الأربعاء 18 ديسمبر 2024

ادم

انت في الصفحة 89 من 99 صفحات

موقع أيام نيوز


مش لاقى غير دى يا زياد دى هتفضل تزل فيك طول عمرك على اللى حصل ده
شرد على وهو يشعر بداخله بمشاعر شتى .. تتقاذفه يمينا ويسارا .. شرقا وغربا .. لكنه استغرب من شئ واحد .. وهو أن كل هذه المشاعر لم يكن من بينها .. الڠضب !
وقف آدم يصلى أطال سجوده .. وأطال دعائه وتوسله لله وهو يقول 
يارب أنا مبتمناش غيرها .. يارب خليها تسامحنى .. يارب اجعلها من نصيبى أنا مبتمناش زوجة غيرها .. يارب مش هقدر أتحمل جوازها من راجل غيرى .. يارب اجعلها من نصيبى .. يارب عيني مش شايفه غيرها وقلبى مش حاسس بغيرها .. نفسى تكون ليا وأكون ليها .. ونعين بعض وناخد بإيد بعض .. يارب أنا محتاجلها فى حياتى عشان تثبتنى على اللى أنا فيه .. محتاجلها يارب عشان تعينى على طاعتك .. يارب نفسى تكون مراتى فى الحلال .. نفسى أنسى معاها كل حاجة غلط كنت بعملها .. يارب ا دعائى .. يارب

أنهى آدم صلاته وخرج ليجد والدته فى غرفتها .. اقترب منها وجلس بجوارها فقامت وعتدلت فى ها وهى تضع يدها على رأسه التى لفها الشاش وهى تقول 
مالك يا ابنى .. تعبان
هز رأيه نفيا وهو يقول 
لا أبدا يا ماما .. الحمد لله أحسن كتير
نظرت اليه بأعين متفحصه وهى تشعر ببال ابنها المشغول 
أمال مالك يا ابنى فى حاجة مضايقاك
الټفت اليها قائلا 
ماما أنا عايز أخطب آيات
ابتسمت والدته وهى تقول بسعادة 
يا حبيبى .. ياريت والله ده يوم المنى
قال آدم بحماس 
طيب أنا فكرت أخد الخطوة دى فعلا وأتكلم مع أخوها .. على الأقل أثبتلهم انى جد فعلا .. ايه رأيك
أومأت برأسها وقالت بحماس 
أيوة كده .. أبوك الله يرحمه كان يقولى الواحد يعيش يوم واحد زى الأسد أحسن من انه يعيش 100 يوم زى النعامة
ابتسم آدم وهو يقول 
يعني رأيك أتقدم وأتكلم مع أخوها
قالت بنفس الحماس وهى تربت على ظهره 
أيوة يا حبيبى اتقدم .. عشان يعرف انك شاريها بجد .. وان شاء الله ربا يحنن قلبها وتوافق
أومأ آدم برأسه .. 
شعر كريم بالدهشة لإتصال آدم الذى طلب فيه زيارته لبعض الوقت .. عدل كريم من وضع المنزل واستعد لاستقباله .. دخل آدم وهو يحاول اخفاء التوتر الذى يشعر به بداخله .. قال كريم بترحاب 
اتفضل يا دكتور .. اتفضل
جلس آدم على الأريكة وجلس كريم على المقعد الجاور له .. بعد عبارات التحية والمجاملة تنحنح آدم وقال 
كريم .. أنا جايلك النهاردة عشان أتقدم ل آيات
صمت كريم وبدا عليه الصدمة مما سمع .. فقال آدم بتوتر 
أنا عرفت ان أحمد اتقدملها .. وأنا لحد دلوقتى معرفش هى كان ردها ايه عليه
نظر الى كريم بتوتر وقلبه يخفق بوجل .. لديه ثقه كبيره فى انها سترفض أحمد .. لكن على الرغم من ذلك لم يستطع ألا يشعر بالتوتر والخۏف من أن يكون مخطئا فى تفسير مشاعرها .. قال كريم 
ولا أنا أعرف ايه ردها .. لسه مقالتليش ردها
أومأ آدم برأسه .. ران الصمت بينهما .. ثم قال 
طيب ياريت تعرض عليها طلبى .. وهى تختار
نظر كريم الى آدم متفحصا ثم أسند ظهره الى المقعد قائلا 
بصراحة يا دكتور .. مكدبش عليك أنا مقلق شوية من الموضوع ده
تنهد آدم قائلا 
أنا اتغيرت يا كريم .. عارف انك أكيد سمعت من آيات كل اللى عرفته عنى .. وعارف انك نظرتك ليا عامله ازاى دلوقتى .. بس أنا اتغيرت .. وانت أكتر واحد المفروض انه يقدر يعني ايه انسان تاب .. وبعد عن كل حاجة غلط فى حياته
باغته كريم قائلا 
عشان آيات 
قال آدم على الفور 
لا مش عشان آيات .. عشان ربنا .. أنا سيبت جولدن بيتش وأنا فاكر ان آيات ماټت .. سيبتها بكل الأرف اللى فيها حتى من ما أعرف انى ممكن اشتغل هنا فى الماسة .. أنا بعت عربيتي عشان أنفذ الشرط الأخير فى التوبة .. عشان أرد المظالم اللى مكنش حد منكوا هيعرف عنها حاجة .. بس أنا بعامل ربنا .. وتوبت عشانه هو .. عشان يبقى راضى عنى
نظر اليه كريم وقد ظهرت ابتسامه صغيره على زاوية قمه .. فأكمل آدم بثقة 
أنا مش ممكن أبدا أجرح آيات يا كريم .. أنا بحبها .. والله بحبها .. وأوعدك وأوعدها انى هحافظ عليها .. انا دلوقتى عرفت قيمة آيات .. ونفسى بجد توافق انها تكون مراتى واننا نبتدى حياتنا سوا
ثم قال بأسى 
كريم اللى عايزك تفهمه وتشرحهولها هو انى

ما أملكش من الدنيا دى أى حاجة .. العربية بعتها زى ما قولتلك .. وما أملكش غير مرتبى اللى بقبضه من القرية .. واللى جزء منه بيطلع كل شهر لدين قديم فى رقبتى بسبب شغلى اللى خسرته مع عاصى وأبوه .. يعني أنا حتى مش هقدر دلوقتى أجيبلها شبكة .. ولا هقدر أوعدها ببيت كبير وعفش غالى .. مش فى امكانياتى دلوقتى
صمت وأطرق برأسه بأسى ثم نظر اليه قائلا وهو يعقد جبينه بقوة 
كان نفسى أأقدملها حاجة تليق بيها .. وبقيمتها .. بس للأسف أنا لسه هبتدى حياتى من أول وجديد .. كل اللى أقدر أقدمه دلوقتى .. دبلتين
ثم أشار الى قلبه قائلا 
وده
نظر اليه كريم قليلا ثم قال 
وأنا لامس صدق توبتك دى يا دكتور .. بس القرار فى ايد آيات
أومأ آدم برأسه قائلا 
وأنا هنتظر ردها
دلف مدحت بسيارته بوابة القرية .. أخذت مديحة تتطلع الى ما حولها تبحث عيناها بلهفة عن ابنتها أسماء .. اتصل مدحت بها ليعلمها بوصولهما فوصفت له الطريق الى البناية التى تقيم بها .. نظرت من الشرفة واتسعت ابتسامتها وهى ترى سيارة والدها م فى اتجاه البناية .. دخلت مسرعة وأخذت طرحة لفتها على شعرها كيفما اتفق ونزلت مسرعة وقلبها يخفق بقوه لا تتحمل تلك الثوانى التى تفصلها عن أحضانهما .. أوقف مدحت سيارته بمجرد أن لمحها تخرج من البوابه .. خرجت مديحة مسرعة من السيارة وأت عليها تأخذها فى أحضانخا لتروى اشتياقها وحنينها اليها .. بكت أسماء فى أحضان والدتها . حولها هكذا .. لا تتذكر متى آخر مرة أسندت وجنتها الى هذا الصدر الحانى .. لم تكن أسماء بعناقها تروى اشتياق الفترة الماضية فحسب .. بل كانت تروى اشتياق سنوات من الجفاف العاطفى .. أبعدتها أمها لتنظر اليها بأعينها الدامعة وهى تقول 
أسماء .. وحشتيني أوى يا بنتى
قالت أسماء بصوتها المرتجف 
وانتى كمان يا ماما وحشتيني أوى
تشعر بإنتفاض جسده لقوة بكاؤه .. كانت الدموع تتساقط من عينيها لكن البسمة مرتسمه على ثغرها فى ثبات .. فى تلك اللحظة شعرت بأن لها قيمة .. بأن وجودها له معنى .. بأن لها من يفتقدها ويشعر بإشتياق الى وجودها فى حياته .. لم تكن سعادتها بالغة لرؤيتهما فحسب .. بل لشعورها بأنها شخصا مهما فى حياتهما
أدخلتهما أسماء المنزل بترحاب شديد .. جلسا معا على الأريكة كل منهما فى جهة .. يسمعان منها ما حدث لها منذ أن تركت البيت .. ظهرت تعبيرات الأسى والحزن على وجيهما .. وكل منهما يستشعر كم كان مقصرا فى حق تلك الفتاة التى رزقهم الله اياها
شعرت آيات بيدا تحيط بكتفيها فانتفضت والتفتت لتجد كريم مبتسما .. وضعت يدها على صدرها قائله 
خضتنى
ضحك ضحكة خافته وقال 
هيكون مين يعني اللى يجرؤ انه يحط ايده على كتفك كده
ابتسمت قائله 
معرفش اټخضيت وخلاص
نظر الى الكراتين التى كانت تتفحص محتوياتها وهو يقول 
طالعة بكرة مع الفوج السياحى 
قالت آيات بحماس 
أيوة ان شاء الله
أومأبرأسه قائلا 
ممكن تسيبي شغلك شويه
أهااا
سارت معه فى اتجاه الشاطى وهو مازال لافا كتفيها بذراعه .. نظرت اليه آيات قائله 
عارفه انك عايز تتكلم فى ايه
نظرت اليها مبتسما وقال دون أن يتوقفا عن السير 
طيب عايزك فى ايه 
نظرت أمامها وقالت 
هتسأنى عن رأيى فى طلب أحمد
مممممم ايه رأيك فى طلب أحمد
توقفت آيات عن السير ونظرت اليه قائله 
مش موافقة يا كريم
نظر اليها قائلا دون أن يبدو مندهشا لردها 
توقعت كده .. بس أحب أسمع منك أسباب رفضك
نظرت حولها بضيق ثم قالت 
أحمد من أيام من كنا فى الجامعة وأنا عارفه انه بيحبنى .. ووقتها كان الحب بالنسبة لى مهم .. مستحيل كنت أرتبط بإنسان مش بحبه .. وأنا مكنتش بحب أحمد عشان كده لما قالى زمان انه عايز يتجوزنى رفضت
ثم نظرت اليه قائله بحزم 
بس دلوقتى فى حاجات تاينة أهم من الحب .. مش هتنازل عنها فى الإنسان اللى هتجوزه
ايه هيا الحاجات دى 
قالت بحماس 
اهم حاجة يكون انسان محترم ويعرف ربنا .. ياخد بإيدي وآخد بإيده .. نبقى احنا الاتنين طوق نجاة لبعض .. أحس انه بيحبنى وخاېف عليا .. مقصدش الحب الرومانسي اللى كله كلام جميل .. لأ أقصد انه يحبنى بتصرفاته ما يقولهالى بلسانه .. احس انه خاېف عليا من الڼار .. وانه بيبعدنى عن كل حاجة غلط وبيصلح من تصرفاتى .. عايزه همنا يبقى واحد .. ازاى نرضى ربنا ونقرب منه .. عايزاه ېخاف من ربنا وېخاف يغضبه مش واحد عايش فى الدنيا كده وخلاص مش عارف هو اتولد ليه ولا عارف هو عايش ليه
اتسعت ابتسامة كريم وهو ينظر اليها بإعجاب قائلا 
متتصوريش يا آيات أنا فرحان بيكي أد ايه .. ربنا يهديكي كمان وكمان
ابتسمت وهى تنظر اليه قائله 
يعني معايا حق أرفض أحمد
معاكى حق ترفضى كل اللى يخالف أحلامك دى .. لان اللى بتقوليه هو مواصفات الرجل الصالح اللى أتمناه لأختى
أطرقت آيات برأسها فباغتها كريم بقوله 
دكتور آدم طلب ايدك منى
رفعت رأسها بحدة تنظر اليه وقد اتسعت عيناها دهشة وألجم لسانها .. ازداد ارتفاع وهبوط صدرها .. أكمل كريم 
شرحلى ظروفه .. هو دلوقتى يعتبر هيبدأ حياته من السفر .. وعربيته باعها عشان يسدد دين فى رقبته .. وبيقول انه مش هيقدر يقدملك دلوقتى غير دبلتين
قالت بإقتضاب 
وقولتله ايه
قولتله هقولها وانتظر الرد مننا
انفلعت آيات قائله 
انت ازاى يا كريم تقوله كده .. كان المفروض تقوله لأ مش هيحصل مش ممكن أختى ترتبط بيك
سألها كريم بهدوء 
ليه 
قالت بإنفعال 
ليه .. مش عارف ليه .. عشان الدكتور الغير محترم .. زانى .. ت ان أختك تتجوز واحد كده .. أصلا مينفعش أتجوزه لان ربنا بيقول الزاني لا ينكح إلا ژانية أو مشركة .. وأنا مش كده .. فمينفعش أنا وهو نتجوز
قال كريم بهدوء 
الآية دى متنطبقش على آدم
نظرت اليه بدهشة وصاحت 
ازاى يعني متنطبقش عليه .. ما انت عارف اللى عمله يا كريم وهو أكدلى الكلام ده بنفسه
قال كريم بحزم 
آدم بمجرد ما
 

88  89  90 

انت في الصفحة 89 من 99 صفحات