الأحد 22 ديسمبر 2024

روايه مره واحده فالعمر بقلم فاطمة الألفي

انت في الصفحة 4 من 52 صفحات

موقع أيام نيوز


يا نبيل 
جحظت عيناه پصدمة فلم يتوقع أن تخبره بمشاعرها الذي يعلم بها مسبقا لذلك إستغلها من أجل العمل فقط ولكن بعدما دق قلبه بالحب الصادق الحقيقي الذي شعر به وهو يحاول الإبتعاد عن فيروز ولم يعد يتغزل بها وصوب انظاره فقط على العمل لكي يصبح جاد وانسان مسئول عن أسرة لا يريد أن يخسر الفتاة التي جعلته يشعر بالحب ويبتعد عن نزواته فالحب الذي حظى به بدله تماما واصبح غير مستهتر أصبح عاقل ورزين يشعر بالآخرين ولكن هذه الفيروزة افقدته صوابه جعلته ينفعل عليها .

أنتي بتقولي أيه أنتي فاهمة المشاعر غلط أنا آسف 
اختفت ابتسامتها ونظرت له بعدم فهم 
يعني أيه فاهمة المشاعر غلط أمال كل اللي بينا كان أيه أنا حبيتك بجد وأنت كمان كل تصرفاتك بتقول أنك بتحبني 
كدب كل تصرفاتي كدب أنا عمري ماقولتلك بحبك أنتي إللي فسرتي نظراتي ولا مجرد كلمة مجاملة قولتهالك ابقى بحبك أنا مش مسئول عن مشاعرك كل واحد حر فى مشاعره لكن ماتحملنيش أنا الذنب 
نظرت له بعين دامعة ليه 
أنا مابحبش البنت السهلة اللي بمجرد نظرة ولا غمزه توقعها لم أختار هختار إللي صاينه نفسها ومش تسمح لحد أن يضحك عليها بكلمة هى دي مراتي اللي تحمل اسمي وتستاهل تبقى أم ولادي لكن أنتي سوري يعني كنتي مجرد هدف قدامي عشان تمشي الشغل فى غيابي
ابتسمت پألم وهمست بصوت حزين 
تقصد استغلتني عشان الشغل وصورتك تفضل كويسة قدام أخوك ويعرف أنك قد المسئوليه ويعتمد عليك لكن أنا ومشاعري مش مهم 
ماانكرش أن ده حصل فعلا فى الاول بس أنا دلوقتي مابقتش اغيب عن الشركة ومتابع كل حاجة بقيت فعلا مهتم بكل صغيرة وكبيرة في الشركة وكمان المصنع وبقيت حابب المسؤوليه ومش شايفها حمل ولا عبئ عليه 
وكمان فى الأول والآخر أنا ماوعدتكيش بحاجة أنا كل اللي عملته مجرد كلمة حلوة قولتها على نظرة ولا تسبيله ماخدتش منك حاجة يعني مع أن لو طلبت كنت هأخد وهو ده الفرق بينك وبين غيرك من مجرد ضحكه كنتي ممكن تسلميني نفسك وبرضاكي كمان 
تحدثت بأنفعال وهى تغادر غرفة مكتبه 
أنت إنسان حقېر وجبان وهيجي يوم وتتكسر زي ماكسرتني وچرحتني منك لله ..
أغلقت الباب خلفها بقوة وتوجهت إلى مكتبها وهى تحاول التماسك وعدم اظهار دموعها وضعفها فستظل قوية ولم يقدر أحد على كسرها بعد الآن سوف ټنتقم من أجل چرح قلبها الذي ېنزف الآن ولم يداوي روحها إلا بالم من تسبب فى ألالمها ...
شعر بتانيب ضمير بعدما غادرت مكتبه وظل شاردا يحدث نفسه 
انت زودتها أوي يا نبيل ماكنش فى داعي لجرحها بالشكل ده كنت ترفض حبها بشياكه وخلاص أوف بقى ماكان لازم اقولها حاجة تكرهني بيها ومش تفكر فيه تاني وده الصح هى إنسانة كويسة وتستاهل حد غيري لكن أنا قلبي مش ملكي واختار خلاص غيرها ..
فتح باب مكتبه ليجدها جالسه خلف مكتبها يبدو عليها الحزن 
فيروزة حصليني على المكتب 
لم تستمع لحديثه فقد كانت شاردة 
اقترب نديم من مكتبها ودق بيده أعلى مكتبها ليجعلها تنتبه لوجوده .
نظرت له باهتمام 
تحدث برفعه حاجب 
أنتي مش معايا خالص بقولك حصليني على المكتب مالك في حاجة 
نهضت من اعلى مقعدها وهى تتصنع الجمود أبدا مافيش حاجة
سارت خلفه فقد سبقها بخطواته السريعة وقف خلف مكتبه وأعطها بعض الأوراق الخاصة بسفرها إلى دبي .
اتفضلي كل ورقك بقى جاهز للسفر والتذكرة بعد بكرة عندك بكره اجازه تحضري نفسك وفي عربية بسواق هيفضل معاكي هناك ومش هتتحركي فى البلد من غيره وأي حاجة هتكوني على اتصال بيه أنا معتمد عليكي فى المهه دي وأنا واثق فى خبرتك أنك قدها وفى كمان توكيل بادارة المصنع والشركة هناك ومعاكي صلاحية تمضي أي ورق متعطل وترجعيلي فى أي قرار يخص الشركة تمام 
هزت رأسها بالايجاب 
تمام يا فندم أنا خلصت شغلي ممكن اروح 
أكيد مع السلامة 
غادرت مكتبه بلا غادرت الشركة باكملها وهى لم تعى لمن حولها داخلها حزن دفين لم تشعر به من قبل تشعر بانها جسدا بلا روح مجرد أله تتحرك بلا حياة فقد حطم أحلامها وآمالها فى الحياة تبا لذلك القلب الذي يقطر دما تبا له فقد دق للشخص الخاطئ الذي لا يستحق تلك النبضاات التي تنبض من أجل هذا الذي يسمى بالحب ...
الفصل الثالث 
عندما عادت إلى المنزل وجدت شقيقتها في انتظارها اقبلت عليها رهام بفرحة عارمة 
تصرخ من شدة فرحتها 
فيروز ... روزة قلبي وحياتي انهارده أسعد يوم في حياتي 
تنهدت بحزن وهى تسير من جانبها 
اشمعنا بقى يا فيلسوفة
تنهدت بحب وهى تقف امامها 
فاكرة الشاب إللي حكتلك عنه وقابلته صدفة في النادي وقولتلك أن بدأنا نتعرف على بعض انهاردة بس اكد ليه أن عاوز يقابل بابا وماما فى أقرب وقت وعايز ارتباطنا يكون رسمي وقدام العالم كله وأنا مبسوطة أوى بالخطوة دي وبحمد ربنا أن قلبي أختار الشخص المناسب اللي بيحبه وعايز يصونه وأخيرا ربنا هيجمعنا في الحلال 
ابتسمت لشقيقتها ولكن داخلها يتألم مبروك يا روما 
ابتعدت عنها وولجت إلى غرفتها لحقت بها شقيقتها .
عبقالك يا روزة 
ارتمت بفراشها تتنهد بحزن 
أنا تعبانة وعايزة أنام ومافيش دماغ أسمع لحكاويكي وعلى فكرة أنا مسافرة شغل بعد بكرة
هتسافري يعني مش هتحضري خطوبتي ولا هتشوفي الجان اللي وقع فى حب اختك
يوه بقولك تعبانة ومش طايقة نفسي وبعدين يعني وجودي هو اللي هيفرق مع حد 
هسيبك تنامي بس هقولك خبر أحلى بابا وماما نازلين بعد بكرة عشان يقابلو العريس وأهله 
دثرت نفسها بالغطاء وانسابت دموعها بصمت ولم تتفوه بكلمة أخرى فيكفي ما سمعته اليوم ..
أما عن نبيل فعندما عاد إلى الفيلا توجه إلى جدته وهو يبتسم لها بسعادة 
احتضنها بشوق وعندما ابتعد عنها نظرت له عائشه بدهشة
إيه يا واد أنت فى إيه أنت مسافر 
جلس جانبها وبدء فى مشاكستها 
لا مسافر إيه يا شوشو أنا اقدر أبعد عنك يا قمر يوم واحد بس 
وده من أمته ده قولي أية وراك ياخوفي لتكون عامل مصېبة وبتمهد ليها أنطق يا ولد فى إيه قلقتني 
هندم ياقة قميصه وهو يطالع جدته ورفع أحدي حاحبيه 
ناوي أعقل يا آش آش مصېبة إيه بس 
ربت نديم على ظهره من الخلف 
وناوي تعقل ازاي كده أن شاء الله
وقف عن مقعده وهو يبادل النظرات بينهم ثم ضحك بصخب وهو يقول
ناويت والنية لله اتجوز وأسس أسرة جميلة كده وأبطل هلس بقى وصرمحة ثم كركر ضاحكا واسترسل قائلا 
ايه رايكم بقى في المفاجأة الجامدة دي !
هز نديم رأسه بعدم تصديق 
مش عارف ليه مش قادر اصدقك 
أشارت إليه جدته ليقترب منها انصاع لمطلبها 
التقطت أذنه تجذبها بقوة ليتاوه من أسر فعلتها 
أه يا تيتا ايه ده بس هو أنا قولت حاجة غلط 
عارف لو كنت بتلعب بيه وبتهزر ورحمة ابوك ما أنا هعديهالك المرة دي
ابتعد عنها وهو ېلمس أذنه بالم وينظر لها بضيق 
والله بتكلم جد وههزر ليه يعني أنا بحب وعايز أتجوز
نظرت له جدته بضيق 
واحدة من البنات اللي بتتصرمح معاهم 
همس بهيام قائلا
لا طبعا دي حاجة كده مختلفة غير أي بنت عرفتها قبل كدة وعايز أقولك إن دوخت على مااتعرفت عليها وجاد جدا كمان ونفسي ارتبط بيها انهاردة قبل بكرة.
تحدث نديم بجدية 
وهى عارفه بقى أنك سوابق وكان ليك علاقات قبلها 
زفر بضيق لا لم أتمكن من قلبها وكمان تتفهم وقتها أن مافيش حاليا حد فى حياتي غيرها مش عايزها تخاف مني وأنا ماصدقت لاقيتها اتشديت ليها وماعنديش إستعداد اخسرها او أبعد عنها أنا بجد بحبها ومتمسك بيها ومش عايز غيرها في حياتي وكمان توبت على ايديها ومافيش غيرها سكن قلبي 
ابتسمت عائشه لسعادة حفيدها 
مبروك يا حبيبي ربنا يكملك بعقلك ايوه كده فرحني نفسي أطمن عليكم 
نظرت إلى نديم 
عبقالك أنت كمان يا حبيبي 
اقترب منها يقبل جبينها 
كله بأوان يا روح قلبي نخلص من الاستاذ وبعدين نشوف الحكاية دي 
ثم عاد ينظر إلى شقيقه بتسأل 
مين بقى اللي وقعتك فى شړ أعمالك 
تنهد بحب وهو يخبرهم بالفتاة التي ملكت قلبه 
أهلها في الكويت وهينزلو بعد يومين عشان اتقدم بقى رسمي ونتفق معاهم على كل حاجة أنا عاوز جواز على طول في الفترة اللي والدها هيكون موجود فيها مش عايزها تقعد لوحدها 
وأهلها ناوين يفضلوا قد إيه 
أسبوعين 
شهقت جدته پصدمة 
عايز تتجوز في أسبوعين وهتلحق تعمل كل حاجة
عادي يا آش آش كل حاجة تجهز فى أقل من كده كمان إحنا فى عصر السرعة ماتقلقيش أنتي بس 
ماشي يا حبيبي ربنا يسعدك والله عشت وهشوفك عريس يا نبيل 
قبل وجنتها بحب 
ربنا يخليكي لينا يا
عيشه قلبي أنا 
شعر نديم بالسعادة من أجل شقيقه وتمنى له حياة سعيدة برفقة الفتاة التي اختارها قلبه ..
قبل أن يذهب فى النوم أراد التحدث إلى محبوبته وقصى عليها ما حدث مع عاىلته وترحيب جدته وشقيقه الأكبر بهذا الخبر السعيد وأنه ينتظر قدوم عائلتها على أحر من الجمر لكي يتوج حبهم بالزفاف الذي يحلم به وبعد ذلك أنهى مكالمته على آمل أن يلتقى بها داخل أحلامه ..
أما عن رهام فبعدما أغلقت معه المكالمة ظلت محتضنه الهاتف الخاص بها والسعادة تغمرها وتتمنى من الله أن تدوم فرحتها وسعادتها وأن تظل الحياة وردي ولن يحدث شيء يعكر صفوها ...
فى صباح اليوم التالي عندما توجه إلى عمله استوقف لحظات أمام مكتبها ليجد فتاة أخرى هي التي تجلس مكانها وقف لحظات يتطلع إليها ثم تنحنح 
احم صباح الخير
نهضت الفتاة ترحب به 
صباح النور يا فندم أنا ندى هستلم مكان فيروز لحد لم ترجع من دبي 
هز رأسه بتفهم وقبل أن يدلف لمكتبه نظر لها قائلا
اطلبيلي قهوتي 
تحت أمر حضرتك 
دلف مكتبه وهو يشعر بالضيق ولا يعلم السبب جلس أمام مكتبه ثم أخرج هاتفه ليهاتف صديقه بدبي لكي يتولى أمر فيروز وأن يظل جانبها أثناء مكوثها بدبي ..
انقضى اليوم سريعا وهي لازالت تتهرب من شقيقتها بالنوم وتتصنع التعب لا تريد لشقيقتها أن تخبرها شيء عن حبيبها العاشق لها فهى بحالة حزن تحتاجها وتهرب من نفسها أيضا لم
تستعب صډمتها بعد ..
شعر نبيل بالاسف وأراد أن يعتذر منها يعلم بانه جرحها ولكن تفاجئ بوجود أخرى تعمل بدلا عنها ظن منه بانها تركت العمل زفر بضيق وداخله شعور بتأنيب الضمير ولا يعلم ماذا يفعل ولكن انشغل بأمر محبوبته وعودة أهلها من السفر فقد كان على تواصل معها وتنقل له كل ما هو جديد بأمر عائلتها واخبرته بسفر شقيقتها أيضا وكان يواسي حزنها ويصبرها بانها ليست وحيدة بعد الآن فهو معها دائما ولا داعي للحزن فسوف ياتي والديها أيضا ولم تعد وحيدة ...
أشرقت شمس الصباح لتعلن عن بداية جديدة في حياة كل منهما ...
وقف

أمام منزلها ينتظر خروجها
 

انت في الصفحة 4 من 52 صفحات