث ...
غدا ايه بقي.. انا اساسا ببلع بالعافية وبعد ماهى تنضم لينا خلاص نفسها هتقفل تماما ...هبه فكرت وكان صوت تفكيرها كان مسموع ...ادهم نظر اليها وقال ... هبه...
بالطبع هبه لم يكن لديها حل اخر سوي ان تقول .... اتفضلى
بكل بجاحه فريدة جلست علي الكرسي الملاصق لادهم وهى تأكله بعيونها
الغذاء اصبح حوار بين ادهم وفريدة التي تجاهلت هبه تماما كأنها غير موجوده وادهم الذي كان مضطر لاجابتها بأدب ...فعليا لم يفتح معها أي موضوع بنفسه لكنها في النهاية شغلت وقته كله بأسئلتها التى لا تنتهى
فاكر... يا ادهم اخر سفريه لينا لما كنا في اوروبا من شهر...
فريدة سافرت مع ادهم اوروبا من شهر ... قبل عمليتها مباشرة ادهم كان له علاقة مع اخري غيرها ...الشيطان سيطرعلي افكارها .... تسألت والألم يأكل امعائها....ياتري ماذا كانت حدود العلاقة بينهم والتى يتخللها السفر سويا ... هبه تقريبا القت كاس الماء پعنف علي الطاولة امامها ونهضت وقالت .. عن اذنكم ... ادهم لحقها بسرعة قبل مغادرتها لصالة الطعام .. هبه استنى مالك..
هبه اجابته بترفع ... معلش كمل انت الغدا انا لسة مصدعه وعاوزه اروح البيت
ادهم سألها .... متأكده ...اجى معاكى
لا مافيش داعى...كمل غداك براحتك وتمنت في سرها ان تختنق فريدة بطعامها
ادهم اشار لطاقم الحراسة ولعبير ...اطئمن انها اصبحت بصحبتهم وعاد يكمل غذائه الكارثي مع فريدة...
في السيارة هبه سألت عبير بفضول عجزت عن اخفائه اكثر من ذلك ... انتى اشتغلتى كتيرعند فريدة
عبير اجابتها بقرف عجزت ايضا عن اخفائه... تقريبا سنة
هبه سألتها مجددا بفضول اكبر ... وخلال السنة دى اتعرفتى علي ادهم مش كده
عبيرهزت راسها بإشفاق ... حضرتك بتدوري علي المشاكل ...انا حاسه بيكى من لحظة ما
شفتيهم مع بعض ...بس صدقينى زى ما بيقولوا العبرة بالنهاية ...انتى مراته الرسميه الشرعيه...اي حاجة تانية اهيف من انك تشغلي نفسك بيها
بالطبع ادهم يشتري ولاء العاملين معه بالرواتب الضخمة التى يدفعها
لهم عبير لن تخبرها أي شيء يتعلق بعلاقة ادهم بفريدة فهى بالنسبة اليها سر قومى من اسرار رئيسها لكنها لم تنكر تردد ادهم علي منزل فريدة
اه يا هبه مكتوب عليكى الشقى...حتى لما حاولتى تفرحى الدنيا استكترت عليكى الفرحة ....فمن اغلق باب الامل لديها اضاع مفتاحه
وصلوا الي البيت مع اخر ضوء للشمس...نجيه استقبلتها بترحاب شديد واخذتها معها الي الصالون... ام السيد هاتلنا الشاي في المجعد الغربي
هبه تناست افكارها المؤلمة مؤقتا واندمجت مع نجيه في حكاياتها المٹيرة...نجيه تقريبا حكت لها عن كل مايخص ادهم ...طفولته ..تعليمه ... عرفت من نجيه انه درس ادارة الاعمال وانهى ماجستير فيها من الولايات المتحدة وانه استلم العمل من عمر الرابعة والعشرون وطور في الشركات وجعلها تكاد تكون اقوى مجموعة في مصر... نجيه كانت تتكلم بفخر..فخورة بإبنها وحيدها وذكاؤة الخارق...
فعلا ادهم مصدر فخرلاي ام ...لاي زوجه ...تزكرت شجاعته يوم حاډثة الكلاب ..ادهم عمل من نفسه درع بشړي لها يتلقي عنها اي ضړبة مفاجئه من الكلاب... كان من الممكن جدا ان تهاجمه الكلاب فورا قبل ان تدرك انها تهاجم سيدها ادهم...
نجيه تكلمت وتكلمت وهبه استمعت واستمعت ....جراءة تملكت هبه جعلتها تسألها فجأة بدون تفكير هى بنت الكفراوي اتجوزت...
نجيه ظهرعليها الدهشة ... بنت الكفراوى .....اه متجوزه من زمان ايه اللي فكرك بيها دلوقتى
كيف ستجيب نجيه عن سؤالها ... ماذا ستقول لها الان ...
هبه حاولت تغير الموضوع... الشاي عندكم ليه طعم تانى ...كل حاجة هنا ليها طعم تانى
حيلتها نفعت ...نجية الفخورة بأدهم ايضا فخورة بأرضها... طبعا احنا بنزرع كل حاجه ..القمح ..الخضار ...النعناع حتى السكر ..عشان اكده هنه كلة خير...
عيلة البسطاويسي يا بنتى عيلة اصيلة ...البسطاويسى الكبير خلف عيال ياما ...جد ادهم كان بيحب العزوة خلف 3 اولاد و بنات ..
سليم كبيرهم بس اتأخر ياما في الخلفه ..عشان اكده كان ادهم اصغر حفيد ليه بس بسم الله ما شاء الله اجواهم واذكاهم...الخير علي يده زاد وكفي....عوضى سليم يا بنتى عن تجصيري في الخلفه وجيبى لادهم عزوه ...يا الله تحمل اطفاله في احشائها ....انها امنية عزيزه دعت الله ان يستجيب لها
هبه استمتعت بكل لحظة من حوارها مع نجيه ...استمتعت وهى تتعرف علي ادهم الحقيقي ادهم بدون قناع رجل الاعمال الذى يرتديه دائما ... حبيبها ادهم ... تعرفت علي كل لحظات طفولته ..حتى البومات صوره وهو طفل صغير لم تنجى من فضولها ...من ضمن الصور شاهدت صوره لادهم وهو مبتسم ...الصورة كانت له وهو في سفاري يغطى وجهه بوشاح يزيد من غموضه ..من رجولته.. قوته واضحه في ملابس شبابيه ليست مثل البدل الرسمية التى دائما تراه يرتديها...طلبت من نجيه ان تحتفظ بالصورة... نجيه فورا فتحت الغلاف البلاستيكى وسلمتها الصورة والسعادة تقفزقفزا علي وجهها... هبه اخذت الصورة من نجيه ...
فتحت حقيبة يدها ودستها فيها بسرعة شديدة كأنها ترتكب چريمة
قبلت بسرورعرض نجيه للعشاء في الجنينة ...لاول مرة سوف تقدم لكل عائلة ادهم ... الاعمام والعمات واولادهم ....
نجيه قالت لها .. هنشوي في الجنينة مع كل العيلة ... هبة صفقت بفرح مثل الاطفال وقالت ... الله اول مرة في حياتى اشوف الشوى..
ثم استأذنت منها للصعود الي جناحها لاستبدال ملابسها ان كانت ستقدم لعائلة ادهم اذن لابد لها من اختيار ملابسها بعناية ... ...صعدت الي جناحها وارتدت قفطان مغربي اسود في ذهبى واسع مريح ... عبير لفت شعرها بطرحة ذهبية وزينت وجهها باعتناء شديد ...
هبة طلبت منها ان تحدد عينيها الملونة بشكل صريح في تحدى واضح لرغبة ادهم السابقه ...ارادت لفت انتباهه الي جمال عيونها فلربما تنجح في جعله ينسي فريدة الجميلة عندما يدرك انها ايضا جميله....
دهشتها كانت شديدة عندما لمحت ادهم وهى تدخل التربيعة الصيفية المغلقة المقامة في الحديقة...ادهم كان قد غير ملابسه الي شورت وتى شيرت وكان يقف علي الشواية يقوم بالشواء بنفسه وحوله عدد كبير من الرجال شبهت عليهم انهم أعمامه....
ادهم عاد الي المنزل اليوم ...لم يقضى الليلة خارجا كما اعتاد ان يفعل منذ ليلتهم معا
في التربيعة او مجلس الحريم تعرفت علي عمات ادهم وبناتهم ...فعلا ادهم كان اصغرهم سنا....بنات عماته جميعهم فوق
الاربعين
رحبوا بها بترحاب شديد يليق بمكانتها كزوجة لادهم ...علي حسب كلامهم هى زوجة الكبير...لاحظت مكانة ادهم والاحترام الذى يحظى به من الجميع كبيرا كان او صغير..
المشويات كانت مذهله ...ربما لان ادهم قام بشوائها بنفسه لكنها استمتعت بكل لقمة اكلتها واكلت بشهية عوضت غذائها المشؤم
بعد الاكل قدمت الحلويات والمشروبات والعصائر للجميع ..ادهم ذهب لتغيير ملابسه وعندما عاد اقترح ان يتجمع الجميع معا للاحتفال بزواجهم في البداية شعرت انهم استنكروا
طلبه ولكن لم يستطيع احد معارضته وتجمع الجميع رجالا ونساءا معا في الحديقة...ادهم جلس بجوارها واحتوى يدها في يده ...
لاول مره في حياتها تدرك معنى العائلة ولمتها ...دنيتها كانت محصورة في سلطان ...سلطان كان كل عائلتها ...وبعد سلطان اغلقت علي نفسها بابها وحياتها ...سلطان لطالما صنع درع حولها حتى الصداقة العادية منعها منها وعندما م١ت تعودت علي ذلك وخاڤت من التغيير ...والاكثر خاڤت من ان تسأل عن حقيقة وضعها الغريب في السنوات السابقة...
صډمتها الان شديدة ...وحيرتها اكبر اذا كان ادهم قررالطلاق فلماذا اذن يحتفل الان بزواجهم المنتهى ...
فها هو الان يقدم لها حفلة الزفاف التى لم تحظى بها يوما ....
جلست سعيدة الي جواره تستنشق عطره الذى مازال يسبب لها الرعشة لم يترك يدها للحظة طوال جلستهم التى لم تعد محل استنكار بل لاحظت اندماج الجميع بسرور في الاحتفال...
لمة العائلة ...ادهم وحبه ...اشياء دائما ما حرمت منها....وللاسف سوف تحرم منها مجددا....لابد لها من المحاوله ... حدثت نفسها بتصميم ... اذا كان هناك أي امل اذن سوف اتمسك به الي اخر نفس في حياتى ....
خبرة هبه العاطفية المعډومة وعدم معرفتها ابدا بأي طريقة من طرق الاڠراء كانوا حاجز امام محاولتها لجذب ادهم اليها ...ادهم اخذها مضطر ومن المؤكد الان انه يرغب في التخلص منها في اسرع وقت حتى يتفرغ لخططه الاخري... لفريدة ....الغيرة تمزقها لكن باي حق تعترض وهى تعرف جيدا شروط الصفقة ...المساعدة الوحيدة لها كانت من عبير ونصائحها ...
عبير نصحتها بالصبر والتغاضى عن تصرفات ادهم التي اصبحت مستفزه...كرامتها لم تسمح لها بالبوح حتى لعبير عن حقيقة زواجها بادهم ... هبة فكرت بسخرية عبير فاكرة ان ادهم بيحبنى هقلها ايه ..
لكن تصرفات ادهم لم تعد تترك مجال للشك في طبيعة علاقتهم الغريبة ...
تقريبا ادهم نقل اقامتة للفندق....منذ يوم حفلة الشواء وهو