ادم
بعدين عشان مينفعش تعيطى كده فى الشارع
مسحت عبراتها لتقول بمرارة
الفيلا اتابعت .. أنا مبقتش عايشة هنا
نظر اليها بدهشة .. ثم قال
ازاى يعني
صمتت وهى تطرق برأسها أرضا لتتساقط عبراتها من جديد .. جذبها من ذراعها وفتح باب احدى السيارات الواقفة أمام الفيلا المواجهة لفيلا آيات القديمة وقال
ركب خلف المقود وانطلق بها الى أحد المطاعم .. نظرت الى النيل بجوارها وهى شارده .. تأملها قائلا
فاكرة لما كنت بفسحك وأجيبك هنا
التفتت تنظر اليه وهى تقول بإبتسامه حزينه
أيوة فاكرة
انحنى كريم على الطاولة واضعا ذراعيه فوقها وهو ينظر اليها قائلا
احكيلي يا آيات .. شكلك متغير كتير .. حسك بقيتي أكبر من سنك .. اتكلمى امتى عمو اتوفى وليه بعتى الفيلا وعايشه فين دلوقتى
أنا فعلا حسه أكنى عندى 50 سنة يا كريم .. موجوعه أوى .. من كل حاجة
نظر اليها بإشفاق قائلا
طيب اتكلمى .. ولا خلاص معدتيش بتعتبريني أخوكى الكبير
مسحت عبرة متساقطة وهى تقول
لأ طبعا ازاى .. انت فعلا أخويا يا كريم .. وطول عمرى بحب أحكيلك مشاكلى وبحب انك تنصحنى
طيب اتكلمى أنا سمعك
أخذت نفسا عميقا ..ثم .. روت عن ۏفاة والدها وعما قاسته من بعده من الديون والافلاس والبقاء بلا مأوى .. كان يعقد حاجبيه بقوة وهو يستمع اليها وينظر اليها بأسى .. انتهت من كلماتها فأعطاها منديلا تكفكف به دمعها وهو يقول بحنان
نظرت اليه بإمتنان لما بثته كلماته القليلة .. الكثير من الأمان بداخلها .. فأكمل قائلا بحزم
أول حاجة لازم تحصل انك تسيبي شقة زميلك دى .. ميصحش تعدى فى شقة واحد غريب وأخوكى موجود
ابتسمت ولم تعقب فأكمل بحيرة
وصحبتك دى اللى حكايتها حكاية .. كده مش هينفع تعدى معايا فى الفيلا .. بس مفيش مشكلة هسيبهالكوا وانزل أنا فى أى فندق مؤقتا لحد ما نشوف الأمور هترسى على ايه
لا يا كريم مش معقول نخرجك من بيتك .. وبعدين أنا خلاص هشتغل وهيبقى لى مرتب
قال كريم بجدية
ولحد ما تشتغلى ويبقى لك مرتب ازاى تفضلى عايشه فى شقة زميلك يا آيات
قالت بحرج
أنا اضطريت أعمل كده مكنش قدامى غير كده
تنهد قائلا
عارف بس طالما فى بديل يبقى خلاص الوضع ده ميصحش يستمر أكتر من كده .. هتيجي تعدى انتى وصحبتك فى الفيلا .. لحد ما الأمور تتظبط
شركة ايه اللى هتشتغلى فيها .. انتى بتقولى شركة والد زميلك .. طيب هتشتغلى ايه يعني
هشتغل فى مكتب سياحى
رفع حاجبيه فى دهشة ثم قال
مكتب سياحى
صمت وعلامات الضيق على وجهه ثم قال
طيب مش وقت كلام فى الموضوع ده دلوقتى .. أهم حاجة دلوقتى انك تنقلى من الشقة دى النهاردة
أوصلها كريم الى بيت أحمد .. والټفت اليها قائلا وهو ينظر الى العمارة والى المنطقة حولها
التفتت اليه وقالت
لا هناخد وقت على ما نرتب حاجتنا .. هتصل بيك لما أخلص
أخرجت هاتفها وقالت
قولى رقمك يا كريم
أمسك منها الهاتف ودون رقمه ثم اتصل به .. ثم قال
قوليلى رقم زميلك عشان أتصل بيه أشكره
قالت له آيات
مش معايا رقمه .. هو مع أسماء صحبتى
طيب خلاص ابعتيهولى فى رسالة عشان أعرفه انكوا هتسيبوا الشقة و أشكره على اللى عمله معاكى
أومأت برأسها وتوجهت الى البناية .. استتها أسماء قائله
كنتى فين يا بنتى
أغلقت آيات الباب وعلامات الفرح على وجهها وقالت
كريم رجع من السفر
نزرت اليها أسماء بإسغراب وهى تقول
كريم مين
قالت آيات بحماس وهى تضع حقيبة يدها فوق المقعد
كريم جارنا .. أخويا فى الرضاعة اللى حكتلك عنه
قالت أسماء وهى تمط
مش فاكرة .. أنا فاكرة انك قولتيلى ليكى أخ بس مش فاكرة انتى قولتيلى ايه عنه
قالت آيات وهى تجلس على أحد المقاعد
ده ابن جيرانا اللى فى الفيلا اللى أصادنا .. مامته كانت صاحبة ماما الله يرحمها .. ولما ماما اټوفت بعد ولادتى طنط دى رضعتنى عشان كانت لسه والده جديد .. ومن كام سنة سافروا كلهم النمسا عشان عمو باباه جاله شغل هناك وكريم اشتغل هو كمان هناك
ثم أضافت بسعادة
بس هو دلوقتى رجع مصر لوحده .. فرحت أوى لما شوفته تانى .. بجد كنت مفتقداه جدا .. كريم ده يا بنتى أنا كنت بعتبره بابا التانى مش بس أخويا
ضحكت أسماء بتهكم وقالت
بابا !
قالت آيات بحما وهى تقف فى مواجهتها
تعرفى انه قالى اننا نسيب الشقة ونروح نعد عنده فى الفيلا
نظرت اليها أسماء بدهشة .. وبدت شاردة .. قالت لها آيات بقلق
ايه فى ايه مفرحتيش ليه افتكرتك هتفرحى
قطبت جبينها قائله
مش عارفه .. أنا طبعا واثقة فيه لانك واثقة فيه .. بس أنا بقيت أخاف من الناس كلها .. وانتى بتقولى انه رجع لوحده يعني عايش لوحده
ثم استدركت
ولا هو متجوز
لا مش متجوز .. بس متقلقيش هو أصلا قالى انه مش هيعد فى الفيلا وهيسبنى أعده فيها أنا اونتى لوحدنا لانه بدره شاف انه ميصحش انك تعدى فى الفيلا وهو موجود فيها
رفعت أسماء حاجبيها بدهشة وقالت مبتسمه
ده شكله طيب أوى
قالت آيات بحماس
طيب موووت ..بجد أكتر حد محترم ممكن تقاليه فى حياتك
ضحكت أسماء قائله
يا خسارة مامته دى عملت فيكي فصل بايخ أوى كان لازم ترضعك يعني حبكت
قالت آيات بمراره وفى عينها نظرة حزينه
لا كدة أحسن لان علاقة الأخوة هى اللى بتدوم .. لكن الحب بيخلص بسرعة
اختفت ابتسامة أسماء وهى تنظر الى آيات .. بدت على وشك البكاء لكنها تداركت نفسها بسرعة وهى تقول بمرح زائف
يلا بأه عشان نلم حاجتها هو مستنى اتصال منى
عكفت الفتاتان على تعبئة أغراضهما .. حانت من أسماء التفاته قائله
شكلة ايه كريم ده
قالت آيات وهى تضع ملابسها فى حقيبتها
ريحى نفسك مش استايلك
مش ستايلى ازاى يعني
التفتت اليها آيات قائله
ملتحى وبيدقق فى
كل حاجة .. يعنى بالنسبة لك هتشوفيه متشدد ورجعى
قالت أسماء بتهكم
آه قولتيلى
ابتسمت آيات وهى تقول شاردة
كان بينصحنى فى حاجات كتير وكنت على طول بسمع كلامه .. بس لما سافر ودخلت الجامعة .. معرفش .. حسيت انى لوحدى .. ونسيت كل اللى عملهولى واللى كان بيقولهولى
تنهدت بأسى قائله ونظرة حزن فى عينيها
ياريته فضل هنا .. خاصة لما بدأت أدخل الجامعة وأشوف ناس واختلط بناس .. أكيد كان هيغير نظرتى لحاجات كتير
لمعت عبرة فى عينها وهى تقول
وأكيد كان هيغير مشاعرى تجاه حاجات كتير
توقفت أسماء عن تعبئة أغراضها ثم نظرت الى صديقتها وسألتها بشك
آيات انتى لسه .......
قاطعتها آيات على الفور وقالت بصرامة شديدة
لأ
ثم التفتت الى حقيبتها تعاود جمع أغراضها .. وقفت أسماء تنظر اليها للحظات .. ثم انهمكت هى الأخرى فيما تفعل
طرق أحمد باب مكتب والده فى المنزل .. دخل ليجد والده جالسا مستغرقا فى التفكير .. ابتسم وهو يجلس قبالته قائلا بمرح
كانت جامده صح
نظر اليه والده فأكمل أحمد بحماس
بجد أفكارها روعة .. ولو اطبقت فعلا هنبقى فعلا كسبنا السوق .. انا رأيى ندخل بقلب جامد .. الاقتراحات اللى قالتها آيات بجد ممتازة
اختفت ابتسامته وهو ينظر الى والده الذى يجلس واجما .. سأله أحمد بإهتمام
فى حاجة يا بابا
قال فؤاد وهو يخلع عويناته ليعبث بها
الرجلين اللى كانوا هيشاركونى .. رفضوا الفكرة اللى آيات طرحتها
ثم أطلق تنهديه وقال
للأسف الاتنين رفضوا
مط أحمد فى تبرم ثم قال
مش مشكلة أكيد هنلاقى حد غيرهم يشاركنا
ثم نظر الى والده وقلا بحنق
وبعدين مش احنا اتفقنا اسبوع ويفكروا .. ايه اللى خلاهم يردوا دلوقتى ومفتش كام ساعة من الاجتماع
قال فؤاد بحيرة
مش عارف
ثم نظر الى أحمد وقال بحزم
أفكارها فعلا عجبتنى .. خاصة انها هتريح ضمير الواحد من انه يضطر يسمح بحاجات مش مظبوطة .. يعني الواحد هيشتغل ويكسب وينافس وكمان هيكون ضميره مرتاح
أرجع ظهره الى اخلف قائلا بحزم
أنا هنفذ افكارها كلها .. ومش بس كده . .أنا كمان هخليها تشتغل فى القرية نفسها مش فى المكتب السياحى هنا
ابتسم أحمد فقال والده مبتسما
وان شاء الله هلاقى حد يشاركنى .. رجال الأعمال المحترمة كتير و أكيد حد فيهم هتعجبه الفكرة ان شاء الله
قال أحمد بلهفة
يعني أفرحها وأبشرها
أيوة .. خلاص آيات من النهاردة موظفة فى شركتى .. وطبعا أسماء صحبتها
خرج أحمد متوجها الى سيارته عازما على الذهاب الى آيات ليخبرها بتلك البشرى بنفسه يرى علامات السعادة على وجهها .. رن هاتفه فرد قائلا وهو يستعد لركوب السياره
ألو
أستاذ أحمد فؤاد
أيوة أنا يا فندم
مع حضرتك كريم أخو آيات
توقفت يد أحمد على مفتاح السيارة وهو يعقد حاجبيه فى دهشة .. أكمل كريم قائلا
أنا متشكر جدا على اللى حصرتك عملته مع أختى .. وهى وصحبتها هيسيبوا الشقة النهاردة .. فياريت نتقابل عشان أديلك مفتاح الشقة
صمت أحمد يحاول أن يتوعب ما يسمع ثم قال
مفيش مشكلة .. شوف تحب نتقابل فين
أنا مستنى تليفون من آيات لما هتخلص لم حاجتها هى وصحبتها هتكلمنى ساعتها هكلمك وأجيلك أسلمك المفتاح
أنهى أحمد المكالمة وهو شاردا ثم هتف بحنق ممزوج بالدهشة
ده مين كريم ده ان شاء الله
أدار سيارته وانطلق فى طريقه الى آيات
رن جرس الباب .. فقالت آيات وهى تتوجه لفتحه
أكيد كريم
فتحت الباب لكنها شعرت بالدهشة لمرآى أحمد .. قال بوجوم
ازيك يا آيات
الله يسلمك
بدا عليه الضيق وهو يقول
كنت جاى عشان أبشرك ان بابا عجبته افكارك اللى طرحتيها فى الاجتماع وان شاء الله هتشتغلى معاه انتى و أسماء .. وكمان هتشتغلوا فى القرية نفسها مش فى المكتب السياحي
اتسعت ابتسامة آيات وهى تتمتم
الحمد لله
قال لها فجأة
مين كريم ده
هو كلمك
أيوة وبيقولى انه أخوكى .. انتى