ادم
من تغيره المفاجئ خاصة بعدما علمت بأمر كتب كتابه .. كانت واثقه من أنه يريد منها شيئا ما والا لما عاملها بتلك الطريقة الحانية .. خرجا معا الى احدى المطاعم الراقية وحرص آدم على تدليلها كثيرا حتى كادت أن تتناسى أمر خطبته .. نظرت الى يديه لتجدهما خاليتان من أى دبلة .. ففكرت ترى أكذبت عليها الفتاتان بالجامعة .. ثم قالت لنفسها ولما تكذبان .. ما مصلحتهما فى ذلك .. انتهت السهرة التى كانت كالحلم بالنسبة لها .. فمضى زمن لم ترى آدم يدللها على هذا النحو .. عادا الى البيت بدلت ملابسها فعانقها آدم قائلا
ابتسمت قائله وقد تناست كل ڠضبها
وانت كمان يا حبيبى
رفع رأسها ونظر اليها يداعب خصلات شعرها وهو يقول
بوسى عايز منك خدمه
ابتسمت وهى تلقى برأسها فوق صدره قائله
أأمر يا حبيبى
اتسعت عيناها دهشة وتجمدت مكانها عندما سمعته يقول
عايز 30 ألف تانيين غير اللى خدتهم .. وهردهملك فى أقرب وقت
هو ده بأه اللى مخليك تعاملنى طول الليل زى البرنسيسة .. أنا برده قولت هو آدم عيان ولا ايه عشان يعاملنى بالحنية دى
زفر آدم بضيق وقال
ايه لزمة الكلام ده دلوقتى
صاحت پغضب
عشان مبتعرفنيش الا لو كنت عايز حاجة يا آدم .. مبسمعش كلمة حلوة منك الا لو كنت عايز منى حاجة .. ارحمنى بأه .. انت ايه مبتحسش
أنا خارج
أسرعت خلفه وصاحت پغضب
فى ستين داهية
خرج وأغلق الباب خلفه بقوة .. اتجه الى سيارته وانطلق بها بعصبيه بالغة
وقفت ايمان ترتدى اسدالها وتنشر الغسيل فى شرفة بيتهم .. عندما تعالت فجأة أصوات الزغاريد .. نظرت إيمان حولها لتتبين مصدر تلك الزغاريد .. قفز قلبها من مكانه عندما أدركت ان تلك الأصوات منبعثة من داخل بيتها .. تركت ما بيدها ودخلت لتستها أمها قالت بلهفه
أطلقت أمها زغروده أخرى ثم قالت
العريس وافق يا إيمان وجاى هو وأمه وأبوه يوم الخميس عشان يخطبوكى
تحولت ملامح إيمان من الصدمة الى عدم التصديق الى السعادة وهى تصيح بفرح
بجد يا ماما .. متأكده .. اوعى تكونى بتهزرى
أطلقت أمها زغروده أخرى وقالت
مبروك يا إيمان مبروك يا حبيبتى
قفزت إيمان فى الهواء وهى لا تصدق سعادتها .. سمعتا طرقات على الباب فتحت لتجد احدى جاراتها تقول
قالت أمها بسعادة
عقبال عندك يا أم محمد .. إيمان بنتى هتتخطب
أطلقت المرأة زغروده ثم قالت
يا ألف نهار أبيض والله وكبرتى يا إيمان .. عقبال على يا أم على
قالت أمها ضاحكة
تعيشي .. وعقبال متفرحى بولادك انتى كمان .. ادخلى ادخلى لازم أعملك شربات حلاوة الخبر الحلو ده
تلقت سمر مكالمة من إيمان قالت لها فيها
سمر مش هتصدقى .. العريس وافق عليا يا سمر
قالت سمر بسعادة ممزوجة بدهشة
انهى يا إيمان .. اللى كان رفض
قالت إيمان بفرح
لا مش ده ده واحد غيره
قالت سمر بعتاب وهى تضحك
اخص عليكي مجبتليش سيرته يا نادله
قالت إيمان
معلش يا سمر والله كنت خاېفه يرفض ويبقى شكلى ژبالة كالعادة
ضحكت سمر قائله
والله فرحتيني يا إيمان ربنا يتمملك على خير يا حبيبتى
قالت إيمان بلهفه
بقولك ايه تعالى عدى عليا النهاردة .. هو وأهله جايين يوم الخميس وعايزاكى تختارى معايا الهدوم الى هلبسها
قالت سمر
ماشى يا حبيبتى هخلص شغل وأعدى عليكي ان شاء الله
قالت إيمان بسعادة
متحرمش منك يا سمر وعقبالك انتى كمان
اختفت ابتسامة سمر لكنها عادت لترسمها على وجهها مرة أخرى وقالت
المهم نفرح بيكي الأول يا عروسه .. يلا اقفلى عشان ألحق أخلص الكشوفات اللى بره دى
قالت إيمان ضاحكة
كروتيهم يا سمر ده أنا قلبت العيانين النهاردة عشان أروح بدرى
ضحكت سمر قائله
ما انتى فاشلة هقول ايه .. يلا يا بت سبينى أشوف شغلى خليني أجيلك بدرى
قالت إيمان بلهفه
ماشى هستناكى يلا سلام
أنهت سمر عملها وتوجهت الى بيت إيمان التفتت لتدخل البوابة فوجدت شابا جالسا يسد مكان الدخول فغضت بصرها وقالت
لو سمحت ممكن أعدى
نظر اليها الشاب وابتسم فى مرح قائلا
تدفعى كام وأنا أعديكي
زفرت سمر بضيق وقالت
لو سمحت عديني
قال الشاب ضاحكا
طيب قوميني عشان مش قادر أقوم
ما كاد على يخرج من المسجد المواجه لبيته حتى وجد سمر واقفة لا تستطيع الدخول من البوابة تطرق برأسها وعلى وجهها علامات الضيق .. والشاب الجالس يرمقها بنظراته ويبتسم فى وجهها .. شعر على بدماؤه تغلى فى عروقه واقترب من الشاب صائحا
لم نفسك يله
اختفت ابتسامة الشاب والټفت هو و سمر ينظران الى على الذى جذب الشاب من ملابسه وهو يصيح پغضب
لو عايز تتربى قولى وأنا أربيك
صاح الشاب
ايه فى ايه يا على .. انا معملتهاش حاجة
ثم الټفت الشاب الى سمر قائلا بحنق
عدى يا ستى
دخلت سمر من البوابة بسرعة فقال على للشاب وهو يرمقه بنظرات غاضبة
لو شوفتك بتضايقها تانى مش هسيبك فاهم
قال الشاب بحنق
خلاص يا سي على .. خلصنا بأه
دخل على البيت فوجد غرفة إيمان مغلقة فعلم أن سمر معها فى الداخل .. طرق الباب ثم وقف بعيدا .. فتحت إيمان الباب فأشار لها على بالخروج .. خرجت إيمان وهى تنظر اليه بدهشة قائله
فى ايه يا على
قال على وهو يلقى نظرة على باب غرفتها الذى أغلقته خلفها
قولى لصحبتك لو حد ضايقها تانى تقولك و أنا هعرف شغلى معاه
قالت إيمان بدهشة
مش فاهمة مين يضايق سمر
قال على
قوليلها بس اللى قولتهولك ده
قالت بإستغراب
ماشى هقولها
دخلت إيمان وقالت ل سمر التى كانت تتفحص ملابس إيمان المعلقة فى دولابها
على قالى أقولك لو
حد ضايقك تانى قوليلى وهو هيتصرف معاه
التفتت سمر تنظر الى إيمان بإرتباك .. وأومأت برأسها ثم عادت تتفحص الملابس .. قالت إيمان بخبث وهى تجلس فوق ها
هى ايه الحكاية بالظبط
قالت سمر بصوت هادئ
مفيش .. فى شاب ضايقنى تحت ومكنش راضى يعديني وأخوكى هزأه .. بس كده
قالت إيمان بلؤم وهى تبتسم
آه قولتيلي .. أصل أخويا على بيغير جدا
احمر وجه سمر وقالت لتغير الموضوع
الطقم ده مناسب
قالت إيمان مبتسمه بخبث
أنا كمان شايفه كدة .. شايفاه مناسب
نظرت سمر الى إيمان پحده فإنفجرت إيمان ضاحكة وهى تقول
يا بنتى اعترفى بأه ده أنا صحبتك
قالت سمر پحده
أعترف بإيه .. انتى اټهبلتى فى عقلك يا إيمان
قالت إيمان بدلع
طيب خليكوا انتوا الاتنين كده .. بكرة تترجونى عشان أكون حمامة السلام بينكوا
قالت سمر بحنق
لا انتى شكلك اټهبلتى فعلا .. العريس طير عقلك من أعده واحدة .. ربنا يستر من اللى هيحصل بعد كده
أطلقت إيمان ضحكة عالية وسمر ترمقها بنظرات غيظ
نزلت آيات الدرج مبتسمه وهى متوجهة الى غرفة الصالون لملاقاة آدم لكنها توقفت فجأة عندما سمعته يقول
طيب على الأقل نأجلها لبعد كتب الكتاب
شعرت بالدهشة فأطرقت السمع .. سمعت والدها يقول بحزم
ازاى يعني يا دكتور .. خطوبة وكتب كتاب من غير شبكة .. لو مش مستعد حاليا خلاص نأجل كتب الكتاب شوية
قال آدم بسرعة
لا أنا مش حابب التأجيل
قال عبد العزيز
وأنا مينفعش أوافق ان بنتى تتكتب كتابها من غير شبكة محترمة تليق بيها وبمقامها .. ولا انت مستخسر فى بنتى يا دكتور
قال آدم على الفور
لا طبعا مش ممكن أستخسر فيها حاجة
صمت قليلا ثم قال
خلاص على معادنا ان شاء الله .. وبعد بكرة ننزل نشترى الشبكة
قال عبد العزيز بإرتياح
على خيرة الله
توجهت آيات الى الغرفة وابتسمت فى وجههما .. خرجت آيات بصحبة آدم الذى بدا واجما شاردا .. ابتسمت له قائله
فى حاجة يا حبيبى
قال آدم بوجوم
لا متشغليش بالك
ثم الټفت اليها قائلا
بعد بكرة ان شاء الله هننزل نشترى الشبكة وكتب الكتاب فى معاده
ابتسمت له وظلت عينيها معلقة به .. ثم ما لبثت أن شعرت بالأسى وهى تراقب جبينه المقطب ونظرات عينيه الحائرة .. توقف أدم عند احدى اشارات المرور فقالت له هامسه وهى مازالت تنظر اليه
بحبك أوى
الټفت آدم ينظر اليها .. خفق قلبه .. مرة أخرى .. وهو يرى الصدق فى عينيها .. حاول أن ينطق بها فلم يستطع .. لم يستطع قولها وهو ينظر الى عينيها .. فنظر أمامه ثم قال
وأنا كمان بحبك أوى
ابتسمت آيات .. ثم ما لبثت شردت هى الأخرى وقطبت جبينها تفكر بعمق الى أن ظهرت علامات الارتياح على وجهها .. لما هداها اليه عقلها
وقف آدم مع زياد فى شرفة بيت هذا الثاني وهو يقول بحنق
أعمل ايه أبوها طالب شبكة بمبلغ مش عارف أدبره ورافض يأجلها .. لو الشبكة مجتش مش هنعرف نكتب الكتاب
قال زياد بحزم وهو ينظر ال صديقه
طلعنى أنا خالص من اللعبة دى قولتلك مش هساعدك يا آدم .. مش عايز أشيل ذنب البنت الغلبانه دى هى وأبوها
قال آدم بحنق
هرجعهملك فى أقرب وقت يا زياد .. أنا خلاص هاخد حقى
قال زياد بجدية
لو خدتهم بالطريقة دى فلوسك هتبقى حرام يا آدم
قال آدم بغيظ
خلاص يا زياد فضها سيرة أنا هتصرف
قال زياد بتهكم
مخدتهمش ليه من البنك بتاعك
نظر اليه آدم بغيظ فأكمل زياد
ست بوسى هانم اللى مش لاقيه حد يربيها .. تعرف انت متستهلش الا واحدة زيها فعلا
نظر اليه آدم پحده فأكمل قائلا
مترد مخدتهمش منها ليه
قال آدم بإقتضاب
مريضيتش
قال زياد ساخرا
البنك فلس ولا بتتقل عليك .. شكلك عملت حاجة ضايقتها فقطعت عنك المصروف
صاح آدم پغضب
انت في ايه نازل تريقه من الصبح .. أنا غلطان انى جتلك أصلا
توجه آدم الى الباب و أن يخرج لحق به زياد قائلا
آدم افتكر كويس المقولة اللى بتقول من يأبى اليوم قبول النصيحه التي لاتكلفه شيئا فسوف يضطر في الغد الي شراء الأسف بأغلى سعر
توقف آدم للحظات وقد أولاه ظهره .. ثم تركه وخرج من البيت .. نظر اليه زياد من الشرفة وهو يركب سيارته .. فتنهد قائلا
ربنا يهديك يا آدم .. وترجع آدم بتاع زمان
جلس آدم فى بيته ساهرا يفكر بضيق .. كيف يستطيع تدبير المبلغ لشراء الشبكة .. يفصله عن تحقيق خطته بضعة آلاف .. هل سيتهدم كل شئ فى لحظة .. شعر بالڠضب وزفر بضيق وهو لا يدرى ماذا يصنع ..
وجد فجأة آدم اتصالا من بوسى .. تجاهلها تماما .. لكنه وجد بعد دقائق رسالة تقول فيها
تعالالى دلوقتى جبتلك المبلغ اللى طلبته .. منتظراك
ابتسم آدم بسعادة وقفز من ه توجه الى بيتها على الفور .. فتح الباب فاستته بوسى بكامل زينتها وابتسمت