روايه الثلاثه يحبونها
فى حجرتها تتصفح الإنترنت على هاتفها الجوال حين فوجئت بمراد يدلف إلى الحجرة لتترك الهاتف وهي تنهض بسرعة وتتقدم تجاهه وقد هالها مظهره المنهك الحزين مالك ياحبيبى فيك إيه
تعبان ياشروق تعبان أوى
سلامتك من التعب ياقلب شروق ياريت تعبك يسيبك وييجى جوايا أنا
بعد الشړ عنك متقوليش كدة
يعترف بذلك بعد فلقد كان إتفاقهما عند الزواج أن تمنحه سکينة لا يشعر بها مع زوجته ويمنحها منزلا وزوجا يرعاها بعد أن كادت أن تلقى فى الشارع بلا مأوى لها من قبل عمها الذى قال لها مباشرة أن أولاده هم
أحق بتلك اللقمة التى يمنحها إياها يإست تماما وقد أصبحت دون أهل أو مأوى مشت فى الشوارع حتى بلغ منها اليأس مبلغه لتلقى بنفسها فى وسط الطريق تبغى خلاصا من حياة بائسة ليكبح مراد فرامل سيارته قبل ان يصدمها مباشرة ويهبط منها يوبخها بشدة لرعونتها لټنفجر فى البكاء فيشفق قلبه عليها يشعر بوجود مأساة خلف تلك الدموع ليأخذ بيدها ويطلب منها ان تحكى له مأساتها لتخبره بكل شئ لا تدرى حتى الآن كيف باحت له بما لم تبح به لمخلوق صمت طويلا مفكرا ثم عرض عليها العمل معه فى الشركة لتوافق على الفور منحها مبلغ من المال لتبحث عن مسكن قريب وفى نفس اليوم تقابلت مع صديقتها نهاد وهي فى رحلة البحث تلك لتسكن معها وتشعر بالحياة وأخيرا تفتح لها ذراعيها من جديد ومع مرور الأيام فاجئها مراد بعرضه الزواج منها لتفاجئ اكثر بموافقتها التى أرجعتها وقتها لفضله الكبير عليها ولكنها أدركت بعد الزواج أنها وافقت على عرضه لأنها أحبته من النظرة الأولى أفاقت من شرودها العيون الجميلة دى مش لازم تبكى وأنا موجود
حركة بسيطة وكلمات أبسط منحاه ة من تلك الفتاة البسيطة رائعة الجمال والتى منحته ماعجزت عن أن تمنحه إياه بشرى منحته حب يظهر فى تلك العينين العشبيتين وفى اهتمامها به وبكل ما يحبه ومنحته راحة فى الإستماع إليه وإلى ما يؤرقه ثم بكلمات بسيطة
نظرت إليه بلهفة قائلة
بجد يا مراد
قرب يحيي ملعقة الشوربة من فم رحمة لتفتح شفتيها رغما عنها وتشربها بعينيه تشعر بيحيي يعود كما كان ليكبح جماح نفسه بكل قوة كادت هي بدورها أن تستسلم لعشقها القديم أن هذا هو يحيي من ظن بها السوء رغم
نهض يحيي قائلا فى توتر
انا هخلى روحية تيجى تأكلك
قاطعته قائلة
لو سمحت متتعبهاش أنا هاكل لوحدى
متأكدة
أومأت برأسها ليقول مكررا
هتاكلى يا رحمة قلة الأكل مش كويسة علشانك
وكأنه يهتم إن عاشت أو ماټت لتقول بعصبية
انا مش طفلة صغيرة على فكرة ولما أقول هاكل يبقى هاكل بطل تعاملنى معاملة الأطفال يايحيي إنت كدة بتخنقنى
إبتسم بسخرية قائلا
الاحسن إنى أعاملك كطفلة صدقينى ما هو إنى اعتبرك طفلة صغيرة مش عارفة مصلحتها
أغروقت عيناها بالدموع ولكنها أطرقت برأسها حتى لايرى دموعها وضعفها بينما هو شعر بالندم فور نطقه لتلك الكلمات وهو يرى شحوب وجهها ولكنه أدرك أنه أراد بتلك الكلمات ان يثبت لها أنه ليس ضعيفا أمام سحرها كما ظهر منه وأنها لا تؤثر به بتاتا أراد ان يوضح لها رأيه فيها حتى لا تنتابها الشكوك حول مشاعره ورغم انه أراد ان يبثها كل ذلك إلا أن إطراقة رأسها ومظهرها الضعيف الآن جعلاه يشعر بالندم على تفوهه بتلك الكلمات الفارغة يدرك أنه إن تركها الآن فلن تأكل وربما حدث لها شيئا وهو لن يسمح بإصابتها بأي سوء ليعاود الجلوس
كانت بشرى تجوب حجرتها جيئة وذهابا تشعر بالحقد والغيظ ېمزقان كيانها تبغى الإنتقام ممن كانت السبب فى أن ېصرخ عليها يحيي لأول مرة فى حياتها لا تدرى ماذا تفعللتتوقف فى مكانها ترفع يدها إلى رأسها تفركها فى حدة وهي تقول
فكرى يابشرى فكرى إيه افكارك الجهنمية راحت فيندماغك دى صدت ولا إيهأكيد من قلة إستعمالها بقالك كتير راكناها على الرف لكن آن الأوان تستخدميها عشان تزيحى العقربة رحمة من طريقك بس هتظبطيها إزاي بس
لتزفر قائلة
طول ما أنا عايشة فى التوتر ده وهي أدامى مش هعرف أفكر وأدبرلها مصېبة تاخدها من وشى وأخلى الطريق يفضالى بقى كل اللى هيحصل إنى هتعصب وأغلط وأزعل يحيي منى وبس
لتلتمع عيناها وهي تقول
أيوة أحسن حاجة أروح لأخو جدى هاشم البلد أيوة هروح للحاج صالح هناك هدوء وهعرف أفكر براحتى وبالمرة أجدد علاقتى بيهم جايز أحتاجلهم فى خطتى
لتبتسم بإنتصار قائلة
أما إنتى عليكى دماغ يابشرى ألماس
لتطلق ضحكة ساخرة وهي تمنى نفسها بقرب الخلاص نهائيا من رحمة
إستيقظ مراد ليجد شروق نائمة
نظرة أخيرة قبل ان ينهض بحذر حتى لا يوقظها فلا طاقة له اليوم برؤية حزنها لرحيله كما يحدث عادة تظن هي انها إستطاعت ان تواريه عنه ويدركه هو فى طيات عينيها الخضراوتين الساحرتين نافذته التى يستطيع من خلالها رؤية مكنون قلبها تنهد بحزن كم ود لو
إستطاع ان يبدل قلبه أو يمحى عشق رحمة منه على الاقل كي يستطيع ان يبادلها ذلك العشق الكبير الذى تكنه له ولكنه للأسف لا يستطيع رغم انه أدرك مؤخرا حقيقة غابت عنه طوال حياته وهي أن أخاه يعشق رحمة والمصېبة الأكبر
أن رحمة تعشقه بدورها ظهرت تلك الحقيقة فى نظرات رحمة إلى يحيي وكلمات يحيي التى خرجت منه دون إرادة تلك الحقيقة صډمته وأشعلت كيانه حزنا فطر قلبه إدراكه أنهم أولاد عاصم الشناوي ثلاثتهم أحبوها منذ الصغر ولكن هي هي لم تحب سواه أخاه الأكبر يحيي ذلك الذى يحبه كوالد كأخ أكبر كقدوة ورغم أنه وجب عليه ان يتخلص من عشقها الآن بعد إكتشافه ذلك إلا أنه لا يستطيع مازال قلبه ينطق بحروف إسمها مجبرا إياه على التفكير بها يتساءل ما مصير ذلك العشق الذى يهدم كيانه ويبعده عن كل ما حوله سواها لينظر إلى شروق النائمة كالملاك متسائلا وماذنب تلك المسكينة التى تعشقه بكل ذرة فى كيانها وتنتظر يوما يبادلها فيه عشقهاليغمض عينيه
ألما فبيده يقبع الحل لكل مشاكله ولكن قلبه يرفض أن يستمع إليه ليبتعد مغادرا بخطوات ثقيلة يعلم أنه وحده السبب فى عڈابه ولكن ما بيده حيلة فالحب فى حالته لعڼة ولا خلاص منها سوى بالمۏت نعم هو المۏت ولا شئ غيره
دلف مراد إلى حجرته بهدوء يبتهل بكل شدة إل الله ان تكون بشرى نائمة فلا طاقة لديه اليوم أيضا لمشاجرة جديدة مع بشرى يستشعرها فى كل كيانه عقد حاجبيه بشدة وهو يرى الغرفة الخالية منها تفقد الحمام فلم يجدها أيضا ليزداد إنعقاد حاجبيه حتى وقعت عيناه على ورقة بيضاء وضعت على السرير مكتوب عليها إسمه بالخط العريض تناولها تجرى عيناه على سطورها التى تقول
وقفت ساكت وانا بيتزعقلى عشان خاطر الست رحمة ملقتش جوزى جنبى يدافع عنى ومع ذلك انا مش زعلانة منك لإنى عمرى ما حسيت بوجودك جنبى كداعم لية على الأقل عموما انا مخڼوقة أوى ومش هقدر اقعد أنا وهي تحت سقف بيت واحد خصوصا وأنا فى الحالة دى عشان كدة أنا روحت لجدى صالح فى البلد هقعد عنده يومين أهدي فيهم اعصابى وهرجع تانى لو حابب تحصلنى فأنا مستنياك ولو وراك شغل فعادى إتعودت على كدة سلام مؤقت يامراد
زفر مراد بإرتياح فإبتعادها فى تلك الفترة هو خير بكل تأكيد ليترك الورقة على الكومود ويتمدد على سريره بملابسه يستسلم لنوم عميق يرغب به الهروب من كل شئ يحدث حوله فهروبه الآن داخل أحلامه يبدو الحل الأمثل على الأقل فى الوقت الحالى
الفصل الثامن
طرق يحيي الباب فلم يجد إجابة عقد حاجبيه يتساءل ترى أمازالت رحمة نائمةنظر إلى ساعته ليجدها السابعة صباحا ليزفر بقوة يدرك أن
رحمة قد تغيرت بالفعل فبالماضى كانت تصحو فى السادسة والنصف تماما مثله كانا الوحيدان اللذان يستيقظان فى مثل تلك الساعة المبكرة ليركبان الأحصنة سويا يتسابقان فى جو من المرح والحب
أصابته الذكريات بالألم مجددا وكاد أن يبتعد عن الحجرة ولكن هاجس لديه أوقفه ماذا لو أن رحمة مازالت مريضة لذا لم تستيقظ مبكرا كعادتهاماذا لو أصابها شئ ما ليشعر بۏجع فى قلبه لمجرد التخيل ويسرع بفتح الحجرة والدلوف إليها عقد حاجبيه وهو يرى الحجرة خالية يتساءل إلى أين ذهبت فى مثل هذا الوقت أتراها ذهبت إلى الخيل وركبت إحداها وحدها وهي مازالت منهكة القوىأراد أن يقطع الشك باليقين ويتأكد بنفسه ولكن فى البداية يجب أن يمر على طفله ليطمأن عليه فقد إشتاق إليه بشدة إتجه إلى حجرة طفله ودلفها بهدوء ليتواجه مع رحمة التى ترفع طفله وتداعبه بمرح لتتعالى ضحكات هاشم المرحبة بمداعباتها تعلقت عيناها بعينيه لتنزل الطفل إلى صدرها بينما نظر هو إليها متأملا يشعر بخفقات قلبه تعلو وتثير ضجيجا بين جنبات صدره يظل هذا المشهد الذى يراه الآن مذيبا لقلبه ولو رآه للمرة المليون فهو حلمه الذى راوده كثيرا وها هو يتجسد أمامه مرة تلو الأخرى يجبره على التفكير بأن ما يحدث هو الشئ الصحيح وأن رغبة راوية ووصيتها الأخيرة يجب ان تتحقق فرغم كل ما حدث بالماضى فلا يستطيع أن يتخيل رحمة زوجة لآخر ولا أن يتخيل أما أخرى لطفله غيرها إقترب منها وهو يتنحنح قائلا
إحمم إزيك دلوقتى
إبتلعت ريقها بصعوبة وهي تشعر بإقترابه منها قائلة
أنا أنا بخير
مد يده يداعب وجنة صغيره الذى إبتسم له مرحبا قائلا
إنت كمان وحشتنى
لينظر إلى عينيها الدخانيتين مستطردا
إبتلعت رحمة ريقها مجددا فى صعوبة تشعر بكلماته موجهة إليها عڈابها بأكمله تود الغفران ولكن كل الإنذارت الحمراء تقيدها تجبرها ان لا تستسلم مجددا لعشق عند أول عقبة فى طريقه سيتصدع وينهار لتشيح بوجهها عنه