روايه سجن العصفوره
عدت علي خير..بس انتى عارفه دى اول مرة تنطقي اسمى
هبه ما زالت متمسكه به بكل قوتها ...رعشتها من الكلاب انتهت وبدأت رعشة من نوع اخر ...رعشة وجودها في حضنه
ادهم حاول تهدئتها بلطف ...فك حجابها كى يساعدها علي النوم براحه ساعدها علي التخلص من جاكيتها ..مال علي ارجلها ونزع عنها صندلها بحنان... هبه كانت مستسلمه مغمضة العينين ...ادهم عاد لشعرها ومسح عليه بحنان فائق وسألها بقلق... هبه حبيبتى ...انتى كويسه...
ادهم نهض من السرير ...قرر المغادرة علي الرغم من اعتراضها الواضح ورفضها مغادرته ... هبعتلك عبير تساع...
فجأه قطع كلامه وكأنه حسم معركته الخاصه ...عاد الي جوارها في صمت وانضم اليها في السرير مرة اخري ...خلع سترته واخذها في حضنه بلهفه
هبه استيقظت بعد الفجر ..اكتشفت انها في السرير بمفردها ...اغمضت عينيها وتزكرت ما حدث بينهم منذ ساعات
حاولت ان تنهض كى ترتب الغرفة وتخفي اثار الدمارالواضح لكن جسدها المرهق رفض الاستجابة لها ...التجربة كانت رهيبة ...الامرالمثير للدهشة انها لم تشعربالنفوراوالقرف كما كانت تتوقع...هي استسلمت له تماما وعلي الرغم من خۏفها من التجربة لا تستطيع الانكارانها كانت مستمعة بكل لحظة قضتها معه وانها كانت تستطيع ايقافه عدة مرات ولكنها لم تفعل...
عبير طلبت منها بلهجة حانيه ... نامى انتى محتاجة للراحه ..ولا تحبي اجيبلك فطار
هبه هزت رأسها لكن فضولها غلب خجلها وسألتها ... عبير...انتى ايه اللي جابك عندى دلوقتى
هبه اصبح وجهها بلون الطماطم الملتهبة من شدة نضجها ...
عبير طمئنتها ... متتكسفيش يا مدام ده العادى وانا هنا عشان اساعدك لو محتاجه اي حاجه ...ربنا يسعدك مع جوزك ويوعدنى باللي في بالي عقبالي انا كمان....
هبه لاحظت ان عبيراصبحت تناديها بالمدام بدلا من الانسة او الهانم كما اعتادت مناداتها من قبل... نامى دلوقتى ولو احتاجتى اي حاجه اطلبينى
عندما استيقظت مرة اخري الشمس كانت في وسط السماء ...قدرت الوقت بأنه وقت الظهيرة ...مدت يدها علي الطاولة الصغيرة بجوارفراشها لتلتقط ساعتها كى تعلم
ادهم تكلم بلهجة برسميه احبطتها للغايه .... اتوقع انك مستنيه اعتذار منى ...وانا جيت اعتذر وعشان اطمنك اللي حصل ده مش هيتكررتانى ابدا ولما نرجع من هنا هترجعى شقتك زى الاول...والطلاق هيكون بعد ما تخلصى الكلية ومتقلقيش من حاجة حياتك هتفضل في نفس المستوى وهتكونى مرتاحة ماديا مدى الحياة...وبدون ان ينتظرردة فعلها علي قرارته الفجائيه خرج كالاعصارمن الباب المفتوح....
علي الرغم من انها كانت تتمنى الحرية وكانت تشعربالظلم والقهرمنذ معرفتها بزواجها الاجباري ....الا انها احست بقلبها يتوقف عن العمل عندما زكر ادهم الطلاق احست بالفعل كأن قلبها توقف عن العمل لثوانى لم تشعر به ينبض داخل صدرها ..طلاق اي طلاق.. هى لا تريد الطلاق .. بل انها اخيرا تقبلت فكرة انها زوجته....ملكه....اخيرا احست بدفىء العائلة وحضن الام...
تزكرت مواجهتها مع الكلاب وحضن ادهم القوى الذي حماها بعيد عن الخطړ...طلاق..لا ...هى لا تريد الطلاق خاصة بعد ما حدث بينهم ...بعدما اتحدوا واصبحوا شيء واحد...بعدما ازيلت كل الحواجز من بينهم
يااارب ....يااارب
مر يومان وادهم كان يتجنبها فيهم تماما ...لكن في اوقات الوجبات كان يتعمد النزول معها للطابق السفلي مما اكد شكوكها بانه لا يرغب الا في الحفاظ علي المظاهر وربما
انه لم يكن يرغب في فتح باب التساؤلات بخلاف ذلك فعليا لم تكن تراه...حاډثة الكلاب لم تمرعلي خير كما توعد ادهم قام بطرد كل طاقم الحراسة واستبدل الغفر...
عبير اخبرتها بحزن واضح ... ادهم بيه ڠضب بشدة عشان كنتى من غير حراسة طردهم كلهم وبدل الغفر... هبه شعرت بتأنيب الضميرفهى السبب في قطع ارزاقهم
عبيراستعطفتها ... يعنى لو ممكن تدخلي ليهم عنده وتخليه يديهم فرصة
هبه استشفت من لهجة عبيرانها تترجاها بصفة شخصية فسألتها بفضول لانه كان لديها بعض الشكوك حول اهتمام وليد حارس ادهم الشخصى بعبير ...
يهمك حد معين فيهم..
عبير ارتبكت بشدة... هو يعنى فيه حاجة لكن لسه في اولها...وليد الحارس الشخصى لادهم بيه معجب بيه ومكذبش عليكى انا كمان معجبه بيه ... والشغل مع ادهم بيه مميز لانه انسان محترم وخلوق... بيحترم العاملين معاه ورواتبه اضعاف اضعاف اي مكان تانى لكن لو وليد ساب الشغل طبعا ارتباطنا هيتأخر كتير....
هبه طمئنتها... خلاص ان شاء الله هكلمه
عبير ضحكت بفرح .... شكرا ليكى كتير يا مدام ...اكيد ادهم بيه مش هيقدر يرفض طلبك...واضح اوى هو بيحبك اد ايه
هبه فعلا شعرت بالذنب... فهى السبب لانها تهورت ونزلت بمفردها بدون تفكير...والان شباب بريء سوف يدفع الثمن ...احست بالاختناق من فكرة انها السبب في قطع ارزاقهم ... لابد لها وان تتحدث مع ادهم...لكن كيف ستفعل ذلك والعلاقات شبه مقطوعة بينهم ...عبير تتوقع منها التدخل لصالح وليد ولكنها لا تعرف انها نفسها بحاجه الي من يتوسط لها عنده
قررت ان تتحدث معه اليوم في الليل بعد العشاء فهى الفرصة الوحيدة التى سوف تحصل عليها قبل ان يختفي كعادته ...
مر العشاء بهدوء مثل المعتاد ..تمت مناقشة موضوعات عامة.. اغلبيتها كانت تتعلق بكيفية ادارة ادهم لاعمال العائلة ...حنان نجيه
الواضح اثارها بشدة فأكثر ما سوف يؤلمها عندما يحين وقت الرحيل هو انها سوف تفقد الام التى اخيرا حظيت بها ...حتى سليم نفسه تأكدت ان جموده مجرد قناع مضطر لوضعه بسبب مكانته لكن في حقيقته هو قلب حنون...
شوكتها سقطت من يدها في صحنها عندما قالت نجيه فجأه بلهجة خبيثة ... انتى متغيره يا بنيتى بجالك يومين ...ساكتة بزيادة وهادية اكتر من طبعك بس بسم الله ما شاء الله احلويتى كمان وكمان ...الله يعينك علي جمالها يا ادهم اكيد مدوخك يا ولدى
للحظات تلاقت عيونهم لكنها عادت وخفضتها عندما اجاب ادهم بجمود ...
الجمال مش كل حاجه يا ست الكل المهم جمال الروح ...نجيه اجابته بحنان .. واكده كمان .... ما في زى جلب مرتك بعد انتهاء العشاء مباشرة ادهم اعتذر منهم وقررالانسحاب الي مكتبه بحجة العمل...
هبه لحقته عند باب المكتب وقالت بخفوت ادهم لو سمحت... ممكن اتكلم معاك...
ادهم رفع احدى حاجبيه وركز نظراته عليها بدهشه...لاول مرة هبه تطلب منه الحديث معه بنفسها دون واسطة بينهم ...
ثبات هبه تحت نظراتة اجبره علي الاستسلام والموافقة علي طلبها...اشار لها بالدخول قبله...هبه دخلت بدون تردد وهو دخل خلفها واغلق الباب
هبه كانت تشعر بحيرة شديدة ممتزجه بالخجل ....انتظرت منه اخذ المبادرة واعفائها من الحرج الشديد ...فكلما تراه يتوقف قلبها من الخجل ولا تستطيع ترتيب الكلام ودائما ادهم يفهم خجلها بطريقة خاطئه...يفهمه علي انه نفور...وهو ابعد ما يكون عن النفور
ادهم شعر بحيرتها ...اشار لها بالجلوس علي اريكة سوداء جلدية تحتل جزء ضخم من مكتبه ثم جلس بجوارها...
ادهم ضغط علي جرس ...ام السيد دخلت فورا... هبه تحبي تشربي ايه..
هبه اجابته بخجل .... شاي
ادهم وجه حديثه برفق لام السيد وقال ... لو سمحتى يا ام السيد ..شاي لهبه وقهوة عشانى
ام السيد كعادتها خرجت فورا بدون اي كلمه ...لولا ان هبه سمعتها تتحدث من قبل لبعض الخادمات لكانت اعتقدت انها خرساء...
ادهم قام بتشغيل موسيقي كلاسيكية مرة اخري كأنه يكرر مشهد المكتب الاخير....
ادهم علق باعجاب وهو ېلمس الفوونوجراف بلطف... مهما اخترعوا من الالات الحديثة ....الاسطوانات من الفونوجراف صوتها مختلف.... تحبي تسمعى حاجه معينه..
هبه هزت راسها فهى متأكده من ذوقه العالي في الاختيار ... لا اللي انت تحبه
ادهم ابتسم بسخريه ..... اللي انا احبه ... خلاص ماشى ثم اختار اسطوانة بحيرة البجع لتشايكوفسكي ... سألها بحدة
شديدة ... ايه رأيك
علي الرغم من الحدة الواضحة في صوته ...هبه اغمضت عينيها واستمتعت بالموسيقى ... روعه يا ادهم لما بسمعها بفتكر جناين قصرك في القاهرة معرفش ليه
ادهم نظراليها بدهشة شديدة وردد بعدم تصديق ... جناين قصرى انا..
هبه هزت رأسها وأكدت... ايوه جناينك ...تحفه الجناين يا ادهم ...نفسي اقابل الفنان اللي صممها عشان اهنيه علي ذوقه وعبقريته...
اصبحت تستخدم اسمه بسهولة ادهشتها هى نفسها ...
ادهم مازال يسألها بعد تصديق .... عجبتك الجناين فعلا ... طيب ده لسه هيكون رأيك لوعرفتى ان انا اللي صممتها بنفسي ...
هبه هزت رأسها وقالت ... طبعا .... ده انا كمان بقيت منبهره اكتر... انت فنان ... طيب انت عارف ... وانا بسمع الموسيقى دلوقتى تخيلت نفسي برقص في النافوره اللي في الجنينه زى البجعه في الباليه ...
ادهم اجابها بسخرية مريرة... بس للاسف انا مش الامير...الشاب الوسيم الموجود في البالية..
هبه ردت بعند .. انا كمان مش اميرة زى البجعة انا بنت الفراش عم سلطان .. بس برده نفسي ارقص في النافورة
لدهشتها ادهم قال بنبرة غامضة .. انتى ملكة مش اميرة
قبل ان تتاح لها فرصة للرد ام السيد طرقت الباب ودخلت قدمت القهوة
لادهم والشاي لها وخرجت فورا...
هبه بدأت تشرب الشاي ...جو الموسيقي الهادىء ووجودهم بمفردهم اعاد لها الم معدتها البسيط ...ادهم سألها فجأه ..
قلتى عاوزه تتكلمى معايا في حاجه ... هبه شعرت بالخجل من نفسها فوجودها معه انساها سبب رغبتها الاساسية في مقابلته....
صفت صوتها بنحنحة خاڤتة وقالت... ايوه ....بخصوص طقم الحراسة
ادهم سألها بدهشة بالغة ... مالهم طقم الحراسة...
هبه اخبرته بندم واضح... حقيقي اللي حصل كان غلطتى هما مالهمش اي ذنب انا اتصرفت من دماغي والحمد لله مافيش اي ضرر حصل
ادهم ضحك بسخرية وسألها بنفس السخرية.... متأكده...
هبه احمروجهها بشده لانها فهمت الى ما يلمح بسؤاله الساخر
هبه تجاهلت تلميحه واكملت ... ارجوك يا ادهم...اديهم فرصة تانية...انا مش قادرة استحمل فكرة انى اكون مسؤله عن قطع رزقهم
ادهم اجابها بصوت هامس.... في العالم بتاعى ياهبه فيه حاجات مافيهاش تهاون او تقصير ..بس انا للاسف مقدرش ارفض ليكى اي طلب ...حاضر يا ستى تحت امرك هيفضلوا...
عيناها لمعت بالامتنان وتعلقت في ذراعه في حركة تدل علي السعاده... شكرا
ادهم ضيق عينيه وركز نظراته علي يدها المتعلقه به