السبت 21 ديسمبر 2024

أخطائي بقلم شهد محمد جاد الله

انت في الصفحة 20 من 96 صفحات

موقع أيام نيوز


ويزيح الأطباق التي أمامه به محدث ضجيج أجفلها من موضعها ثم يغادر منزله وهو يصط معه مزاجه العكر
داعب انفها رائحة عطره الممزوجة برائحة القهوة الشهية التي يعدها خصيصا لها كل صباح لترمش عدة مرات لتجده يجلس بالمقعد المجاور لفراشها يتأملها كعادته لتقول هي بمشاكسة ممزوجة ببعض الغرور

خدت عليا وعلى أوضتي اوي حضرتك

أبتسم وأجابها وهو يجلس بجانبها و يزيح خصلاتها المبعثرة عن ها 
هتوحشيني
رفعت اها له وتسألت بترقب وهي تعتدل وتجلس تستند على جذع الفراش 
مسافر
أومأ لها بقلة حيلة وأخبرها وهو يناولها كوب القهوة الممزوجة بالحليب خاصتها 
كلموني الصبح في تورات جدة ولازم أبقى موجود واستلمها بنفسي...
ليتنهد بعمق ويقول ببحة صوته المميزة التي تشتتها وجعلتها تكاد تغص برشفتها 
خلي بالك من نفسك يا مغلباني
احتمال اتأخر المرة دي ومش هعرف هرجع أمتى
سعلت بخفة ثم وضعت الكوب أعلى الكمود وتعلقت اها به وتلك النبضة العاصية بقلبها يز وجيبها لتجد ذاتها دون أي تفكير مسبق وعلى غير عادتها وتقول بصدق لا تعلم كيف صدر منها 
هتوحشني 
تهللت أساريره وهو ينظر لها وهمس م تصديق 
بجد هوحشك
هزت رأسها وهي تتحاشى النظر له 
بك يا نادين ... بك يا روح روحي ولو عليا نفسي ما فرقكيش لأخر يوم في عمري
تلك المرة الأولى التي يقولها صريحة لذلك الحد فسابقا كان يلمح أو يذكر تشبيه مجازي لمشاعره ولكن الآن قال تلك الكلمة التي
استقرت بأعماقها وزعزعت كافة قناعتها وجعلت مقاومتها تتلاشى و أن ېصرخ عقلها سبقه قلبها
إياك! أن تطلب مني الصمود أيها العقل فتلك النبضات العاصية تورق سكينتي ولم أعد أحتمل ضجيجها حتى حصوني التي شتها كي أأذرك بها أصبحت أنقاض بالية لا نفع منها أمام هيمنته الطاغية عليها فحابا بالله توارى خلفي لمرة واحدة وارأف بي وكف عن صخبك الغير محتمل . 
وعند تلك النقطة تخلت عن مقاومتها وأغمضت اها ودت على أكثر بينما هو كان يتنفس أريجها المميز تمتاع تام وكأنه ير أن يختزنه برئته لأطول وقت ممكن.
.. استشعر ندمها ليقول بنبرة وهو يلحق بها ويطرق باب المرحاض 
نادين افتحي خلينا نتكلم... انا عمري ما قصدت أفرض عليك مشاعري...بس ڠصب عني أنا راجل 
لم يأتيه ردها بل فقط صوت أنفاسها المتعالية ليزفر بقوة وهويمرر ه على وكأنه على حافة الجنون ولكونه يعلمها ويعلم طة تفكيرها قال بنفاذ صبر وبنبرة مغلفة بعزة النفس متغاضي عن أنين قلبه 
عارف انك ندمانة بس متقلقيش... مش هتعشم وعارف ان
اللي حصل ده مش هيغير حاجة 
ذلك أخر ما تفوه به أن يغادر بخطوات غاضبة يتأكلها الڠضب أما هي لا تصدق أنها سمحت له بفعل ذلك لتزفر بقوة وهي تمرر ها بخصلاتها و تجلس على سور حوض الاستحمام بإنهزام ثم دون مقدمات أخرى كانت
دمعاتها النادرة تنهمر بغزارة تنعي حالها لسبب هي وحدها تعلمه
أما عند صا البنيتان القاتمة كان يجلس يباشر عمله حين دخل أحد موظفيه وأخبره 
محتاج توقيع حضرتك يا فندم
أومأ له حسن وقام بس الملفات من بين ه وقام بتوقيعها وهو يقول بعملية 
احتمال اغيب عن الشركة كام يوم مش عايز تقصير وزي ما سلمنا الوحدة الأولى من غير ولا غلطة عايز العمال يوا حيلهم علشان الوحدة التانية تتسلم في ميعادها وياريت تشرف على كل حاجة بنفسك وتعملي تقرير وافي لما ارجع
تمام يا فندم يت ابلغ حضرتك أن ڤيلا العاشر جهزت زي ما حضرتك أمرت
أومأ له حسن بامتنان ثم أشر له بالانصراف وهو يستند بأريحية على مقعده الدوار فقد قام بكل التجهيزات اللازمة لزيجته وقد قرر أن يتخذ تلك الڤيلا التي يملكها منزل زوجية له مع منار فقد رفضت رهف أن تعيش بها سابقا متحججة أنها لن تترك شقتها التي أسست كل ركن بها وشهدت على سنواتهم الأولى معا زفر بقوة وهو يتذكر حديثها الشرس له الذي يحمل شيء من الوع ولكنه حاول طمأنت ذاته أنها أضعف من أن تفعل أي شيء ويعلم أنها مسألة وقت ليس أكثر وستت الوضع.
كان غارق في أفكاره حتى أنه لم يلحظ دخولها وجلوسها على طرف مكتبه إلا أن همست بغنج 
سونة سرحان في إيه
تحمحم وأجابها ببسمة مبتورة 
في الشغل هيكون في أيه يعني يامنار
كده وانا اللي كنت بفكرك سرحان فيا وفي السعادة اللي هعيشك فيها جوازنا ده أنا مش مصدقة أن خلاص هنكتب الكتاب بكرة
تركزت نظراته عليها وقال ه 
أنا كمان مش مصدق أنك هتبقي بتاعتي يا منار ده أنا كنت هتجنن
الشړ عليك يا سونة
هانت أصبر وين انت وعدتني ننزل نشتري الشبكة النهاردة
أومأ لها برحابة لتستأنف هي بغنج تجه 
أنا كمان عايزاك تشتري معايا لوازم الجواز
لازم الجهاز بتاعي تختاره كله على ذوقك ياسونة
حل رابطة عنقه وأخبرها بتحشرج 
تمام... الشغل هروح معاك
أك يا سونة
عرضت عليه أن يرافقها للداخل ولكنه رفض و وقت قليل من جلوسها بمفردها بالداخل كانت تشعر بالضجر ال فكرت أن تعود للمنزل تمكث داخل غرفتها وتنعم بعزلتها ولكنها تخوفت حين تذكرت حديثه أنها من الممكن أن تخور مقاومتها وتفقد عزيمتها وتهاجمها تلك الأفكار السوداوية من جد ولذلك أقتنعت بحديثه وغادرت المنزل وهنا وجدت ذاتها تتذكر أقتراح والدها بعرضها

على طبيب نفسي لا تعلم لم رفضت ولكنها تعلم أنها لم تفقد عقلها لتكون بحاجة لذلك بدليل أنها ما أن توقفت عن أخذ تلك الوب ليومين كاملين تشعر بتحسن ورغم إلحاح عقلها وتعود هاإلا أنها ستقاوم تلك المرة ولن تضعف فهو محق لابد من المحاولة ليس من أجل أحد بل من أجلها هي
وعندما أتى هو بخاطرها وجدت ذاتها تبتسم وتنهض تهرول للسيارة التي ينتظرها بداخلها لعلها تنعم ببعض الصة بيومها.
ولكن تجمدت ملامحها عندما وجدته يوليها ظهره ويتحدث في الهاتف قائلا 
تمام يا يبتي والله هحاول
...انا مقدرش على زعلك
ش ها ووقفت لا تعلم ما بها وحين لاحظ وقوفها أغلق المكالمة وقال مستغربا حالتها 
ميرال مالك حد ضايقك
نفت برأسها وقالت بإقتضاب وهي تشرع بركوب السيارة 
لأ زهقت وعايزة أروح
أومأ بطاعة وإن كاد يصعد إلى السيارة تعالى رنين هاتفه مرة آخرى تأهبت هي من موضعها داخل السيارة بينما هو تنهد ورد بنفاذ صبر 
أنا في الشغل عيب كده قولتلك حاضر و كفاية زن
صمت لبرهة ثم أجاب الطرف الثاني بمسايرة 
حاضر اول ما اخلص الشغل هاجي اخدك علطول
وعندما أتاه جوابها قهقه بقوة قائلا
بخفة أغاظت تلك التي تترصد مكالمته من موضعها 
بقى كده يا اوزعة وربنا هعلقك بس أجيلك
ذلك أخر ما نطق به أن يغلق الخط و يصعد للسيارة ويشعل الموقد غافل أنها تكاد ټموت من ة فضولها وإن كادت تسأله اتاها صوته الأجش يخبرها بكل أريحية 
آسف بس دي طمطم بنت أختي ومن الصبح مفصلتش علشان وعدتها أوديها الملاهي النهاردة
ابتسمت بارتياح لا تعلم سببه ثم قالت أول شيء جال بخاطرها دون تفكير 
ربنا يخليهالكم يا محمد
لتصمت برهة وتسأل بتردد 
هو ممكن أجي معاكم
أ ه مصعوق من طلبها الغير متوقع بالمرة وشيء ما في أحشائه يتراقص فرحا لا يعلم ما حل به ليجد ذاته ير بها وينطلق بالسيارة وعلى ه ها بسمة لا تنم غير على حماس لا مثيل له
أبتاع لها خاتم من الذهب الأبيض المرصع بأحجار صغيرة من الألماس فقد قامت هي بأنتقاءه بنفسها وصممت عليه رغم بهظ ثمنه فما كان منه غير أن ينصاع لرغبتها
ولساعات عدة كان يتسوق معها دون تذمر أو كلل بالعكس تماما كان مستمتع وسع
للغاية كونها أرضت غروره وإنصاعت لكل بكل ما يخصها انتقى كل
ما لفت نظره أما هي فقد فاجأته بأختيارتها لأشياء غير مألوفة له وكم استغرب كم هي جريئة و منفتحة لذلك الحد ولكن لا ينكر أنها راقته بة وخاصة أن اختياراتها واثقة لا تتردد بالحصول عليها تعرف ما تر على عكس زوجته تماما مما جعله ولأول مرة يشعر بالرضا
وتكاد تتسع بسمته من الأذن للأذن وهو يخرج بطاقته الائتمانية ويناولها للمختص كي يسدد منها ثمن مقتنياتها وهو يمني نفسه بالسعادة برفقتها زواجه منها
يوم مليء بالمرح لم تترك لعبة واحدة ولم تشارك الصغيرة بها وكأنها تماثلها بالعمر فكانت ضحكاتها عفوية صاخبة تتردد على مسامعه كالحن عذب يراقص كل حواسه وكم راقه عفويتها وبساطتها معه ومع بنت شقيقته وها هو يجلس بجوارها يتناولون المثلجات أثناء
مشاهدة الصغيرة وهي تلهو داخل ذلك الركن المؤمن للأطفال
فقد لوحت الصغيرة لهم بسعادة تدل على استمتاعها لوهلة تعلقت نظراته ب ميرال وهي تلوح لها ببسمة ساحرة لأول مرة يراها تغلف ملامحها ليتنحنح كي يجلي صوته ويقول 
طمطم شكلها يتك
أجابته وهي مازالت محتفظة ببسمتها 
وانا كمان تها اوي واول مره اجي الملاهي وانبسط كده
أبتسم وبندقيتاه تتعلق بها وهي تلتهم المثلجات التي أصرت انها تكون بنكهة الفراولة التي تشابه اتها الذي دون قصد وجد ه تتركز عليها لتتسع بسمته ويشير على زاوية فمها قائلا 
هنا في أيس كريم
وهي ترفع فيروزتاها له لتنتفض دواخلها عندما وجدت ه تتجول على ملامحها ببطء وكأنه رس تفاصيلها وكم راقتها نظراته المغلفة بالاهتمام التي لم تحظى به من ومع تشابك نظراتهم دق ناقوس الخطړ بعقله يخبره أنه تخطى حدود منطقه ليزيح ه بعا ويسألها كي يؤد ذلك الشعور بداخله 
كنت بتروحي مع والدك
كانت مازالت مرتبكة ولكنها أجابته بنبرة تحمل بين طياتها الكثير وهي تنظر لنقطة وهمية بالفراغ 
لأ بابا كان علطول مسافر أو مشغول و داده مة هي اللي كانت بتوديني الملاهي ما أقعد اتحايل عليها ومكنتش بتركب معايا
لتحين منها بسمة باهتة وهي تستع ذكرايتها من جد 
حتى مرة قعدت أعيط كان نفسي أدخل بيت الړعب بس هي مرضتش ابدا ولما اقترحت أنها تدخل معايا قالتلي انها عندها القلب ومش هتستحمل
تنهد في عمق ثم مسد جبهته بسبابته وابهامه وهو رك تدريجيا سبب ما توصلت له ليجد ذاته ككل مرة يتعلق الأمر بها يضرب بكل شيء عرض الحائط ويقترح بحماس وهو يسها من ها ما نزع المثلجات منها 
طب يلا
عقدت حاجبيها وتسألت بوه وهي تطالع ة ه على أناملها 
على فين
أجابها ببسمة مشاكسة

وهو يجرها خلفه 
هندخل بيت الړعب ومتقلقيش العبد لله قلبه حد وهخل معاك
أتسعت بسمتها وهي لا تصدق أنه سيفعلها ولكن عندما جلسوا سويا بعربة واحدة وسارت بهم في ذلك السرداب المظلم لا تذكر شيء غير صړاخها الممزوج بضحكاته وتشبثها به كالأطفال تنتفض من ة ذعرها
غير عابئة أن ذلك عم تلك البراعم المتنامية بقلبه
ترفض وتستنكر كل شيء حتى أنها تمردت على مشاعرها التي تكاد ټقتلها قهرا
فمنذ ذكرى ۏفاة والدتها واحتوائه لها و زيارة خالها وهي لا تعرف ما أصابها تنظر له نظرات هي ذاتها لاتعرف ماهيتها تشرد في معاملته وتشعر بالتشتت وخاصة عندما صدق بوعده
 

19  20  21 

انت في الصفحة 20 من 96 صفحات