روايه وصمه ۏجع
العمر
بجد يا سدن ألف مبروك يا حبيبتي فرحتيني
قالتها غصون بسعادة وهي تتحدث في الهاتف واقفة في أمام المطبخ كالفراشة ترفع شعرها الناعم في عقدة دائرية وترتدي بنطالا من الجينز الأزرق وعليه بلوزة قصيرة باللون الأحمر بينما هو ينزل السلم الداخلي للمنزل ينظر لها بإعجاب فقد أصبحت أكثر حيوية ونشاطا من قبل مما عكس ذلك على جو المنزل التي أصبح أكثر إشراقة من قبل.
قبل أن تلتفت جاءها صوته من خلفها الظاهر فيه أخبار حلوة.
التفتت له بإبتسامة وقالت أيوة فيه سدن اتقرا فاتحتها النهاردة والخطوبة وكتب الكتاب آخر الأسبوع
هز رأسه برضا وقال ألف مبروك.. تستاهل كل خير
ثم جلس على الأريكة أمام التلفاز وأضاءه فاقتربت
منه تسأله منمتش ليه.. حاجة قلقاك
لم ينظر لها وظل يقلب في القنوات ولكنه رد عليها بإقتضاب شوية قلق اتعودت عليهم الولاد ناموا
ردت عليه بهدوء أيوة ناموا بقالهم أكتر م الساعة أعملك حاجة تشربها
رد عليها بهدوء ياريت
ابتسمت بسعادة وذهبت إلى المطبخ ولم يمر سوى دقائق وعادت حاملة صينية عليها كوبا من عصير البرتقال وبجانبه طبقا صغيرا به قطعة من كعك الشيكولاتة وضعتها أمامه فنظر بتعجب لما أحضرته وقال إيه ده يا غصون أنا اللي طالب حاجة اشربها مش يزيد
رد عليها بنفس طريقتها وقال بس انا فعلا كنت عايز قهوة
نظرت لجواره وقالت طب ممكن أقعد الأول وبعدين نتكلم ولا عايز تقعد لوحدك
هز رأسه وقال اقعدي
جلست بجواره وقالت له بتفهم أنت دكتور وعارف أن غلط شرب الشاي والقهوة بالليل واحمد ربنا لان كنت هجيبلك لبن بس أتراجعت عشان عارفة انك مش بتحبه
ابتسمت وقالت العفو.. كل بقى من الكيك هيعجبك أوي
نظر لها بإستسلام ثم تناول قطعة من الكيك وقال تسلم إيدك ياغصون
ردت عليه بحب تسلم من كل شړ
ثم نظر للتلفاز يشاهد إحدى القنوات الإخبارية وساد الصمت بينهما لدقائق بينما هي ظلت تتأمله بحب تشرد في ملامحه التي تجمع ما بين الخشونة والجاذبية هي تعترف لنفسها أنها تعشق ذلك الرجل كما تعترف أيضا أنه لم يراها كإمرأة يعشقها ويرغبها ولكنها تكتفي بوجودها معه تكتفي أن تظل بجواره هكذا لآخر العمر.
انتبهت لندائه وشعرت بالحرج فأحمر وجهها وأخفضت بصرها فسألها كنتي سرحانة ف إيه
رفعت بصرها لوجهه مرة أخرى وقالت لا أبدا مفيش حاجة
فقال لها طب اطلعي ارتاحي وأنا أما أحتاج أنام هطلع
هزت رأسها بالنفي وقالت أنا كمان مش عايزة أنام لو مش مضايق هفضل معاك
رد عليها لا أبدا مش متضايق
هو الآخر الټفت وجدها نائمة كالأطفال تضع يدها تحت خدها وتميل على ذراع على الأريكة فابتسم على هيئتها ثم ذهبت ابتسامته في شروده في ملامحها الجميلة والبريئة جمالها الذي يزداد في عينيه يوما عن يوم عيناها السوداء التي تحجب جمالهما الآن جفونها ورموشها الطويلة وأنفها الصغيرة التي تبدو كأنف طفلة في السابعة من عمرها وشفتاها الجميلتان التي طلتهما باللون الأحمر الهادىء مما جعلهما مثيرتان بشكل مخيف أما شعرها الأسود الذي وقع القليل منه على جبينها كان له معه حكاية أخرى منذ أن حررته من الحجاب داخل المنزل.
تغزوه الآن مشاعر مختلفة لها مشاعر لم تكن أبدا جديدة عليه ولكنها جديدة تجاه غصون ابتلع ريقه يطرد تلك الأفكار من رأسه لعله بذلك يستطيع أن يسيطر على تلك المشاعر اشاح بوجهه عنها وأغمض عينيه لدقيقة...ولكنه حين أغمض لم يجد سواها في مخيلته فالټفت لها مرة أخرى ومازال لم يسيطر على تلك المشاعر الجارفة التي تملكت منه فأراد أن ينهي ذلك
فاقترب منها وناداها غصون غصون
فتحت عينيها بثقل فإبتلع ريقه بتوتر وقال قومي يا غصون نامي فوق
وقفت بتثاقل تستند على الأريكة في تلك اللحظة انحلت عقدة شعرها وهذا ما كان ينقصه الآن.
ثم صعدت السلم أمامه بتثاقل وعيون شبه ناعسة وأمسك يدها وقال هاتي إيدك
صعد بها حتى غرفتها ووقف أمام الغرفة ينظر لها بتردد لا هو قادر على الإقتراب منها ولا هو حاليا يريد الإبتعاد عنها.
هي الأخرى لم تترك يده حتى وصل بها إلى الغرفة ظلت تنظر إليه لترى ما تحمله عيناه ينظر لها نظرة جديدة عليها ولكنها نظرة أسعدتها شعرت منها بقبول تجاهها.
انتظرت منه أن يتحدث ولكن دون جدوى فقالت هي تصبح على خير
ابتلع ريقه بحرج وقال وأنتي من أهل الخير
ثم سحبت يدها منه بهدوء ودخلت غرفتها بينما هو ذهب إلى غرفته.
ظل يتقلب على فراشه كثيرا وقد جافاه النوم فمازالت تطارده في مخيلته بملامحها الجميلة لم يستطع طردها من عقله
هي الأخرى عقلها وقلبها لا يشغله سواه فكل يوم تستيقظ مبكرا قبل إستيقاظه تنتظر إطلالته حتى تشرق شمس يومها وتنتظره وقت الغداء حتى تنعم بقربه لو لدقائق ثم تنتظره كل ليلة حتى يعود من عمله حتي يتناول عشاءه أمام عينيها وتظل تخلق الأحاديث والحوارات حتى تجذب إنتباهه وتسمع صوته لا يعلم أن قربه منها اليوم لدقائق وهي تستند عليه قبل الدخول لغرفتها كان كفيل أن يطرد النوم من ليلتها يدها مازالت تشعر بلمسة يده لها مازالت نظراته تطاردها نهضت تجلس على الفراش وتزفر من معافرتها في الحصول على النوم التقطت هاتفها من
جوارها تنظر فيه فوجدت أن الفجر قد أوشك على الآذان فقالت لنفسها الوقت اتأخر أوي أما أقوم اتوضي وأصلي ركعتين واستني الفجر وبعدين انام
وبالفعل نهضت واتجهت ناحية الحمام حتى تتوضأ وقبل أن تخطو اصطدمت بخروجه من الحمام فشهقت من المفاجأة وكانت على وشك الوقوع فمسك يدها
علت أنفاسها وتسارعت دقات قلبها حتى أنها تجزم أنه يسمعها ويشعر بها.
أنا أنا مكنتش أعرف إنك صاحي ع...عشان كده خرجت من أوضتي كده
رد عليها بصوت هاديء وقال أنا جوزك يا غصون
نظراته أربكتها فهي تعلم جيدا فحوى تلك النظرات وعلم الرغم من أنها تمنت كثيرا أن يراها كأنثي ولكنها الآن تشعر بالخۏف.
هو أيضا شعر برهبتها منه فأراد أن يطمئنها ورفع يده التي تمسك يدها ومسح بها بحنان على شعرها الذي طالما إعجابه .
تحول تلك الخۏف الذي كانت تشعر به إلى مشاعر غريبة أول مرة تشعر بها
هادئة يستكشف بها سحرها.
تفاجأت من تلك التي سرعان ما انتهت ولكنها تمنت ألا تنتهي
الفصل_السادس_والعشرون
لحظات جميلة عاشتها لأول مرة بين يديه سعادة تذوقتها مع من دق له قلبها تتمنى لو تمحي من ذاكرة الزمن كل ما سبق من عمرها وتكتب شهادة ميلادها منذ أول لحظة شعرت بدقات قلبه تتسائل منذ ليلة أمس أيعقل أن يكون عشقها هو الآخر
تمنت لو كان قضى بقية الليل إلى جوارها ولكنه تركها بعدما انتهى منها وغادر غرفتها وعاد إلى غرفته ليتها كانت تملك الجرأة التي تذهب بها إليه
استيقظت من نومها وهي مبتسمة مازالت عالقة في ذكرى تلك الليلة الأولى لها معه نظراته وهمساته لها كل تلك اللحظات بأدق تفاصيلها مازالت تشعر بدفئها حتى الآن.
نهضت ونظرت إلى الساعة وجدتها تجاوزت التاسعة شهقت فقد تأخرت في النوم كثيرا ومن المفترض استيقاظها منذ ساعتين.
ارتدت مئزرا طويلا وخرجت من غرفتها واتجهت لغرفته تطرق الباب فلم تجد رد ففتحته وجدتها خالية منه نزلت السلم تبحث عنه في الشرفة وفي غرفة المكتب وأيضا لم تجده فعلمت أنه ذهب إلى عمله شعرت بالحزن أنها لم تنهض قبله كعادتها وتعد له الفطار وتظل بجانبه حتى يغادر ولكنها سرعان ما هدأت وصعدت تأخذ حماما دافئا ثم توقظ الولدين وتتناول معهما الإفطار.
تنظر لهاتفها كل بضعة دقائق آملة أن تجد منه رسالة أو مكالمة ولكنها تعود خائبة الرجاء وبعد تردد كبير قررت أن تبدأ هي وتتصل عليه وبعد أن ضغطت رقمه انتظرت إجابة ولكن دون جدوى فلم تجد منه ردا كررت الأمر ثلاث مرات ولكن لا إجابة.
التمست له ذلك فمن الممكن أن يكون لديه عمل أو في غرفة العمليات.
مر يومها ككل يوم ولكن تحولت سعادتها التي استيقظت بها إلى قلق عندما لم يأتي وقت الغذاء وحل المساء ولم يأتي.
حان موعد نوم الولدين وبالفعل أنامتهما بعد سؤالهما المتكرر عن والدهما اللذان لم يحظيا بوقت منه اليوم ولكنها بررت ذلك أنه مشغول ولديه عمل وعادت تتصل عليه ولكن دون رد اتصلت على مقر عمله لتطمئن ولكنها ازدادت قلقا عندما علمت أنه لم يذهب إليه اليوم.
ظلت تنتظره كثيرا وهي تنتقل بقلق وذعر وقلة حيلة من الشرفة إلى الداخل والعكس حتى سمعت صوت قدوم سيارته وضعت يدها على قلبها تطمئنه أنه بخير ثم وقفت تنتظره عند الباب حتى وجدته يدلف إلى المنزل ويبدو على ملامحه الحزن والإرهاق.
اقتربت منه وهي ېقتلها القلق وسألته أنت كويس
وقف جامدا كما اعتادت عليه من قبل وقال كويس
استأنفت تقول بقلق أمال مبتردش عليا ليه وكنت فين مروحتش المركز النهاردة
أشاح بوجهه عنها ولم يرد وصعد السلم أمام عينها تعجبت منه ومن تجاهله لها فصعدت خلفه تستوقفه قبل أن يدلف إلى غرفته وسألته فيه إيه طمني عليك مالك
رد عليها بهدوء مفيش.. مرهق شوية.. ممكن ادخل ارتاح
هزت رأسها بحزن موافقة فتركها ودخل إلى غرفته وتركها تعود بخيبة إلى فراشها بحزن وحيرة.
مرت ثلاثة أيام وهو على هذا الحال فدائما يتهرب من لقائها يخرج صباحا قبل أن تستيقظ ويعود متأخرا ويغلق أي مجال للحديث بينهما بينما هي تعيش في حزن دائم وحيرة وقلق ولكنها اليوم قررت ألا تصمت وتستسلم لتلك المعاملة فانتظرته في غرفتها حتى عاد مساء وعندما شعرت بعودته ودخوله غرفته نهضت واتجهت إلى غرفته وفتحتها دون أن تطرق الباب ووقفت أمامه بصمود بينما هو قد بدأ في تغيير ملابسه وخلع سترته.
تفاجأ بدخولها عليه الغرفة ووقوفها كذلك بشموخ وعينيها كلها إصرار تلك العينين الذي عاهد نفسه ألا يترك نفسه لهما مرة أخرى ألا يضعف لبراءة تلك الأنثى بجمالها الذي طغى علىه واستفذها حتى فقد السيطرة على نفسه واستسلم وضعف معها في ليلة يتمنى لو يمحيها من ذاكرته للأبد كيف له أن يكون ضعيفا هكذا كيف له أن يفعل معها ما كان يفعله مع صبا هو يحترم تلك البريئة ويقدر
ما تفعله من أجله ومن أجل ولديه ولكن