روايه أبناء يعقوب
تودي بحياة من تهبط عليه.
ما زال الصفير مستمرا وفي الخارج ينتظر كل من يوسف وراوية وعرفة ومريم ويقف أمامهم جاسر وحمزة الذي تصنع البراءة كالحمل الوديع.
كانت راوية تردد
يا رب قومه بالسلامة مالناش غيره يا رب اشفيه وعافيه من أي تعب.
خرج الطبيب وملامح الأسف والحزن على وجهه ركض جميعهم نحوه يسألونه
أخبرهم قائلا
واضح إن الحاج يعقوب مريض قلب وماكنش متابع أو بياخد علاج والتعب النفسي زى الصدمة خلت عضلة القلب وقفت تماما عن العمل فيؤسفني أقولكم البقاء لله.
دخل يوسف في نوبة بكاء وكذلك راوية التي تبكي بصړاخ فاحتضنها جاسر وأبعدها من أمام الغرفة بينما رقية أخذت تردد
لا يا بابا ما تموتش وانت زعلان مني أنا السبب أنا السبب.
لسه شوفتي حاجة ابقي خلي كلمة لا تنفعك وبرضو هتجوزك.
رفعت وجهها ونظرت إليه پصدمة غير مصدقة ما أخبرها به للتو هل أخبر والدها على فعلته الشنعاء بها لذا لم يتحمل واستسلم إلى المۏت يعني ذلك إنه توفى غاضبا عليها لم يتقبل عقلها التفكير في هذا الأمر شعرت بالخدر يسري في كل خلايا جسدها فسرعان استسلمت و فقدت الوعي في الحال.
أبي يا من غرست حب الله في فؤادي ورسخت عقيدة التوحيد في أعماقي يا من كنت لي أما في الحنان و معلما في الأخلاق وأخا في النصح والإرشاد نصائحك نور أسير عليه في حياتي وابتسامتك ثلج يطفئ خۏفي وألمي بحر قلبي الواسع أنت وموج عقلي الدافئ أنت وبياض قلبك بدر في سماء نفسي ومهما وصفتك فلن أستطع أن أكمل ليس تهاونا ولكن شيء أعمق من ذلك.
ربت عرفة على كتف يوسف وقال إليه
نظر إليه يوسف بعينين شديدتي الحمرة من فرط البكاء على والده منذ الأمس وقد أضناه الحزن قائلا
أبويا ماټ يا عم عرفة ماټت كل حاجة حلوة في حياتي ماټ سندي وضهري.
أخذ يربت عليه وأخبره بمواساة
البركة فيك وفي إخواتك يا ابني ما تقولش كدا هو راح عند اللي أحسن مني ومنك.
ردد يوسف ودموعه تتساقط على وجنتيه
لكزه شقيقه پعنف في عضده يوبخه من بين أسنانه
ما تنشف ياض وبلاش حركات الستات اللي أنت فيها دي عايز الناس يقولوا يعقوب مخلف عيال فرافير
رمقه عرفة بامتعاض وبعتاب قال له
اعذره يا جاسر مهما كان دا أبوه ومن حقه يعيط مش عيب تخرج مشاعرك.
نظر جاسر نحوه بازدراء وتفوه بسخرية
لا وانت الصادق هو
بيعيط لأنه مش هيلاقي الصدر الحنين اللي كان بيدلعه وكأنه ابنه الحيلة.
ردد عرفة بحزن لأنه يعلم قسۏة وجفاء قلب جاسر
لا حول ولا قوة إلا بالله ربنا يهديكم على بعض يا ابني.
صاح جاسر پغضب
ربنا يهديني إيه يا راجل يا خرفان أنت شايفني مچنون قدامك
تدخل حمزة وأمسك جاسر قائلا
خلاص يا جاسر الناس عمالة تبص عليكم وما ينفعش اللي بتعملوه دا.
عقب عرفة على إهانة جاسر له
الله يسامحك يا ابني.
وأنا مش ابنك من هنا ورايح لازم تعرف حدودك معايا اسمي جاسر بيه.
ألقي تلك الكلمات بحدة فهمس حمزة إليه
اهدى بقى مش وقته لما يخلص العزا ابقى هزقه براحتك.
وفي الأعلى في منزل يعقوب حيث تجلس النساء تجلس راوية بحزن وتقوم السيدات بمواساتها شقيقتها تجلس في صمت وهويدا تربت على كتفها
ربنا يلهمك الصبر من بعده يا أم جاسر.
كلا من مريم وأمنية يمسكان صينية تعلوها فناجين القهوة يقدمونها إلى السيدات بينما رقية كانت تتمدد على مضجعها في غرفتها تحت تأثير المهدئ حيث أصيبت پصدمة نفسية.
صعد جاسر إلى المنزل فرأى مريم تسير نحو المطبخ فألقى نظرة حتى لا يراه أحد من الحاضرين ثم لحق بها ولم ينتبه إلى أمنية التي رأته يتسحب خلف ابنة عمتها تذكرت عندما ذهبت صباح الأمس لمقابلته في الموعد والمكان التي ذكرته له في الرسالة لكنه لم يقرأها لذلك لم يأت.
الأسود عليكي هياكل منك حتة.
شهقت بفزع واستدارت لتجده يقف خلفها مباشرة تتشبث بالصينية لتجعلها حائل بينهما أو ربما درعا يحميها قائلة بحدة
أنت مش المفروض واقف تحت مع الرجالة طالع تتسحب زى الحرامية وبتعمل إيه في وسط النسوان
ابتسم قائلا
بتغيري علي يا مريوم
رمقته بامتعاض وقالت بسخرية حادة
أغير عليك ليه أوعى تكون فاكر الحركات اللي بتعملها دي تدخل دماغي أنا أصلا مش شايفاك راجل.
جذب شعرها في قبضته بقوة وألتصق بها فأخبرها بنبرة كالفحيح
أنا راجل ڠصب عنك وعن أهلك يا بت.
كادت تبكي برغم قوتها