ادم
أصلا ملكيش اخوات
ده أخوكى فى الرضاعة .. كان مسافر النمسا ورجع
أومأ برأسه وهو يقول بضيق
مفيش داعى تسيبي الشقة اصلا محدش ساكن فيها ومحدش فينا بيروحها
فى تلك اللحظة انفتح باب المصعد ليخرج منه كريم .. امتقع وجهه لرؤية ذلك الغريب واقفا مع آيات أمام باب البيت .. اقترب منهما فقالت آيات بتوتر
ازيك يا كريم .. ده أحمد زميلى اللى كلمتك عنه
أهلا وسهلا يا أستاذ أحمد
نظر اليه أحمد بدهشة وهو يقول
الله يسلمك
شكرا على اللى عملته مع أختى
لا أبدا مفيش حاجة
الټفت كريم الى آيات قائلا
خلصتوا
قالت وهى تدلف للداخل
أيوة ثوانى هجيب الشنط
دخلت للحظات كان أحمد يرمق خلالها كريم بدهشة وبدا وجهه كعلامة استفهام كبيرة .. كاد أن يفتح فمه للتحدث لكن أت آيات فى تلك اللحظة ومعها أسماء .. أسرع كريم بحمل الحقيبتين .. وأخذ المفتاح من يد آيات وسلمه الى أحمد قائلا وعلى ثغره ابتسامه
ثم أشار الى الشقة قائلا
تقدر تتمم على كل حاجة فى الشقة ما نمشى
قال أحمد على الفور
لأ طبعا
كانت أسماء ترمق كريم بنظراتها المتفحصة وقد اتسعت عيناها دهشة .. فتح لهما كريم باب المصعد وقال
اسبقونى وهنزل بعدكوا
بمجرد أن انغلق باب المصعد الټفت اسماء الى آيات وقالت پحده
انتى بتستعبطى يا آيات .. انتى عايزه تفهمينى ان الراجل ده أدنا فى السن
لأ طبعا كريم أكبر منى ب 11 سنين يعنى عنده دلوقتى 33 سنة
صاحت أسماء بدهشة
يعني عايزة تفهمينى ان مامته كانت بترضعه وهو عنده 11 سنه
انخرطت آيات فى ضحك متواصل حتى انفتح باب المصعد .. خرجت منه ومازالت تضحك الى أن قالت أسماء بغيظ
يا بنتى فهميني .. ازاى أخوكى فى الرضاعة
قالت آيات من بين ضحكاتها
هتفت أسماء
آه قولتيلى .. ده انا اټجننت لما شوفته لان شكله مش سنك خالص .. قولت البنت دى بتسرح بيا ولا ايه
صمتت قليلا ثم قالت
بس كان معاكى حق .. مش ستايلى
ابتسمت آيات وهى تقول بتهكم
وكزتها أسماء بكوعها قائله
ها ها ها خفه .. مش للدرجة دى يعني .. بس على الأقل يكون ستايليش
نظرت اليها آيات بتحدى قائله
ليه هو انتى شايفه كريم مش ستايليش .. على فكرة طول عمره بيهتم بلبسه وبشكله جدا
بس شكله عقد يا بنتى .. دى كفاية دقنه اللى مدياله سن أكبر من سنه .. مشوفتيش خد منك المفتاح ازاى واداه هو ل أحمد .. لا وكمان مرضيش يركب معانا الأسانسير .. على أساس انى مرأة والمرأة عوره يعني
قالت لها آيات بغيظ وهى تنظر الى كريم و أحمد الخارجان من البوابة
عمل كده عشان مايضايقكيش يا متخلفة
اقترب أحمد منهما وقد بدا عليه الضيق قال ل آيات
لو احتجتى اى حاجة كلمينى يا آيات
نظر اليه كريم بضيق .. فقالت آيات بتوتر
شكرا يا أحمد
الټفت الى أسماء ومد يده قائلا
سلام يا أسماء لو احتجتى حاجة كلمينى فى أى وقت رقمى معاكى
ابتسمت أسماء وسلمت عليه قائله
ميرسي يا أحمد
انطلق كريم بسيارته متوجها الى الفيلا .. كانت أسماء ترمقه من المقعد الخلفى بشئ من الفضول .. لاحظت انه لم ينظر اليها فى المرآة قط .. فأشاحت بوجهها تنظر من شباك السيارة وهى تبتسم بسخرية .. أوقف كريم سيارته والټفت الى آيات قائلا بحنان
محتاجين نعد ما بعض أعده جامده .. يلا انزلى ارتاحى دلوقتى ولو احتجتى حاجة كلميني
ثم رفع حاجبه بحزم قائلا
تكلميني أنا ها .. مش حد تانى
قالت آيات على الفور
أصلا مكنتش هتصل بيه يا كريم .. وبجد ملجأتلوش غير لما مكنش فى حد أدامى غيره
ثم هتفت فجأة
آه على فكرة باباه قال انه خلاص موافق على شغلى عنده أنا و أسماء
طيب يلا انزلى دلوقتى ونتكلم بعدين
اقتربت الشمس من المغيب مودعة هذا اليوم واعدة بفجر يوم جديد .. جلس آدم فى شرفة الشاليه ماسكا مصحفه .. خاشعا قلبه .. دامعة عيناه .. اقترب منه زياد قائلا
مساء الخير يا آدم
قاطع آدم التلاوة والټفت اليه قائلا
أهلا يا زياد
جلس زياده أمامه وهو ينظر الى هاتف آدم المغلق والموضوع فوق طاولة صغيره قائلا
قافل موبايلك ليه
كنت مضايق شويه ومكنتش عايز ۏجع دماغ
زفر زياد بضيق وقال
أحسن انك قفلته
فى حاجه حصلت
قال زياد بحنق
شكرى اتصل وأعد يجعر عشان الخمړة اللى رجعناها المخازن وفضل يقول كلام ملوش لازمه وعايزك تفتح تليفونك عشان يكلمك .. كنت واثق انه هيعملنا مشاكل
مط آدم وقال
أكيد ساندى اللى قالتله
أكيد طبعا
قال آدم بهدوء
أصلا كان لازم هيعرف دى فى الأول والآخر قريته
طيب ناوى على ايه .. هو شكله فعلا مش هيتراجع عن موضوع الخمره ده مش فاهم ليه .. واخدها على قلبه أوى
قال آدم وهو يعاود النظر الى مصحفه
يعمل اللى يعمله .. أنا كمان مش هتراجع
كاد أن يبدأ فى التلاوة مرة أخرى .. لكنه نظر الى هاتفه الموضوع فوق الطاولة والتقطه وفتحه .. وقف يجرى اتصالا فرمقه زياد بنظرات الفضول قائلا
هتكلمه
أومأ آدم برأسه .. كانت المكالمة عاصفه .. احتد فيها شكرى قائلا
ازاى يعني يا دكتور ترحع الخمړة المخازن تانى .. انت عايز تضحك الناس علينا ولا ايه
قال آدم بحزم
لأ مش عايز أضحك الناس علينا .. بس أنا شايف ان ملهاش لازمه ونقدر نمشى القرية من غيرها
قال شكرى پحده
ازاى يعني يا دكتور .. ازاى نبقى قريه فايف ستارز من غير الخمره اللى السياح بيشربوها زى المايه .. كده احنا بننزل خطوة وبنسمح ل عاصى وأبوه انهم يسبقونا .. لما قريتهم يقدموا فيها خمړة واحنا لأ كده احنا بنقول للسياح سيبوا قريتنا وروحوا لقريتهم
قال آدم بعناد وهو يشعر بالضيق من هذا الحوار
لأ مش لازم يكون فى خمره عشان السياح يتمسكوا بالإقامة فى قريتنا وبعدين احنا متميزين عن قرية الفيروز بحاجات كتير .. وكمان .........
قاطعه شكرى قائلا بحزم
الخمړة اللى رجعت المخازن أنا هكلمهم دلوقتى يرجعوها القرية تانى وياريت تست العربية اللى جايه أو
تخلى حد يستقلبها
صمت آدم قليلا ثم قال بصرامة
لو العربية جت همشيها يا شكرى
صاح شكرى محتدا
انت بتقول ايه
قال آدم بعناد وهو لا ينوى التراجع فى هذه النقطة
بقول اللى سمعته .. أنا مدير القرية مش انت .. وأنا اللى أديرها بطريقتى اللى شايفها صح
صاح شكرى محتدا بشدة
طيب أنا عندى اجتماع دلوقتى .. نتكلم بعدين يا دكتور .. بس اعمل حسابك انى مش ه أبدا انك تهد الإسم اللى عملناه فى الفترة اللى فاتت
انتهت المحادثة بينهما بطريقة عاصفة كما بدأت .. وقف آدم ينظر الى قرص الشمس الذى غرب بحيرة وتردد وخوف وحزن .. مشاعر كثيرة متضاربه وأفكار بداخله تأتى وتذهب .. الټفت الى زياد قائلا
يلا نصلى المغرب
زى ما بقولك كده .. اشتغلت مع فؤاد .. انا لسه الخبر واصلنى طازه
تفوه عاصى بذلك پحده عبر الهاتف .. فقال راج بحزم
هى اټجننت ولا ايه .. هى مش عارفه انهم منافسين لينا
قال عاصى بغيظ وكأنه يتحدث الى نفسه
بأه حتت بت زى دى لا راحت ولا جت ترفض تشتغل معايا وتروح تشتغل مع اللى اسمه فؤاد ده
أنا مش غايظنى الا الكلام اللى هيتقال دلوقتى .. لما بنت أخو سراج اليمانى تشتغل فى قرية منافس له معنى كده انها شافت القرية التانية دى أفضل من قرية عمها
قال عاصى پغضب
شكلها عايز تتقرص من ودنها عشان تتظبط
استنى يا عاصى لما نشوف أخرتها ايه .. بلاش تهور
صاح عاصى
كل شوية استنى يا عاصى استنى يا عاصى لحد ما الناس هتركبنا يا بابا .. فى مواقف مينفعش فيها أستنى .. البت دى لو اشتغلت مع فؤاد هيستغل وجودها فى قريته لمصلحته .. ومش بعيد ينشرها فى الجرايد وبالبنط العريض .. بنت عيلة اليمانى بتشتغل فى قريته ورفضت الشغل فى قرية عمها
ضاقت عيناه ليقول
لازم قرصه ودن عشان تتظبط
جلست آيات بصحبة كريم فى أحد المطاعم وقد بدا عليهما الاستغراق فى الحديث .. قالت
صدقنى يا كريم الراجل بجد محترم .. وأنا حبه أشتغل معاه
قال كريم بشئ من الضيق
اسمها أشتغل عنده مش معاه .. وبعدين انتى محتاجه الشغل فى ايه
قالت آيات بإستغراب
ايه اللى محتاجه في ايه .. محتجاه عشان أعيش واصرف على نفسي
نظر اليها كريم قائلا
وأنا روحت فين .. وبعدين كفاية أوى احساسى الفظيع بالذنب انى مسألتش عنك الفترة اللى فاتت .. بس بجد دوامة الشغل كانت وخدانى ومعرفتش أبدا باللى حصل لوالدك الله يرحمه .. لو كنت عرفت صدقيني كنت هنزل مصر فورا واخدك وأرجع بيكى على النمسا مكنتش سيبتك أبدا لوحدك كده
ثم استطرد قائلا
بس ملحوقه أديني رجعت أهو
أنا كمان قصرت فى حقك وفى حق طنط وعمو .. بس معرفش ليه الاتصالات اتقطعت فجأة وكل واحد بأه فى وادى .. أنا حتى فقدت الأمل انكوا ممكن ترجعوا مصر تانى .. وقولت خلاص مش هشوفكوا تانى أبدا
نظر اليها بعتاب قائلا
وليه متصلتيش بيا لما ده كله حصل
قالت آيات بشرود
معرفش كل حاجة حصلت بسرعة .. فى فترة صغيرة كان لازم أسيب البيت ولما دادة حليمة عرضت عليا اعيش معاها قولت بس الدنيا اتظبطت وهلاقى شغل وهعرف أعيش .. جه موضوع الزلزال ده وفجأة لقيت نفسي فى الشارع وكان لازم أتصرف فى نفس اليوم والا كنت هقضيه فى الشارع .. فكان أحمد أقربلى وأسرع فى انه يساعدنى وبعدها على طول قالى