الأربعاء 18 ديسمبر 2024

روايه لعبه في يده بقلم يسرا مسعد

انت في الصفحة 35 من 52 صفحات

موقع أيام نيوز


منه رشفه صغيره
انهت سالى افطارها المختصر وسمع كلاهما نداءا آليا ينبه الركاب للتوجه الى بوابه الطائره حيث ستقلع فى غضون 20 دقيقه
قام جاسر وسار خطوات بسيطه اتبعته سالى وركبو اخيرا
اقلعت الطائره مودعه سماء مدينه برج العرب متجهين الى الولايات المتحده الامريكيه نظرت سالى من النافذه وعجزت نظراتها عن اختراق المجهول

وبعد عده ساعات حطت الطائره على ارض ولايه كاليفورنيا الامريكيه
نزلت سالى من الطائره برفقه جاسر تتأمل عالما اخرا يبعد الآلآف الاميال عن موطنها
لاحظت سالى ان كل شىء يسير بسرعه فائقه الناس المواصلات حتى الكلمات خرج جاسر من المطار ووجد سياره فارهه تنتظره بأمر من محاميه اقلته وعروسه الى بيت فاخر استأجره له المحامى ليمكث فيه حتى ينتهى من اجراءات المحاكمه التى ستبدأ غدا
دخلت سالى البيت المكون من طابقين ولاحظت الاثاث العصرى الرائع والمفروشات الانيقه استطلعت سالى المكان فيما توجهه جاسر الى الاريكه وجلس وامسك الهاتف الارضى وضړب رقم المحامى وتناقش معه فى مستجدات الامور وطلب منه موافاته فى المساء
اما سالى فاتجهتالى غرفه النوم الرئيسه الواسعه شاعره بالتعب مخلوطا الانبهار من روعه المكان ونظافته وهدوءه 
وفتحت النافذه التى تطل على حديقه واسعه بها اشجار عاليه جائها النسيم حارا اكثرا حراره من الجو بمصر ولكنه عليل 
استنشقته سالى بسعاده ومنحها انتعاشا وقتيا نسيت به قليلا من هموما وهواجسها
دخل جاسر الى الغرفه وقال نقيتى الاوضه دى انتى يعنى
سالى ااه
جاسر والتانيه ماعجبتكيش ليه
سالى دى عفشها كريمى التانيه اسود
جاسر يعنى انا ليا الاسود
نظرت له سالى بسأم ولم ترد قال جاسر مش جعانه
سالى توء
جاسر وبعدين اكلم بابا تانى 
سالى باستهتار اعمل اللى انت عاوزه انا هاخد دوش عن اذنك
جاسر طيب براحتك
خرج جاسر تاركا الغرفه واتجه الى الغرفه المقابله لها مردا فى نفسه اسود ماشى ياسالى اسود اسود
فكت سالى حقيبتها وعلقت ملابسها القليله فى الدولاب ونظمت اشياءها ودخلت الى الحمام لتغتسل من عناء السفر
ثم نزلت درجات السلم واتجهت الى المطبخ الواسع ذو الطابع الامريكى فتحت الثلاجه الضخمه وجدتها تعج بأصناف شتى من الطعام المعلب والفاكهه الطازجه 
فاعدت بعض شطائر الهامبورجر المشوى والسلطه
توجه جاسر الى المط ايه
ردت سالى بصوت مبحوح بورجر وسالط
جاسر اساعدك فى حاجه
سالى الاطباق فى الدولاب ده مش طيلاها
فتح جاسر الخزنه وتناول طبقين كبيرين بيسر وقال حاجه تانيه 
سالى كاسين عشان الكولا
جاسر دى وجبه امريكيه بأه من اولها لاخرها
سالى اللى لقيته
جاسر كله من ايدك حلو
ثم امسك يدها وقال بصوت قاس يحمل ټهديدا واضحا الا الضړب انا عدتلك القلم اللى اديتهونى بس عشان كنتى فى حاله عصبيه مش تمام وانا مسكت اعصابى لكن لو فكرتى تعمليها مره تانيه هتلاقي بدال القلم عشره ومش هيكفينى
سحبت سالى يدها وقالت بتحدى وانا عديتلك الاهانات اللى انت اهنتنى بيها ولو اتكرر تانى هتلاقى بدال القلم عشرين ومش
هيكفينى اظن كده نبأه خالصين
استدارت سالى ووضعت شطريتها فى الطبق مع كثير من السلطه وصبت لها كأس من المشروبات الغازيه وحملتهم واتجهت صاعده الى غرفتها تاركه جاسر بمفرده ناظرا لها بعمق
صعدت سالى الى غرفتها حامله طعامها ودخلت غرفتها وضعت الطعام على الطاوله وتمددت على السرير على بطنها بعد ان فقدت رغبتها فى الاكل ناظره للسماء البعيده المطله من نافذتها الواسعه مديره ظهرها للباب ثم استغرقت فى بكاء طويل مشفقه على ذاتها
كانت تظنه غير كل الرجال او
كانت بالاحرى تتمنى ان يختلف عن بقيه الرجال 
والان لا يتعدى كونه واحد من الرجال بل اسوء الرجال 
لقد خدعها وبدلا من ان يعتذر منها اهانها وطعنها فى شرفها مبررا لنفسه استهتارها اكانت مستهتره كلا لم تكن لقد كانت عاشقه بل ولازالت عاشقه
تمنت لو كان بأمكانها الحكى لابيها علها تجد السبيل وتسمع منه الرشد والانصاح ولكنها ابدا لن تستطيع 
يكفيه ما تحمله من قبل عندما طلقت من ايهاب كان عليها الاستفاده
من درسها وواقعها المؤلم بعدم الاستعجال والتروى كما كان يأمل والدها 
ولكن من اين تأتى بالتروى وكانت ترى لهفته عليها فى عينيه وتقرئها فى جميع تصرفاته
نعم كانت
فعل ماضى وقد انتهى
اما الحاضر
فهو مختلف تمام الاختلاف الان هو يستحقرها ويقلل من شأنها
رنت فى آذانها كلماته الساخره يو ار نوت ماى تايب
وتراءت لها خيالات مغازلته الواضحه للمضيفه
رفعت سالى رأسها بشموخ ومسحت دموعها بقوه وقالت لنفسها كفى
نعم
هذا يكفى
اوقظ جاسر داخلها شعورا بالتحدى لم تذق له مثيل من قبل
ستتخلى عن سذاجتها عن براءتها سترد له الصاع صاعين ولكن بالحسنى كما تربت فعتاب اللئيم اجتنابه
بعد قليل فتح جاسر الباب دون استئذان كان يتحدث فى الهاتف النقال قائلا اهى معاك اهيه
استدارت سالى سريعا لتراه ينظر لها برغبه مما منحها بعض السرور الخفى
قامت ومدت يدها فأعطاها الهاتف قالت مستفهمه مين
رد جاسر بصوت اجش باباكى
جلست سالى واضعه قدما فوق الاخرى وانحنت الى الخلف بدلال وقالت بصوت فرح
الو ايوه يا بابا
خرج جاسر شاعرا بالحنق من نفسه لم يكن عليه اظهار رغبته فيها بهذا الشكل ولكنها بالفعل استطاعت اثارته ظهرت صوره زياد من العدم وشعر جاسر بالرغبه فى خنقه فهو السبب فى منعه من التمتع بعروسه التى اجتهد كثيرا ليجعلها زوجته فى اسرع وقت والان على الرغم من انها تستظل بظل نفس السقف معه الا انه لايستطيع ان ينال منها شيئا
انهت سالى محادثتها الهاتفيه مع والدها والقت بالهاتف باهمال على الطاوله واضجعت ثانيه على بطنها بعد قليل دخل جاسر الغرفه قائلا خلصتى التليفون
ردت سالى دون ان تستدير ياريت تبقى تخبط قبل ماتدخل التليفون عندك على التربيزه
وقال هامسا انا لحد دلوقتى بتصرف بالذوق معاكى ومراعيكي ومراعى اهلك وقلقهم عليكى كان المفروض بعد ماتخلصى تليفونى تجيبه لحد عندى 
مش انا اللى اخده وكمان تقوليلى اخبط قبل ما ادخل
ردت سالى بعصبيه وانا مش السكرتيره بتاعتك عشان اجيبلك الحاجه لحد عندك تليفونك عندك انت اللى جيبته وانت اللى تيجى
شعر جاسر بالاهانه فهى تطرده من الغرفه فى البيت الذى دفع ثمن استئجاره
خرج جاسر من الغرفه ناظرا لها بقوه وقال بتطردينى يا سالى طيب بس ماتجيش بعد كده تشتكى
سالى ببرود انا مابتطردكش انا بس بفتحلك الباب انت حر عايز تخرج تخرج مش عاوز انت حر
جاسر ولو ماخرجتش
هزت سالى كتفيها باستهتار وقالت عادى
ثم سارت باتجاه السرير مره اخرى ونامت على بطنها كما كانت من قبل
خرج جاسر وصفق الباب خلفه لايصدق التغير الذى حدث لها من اين اتت بكل هذه الجرأه 
انصرف جاسر الى غرفته طالبا للراحه ډخلها مكتئبا محدثا نفسه كأن الواحد ناقص سواد
فى تمام التاسعه مساءا حضر المحامى المخضرم مجدى استقبله جاسر بحماس اهلا اهلا يا مجدى
مجدى ازيك انت يا جاسر عندى ليك خبر بمليون جنيه
جاسر خير 
مجدى مش هتصدق مين اللى اتصل بيا النهارده 
جاسر انت هتلك ليه كتير يامجدى ادخل فى الموضوع على طوول
مجدى جده سليم مفيده هانم
جاسر وعايزه ايه
مجدى هتتنازل عن حضانه سليم
جاسر معقول بالسهوله دى
مجدى هيا مش بالسهوله دى بس هيا طالبه 5 مليون جنيه
جاسر نعم
مجدى بص ياجاسر احنا قدامنا طريق من اتنين ياندخل سكه محاكم وهما يماطلو فينا وتخرج سهيله من المصحه وساعتها القضيه هتاخد ابعاد تانيه يا ندفع لهم الفلوس وتاخد ابنك مدى الحياه وامه تتقطع صلتها بيه نهائى ولا يتقالك رؤيه ولا دياوله وانا ممكن اضغط عليهم وانزل المبلغ شويه قلت ايه
جاسر قلت موافق بس تنسى انها ليها ابن نهائى
مجدى خلاص وهو كذلك بس انا همشيها قانونى برده عشان نضمن حقنا ومايرجعوش فى كلامهم بكره هروح مكتب المحاماه اللى موكلينه وغالبا هتصل بيك من هناك ونخليها رسمى
جاسر ماشى يا مجدى بس بسرعه الله يخليك عايز اخد ابنى وارجع بيه فى اسرع وقت ولو هيقاوحوا فى الفلوس ياخدوا اللى هما عاوزينه
مجدى ماهو مش صح برضه نحسسهم اننا ھنموت على الولد احنا فى الوقت
الحالى موقفنا القانونى اقوى ومافيش حاجه تخلينا ندفع مليم واحد وممكن لو حسوا بلهفتنا يرفعوا سقف مطالبهم
جاسر معاك حق خلاص هستنى تليفون منك المهم تحب تشرب ايه 
مجدى كتر خيرك يا عريس انا مش عاوز اطول عليك ده شهر العسل برضه وانا جاى
فى وقت متأخر هستأذن انا وخلى الشرب لما سليم الصغير يرجع بالسلامه
ابتسم جاسر ساخرا عريس شهر عسل !!! لو كان يدرى وقال خلاص هستنى تليفون منك
مجدى ااه صحيح خد التليفون ده خليه معاك هبقى اتصل عليك
ومسجلك نمرتى ونمره الفندق اللى انا نازل فيه عشان لو فيه حاجه تقدر توصلى
اخذ جاسر الهاتف وقال احسن كده متشكر يا مجدى
مجدى على ايه ياجاسر ده شغلى مع السلامه خليك انا عارف السكه
سار جاسر معه حتى الباب مع السلامه
غادر المحامى تاركا جاسر شاردا فى افكاره هاهو الان سيدفع المال ليحتفظ بأبنه لم يكن هناك داعى للعجله ليتزوج كان بأمكانه التريث وطلب يد سالى للزواج من اهلها دون وقعه بتلك المشاكل الجمه والتى ادت الى نفور
سالى منه بعدما كانت خاتما فى اصبعه
لايدرى اكان سوء الحظ يرافقه ام سوء تدبيره خرج الى الحديقه الخلفيه للمنزل واشتم رائحه شجر الليمون ذكرته تلك الرائحه بيوم ان كان واقفا مع سالى فى شرفه غرفته اول يوم لهما سويا فى الاقصر رفع عينيه لا تلقائيا باتجاه نافذتها رأها تشاهده منها تعلقت ابصارهم لوهله حتى توارت وراء الستار
دخل للمنزل ليجد سالى تنزل درجات السلم بادرته بالسؤال المحامى مشى
جاسر ااه من ربع ساعه كده
سالى قالك معاد المحاكمه
جاسر شكلها مش هترسى على محكمه اصلا
سالى مستفهمه ازاى
جاسر جدته طالبه 5 مليون قصاد انها تسيبهولى
رفعت سالى حاجبيها وحملقت به وقالت فى دهشه هتبيع حفيدها!!!!!!!
ابتسم جاسر ساخرا وقال ااه بالظبط كده مين يزود 
عقدت
سالى حاجبيها وقالت وانت هتدفعلها
جاسر طبعا
سالى ليه
جاسر هو ايه اللى ليه عاوز ابنى
سالى ايوا امال القضيه لزمتها ايه
جاسر القضيه ممكن اكسبها بنسبه 99 لكن لما ادفع الفلوس ابنى هيرجعلى بنسبه 100
سالى تفرق معاك ال 1 اووى كده
جاسر تفرق كتير لانى لما بعوز حاجه لازم اضمن الحصول عليها لاخر نفس ومش هسيب حتى نص فى الميه احتمال انها ماتحصلش
سالى واراده ربنا
جاسر فوق كل شىء كطبعا اسعى ياعبد وانا اسعى معاك
سالى السعى يبقى فى الخير
جاسر وانا عمرى ماسعيت فى شړ
سالى متأكد
جاسر انا ما بأذيش حد عن عمد على الاقل ممكن على المدى القصير حد يتصور انه اتأذى او حصله ضرر لكن بيلاقى تعويض اكتر من المناسب يبقى ساعتها خالصين
سالى غلط لانك ما سألتهوش اذا كان شايف ده تعويض كافى ولا لاء
جاسر انا عارف انه كافى
سالى عرفت منين 
جاسر انتى عاوزه توصلى لايه 
سالى وما اوتيت من العلم الا قليلا ده كان الرسول عليه الصلاه والسلام اللى طلع سبع سموات اللى كان
 

34  35  36 

انت في الصفحة 35 من 52 صفحات