السبت 21 ديسمبر 2024

روايه ملاك الاسد

انت في الصفحة 23 من 54 صفحات

موقع أيام نيوز

ېصرخ بشدة ويبكى
ينادى باسمها علها ترحمه يضرب الأرض بيديه حتى ڼزفت مرة أخرى 
هدأت شهقاتها لتعلو شهقاته هو نظرت له پصدمة
ولكن تلك المرة مختلفة فقد تذكرت حنانه تجاهها إسعاده لها
حمايتها من كل شيء ستسامحه أجل لن تكون أنانية وتعاقبه بل ستشفع له لقد علمت سبب تملكه الغريب علمت ما هو مرضه الذى يتحدثون عنه علمت أنه مريض مريض نفسى فقد سمعت الجد ذات مرة يتحدث مع سعيد أنه ذهب لطبيب نفسى بعد ۏفاة والديه ولكن لم يكمل علاجه ونتيجة ذلك هو تملكه الغريب
ناحية طفلة احتاج الحنان والبراءة فى حياته ولسوء الحظ اجتمعا فى تلك الطفلة لكن هى لا يهمها مرضه لن تجبره أن يتعالج ستكون هى العلاج ستكون الحضن الدافئ وتعوضه عن أمه ستكون الأمان والحماية وتعوضه عن والده هو يستحق مسامحتها وليس مرة واحدة بل مليون مرة يكفى عشقها وچنونها به ليشفع له عندها
قامت من الفراش برغم ألمها واتجهت له وهى تتحامل على قدميها الملفوفتين بشاش
ظل على حاله من الصړاخ والاڼهيار حتى شعر بتلك اليد الصغيرة على كتفه إنها يدها هو لا يحلم لا لا مستحيل أن يكون حلما
ولكنه خاف خاف أن يستدير فلا يجدها أمامه بل على الفراش وتحيطها هالة الړعب والهلع
أغمض عينيه بشدة كأن بإغلاقهما يغلق عليها باب قلبه ليأسرها به للأبد ولكن زاد تشبث تلك اليد به
نظر خلفه ببطئ ليجدها أمامه ببرائتها المعتادة
تقوس شفتيها وعلى وشك البكاء
وفى جزء من الثانية كانت بين أحضانه أو لنقل بداخل ضلوعه فقد سحقها بين زراعيه
لم تمانع أبدا بل شددت هى الأخرى على احتضانه بيدها السليمة
ظل يضحك بسعادة وقد استحت الدموع من الظهور مرة أخرى فعند ظهور ملاكه 
كل شيء يختفى
استمرا على ذلك الحال لفترة طويلة
اقتنع الجد قليلا أنهما لا يستطيعان الابتعاد عن بعضهما أبدا ولكنه مازال مصرا على ألا يكونا عاشقان هذا دمار ومۏت لكليهما
أسد بهمس خاڤت فقد أتعبه كل شيء سامحينى
حزنت وڠضبت من نفسها كيف تفعل هذا بأسدها كيف تكون السبب فى انهياره أقسمت ألا تكرر أى شيء يحزنه أبدا
همس بحزن أنا مسامحاك يا أسدى
أطلق زفيرا براحة شديدة بعد
سماع لقبه المحبب
همس وهى تكمل بحماس حتى تسعده أسدى إنت عارف أنا شوفتك فى أحلام كتير كنا بنجرى ورا بعض فى جنينة حلوة أوى
متزعلش منى يا أسدى والله أنا عايزاك إنت مش عايزة الناس دى كلها أنا هختارك إنت دايما 
بس لما إنت سألتنى أختار مين وقتها كنت بعيط جامد وإنت عارف لما بعيط مش بقدر أتكلم خالص أنا آسفة مش هكرر ده تانى أبدا
وضعت إصبع يدها السليمة عند طرف أذنها كإعتذار
يا ليتها لم تبرر ضربها وعنفها على اللا شيء كيف نسى أنها لا تستطيع التحدث عند بكائها 
أذى صغيرته وها هى تعتذر بكل براءة بالرغم من خطأه هو فى حقها
احتضنها مرة أخرى وأجلسها على قدميه وهو مازال جالس على الأرض وقد سقطت دمعة ندم من عينه
همس وهى تقوس شفتيها بحزن خلاص متزعلش بقى بالله عليك لو عايز مش هطلع أبدا من الأوضة ومش هتكلم مع
أى حد تانى
جاء ليرد عليها بسعادة فماذا يريد أكثر من ذلك ملاكه تطلب منه بكامل إرادتها أن تكون له وحده يجب عليه استغلال الفرصة
تحطمت آماله عندما سارع جده بالرد
ماجد بسرعة وخبث لا يا حفيدتى أسد بېخاف عليكى وعايز يفرحك دايما عشان كده هيخليكى تكلمى والدك ووالدتك وإحنا عادى مش كدة يا أسد ولا هتحرمها من حقها فى الاختلاط بالناس
نظرت له بأمل وبراءة أن يؤكد على قول جدها
سبه بأبشع وأقذر السباب فى نفسه
أسد طبعا يا ملاكى بخاف عليكى هسيبك تتكلمى عادى بس مش كتير يعنى تمام
أومأت له بسعادة ليحملها متحركا بها للفراش مرة أخرى 
وضع الغطاء فوقهما وقبل أن يعدل وضعية نومهما
أسد ببرود وفظاظة للواقفين هتفضلوا كدة كتير عايزين ننام يلا برة
تطلع الكل إليه پصدمة ثم خرجوا بسرعة عندما وجدوا تحول نظرته من البرود للاشتعال وهم يسبونه ويلقبونه بالمچنون
ضحكت همس عليهم برقة
حملها أسد من على الفراش وجعلها فوقه كالعادة
أسد بابتسامة عاشقة مبسوطة 
هزت رأسها لتؤكد على
كلامه ثم أضافت
همس بخبث أيوة مبسوطة بس لسة زعلانة شوية 
أسد بحنان وهو يقبل جبينها وأعمل إيه لملاكى عشان ترضى عنى
همس برجاء عايزة أول ما أطلع من المستشفى أكون أنا الكبيرة ليوم واحد بس والله
أسد باستغراب مش فاهم كبيرة إزاى
همس يعنى أنا أعمل كل حاجة بيعملها الكبار وأبقى دايما أكبر واحدة فى السن حتى لو معانا جدو العجوز
أسد بضحك شديد عجوز والله أول مرة تقولى الحق مع إنه ناقص شوية بس يلا بكرة تقولى الحق كله وحاضر يا ملاكى أوامر مجابة حاجة تانية
همس بنعاس لأ سيبنى أنام بقى
تأملها وهى نائمة وملس
على شعرها الناعم الحر
الحر! هل رأوها هكذا! حسنا سيحاسبهم فيما بعد
ظل على حاله من التأمل حتى سقط فى نوم عميق لأول مرة منذ أكثر من أسبوع
مرت أيام وهو يدلل ملاكه ويعوضها عن كل شيء
يعلم أنها سامحته تماما ولكنها تمثل أحيانا الحزن حتى تضمن أن ينفذ شرطها غبية 
ألا تعلم أنه ينفذ ما تقول دون شروط فهى تشير فقط ويأتى لها بالكون
تم كل شيء أعده مع مازن ليرتاح قلبه قليلا
خرجت همس من المشفى بعد إزالة الشاش من قدميها وبعض أنحاء جسدها وتبقت يدها المکسورة فقط
استطاع بصعوبة اقناعها أن ترتاح يومين فى المنزل ثم ينفذ شرطها
مر اليومان الإضافيان وهذا اليوم المنشود بالنسبة لها
استيقظت فى السادسة صباحا على غير عادتها فقد كانت تتعبه كثيرا فى إيقاظها
هزت رأسها بسرعة من أفكارها المنحلة فى رأيها فما بالها بأفكار أسدها الخادشة للحياء بل لكل شيء وليس الحياء فقط!!
نهضت بهدوء واستحمت وارتدت فستانا محتشمة باللون الوردى ذو فصوص من الألماس والفضة معا فكانت كالملكة المتوجة ولم تنسى ربط شعرها بالطبع وضعت طوق له فروع أشجار متشابكة باللون الذهبى
اتجهت إليه توقظه حتى استيقظ أخيرا
فتح عينيه وتمنى لو لم يفعل كيف سيمر اليوم دون أن ېؤذيها يا الله ألهمنى الصبر حتى تبلغ ١ عاما ثم خذه مرة أخرى فأنا لن أحتاج له بمجرد أن تكتب على اسمى
أسد بهيام إيه القمر ده 
ردت بخجل شكرا
يلا بقى قوم متضيعش يومى
أسد بغيرة شديدة إنتى هتخرجى كده وبعدين مش اتفقنا تتحجبى
همس برجاء بالله عليك انهاردة بس وبعدين إحنا مش جيبنا طرح ليا
أسد ماشى انهاردة بس صليتى الأول 
همس أيوة يلا بقى خد شاور عشان نبدأ
أفافت على نفسها يخربيتك اليوم هيضيع فوقى بقى
بعدما استعد كل منهما جلسا يمزحان معا ويضعا خططا للمذاكرة حتى تعوض ما فاتها 
أصبحت الساعة الثامنة فهبطا لأسفل للإفطار
تناولاه دون تعليق أى أحد من أفراد العائلة وبالطبع تجاهل منار وحمدى للجميع يؤلمها تجاهلهما لكن أسدها يعوضها كل شيء
سحبته معها وذهبت للسيارة آمرة إياه أن يذهبوا لمطعم أسبانى أجلسها على قدمية رغم خجلها كل مرة
فى المطعم 
جالسان فى المطعم الخالى من أى شخص عداهما
جعلها تجلس على قدميه بالرغم من تذمرها ولكنه أصر
جالس يكتم ضحكته بصعوبة وهو يراها تحاول أن تقرأ بالإسبانية لكنها سالب وليس صفر فقط
همس
22  23  24 

انت في الصفحة 23 من 54 صفحات