ادم
نشرب حاجة نروق بيها دمنا
بعد نصف ساعة بدأت آيات فى مراقبة ساعة الموبايل بإهتمام .. فنظرت أسماء الى وهى تقول بلؤم
فى ايه كل شوية تبصى لساعة الموبايل
قالت آيات بغيظ
وعرفتى منين انى ببص لساعة الموبايل
قالت أسماء بسخريه
أمال بتبصى لايه للثيم مثلا
لم تجيبها آيات وتظاهرت بالإنشغال بالنظر الى رواد الكافيتيريا .. مرت الدقائق لتعلن الساعة الواحده الا عشر دقائق .. فأخذت آيات تلملم فى أشيائها وهى تقول ل اسماء
قالت أسماء دون أن تتحرك من مكانها
يلا فين
نظرت اليها آيات قائله
يلا عندنا محاضرة ادارة أعمال بعد عشر دقايق
قالت أسماء بلؤم
اشمعنى يعنى محاضرات ادارة الأعمال اللى بتصرى نحضرها
قالت آيات وهى تنهض مغادرة
أنا هحضرها عايزة تحضريها احضريها مش عايزة استنيني هنا لحد ما المحاضرة تخلص
هو الدكتور اتأخر ليه
ردت أخرى
متأخرش ولا حاجة دى كلها 5 دقايق
ردت طالبة أخرى ضاحكة
ان مكنش ده يتأخر أمال مين اللى يتأخر
قالت أخرى بهيام
يخربيت كده ده عليه جوز عيون يهبلوا
ردد الطلاب
مساء الخير يا دكتور آدم
الحلقة 2
وفجأة انخفضت الأصوات تدريجيا وتعلقت الأنظار بالشخص القادم .. التفتت آيات تنظر الى باب المدرج وقلبها يخفق بسرعة وارتسمت ابتسامه صغيره على ونظره حالمه فى عينيها .. دخل آدم المدرج ووقف على المنصة أمام المكتب ببدلته الأنيقة وملامحه الوسيمة ونظرات كالبحر متلاطم الأمواج .. نظر الى الطلاب قائلا بصوته الرخيم
ردد الطلاب
مساء النور يا دكتور آدم
حاولت آيات بصعوبه اخفاء البسمة التى ارتسمت على حال رؤياه .. قال آدم وهو ينظر الى الأوراق أمامه
حد يفكرنى وقفنا فين المرة اللى فاتت
قال أحد الطلاب
..........
اومأ آدم برأسه وبدأ محاضرته .. استمرت المحاضرة قرابة الساعتين .. قرب انتهاء المحاضرة بدا على الجميع الملل والحنق والرغبة فى انتهاء المحاضرة بإستثناء آيات .. التى كانت تنظر الى آدم تراقب كل حركة وكل سكنة وكل ايماءة وكل التفاته .. التفتت اليها أسماء قائله
وكزتها آيات فى ذراعها بقوة فقالت أسماء بغيظ
كوعك عامل زى المسمار يا بنت انتى
قالت آيات بتشفى
أحسن عشان تحترمى نفسك
هتفت أسماء بصوت منخفض
انتى مش شايفة نفسك بتبصيله ازاى .. ده انتى هاين عليكي تاخديه فى ايدك وانتى خارجه من المحاضرة
وكزتها آيات مرة أخرى بقوة أكبر .. فلم تستطع أسماء كتم صړخة ألم
آآه
لم يكن صوتها عاليا للدرجة .. ولكنه كان ملفتا خاصة مع السكون الذى كان سائدا فى المدرج .. الټفت آدم الى مصدر الصوت .. فالتقت عيناه بعيني آيات .. شعرت بقلبها ينبض پجنون داخل صدرها .. وحبست أنفاسها وتضرجت وجنتاها بحمره خفيفه أخفتها الأصباغ الصناعية التى كانت تضعها على وجهها .. عاد آدم ليلتفت الى شرحه وهو ينقل نظره بين طلابه بلامبالاة .. نظرت آيات الى أسماء پغضب والتزمتا الصمت .. انتهت المحاضرة فتابعته آيات بعيناها وهو ينصرف الطلاب .. ساد الهرج والمرج وخرجت الفتاتان من المدرج .. وقفتا أمام الكلية تتحدثان فقالت أسماء
متيجى نروح النادى النهاردة حسه انى مخڼوقة
قالت آيات وهى تشعى بالملل
وأنا كمان
ثم قالت
وكمان هكلم ايمان و سمر ييجوا معانا
قالت أسماء بمرح
أوكيشن
توجهت الفتاتان الى النادى وجلستا حول احدى الطاولات فى انتظار حضور صديقتيهما .. قالت أسماء وهى تنظر الى آيات بعتاب
برده مش عايزه تتكلمى معايا
زفرت آيات بضيق دون أن تنطق بشئ .. فقالت أسماء پغضب
بس ابقى خليكي فاكراها يا آيات .. والله ما عدت حكيالك أى حاجه تانى
قالت آيات بحنق
مفيش أصلا حاجة تتحكى
قالت اسماء بعناد
حاولى .. هتلاقى الكلام بيتسرسب منك واحدة واحدة
صمتت آيات لفترة ثم قالت بحزن
كل الحكاية انه عجبنى مش أكتر من كده يعني
قالت أسماء مبتسمه
ليكي حق يا يويو الراجل موز ودكتور فى الجامعة
نظرت اليها آيات پغضب قائله
احترمى نفسك يا أسماء لو سمحتى
ضحكت أسماء قائله
ده بجد بأه
ظهرت علامات الضيق على وجه آيات فإقتربت أسماء بمقعدها منها ووضعت يدها على يد آيات قائله بإهتمام
اتكلمى يا آيات .. قوليلى اللى جواكى
قالت آيات بنفس النظرة الجزينة
مفيش حاجة تتقال
قالت أسماء بجدية
بس أنا عمرى ما شوفتك كده يا آيات .. عمرى ما حسيت انك ممكن تنجذبى لحد كده .. ما فى ولاد كتير حوالينا وأمامير وستايل وولاد ناس .. بس انتى عمرك ما اهتميتي بحد منهم .. فمستغرباكى أوى .. لانى مشفتكيش كده بتنجذبى لحد من مجرد شكله
نظرت اليها آيات وقالت پحده
أنا منجذبتلوش عشان شكله
قالت أسماء بإستغراب
أمال عشان ايه .. انتى أصلا متعرفيهوش
قالت آيات وكأن شريط سينيمائى يمر من أمام عينيها
فى سنة أولى ما أتعرف عليكي .. كان لسه بابا مجبليش العربية .. كنت بروح الجامعة فى تاكسى .. او بابا بيبعت معايا العربية بالسواق .. فى اليوم ده كنت راكبه تاكسى .. ونزلت أدام الجامعة .. معرفش ايه اللى حصل لقيت فجأة تاكسى تانى بيفرمل جامد أدامى وبيخبط فى الرصيف .. معرفش أنا اللى منتبهتش ولا هو اللى غلطان .. نزل السواق من التاكسى بتاعه وفضل يزعق فيا جامد أوى لدرجة انى عيطت وسط الشارع
كانت أسماء تسمع الى آيات بإهتمام فأكملت قائله
كنت فى موقف محرج أوى والراجل مش عايز يهدى ومش عايز يعديني واكمن العربية خبطت فى الرصيف كان عايز تمن التصليح وأنا ساعتها مكنش معايا المبلغ اللى طلبه كتعويض
اتسعت عينا أسماء وهى تستمع الى كلام آيات التى أكملت قائله بإتبسامه خفيفه
بعدها لقيت دكتور آدم جه .. شكله كان داخل الجامعة ولقى الخناقة والراجل وهو بيزعقلى .. المهم فضل يتكلم مع الراجل ويقوله متزعقلهاش كده دى بنت .. والراجل برده فضل يزعق ومصر ياخد فلوسه قولتله هتصل ببابا يبعتلى حد بالفلوس وافق بس بشرط انى افضل معاه متحركش لحد ما بابا ييجى
ثم نظرت آيات الى أسماء مبتسمه بخجل وهى تقول
كنت خاېفه من الراجل أوى .. وكنت بعيط .. بس دكتور آدم فضل واقف معايا ومرضاش يمشى ويسيبنى واقفه معاه لوحدى .. حسيته كان مضايق من اللى حصلى وفضل يقولى متخفيش ميقدرش يعملك حاجه .. وفضل واقف جمبي .. كنت أول مرة أشوفه .. ومكنتش حتى اعرف انه دكتور عندنا فى الكلية
ثم أكملت
بابا جه بنفسه واتفاهم مع الراجل وساعتها دكتور آدم سألنى انتى كويسه .. قولتله أيوة .. قالى معلش راجل معندوش ډم متزعليش نفسك أنا لو كان معايا المبلغ دلوقتى كنت دفعتهوله ومكنتش وقفتك كده
صمتت آيات قليلا ثم قالت
بصراحة احترمته أوى وحسيته رجل أوى .. ومش عارفه دى تهيآت ولا ايه بس حسيت بنظرات عينه حنينه أوى وهو بيبصلى .. بعد كده بابا شكره انه كان جمبى ودافع عنى .. بس .. شوفته بالصدفة فى الكلية وعرفت انه بيدي مادة فى سنة رابعه .. آدى كل الحكاية
التفتت أسماء الى آيات قائله
بس أنتى عمرك ما قولتيلى انك حسه بحاجه نحيته
قلت آيات
بحزن
أنا نسيت الموضوع وشيلته من بالى .. بس لما شوفته فى بداية السنة دى وبقيت بشوفه كتير .. مش عارفه .. على طول بفتكر الموقف اللى عمله معايا
ثم نظرت الى أسماء وقالت بحماس
تحسيه راجل كده .. مش حتت عيل .. يعني تحسيه واثق من نفسه وبيدافع عنك وخاېف عليكي وبيحميكى
ثم تنهدت قائله
تفتكرى أنا مكبرة الموضوع
قالت أسماء بعد تفكير
بصى مش عايزة أعشمك بحاجة .. وفى نفس الوقت مش عايزة اضايقك .. بس أنا مش شايفه أى اهتمام من نحيته يا آيات
قالت آيات بحزن وهى تطرق برأسها
عرفه
نظرت اليها أسماء قائله
طيب ما تحاولى تلفتى انتباهه
قالت آيات بدهشة
ازاى يعنى
قالت أسماء بحيره
مش عارفه
فكرت آيات قليلا ثم قالت بكبرياء
لا مش هحاول ألفت انتباهه .. هو لو حس بحاجه نحيتى يبقى منه لنفسه .. ولو محسش خلاص هو حر مش هضربه على ايده عشان يحبنى
ثم ظهر الحزن مرة أخرى فى عينيها وقالت وكأنها تحدث نفسها
تفتكرى ممكن يحبنى
قالت أسماء
مش يمكن أصلا يكون متجوز
التفتت اليها آيات قائله بثقه
لا مش متجوز .. مش لابس دبلة
قالت أسماء بتهكم
مش شرط كل الرجاله المتجوزين يلبسوا دبلة يا آيات
قالت آيات بثقه
لا أنا واثقه انه مش متجوز لانى عارفه الأكاونت بتاعه على الفيس وكاتب فى البروفايل بتاعه سينجل
قالت أسماء بدهشة
وعرفتى الاكاونت بتاعه منين
قالت آيات
من الجروب بتاع الكلية فى مرة رد على بوست فعرفته من الاسم ومن الصورة
قالت أسماء بعتاب
ما شاء الله .. كل ده من ورايا
مازحتها آيات قائله
متزعلش بأه يا سمسم .. أصلا مفيش حاجة عشان أحكيها .. مجرد احساس من طرف واحد يعني حاجة عبيطة مش مستاهله تتقال
فى تلك الأثناء أت فتاتان فى اتجاههما كان بينهما عامل مشترك ألا وهو ملابسهما الواسعة الفضفاضة وحجابهما الطويل .. ابتسمت آيات فى سعادة وهى تهتف قائله
إيمان .. سمر
قامت أسماء و آيات للترحيب بالفتاتين ومعانقتهما .. ثم التفوا معا حول الطاولة .. بدا للناظر من بعيد أنهم مجموعة غريبة .. فتاتان بكامل زينتهما ويرتديان الملابس الضيقة المٹيرة وأخرتان بدون أى زينه وترتديان ملابس محتشمه .. قالت آيات فى سعادة بالغة
وحشتونى أوى .. انتوا بجد أندال ليه مش بنجتمع مع بعض على طول .. لازم يعنى أفضل ألح عليكوا عشان نتقابل
ابتسمت سمر قائله
معلش يا آيات انتى عارفه أنا مشغوله أد ايه فى المستشفى
قالت أسماء ضاحكة
مش عارفه ايه اللى يخليكى تدخلى طب أصلا ملها تجاره ... زى الفل
ضحكت سمر قائله
آه فل أوى .. ده انتوا فى التراوه خالص
هتفت أسماء متظاهرة بالڠضب
قصدك ايه بأه ده بتوع تجارة دول أجدع ناس .. تنكرى
قالت سمر ضاحكة
لا طبعا منكرش .. كنت بهزر معاكى .. وبعدين يا ستى أهى كلها شهادة
التفتت آيات الى ايمان قائله بمزاح
ايه أخبار دكتور السنان الفاشلة
قالت إيمان بغيظ
عارفه لو عدتى تقوليلى فاشلة تاني هعملك فيكي ايه
قالت آيات مبتسمه
الا قوليلى يا ايمان هو المفروض أغسل سنانى كام مرة فى اليوم عشان ميحصليش مشاكل فى سنانى
قالت ايمان وهى تخرج بسكويت من حقيبتها وتتناوله
ازاى يعني .. هو انتى بتغسلى سنانك كل يوم
قالت آيات بدهشة
أيوة طبعا وبابا بيضايق منى لو مغسلتهمش مرتين فى اليوم
صاحت ايمان قائله
أما فرفورة صحيح
ضحكت الفتيات وصاحت آيات
أنا اللى فرفورة ولا انتى اللى دكتورة سنان فاشلة