روايه سجن العصفوره
ايضا بوجه جامد قاسې خالي من التعبير كأنما لم يعرف الضحك او الانفعال في حياته مطلقا ....
ايضا شاهدت سيدة عجوز ملامحها بسيطه وجهها بشوش وحجمها قليل جدا فوررؤيتها لادهم فتحت ذراعيها لاستقباله وقالت بحب وفرحه غامره ولدى....
كيفك يا امى ...كيفك يا والدى
سليم احتضنه وقال ... بخير الحمد لله دى بجي عروستك
سليم مد يده لهبه بالسلام ...هبه استقبلت يده بحذر.. يده القوية عصرت يدها...لكنها علي الرغم من قوتها شعرت معها بالحنان
اما والدة ادهم فوجهها الحنون يرسم تعبير لن تستطيع هبه نسيانه مهما عاشت من عمر ...الفرحة الممزوجة بالحب ...اخذت هبه في حضنها وانتزعتها من يد ادهم .... قالت بفرح حقيقي نابع من اعماق قلبها .... نورتى بيتك يا بنتى .... مخاوفها اختفت الان مع حنان والدته الطاغى ... حنانها كان يشع ...يغطيها بنظرات كلها حب وحنان
ادهم شعر بدموعها....فامسك ذراعها بلطف بعد ما تحررت من حضڼ والدته...وكأنه ادرك انها ستسقط علي الارض بدون دعمه لها
امى الحاجة نجيه اطيب قلب ....عاوزك تعتبريها زى مامتك
هبه هزت رأسها بإمتنان...لمسة ادهم سببت لها قشعريرة في جسدها مجددا
سليم اخبره ... الرجاله يا ولدى منتظرينك في المجلس ...سيبك من جعدة الحريم وتعالي معايا
ادهم تردد لثوانى لكن نجيه شجعته... روح يا ولدى ...انا هاخد بالي منيها لحد ماترجع
ادهم تطلع في عينيها بحنان ثم حررذراعها وذهب مع سليم وتركها في حماية نجيه..... حنان نجيه وفرحتها برؤيتها قضيا تماما علي مخاوفها لكنها ما زالت لا تعلم مقدار ما يعلموه من معلومات عنها ...عن زواجهم ...
حياة ادهم حياة خياليه لم تتخيل وجودها يوما ..عم سلطان الساعى البسيط كان كل دنيتها ..منزلهم الصغير كان حصن امانها وكانت مكتفيه بذلك وفجأه دخلت دنيا غريبه من اوسع ابوابها
فرحة نجيه الواضحه والمرتسمة علي وجهها طمئنت هبه بإن اقامتها هنا سوف تكون سهله
هبه خلعت حجابها ...شعرها الاصفر الحرير تحرر من ربطته
نجيه هتفت بانبهار ... بسم الله ما شاء الله ...زى ما أدهم وصفك بالظبط
هبه تسألت في دهشه.... وصفنى...
نجيه اخبرتها ... ايوه لما سألته ايه شكلها عروستك جالى ملاك شعره لون الدهب الصافي وعنيه لون الزرع...وبشرتها لون التلج
هو فعلا مكنش بيبالغ ....شعرك لونه جميل مره..ما شفتش زيه في حياتى قبل كده ... ضحكت بحنيه واكملت ... انا وابوه سألنا نفسينا كتيرعن سبب تعلق ادهم الجوى بيكى لكن لما شفتك عذرته وفهمت...
ياما عرضنا عليه يتجوز وكان بيرفض لحد ما عرفنا في يوم انه اتجوز ادهم ولدى جوى وبياخد قرار ولا يمكن حد يجدر يعارضه حتى ابوه...لما راجل في عز شبابه وينتظر عروسته تكبر سنين ده معناه انه بيحبها جوى
عقل هبه اشتغل فورا....حاولت ان تفهم ...سألت نفسها يمكن نجيه ليس لديها فكره عن الضغط الذي مارسه زوجهاعلي ادهم...هى قالت عرض علية ولم تقل اجبره...نجيه مازالت تواصل تعريفها بادهم الحقيقي الذى لا تعرفه .....
ادهم ولدى الوحيد ..جبته بعد سنين انتظار ..كنت خلاص فقدت الامل انى اخلف وكنت بتحايل علي سليم اللي انتظرنى كتيرانه يتجوز تانى وكان بيرفض...وبعد ضغط منى ومن العيله ...سليم وافق اخيرا ويوم ما قرر يتجوزعرفت انى حامل ...سليم غير رأيه ولغى الجوازه وحصلت مشكله كبيره وعداوه بين العيلتين لسه لحد اليوم قايده بينا وبين عيلة الكفراوى بس متغطيه تحت ستارة المصالح بس علي اي شرارة هتولع ڼار مش هترحم
الاسم ض
رب هبه ...عائلة الكفراوى...تزكرت عزت المحامى
عندما اخبرها عن الضغوط التي كان يواجهها ادهم من اجل ان يتزوج ابنة عائلة الكفراوى وقال لها ايضا انها فتحت الچروح القديمة ...الان فهمت ماهى تلك الچرح القديمة...موقف كان ادهم لا يحسد عليه ولكنة واجهه بقوه نجيه اكملت ..
مش هكذب عليكى يا بنتى ومش عاوزاكى تزعلي منى لكن انا قلبي انقبض لما عرفت ان ادهم اتجوز واحدة مصراويه ومن غيرما يقلنا كمان بس اما شفتك الحمد لله اطمنت وجلبي انفتحلك وهعتبرك بنتى اللي مخلفتهاش في حياتى واتمنى منك تعتبرينى مكان والدتك
زى مافهمنا من ادهم انك يتيمه من زمان ...عشان كده لو تجبلينى مكان والدتك الله يرحمها هتفرحنى كتير وتريحى جلبي
الدموع غلبت هبه ...حنان نجيه الفياض غطاها من رأسها حتى اصابع قدميها...نجيه ام وتحب ابنها لدرجة انها مستعدة لحبها مثل ابنتها لاعتقادها انها بذلك تسعد ادهم... اه لو يعلموا الحقيقه.. وانها مجرد لعبه اشتراها كى يسيطر علي اوضاعه...
الدور الفوجانى يا بنتى كله مجفول لادهم ومش هيكون معاكم فيه اي حد حتى الخدم ومساعدتك عبير هيطلعوا بالطلب بناء علي اوامر ادهم .. هو طلب اكده...
طابق كامل مغلق عليهم بمفردهم ...هبه قلبها هوى في ارجلها من الخۏف كيف ستواجه ذلك الوضع المستحيل ... ربما ادهم يرغب في حفظ سرهم ولذلك منع صعود الخدم الا باذن منه كى لا يكتشفوا زيف زواجهم
هبه تزكرت ذهول عبير عندما تجرأت اخيرا وسألتها .. انتى تعرفي ايه عن علاقتى بأدهم...
عبير اجابتها بذهول ... طبعا مراته هى دى حاجه تستخبي البيه بلغنى يوم ما اتفق معايا بانى هكون مساعدة عروسته اللي اتجوزها من فترة بس عمليتها اجلت اتمام واعلان جوازهم وبلغ كل اللي في البيت بكده ...
لو تسمحيلي اسألك ...ليه سؤالك ده
بماذا ستجيبها ... لذلك صمتت وتجاهلت سؤالها ولكن عقلها بدأ في الفهم والتركيز...
ادهم منذ يوم عمليتها وهو قررانها سوف تتنقل الي منزله واتفق مع مساعده شخصية لها وابلغ خدمه انه تزوج ....قرران يبوح بالسر الذي اخفاه لسنوات اخيرا ... خبر انتقالها لمنزله تسرب الي اهله في الصعيد ... وبالطبع طلبوا منه ان يقابلوا العروسة المجهولة التى اخفاها ادهم لسنوات وقرر ان يظهرها اخيرا...يبدو ان ادهم تسرع عندما دعاها للاقامة في منزله وتورط بالاعلان عن زواج لا يرغبه
اطلعى ارتاحى ونامى يا بنتى انتى لسه طالعه من عمليه ...ثم اكملت بخبث.... ومتنتظريش ادهم جريب.. لما مجلس العيله بيجتمع بيه بيعدوا ساعات كتير ياما ..مصالح العيله كلها في يد ادهم...
يا ام السيد وصلي العروسه لفوج خليها ترتاح في جناحهم....
اثر ندائها سيدة عجوزظهرها محنى من اثر الزمن ووجهها رسمت التجاعيد عليه خريطة واضحة المعالم خرجت من باب جانبي صغير
ام السيد اشارت لهبه ان تتبعها وصعدت علي سلالم رخاميه مفروشة بسجاد احمر سميك....
هبه تبعتها بطاعه ...وصعدت خلفها الي الطابق الثانى الذى كان مختلف كليا في تصميمه عن الطابق الاول.... كان عصري مع لمسه من التراث مزيج عجيب لا يمكن الا ان ينتمى لشخص مثل ادهم البسطاويسي...
ام السيد فتحت لها باب غرفة نوم ..هبه دخلت منه بتردد وام السيد خرجت واغلقت عليها الباب بدون ان توجه لها أي كلام
ام السيد خرجت بدون اي كلمه واغلقت الباب خلفها....هبه استقبلت سجنها الجديد ولكنه هذه المرة سجن له طابع اثري ....اول شيء لمحته عيناها كان الفراش الكبيرالمحاط باربع اعمدة خشبيه محفورعليهم اشكال فرعونية بديعة يغطيهم ستارة بيضاء شفافة مربوطة برباط ذهبي عند كل عمود...
فراش مذهل لم تري في حياتها تحفة رائعة مثله.. ظهره المنجد بقماش القطيفه ذو لون ازرق تراكوازى مع لحاف السرير الذهبي الستان والناموسية البيضاء شديدة البياض بقماشها الفاخراعطوا الفراش فخامة عجيبة ... في طرف اخر من الغرفة كان يوجد صالون كبير منقوش ايضا بالوان ذهبيه متداخله مع درجات متنوعة من اللون الارزق في تناغم مدهش الصالون له طابع عصري يتناقض مع اثرية الفراش ....
لمحت بابين مغلقين احدهم علي الجدار المواجهه للفراش ... والاخر اصغربالقرب منها ...استنتجت انه باب الحمام ...حب الاستطلاع دفعها لفتح الباب الاخر الذى لم تتعرف علي طبيعته في البدايه ...عندما فتحته رأت غرفة ملابس كبيرة ...ممتلئه بملابس رجاليه ..بدل وقمصان و....وجهها
احمر من رؤية ملابس ادهم الداخلية وخفضت عيناها للارض بحياء ...
لكن هناك علي الارض شاهدت حقيبتين السفرالخاصتين بها اللتان جهزتهما عبير...الحقيبتان كانتا مازالتا مغلقتان....من غرفة الملابس شاهدت باب اخر مغلق لم تجرؤ علي فتحة ففضولها له حدود
هبه عادت لغرفة النوم بعد ان اشبعت جزء من فضولها ... كانت تشعر بالحيرة فماذا يجب عليها ان تفعل الان .. صوت عبيرعلي باب غرفتها تطلب الدخول انقذها من حيرتها ....
عبير انا بستأذنك ادخل ارتب حاجاتك واجهزلك الحمام
بعد فترة قليلة عبير خرجت من غرفة الملابس تحمل قميص ابيض طويل ستان بحمالات رفيعة وروب يماثله...هبه
دهشت من رؤية ذلك القميص الغريب فهى لم تره من قبل
الحمام جاهز اتفضلي
هبه استمتعت بحمامها ..انواع غريبه من الاعشاب عبير اضافتهم لمياة المغطس ...عطروا جسدها بعطر خفيف منعش وفكوا تعب عضلاتها من اثر السفروالاجهاد...
خرجت من المغطس وهى تشعر بالراحة والنعاس لفت نفسها في منشفة كبيرة واتجهت لغرفة النوم... كانت عبير قد خرجت من الغرفة وتركت القميص الابيض جاهزعلي الفراش ...هبه ارتدت القميص الستان الابيض والروب وانتظرت عودة عبير كى تجفف لها شعرها.... شعرها الحرير جفف في دقائق وتموج بحريه فى تموجات لطيفه حول اكتافها النحيلة
رفضت تناول اي اكل او شرب صلت الظهر ودخلت فراشها خلعت روبها والقته باهمال علي كرسي مجاور لفراشها.. جذبت اللحاف الذهبي الساتان علي جسدها المرهق احست بقشعريره بسيطه من جو الغرفه المكيف ولكن اللحاف اشعرها بالدفء الفوري فنامت فورا...
هبه انتظرتة بتوتر ...كانت تتوقع عودته الي غرفتها في اي لحظه .. مراكثر من نصف ساعة وهبه متجمده من الخۏف وخائفه من لحظة رجوعه للغرفة...عبير طرقت الباب بخفه ثم دخلت...
عبير اخبرتها بلطف... ادهم بيه بيبلغ حضرتك ان العشا هيكون جاهز بعد ساعة وطلب منى اجهزك
هبه سألتها بدهشة شديدة ... ادهم...انتى شفتيه امتى طلبنى في غرفته من 5 دقايق وبلغنى بالتعليمات
غرفته ...غرفته......اخيرا فهمت سبب وجود الباب الثانى في غرفة الملابس والحمام....الباب الثانى يوصل غرفة نوم ادهم الخاصه بغرفة الملابس وحمامها
.........
بعد ساعة ادهم كان علي باب غرفة الملابس ودخل منها لغرفتها بدون ان يطرق الباب.. ..كأنه بيجبرها علي ان تتعود علي دخوله الي غرفتها بدون استأذان..
هبه حمدت الله انها كانت مستعدة للنزول ...عبير ساعدتها علي ارتداء فستان حريرى