ادم
هتخرجى تعدى معاه ازاى
احمر وجهها بشدة وهى تقول
مش عارفه .. انا مش هقدر أخرج .. بجد مش هقدر .. اطلعى قوليله يفوت علينا يوم تانى
أطلقت آيات ضحكة عالية وهى تقول
حلوة فوت عيلنا يوم تانى دى
تظاهرت بالخروج وهى تقول
خلاص من عنيا هروح أقولها كده
جذبتها إيمان من ذراعها وهى تهتف
انتى ما بتصدقى .. كنى هنا .. خليني اعرف أسمع اللى بيحصل بره
يلا يا إيمان .. تعالى قدمى العصير عشان تعدوا تتكلموا مع بعضيكوا .. الراجل مستنى بره
قالت إيمان وقد شعرت بأنها على وشك البكاء
لأ مش عايزه .. مش هقدر اخرج .. هو لازم يعني يتكلم معايا
نظرت اليها أمها وقد اتسعت عيناها وهى تقول
يلا يا بت بلاش دلع الراجل مستنى بره
ايه ده يا منيلة .. ما تحطى حاجة على خلقتك دى .. استنى أما أجبلك قلم الكحل وصباع الروج بتاعى
أوقفتها إيمان قائله بحزم
مش هحط حاجة ريحي نفسك
شهقت أمها قائله بغيظك
يا بت اسمعى كلامى يا بت .. حطى اى حاجة على خلقتك تديكي منظر
قولتك لا يا ماما
تدخلت آيات قائله
متقلقيش يا طنط هى كده زى القمر مش محتاجة حاجة .. وبعدين كريم عارف انها مبتحطش ميك آب
انتوا حرين .. بنات فقر صحيح . يلا يا إيمان انجزى
وقفت إيمان وهى تشعر بأن قدميها تصطكان ببعضهما البعض .. ظلت تردد بعض الأذكار .. وهى تأخذ من والدتها الصنية .. اهتزت الأكواب من رعشة يديها واضطرابها فاعطتها الى والدتها مرة أخرى قائله
بقولك ايه شيليها انتى .. انا لو خدتها ودخلت بيها هتدلق منى وهيبقى شكلى ژبالة
آه يانى .. طيب ادخلى .. خلصينا الراجل مستنى
كادت إيمان أن تبكى وهى تقول
طيب ناجلها ليوم تانى
اتعت عينا أمها وهى تنظر اليها وقالت بحزم وهى تضغط على أسنانها
إيمان .. اتنيلى ادخلى متفقعيش مرارتى
دخلت إيمان مطرقة الرأس وقد تحولت بشړة وجهها البيضاء الى اللون الأحمر ..نسيت أن تلقى السلام .. جلست بسرعة على أول مقعد وجدته أمامها .. لا تدرى حتى أين يجلس كريم .. سمعت والدها يقول
أتاها الصوت من المقعد المجاور لها
ده نورك يا عمى
قالت فى نفسها يا دى الخيبة .. هو انت اللى آعد جمبي .. هتفتكر دلوقتى انى ما صدقت وروحت أعده جمبك !
ودت لو نهضت من مقعدها وتخير مقعد آخر بعيد عنه .. لكنها لم تجد فى قدميها القدرة على حملها .. كاد قلبها أن يتوقف عندما الټفت كريم اليها قائلا
كان هذا هو أول حوار مباشر يجريه معها منذ اجتماعهما الأول والذى انتهى بخروجها من الإجتماع پغضب .. توترت للغاية فلم تستطيع الرد .. حاول كثيرا الحديث معها .. لكنها شعرت كما لو أن لسانها قد قطع من فمها .. لم تجد فى نفسها الجرأة على الرد عليه على الإطلاق .. كان أخيها وأبيها يجيبان بالنيابة عنها .. شعرت بأنها ما هى الا لحظات وستفقد وعيها .. جلست تلك الجلسة مرات عديدة من .. لكن تلك المرة الأمر مختلف .. لأن هذه المرة قلبها يخفق لهذا الرجل الجالس بجوارها .. انتهت الزيارة
بعدما قال كريم لأخيها وأبيها
هنتظر الرد وول فى قبول .. يبقى أفضل كتب كتاب على طول لأن الخطوبة بالنسبة لنا مش هيبقى ليها لزمة
عادت إيمان الى غرفتها وهى تشعر أنها فى حلم تخشى الاستيقاظ منه .. حلم خاڤت أن تغمض عينيها حتى لا تفقد لحظة واحدة من الشعور به
تلقى كريم خبر انضمام آدم و زياد الى القرية بمزيج من القلق والضيق .. قال فؤاد عبر الهاتف
أنا عارف المشاكل الى حصلت بس فعلا الرجل عنده خبره كبيره خو وصاحبه وهيبقوا أكيد مكسب للقرية
قال كريم شاردا
مع حضرتك فى كده .. بس حضرتك عارف اللى حصل واللى اتنشر فى الجرايد
لا متقلقش يا كريم .. أصلا الأخبار دى بتتنسى ومحدش بيفتكرها وكمان هما لا ممثلين ولا ناس مشهورة عشان الوحد يفتكر خبر زى ده عنهم .. ده غير القضية اللى انت رافعها على الجريدة واللى أكيد بتثبت ان الخبر ده كڈب
قال كريم بضيق
مش عارف .. برده مش مرتاح لشغله فى القرية .. يعنى حضرتك عارف انه كان بيتشغل فى جولدن بيتش وانت عارف جولدن بيتش عامله ازاى .. هو لو متوقع انه هيعمل هنا ما بداله يبقى غلطان
قال فؤاد على الفور
لا اطمن .. هو عارف القوانين كويس وأكيد هيلتزم بيها .. وبصراحة أنا شايفها فرصة هايلة بالنسبة لنا انه يبقى من فريق عمل القرية لأن لا أنا ولا انت لينا خبرة فى المجال ده
تنهد كريم بإستسلام قائلا
طيب ربنا يقدر الخير
اتصل كريم بأبويه ينبئهما بالخبر السعيد .. هتفت أمه قائله
أخيرا هتفرح قلبي
ابتسم قائلا
أوية أخيرا
قولى حلوة
زى القمر .. لما تشوفيها هتحبيها طيبة وبنت حلال
باباها وماماتها بيشتغلوا ايه
باباها على المعاش وماامتها ست بسيطة بمتشتغلش .. هما ناس بسيطة اوى بس محترمين جدا .. أخوها شغال معايا فى القرية النائب بتاعى راجل محترم وأخلاقه عاليه
قالت أمه بسعادة
بنا يتمملك على خير يا كريم
انتوا باه هتنزلوا امتى .. أنا عايز أكتب الكتاب على طول
للأسف لا أنا ولا باباك هنعرف ننزل 4 شهور على الأقل
هتف كريم
4 شهور .. لا انتوا كده تنزلوا على الفرح بأه
طيب يا كريم خليها خطوبة دلوقتى ولما ننزل اكتب الكتاب
خطوبة ايه يا ماما .. و 4 شهور كمان .. ولا ليها أى لازم بالنسبة لى لا هعرف اتكلم معاها براحتى ولا هعرف أشوفها براحتى .. لا أنا هكتب الكتاب دلوقتى وانتى وبابا لما تنزلوا يبقى الفرح ان شاء الله
طيب اديني رقمها عشان أكلمها
مش معايا رقمها هجيبه من أخوها وأبعتهولك فى رسالة .. بس لما يردوا عليا لانهم لسه مردوش
يا حبيبى هو فى بنت هتلاقى واحد أحسن منك .. مبروك مقدما
جاء رد إيمان وأهلها بالموافقة .. وتم الاتفاق على كتب كتابهما فى نهاية الإسبوع فى قرية الماسة !
سمر هستناكى ولو مجتيش بجد هزعل منك
هتفت إيمنا بهذه العبارة وهى تتحدث الى سمر التى قالت
بتهرجى لا طبعا لازم هاجى .. ألف مليون مبروك يا إيمان ربنا يتمملك على خير
قالت إيمان بحماس
اعملى حسابك انك هتعدى معانا شوية انتى وطنط .. الشقة اللى احنا أعدين فيها ..فيها 3 أوض وأسماء بتبات مع آيات ففى أوضة فاضية طنط تاخده وانتى تباتى معايا
خلاص اتفقنا هقول لماما وآهى فرصة الواحد يغير جو كام يوم ده أنا مطحونة فى الشغل يا بنتى
خلاص اتفقنا بجد .. متتصوريش أنا فرحانه أد ايه انى هشوفك
أنا اللى فرحانه جدا انى هشوفك انتى و آيات و أسماء
فى اليوم الموعود .. كان نفس اليوم الذى تسلم فيه آدم و زياد عملهما فى القرية .. شعر كريم ببعض القلق من وجود آدم .. خاصة بعدما عرف من آيات أنه تحدث معها يوم أن كانوا فى القاهرة .. لذلك قال له بحزم
وجودك فى القرية أكيد هيفيدنا كتير يا دكتور .. بس ياريت تبقى وجودك هنا للشغل وبس
نظر اليه آدم وقد أدرك ما يقصده .. فأكمل كريم بنفس الحزم
ماشى يا دكتور
قال آدم بهدوء
أنا مستحيل أضايق آيات .. أو أأذيها .. متقلقش منى
أ زياد وهو يربت على كتف كريم قائلا بمرح
مبروك يا عريس
ابتسم كريم قائلا
الله يبارك فيك يا زياد عقبالك ان شاء الله
قال آدم مبتسما
يلا روح انت ربنا يعينك أكيد وراك حاجة كتير .. متقلقش أنا و زياد هنا
أومأ كريم برأسه والټفت الى زياد وقال
مستميك ان شاء الله متتأخرش
طبعا ودى تيجى
ثم نظر الى آدم قائلا بحرج
وانت كمان يا دكتور ياريت تنورنا
كان آدم بعلم أنها ما عزمه الا مضطرا ومجاملا ليس إلا . .لكن آدم ما كان ليترك فرصة تقربه فيها من كريم .. عله يغير الفكرة التى كونها من كلام آيات عنه .
تعالت الزغاريد .. ارتدت إيمان فستانا وردى اللون .. ووضعت القليل من مساحيق التجميل والتى أبرزت جمالها .. صففت لها آيات شعرها بعناية بشكل جميل .. كانت سعيدة وهى تنظر الى نفسها فى المرآة وقد بدت بشكل لم تتوقع أن تراه فى مرآتها يوما ..
جاءها اتصال من سمر تخبرها بأنهما على مشارف القرية .. خرجت إيمان وقالت ل على بلهفة
على ربنا يكرمك .. سمر ومامتها أدام البوابة ممكن تروح تجيبهم
توجه على الى البوابة فوجد سيارة تقودها سيدة كبيرة وبجوارها سمر .. هز رأسه واقترب من المرأة قائلا
أهلا وسهلا
ابتمست قائله
أهلا بيك
أشار لها على بالطريق الذى يجب أن تسير فيه .. فقالت له
طيب اركب معانا
قال بحرج
لا اتفضوا
رمقته سمر بطرف عنيها أن تنطلق أمها بالسيارة .. كان لقاء الفتاتان حارا
وحشتيني أوى أوى أوى
انتى كمان يا سمر وحشتيني أوى
كادت الدموع أن تفر من عيني إيمان فصاحت آيات
لا أبوس ايدك أنا ما صدقتش انى ظبطته
تعانقت آيات و سمر فى اشتياق وكل منهما سعيدة برؤية الأخرى
التفتت سمر قائله
أمال فين أسماء
قالت آيات بحزن
تحت تعالى ننزلها
حضر المأذون .. و ... تم زواج كريم و إيمان وسط فرحة الأهل والأصدقاء .. لم تتوقف والدة إيمان عن الزغاريد كانت سعادتها لا توصف بالكلمات ولا بالعبارات .. بكت أكثر من مرة وهى تتطلع الى ابنتها التى قالت بمرح
ماما محسسانى انى اتجوزت خلاص .. ده كتب كتاب يعني أعدالك مش راحه فى حته
استأذن كريم ليدخل للعروس يلبسها شبكتها .. صاحت إيمان فى لوعة
لازم يعني
ضحكت آيات قائله
لا مش لازم خالص .. ربنا معاك يا أخويا يا حبيبى
دخل كريم متوجها اليها وقفت وهى تنظر أرضا وهى تسمع صوت خفقات قلبها المضطرب داخل صدرها .. مد يده اليها .. فتسمرت مكانها وهى تفرك يديها بتوتر .. ضحك ضحكة خافته وهو يقول
مش هاكلها متخفيش .. أنا هلبسك الشبكة بس
أطلقت آيات ضحكة عالية
بينما أطلقت سمر وأمها ضحكات خافته .. نظرت اليها والدتها قائله
بت يا إيمان اخلصى
كادت أن تبكى وهى تتمتم بصوت مضطرب
هلبسها أنا
ابتسم كريم قائلا
طيب ماشى .. ممكن ألبسك الدبلة على الأقل
أومأت برأسها وهى مازالت تنظر أرضا .. وبعد عناء ومجاهدة للنفس .. مدت يدها لترسى الكهرباء فيها بعدما التقطها كريم فى راحته .. ألبسها دبلتها وهى لم تستطع منع تلك البسمة التى قفزت الى .. أعطاها دبلته الفضية لتلبسه اياها .. اختفت ابتسامتها وهى تقول بصوت خاڤت
لازم
ضحك بخفوت قائلا وهو يرتديها بنفسه
لا مش لازم دلوقتى نأجلها بعدين
أطلقت والدة إيمان زغروته عاليه .. خرج كريم يست التهانى بالخارج .. بينما جلست إيمان