ادم
وصاح
پينزف جامد لازم أنقله المستشفى دلوقتى .. خد انت آيات يا زياد روحها
أوصلها زياد الى البيت وهى تحمل نفسها بصعوبة .. استها الفتيات فى دهشة وفزع .. كانت ليلة عصيبة على الجميع .. ظلت آيات فى غرفتها تهاتف كريم بين الحين والآخر للإطمئنان على وضع آدم .. اخبرها كريم بأنه داخل غرفة الفحص يتم عمل بعض الآشعة على رأسه .. شعرت آيات بقلبها يكاد أن يتوقف خوفا .. قامت وتوضأت وفرشت سجادتها ووقفت تصلى وتدعو الله عز وجل باعين دامعة أن يسلمه ويحفظه من كل سوء .. حاولت النوم فلم تستطع .. فى النهاية عاد كريم .. سمعت صوت سيارته من الأسفل .. علمت أنه سيأتى للإكمئنان عليها فلم تشأ أن تخر يقول بحنان
أومأت برأسها .. نظرت اليه تنتظر أن يخبرها بحال آدم لكن اهتمامه كان منصبا عيلها . فإضطرت أخيرا أن تقول
وهو ازيه دلوقتى
تنهد كريم قائلا
الحمد لله جت سليمة .. خدله كام غرزه .. بس الحمد لله انها جت على أد كده
قاټل آيات وهى تعاود البكاء مرة أخرى
كنت مړعوپة لما شوفت منظر الډم
ربت كريم على كتفها قائلا
فعلت آيات ما طلب .. وبصعوبة شديدة استطاعت اغلاق عينيها .. من التعب !
استيقظت آيات وهى تنظر الى هاتفها .. لم يتصل كريم .. أرادت الإتصال به لمعرفة أخبار آدم .. لكنها عدلت عن ذلك واتصلت ب .. والدة آدم .. حتى تستطيع الحصول منها على اجابة تشفى غيللها .. حمدت الله أنهما تبادلتا أرقام الهواتف يوم أن كانت عندها فى المكتب .. أتاها صوت يبدو عليه آثار الارهاق
تمتم آيات
وعليكم السلام
ازيك يا آيات يا بنتى
الحمد لله يا طنط
صمتت برهة ثم قالت بإضطراب
أنا بس كنت عايزة أطمن .. دكتور آدم أخباره ايه دلوقتى
فى تلك اللحظة دخلت أم آدم الى غرفة ابنها مسرعة والذى كان ممددا فى ه .. وقد لف الشاش حول رأسه .. نظر اليها آدم واتسعت عينه دهشة وهو يسمعها تقول
قالت آيات بحزن وقلق
يعني هو كويس دلوقتى .. يعني مش پيتألم
قالت أمه وهى تنظر اليه مبتسمه بحنان
أيوة يا بنتى كويس الحمد لله متقلقيش
ابتسم آدم وهو يمد يده الى والدته يبغى الهاتف .. أعطته اياه فوضعه على أذنه قائلا برقه
أنا كويس يا حبيبتى متقلقيش عليا
متتصوريش فرحان بإتصالك أد ايه .. لانه خلانى أتأكد ان أنا مهم بالنسبة لك .. كنت هتجنن امبارح من خوفى عليكي .. بس كريم طمنى انك كويسة .. لو كان جرالك حاجة كنت روحت فيها
أغلقت آيات هاتفها فورا وهى تحاول السيطرة على دقات قلبها التى أخذت تتسارع بشدة .. لكن هيهات .. القلب الذى تسارعت دقاته يأبى أن يعود الى سباته !
تحدث كريم الي علي
خلاص كاميرات المراقبة هتتركب فى القرية النهاردة .. والحراسه اللى على البوابه زودناها
أومأ على برأسه لكن عقله كان فى مكان آخر
ضاقت عينا كريم وهو يقول
مالك يا على فى حاجه
تنهد على قائلا فى وجوم
بص يا كريم أنا بعتبرك صاحبى وأخويا .. عشان كده جيت أتكلم معاك .. أنا حاسس انى مخڼوق أوى
نهض كريم والتف حول المكتب .. جلس على المقعد المواجه ل على وسأله بإهتمام
خير يا على .. قول أنا سمعك
تنهد على بأسى وقال
أسماء صحبة أختى و أختك
قال كريم بإستغراب
مالها .. حصل منها حاجة
قال على بضيق
اللى حصل ان انا وهى اتكلمنا كذا مرة مع بعض عن لبسها وعن شروط الحجاب وكانت بتسألنى فى حاجات وأنا أرد عليها زى التعدد والمصافحة
ظل كريم صامتا .. فأكمل على وهو مطرق برأسه
اللى عرفته من إيمان انك حست بحاجه نحيتي .. وقالتها صراحة يعني مفيش مجال لسوء الفهم .. من ساعة معرفت وأنا حاسس انى مخڼوق ومضايق جدا .. خاصة ان إيمان قالتلى ان ظروفها صعبة .. ومشاكلها كتير .. فمكنتش أحب أزود مشاكلها دى وأخليها ت ....
توقف ولم يستطع ان يكمل .. ظل مطرقا برأسه .. الى أن قال كريم وهو يسند مرفقة فوق المكتب
غلطان يا على
رفع على رأسه ينظر الى كريم الذى قال بحزم
غلطان انك تتكلم معاها فى حاجة شخصيه زى لبسها ولو حتى من باب انك تنصحها .. مينفعش يا على وأظن انك عارف الكلام ده كويس .. لان انت شاب ومعرض للفتنة .. زي ما هى بنوته صغيره ومعرضة للفتنه .. وده اللى حصل فعلا البنت اتعلقت بيك وحبتك .. وأنا واثق انك أكيد انت كمان مشاعرك اتحركت نحيتها
أطرق على برأسه مرة أخرى وقد احتقنت الډماء فى وجهه .. أكمل كريم
لو كنت عايز تنصحها فكان ممكن تقول لأختك إيمان تتكلم معاها .. أو تقولى وأنا أقول ل آيات لكن كلامك معاها كده ده باب فتنة كبير يا على
عقد على جبينه بضيق وهو يقول
طيب أعمل ايه دلوقتى
تنهد كريم وانحنى الى الأمام يسند مرفقيه الى قدميه وهو يقول
حاول متحتكش بيها خالص .. لا فى شغل ولا فى غير شغل .. وأنا هحاول أشوف طريقه بحيث ان تعاملها يكون مع آيات مباشرة من غير ما تضطر تتعامل معاك
ثم تنهد قائلا وهو ينظر الى على بعتاب
طيب هى معذورة لجهلها .. لكن انت مش معذور يا على
تمتم على بضيق
استغفر الله العظيم .. انا فعلا كنت حاسس ان مكنش المفروض أتكلم معاها كده وانها ممكن مشاعرها تتحرك نحيتي بس معرفش ايه اللى خلانى أستمر وأتكلم معاها عن لبسها
تنهد قائلا
انت صح .. لو كنت عايز أنصحها فعلا كنت خليت إيمان هى اللى تتكلم معاها مش أنا
قال كريم وهو يرجع ظهره للخلف
خلاص حصل خير .. وكويس ان الموضوع فى أوله .. ملحوقه يعني .. وانت راجل محترم يا على .. بس طبيعي انك تضعف بس أهم حاجة زى ما علمت كده تلوم نفسك على الغلط وتصححه
اومأ على برأسه وهو يقول
متشكر يا كريم .. مكنش فى غيرك أقدر أتكلم معاه ويفهمنى
ابتسم كريم قائلا
أنا تحت أمرك فى أى وقت يا على .. انت مش أخو إيمان مراتى بس .. لأ انت أخويا أنا كمان
ابتسم على وهو يستأذن للإنصراف الى عمله
التقطت اسماء هاتفها اتصلت بأنامل متردده برقم والدها .. اندفعت العبرات من عينيها بمجرد سماع صوته التى تسلل الذى أذنيها ليزيد من حنينها وشوقها اليه .. حاولت التحدث لكنها لم تستطع .. اضطر مدحت أن يغلق الخط بعدما لم يجد من يجيب
نظرت مديحة الى مدحت بشك وهى تقول
مين
قال وهو يجلس على أحد المقعد فى غرفة المعيشة
معرفش محدش رد
قامت وأخذت الهاتف من يده وعاودت الإتصال بالرقم فصاح فيها
انتى اتجننتى يا مديحة
قالت پحده وهى تنظر اليه بإحتقار
أنا واثقة انها واحدة تيييييييييييييت من اللى تعرفهم
هب واقفا وهو يصيح
قولتلك مليون ألف مرة أنا خلاص قطعت علاقتى بكل اللى أعرفهم .. اعقلى بأه ومتطلعيش روحى
اتسعت عيناه فى دهشة وهو يرى مديحة التى تجمدت فى مكانها ثم ما لبثت أن صاحت بلهفة
بنتى
قالت أسماء بصوت باكى
وحشتيني يا ماما
جلست مديحة على المقعد خلفها مڼهارة وهى تقول
أسماء .. وحشتيني يا حبيبتى .. وحشتيني أوى .. أسماء انتى كويسة
قالت أسماء وهى تحاول أن تتمالك نفسها
أيوة الحمد لله .. انتى كويسة .. وبابا كويس
بكت مديحة بشدة وهى تقول
سمحيني يا بنتى . .سمحيني .. حقك عليا .. انا عارفه انى أم فاشلة .. ومستحقش أكون أم أصلا
أجهشت أسماء فى البكاء فى الأخرى .. أخذ مدحت الهاتف من يد مديحة بلهفة وهو يقول بصوت مرتجف وأعين دامعة
أسماء حبيبتى .. انتى كويسة يا حبيبتى
قالت أسماء من بين شهقاتها وهى تمسح دموعها بظهر يدها
أيوة يا بابا كويسة .. بس انتوا وحشتونى أوى
قال لها بلهفة
انتى اللى وحشتيني أوى يا أسماء .. انتى فين يا حبيبتى قوليلنا مكانك وهنجيلك دلوقتى
قالت اسماء بلهفة
هو انت وماما رجعتوا رجعتوا تانى لبعض يا بابا
ألقى نظرة على مديحة الى وقفت أمامه ووجهها مبلل بالعبرات .. ثم قال
قوليلى انتى فين يا اسماء
تنهدت بعمق ثم قالت
أنا فى العين السخنة
قال بإستغراب
فى العين السخنة .. بتعملى ايه هناك
أخذت منه مديحة الهاتف وهتفت
حبيبتى قوليلى مكانك بالظبط وهنجيلك دلوقتى حالا يا حبيبتى
أعطتهم أسماء العنوان .. فأسرعت مديحة بتبديل ملابسها .. وانطلقت مع مدحت فى طريقهم الى .. قرية الماسة !
فى اليوم التالى زار آدم فى المستشفى كل من كريم و زياد و على .. كان سعيدا لرؤيتهم حوله .. ابتسمت والدته وهى تعدل من وضع الوسادة خلف ظهره .. وقالت للشباب
منورين والله .. اهو كده لازم تكونوا اخوات وتخافوا على بعض وتبقوا ايد واحدة .. الديب مبيقدرش الا على الغنمة اللى ماشيه لوحده .. لكن لو سط القطيع ېخاف يقربلها
ابتسم زياد قائلا بمرح
آه فعلا هو آدم يدى على غنمة
ضحك آدم قائلا
ماشى يا أبو دراع مكسور .. بأه مش مكسوف من نفسك بعد اللى حصلك ده .. شكلك بأه بايخ جدا بصراحة
قال زياد بمرح
متفكرنيش ده أن كل ما أفتكر أتغاظ .. أموت وأعرف ازاى هيا نطت سليمة وأنا اللى حصلى كده
الټفت اليه كريم قائلا بمزاح
أكيد الموضوع متعلق بالنية يا زياد
صاح قائلا
والله نيتى بيضة وزى الفل
ثم الټفت اليه والدة ىدم قائلا
ولا ايه رأيك يا خالتى
قالت بحماس
زياد .. ده زياد ده زينة الرجالة .. ده ربنا يباركله ابن حلال مصفى .. ربنا يرزقه ببنت الحلال اللى تشيله جوه حبابى عنيها
قال زياد
والله انتى زى السكر يا خالتى .. والوحيدة اللى نصفانى فى الدنيا دى .. ربنا ميحرمنى منك
ثم قال بخبث
وبخصوص بنت الحلال .. فشكلك يا خالتى هتلبسى الحته اللى على الحبل قريب
اتسعت ابتسامته وهى تهتف
بجد يا زياد
أطلقت زغروته فصاح آدم
ماما احنا فى المستشفى
لم تلتفت اليه بل سألت زياد بحماس وابتسامة واسعة على
مين يا زياد .. واحدة من هنا ولا من جيرانا فى القاهرة
قال مبتسما
لا من هنا
نظر اليه آدم قائلا
ده انت طلعت ندل آخر حاجه .. وأنا آخر من يعلم يعني .. ما قولتليش حاجه عن الموضوع ده
قال مبتسما
أديني قولت أهو
الټفت اليه كريم قائلا
مين بأه تعيسة الحظ .. قصدى سعيدة الحظ
قال بثقه
الدكتورة سمر
الټفت اليه على بإهتمام دون أن ينطق ببنت شفه .. فقالت أم آدم بإستغراب
مين دكتورة سمر دى .. أنا شوفتها كده
قال آدم ضاحكا
دى الدكتورة اللى كانت جوه عيادة الأطفال .. و زياد أنقذها ..