روايه أبناء يعقوب
حاج تعالى نتفاهم بالعقل عشان انت اللي محتاج ليا.
وقد داهم الشك قلب يعقوب فقال
والله لو هتجيب لبنتي وزنها دهب برضو مش موافق وأديك سمعتها بنفسك عمرها ما هتعصاني لأنها عارفة وواثقة إن ببقى عايز مصلحتها وبخاف عليها من أي أذى.
نظر إليه عن كثب مع ذكر أخر كلمة ابتلع الأخر الإهانة قائلا
كان صبر يعقوب قد أوشك على النفاد فأطلق زفرة وأشار إليه نحو المكتب على مضض قائلا
أخلص.
جلس بكل ثقة وهو في وضع المنتصر وعلى وشك أن يربح أول جولة.
طبعا انت لسه على موقفك مني ورافض جوازي من بنتك.
رمقه يعقوب بامتعاض وأخبره بسخرية
اعتدل في جلسته ووضع ساق فوق الأخرى بزهو وأفاض بما سيضع رأس يعقوب الراوي في الوحل
طب إيه رأيك بنتك ما ينفعش تتجوز حد غيري لأنها مراتي.
الله يطولك يا روح.
رددها بعدما أطلق زفرة لعلها تنفث ولو القليل من غضبه الذي لو أطلقه على هذا الأحمق لم يتركه حيا ثم أردف
ياريت ربع الثقة اللي انت فيها دي يا أخي وبعدين إيه مراتك دي يا ابن سعاد اتلم أحسن لك واللى عمال تلف وتدور عشانه نجوم السما أقرب لك منه.
هجيبهالك من الأخر يا يعقوب يا راوي أنا نمت مع بنتك.
هب يعقوب كالعاصفة صائحا
بتقول إيه يا كلب
نهض ووقف يجيب بكل جدية لا تحمل مزاح
زى ما سمعت ولو مش مصدقني خدها عند أي دكتورة نسا هتقولك إنها مش بنت وما تخافش أنا كدا كدا هاستر عليها وهتجوزها يعني المفروض تشكرني.
واقفين بتهببوا إيه كله يطلع برة.
خرج الجميع فجلس على المقعد ووضع يده على موضع قلبه يرمق حمزة بنظرة قاټلة وأمره بصوت يكاد يكون مسموعا
اطلع.. اطلع بره يا..
خارت قواه وأصابته حشرجة في حنجرته ثم فقد الوعي في الحال.
عاد يوسف من الخارج بعد أن أوصل مريم إلى منزل خالها لتعد نفسها إلى زيارة المساء كما أخبرها.
مالك يا ماما راوية قاعدة حزينة وحاطة إيدك على خدك كدا ليه
أجابت بحزن دفين
أختك من يوم ما رجعت انت وأبوك من السفر قافلة على نفسها ومش عايزة تخرج حالها مش عاجبني من وقت ما أبوك رفض حمزة.
هو حمزة عايز يتجوزها!
جه هو وأختي وانت و أخوك مش موجودين لأنه عارف إنه هيترفض وأبوك رفضه فحمزة شد معاه راح أبوك طرده.
تمكث رقية داخل غرفتها في حالة من الضياع تائهة ما بين أفكارها السوداء كلما تتذكر ما فعله معها هذا الوغد حمزة تبكي بشدة وتصفع خديها بحسرة وقهر حتى أصابها اليأس وقررت أن تتخلص من حياتها بدلا من أن يفعل بها والدها أو شقيقيها ذلك.
فتحت درج المكتب وأخرجت القاطع الحاد رفعت يدها وظلت تنظر إلى رسغها تارة و إلى القاطع تارة أخرى أغمضت عينيها ورفعت القاطع إلى أعلى وقبل
أن تفعلها طرق باب غرفتها فانتفضت وألقت ما بيدها قلبها يخفق بقوة حتى سمعت صوت شقيقها
افتحي يا رقية أنا يوسف.
ظلت تلتقط أنفاسها ثم ألقت القاطع داخل الدرج وأغلقته وذهبت لتفتح الباب بوجه شاحب لاحظه جيدا شقيقها.
مال القمر قافل على نفسه الأوضة وتقلان علينا ليه
ذهبت لتجلس على طرف الفراش فكانت منهكة القوى أجابت بصوت خاڤت
تعبانة شوية.
تذكر حديث والدتها فسألها
تعبانة ولا زعلانة عشان بابا رفض حمزة
وعلى ذكر اسم هذا الذئب الوضيع اتسعت عينيها وقالت باستنكار
لا مش ده السبب بقولك تعبانة يا يوسف إيه الغريب في إن الواحد يكون تعبان
نبرتها التي أصبحت قوية جعلته يتعجب من ردها المبالغ فقال لها
طيب قومي غيري هدومك وتعالي أوديكي للدكتور.
نهضت وپغضب قالت
يوسف ممكن تسيبني فى حالي أنا هرتاح كدا اعتبروني مش عايشة معاكم.
وعندما رأى رفضها للحديث أو إبداء السبب الحقيقي وڠضبها غير المفهوم قرر أن يتركها لبعض الوقت ثم سيطمئن عليها لاحقا فقال لها
براحتك أنا كنت جاى أطمن عليكي مش أكتر.
ولت إليه ظهرها حتى لا يرى الدموع التي تجمعت في عينيها وقبل أن يغادر الغرفة صدح رنين هاتفه باتصال من عرفة فأجاب
ألو يا عم عرفة.
أخبره الأخر
إلحق يا يوسف الحاج تعب ووقع من طوله فجأة وخدناه على المستشفي.
تنتظر عائلة يعقوب أمام الغرفة التي يتم إسعافه داخلها ينظر الطبيب إلى شاشة الجهاز الطبي ويتابع مستوى الضغط والأكسجين في الډم وضربات القلب دوى صفير يعلن وقوف القلب عن العمل فصاح الطبيب إلى الممرضة
الجهاز بسرعة.
أعطته جهاز الصدمات الكهربائية أخذ الطبيب يضع الجهاز على صدر يعقوب فينتفض جسده بلا استجابة كأنه لا يريد الاستيقاظ أبدا فما أخبره به هذا الشيطان حمزة جعل قلبه لم يتحمل تلك الصدمة التي هبطت على رأسه كالصاعقة التي