ادم
... تأملها .. بدت على عينيها البكاء .. هو يعرفها جيدا .. يعرفها أكثر من نفسها .. يستطيع رؤية ذلك الألم الذى تنطق به ملامح وجهها ونظرات عينيها .. لم يتحمل أن تظل أمامه هكذا وهو لا يستطيع مجرد الحديث معها .. وشرح نفسه أمامها .. والتخفيف من حزنها وصډمتها وآلامها .. نهض قائلا
هستناكوا فى العربية
تابعه كريم بنظراته ثم الټفت الى آيات قائلا بحنان
أومأت برأسها وهى تحاول رسم بسمة على
وهى تقول
أيوة الحمد لله .. بس يمكن السفر تعبنى
جلس آدم فى السيارة وهو يفكر فى هذا الطريق الشائك الذى يجب عليه قطعه ليصل الى آيات .. لكن كيف السبيل لبلوغ مراده .. كيف يستطيع كسب ثقتها من جديد . .كيف يستطيع أن يثبت لها أن عاد انسان طاهر الذيل .. كيف يثبت لها أنه تاب وأناب .. ظلت الأسئلة تتقاذف داخل عقله وهو يحاول أن يجد اجابه لكل منها .. حانت منه التفاته ليجد آيات خارجه من المطعم بصحبة كريم .. الټفت كريم الى آيات قائلا
تناوت منه المفتاح وعاد كريم الى المطعم .. أسرع آدم بالخروج من السيارة وتوجه ناحيتها .. بمرجد أن رأته ما نحوها أحثت السير فى اتجاه السيارة لكنه وقف أمامها قائلا
آيات
قالت بحزم ودون أن تنظر اليه
لو سمحت متكلمنيش
حاولت الإنصراف فوقف أمامها وقال بلهفة
ظهرت الدموع فى عينيها وهى تتذكر تلك الصورة وما كتب تحتها .. قال آدم وهو ينظر اليها پألم
آنا آسف يا آيات .. والله مكنت أعرف انك هتتأذى كده .. أنا مكنتش قادر أتحكم فى نفسى لما شوفتك أدمى .. والله ڠصب عنى .. معلش متضايقيش منى .. أنا رافع عليه قضية دلوقتى وان شاء الله هجبلك حقك منه
لو سمحت سيبنى أعدى
قال بسرعة
طيب أنا هتكلم وانتى اسمعى .. مش عايز أكتر من كده .. أنا عارف انتى حسه بإيه نحيتى دلوقتى وشايفانى ازاى .. ومعاكى حق .. معاكى حق تكرهينى ومتثقيش فيا تانى .. معاكى حق تبقى مش طايقة تبصى فى وشى .. بس أنا اتغيرت .. والله اتغيرت .. أنا غلطت غلط بشع .. عارف .. بس ربنا بيسامح .. مش كده .. مش ربنا بيسامح .. انا على أمل انه يسامحنى ويغفرلى
انتى كنتى بتحبيني .. يبقى مش صعب عليكي تسامحيني
لمعت عيناه بالعبرات وهو ويقول
والله ما كنت هأذيكي .. فى الأول أيوة بس بعد كده حبيتك بجد
أخذت آيات نفسا عميقا ورفعت عيينها تنظر اليه پحده وقالت بقسۏة
أنا مستحيل أسامحك .. أبدا .. مهما حصل مش هسامحك .. عايزنى أسامحك على ايه ولا ايه .. أسامحك على ايه بالظبط
تسامحيني انى لعبت بيكي من الأول .. تسامحيني انى كنت عايز أنتقم من عمك فيكي وارجع حقى عن طريقك .. تسمحيني انى استغليت مشاعرك نحيتى عشان أرجع حقى .. تسامحيني انى خنتك كتب الكتاب بيوم .. تسامحيني انى عرفت واحدة لمدة سنة وكنت عايش معاها عشان أستغلها وآخد فلوسها .. تسامحيني انى سمعتك كلام كتير عن مشاعرى نحيتك وكان كله كڈب .. تسامحيني انى كنت انسان حقېر عاق بأمه .. تسامحيني انى مكنتش حتى بصلى ولا كنت عارف ربنا
صمت قليلا ليأخذ نفسه ثم قال ونظرات عينيه هى مزيح من الحيرة والألم
عايزك تسامحيني على كل ده
رغما عنها تساقطت عبراتها فمسحتها بسرعة بظهر يدها .. كان ذكر كل ذلك أمامها بذلك الوضوح وبتلك الطريقة شاق جدا عليها .. رجع آدم خطوة للخلف ليسمح لها بالعبور .. اتجهت مسرعة الى السيارة وأغلقت الباب وهى ټدفن وجهها بين كفيها وتفرغ ما بداخلها من ألم وقهر وعذاب .. بالبكاء !
عاد آدم الى سيارته واجما .. أخرج هاتفه واتصل ب فؤاد ..
دكتور آدم أهلا بيك
اهلا بيك يا أستاذ فؤاد .. أنا كنت عايز أقابل حضرتك ضرورى .. أنا حاليا فى القاهرة
خير يا دكتور ان شاء الله
لا خير ان شاء الله .. عايز أتكلم معاك بخصوص قرية الماسة .. ينفع نتقابل دلوقتى
والله يا دكتور أنا حاليا فى غداء عمل فى فندق ......... هينتهى كمان 10 دقايق بالكتير
طيب ينفع آجى لحضرتك دلوقتى .. ولا فى مشاكل
لا طبعا موافق يا دكتور .. مفيش مشاكل منتظرك ان شاء الله
أنهى آدم المكالمة وقد بدا عليه العزم والإصرار .. عزم على بدء حياته مرة أخرى لكن هذه المرة بشكل لائق .. بشكل يجعله فخورا بنفسه .. بشكل يجعل ضميره مستريح .. بشكل يجعل آيات تراه مرة أخرى .. فارس أحلامها !ئئ
الحلقة 27
طبعا أن ليا الشرف انى أشتغل معاك يا دكتور
ابتسم آدم لهذا الترحيب .. فقد كان جل ما يخشاه أن يرفض فؤاد لما تنامى الى مسامعه عن علاقته ب آيات وما حدث بينهما .. قال آدم بحماس
تمام .. أنا متشكر جدا يا أستاذ فؤاد
قال فؤاد بجدية
طبعا أنا يشرفنى ان راجل زيك عنده خبرة أكاديمية وعملية انه يشتغل معايا فى قريتي .. بس أنا مش فاهم تحديدا حضرتك عايز شراكة ولا ايه بالظبط .. لانك قولت شغل ما قولتش شړاكه
تنحنح آدم قلليا ثم قال
بصراحة حاليا مفيش عندى امكانيات للشراكة .. ولو هشارك هيكون بمجهودى فقط .. وأنا شايف ان حضرتك مش محتاج حد يشاركك بالمجهود لان بالفعل عندك الأستاذكريم مدير القرية .. عشان كده أنا متكلمتش فى شراكة .. أنا اتكلمت فى شغل .. وأنا مش هشترط منصب محدد أنا كل اللى يهمنى انى اشتغل فى القرية
صمت قليلا ثم تنهد قائلا
أنا سيبت قرية جولدن بيتش بعد ما اتخنقت من اللى بيحصل فيها .. وكنت لغيت من دماغى تماما فكرة الشغل فى السياحة رغم ان الماجستير بتاعى كان عن الموضوع ده وكمان أنا بحب الشغل فى السياحة جدا وعندى خبره كويسة فيه .. فعشان كدة لما شوفت القرية بتاعة حضرتك والقوانين اللى حاططها مع أستاذ كريم .. بصراحة اتشجعت جدا .. وفعلا لو كان معايا راس مال حاليا أنا مكنتش اترددت لحظة فى انى أشاركك
ثم زفر بضيق وقال
بس للأسف أنا مفيش امكانية للشراكة الا بالمجهود وطبعا حضرتك مش محتاجة فأى مكان هتقولى امسكه فى القرية أنا مش هعترض ان شاء الله .. وزى ما قولت لحضرتك عايز زياد كمان معايا .. هو خبرته العمليه أكتر منى .. زياد بيشتغل فى السياحة من سنين وكان مدير قرية فى شرم
صمت فؤاد يفكر فيما قاله آدم .. ثم الټفت اليه وابتسم قائلا
أبشر يا دكتور .. انت و الأستاذ زياد أكيد هتكونوا مكسب كبير لقريتنا .. كريم راجل محترم وشريكى وممشى القرية بطريقة ممتازة بس دى أول مرة يشتغل فيها فى السياحة .. لكن انت و زياد عندكوا خبرة وكفاية انه مجالك يا دكتور
ثم هتف بحماس
على خيرة الله .. ان شاء الله اعتبر نفسك انت و زياد من النهاردة من فريق قرية الماسة
اتسعت ابتسامة آدم وقال بسعادة
بدج متشكر جدا يا أستاذ فؤاد .. وان شاء الله هنكون عند حسن ظنك
خرج آدم من الفندق الذى التقى فيه ب فؤاد .. وهو يشعر بسعادة بالغة .. توجه الى المسجد القريب وأدى فريضة المغرب وهو يشعر بالراحة والسعادة فى قلبه .. طوال الطريق الى العين الساخنة كانت الابتسامه ترتسم على من حين لآخر .. استنشق الهواء وكأن اليوم ذراته تحمل عبقا جديدا لم يستنشقه من .. عبق الأمل والسعادة و تحقيق الذات .. والأهم .. أنه اقترب خطوة من آيات
جلست آيات فى غرفتها منذ أن عادت الى العين الساخنة .. لم تشعر فى نفسها الرغبة للتحدث مع أحد أو لرؤية أحد .. ظلت تفكر فيما دار اليوم بينها وبين آدم .. وتلك الكلمات القاسېة التى ألقاها على مسامعها .. لماذا ذكر مساؤه بتلك الطريقة التى جعلتها تكاد أن تختنق .. أيظن أنها ستسامحه .. كيف .. كيف تستطيع أن تغفر كل ما قال .. سمعت صوت المفتاح يدور فى الباب .. فمسحت وجهها بيديها ونهضت تست الفتيات .. نظرت اليها إيمان قائله
ايه ده رجعتى امتى
قالت آيات بصوت مبحوح قليلا
من كم ساعة كدة
قالت أسماء وهى توجه الى غرفتهما
عملتى ايه فى موضوع الشهادة
قالت آيات وهى تستند على الجدار بظهرها
خلاص تقريبا كده الموضوع اتحل .. لسه اجراءات بسيطة هيعملها المحامى لكن مش هروح تانى القاهرة
أومأت أسماء برأسها وقالت
كويس
قالت إيمان وهى تتوجه الى الباب
أنا طالعة أشوف ماما
فتحت الباب وشهقت بقوة عندما وجدت كريم أمامها والذى كان يهم بالطرق على الباب ..
أومأت برأسها دون أن تنطق بكلمة وتوجهت الى الداخل .. قالت ل آيات بصوت مضطرب
أخوكى بره يا آيات
توجهت آيات الى كريم الذى نظر اليها بإهتمام قائله
كويسه دلوقتى
ارتبكت قائله
أيوة الحمد لله
ايه بأه اللى كان مضايقك .. دكتور آدم اتكلم معاكى
أطرق آيات برأسها قليلا ثم نظرت اليه قائله بصوت خاڤت
أيوة
قالك ايه
لاحت العبرات فى عينيها وقالت
قالى انه اتغير وتاب وان ربنا بي التوبة وانه عايزنى أسمحه على كل اللى عمله
أطرق كريم برأسه شاردا ثم نظر اليه وقال
وقولتيه ايه
هزت كتفيها وقالت
قولته مش هقدر أسامحه
تنهد كريم قائلا بضيق
هتكلم معاه .. أنا لا عايزه يتكلم معاكى ولا يقرب منك
قالت آيات بتوتر
هو اتكلم معايا بإحترام يعني مضايقنيش .. أقصد يعني متتخانقش معاه
نظر اليها كريم متأملا وهو يقول
أنا ما قولتش هتخانق معاه .. أنا قولت هتكلم معاه
ربت على كتفها قائلا
متضايقيش نفسك انتى .. ماشى
أومأت برأسها وابتسامه صغيرة على .. تنحنح كريم وبدا عليه التردد .. نظرت اليه قائله
فى حاجة
ابتسم بخجل قائلا
يعني كنت عايز أسألك عن حاجة كدة
عقدت ذراعيها أمام صدرها قائله
اسأل
أخفض من صوته وهو يقول
انتى و إيمان صحاب من زمان
قالت آيات بإستغراب
إيمان .. أيوة من 4 سنين تقريبا .. بتسأل ليه
قالت بنفس النبرة الخافته
ورأيك فيها ايه
ضاقت عيناها وهى تجيب بحيرة
رأيى فيها ازاى يعني
يعني رأيك