روايه وصمه ۏجع
اتحرمت زيك واحنا غلابة زي بعض ياغصون ملناش حد
تدخلت ياسمين بانفعال أنت حيوان بتضغط دايما عليها بحجة أنها ملهاش حد بس من هنا ورايح انا في ضهرها ومش هسيبها
اقترب منها ياسر يهمس في أذنها بهدوء ممكن تقعدي وتهدي وتسيبهم منهم لبعض كل واحد يقول اللي عنده خلينا نقفل الموضوع ده ونخلص واروح اشوف شغلي اللي متعطل ده
مسك يدها يدعمها بحنان لو رفضت ترجع صدقيني مش هسيبه غير ماتستلم ورقة طلاقها ومش هيغصبها على حاجة.. بس أرجوكي اهدي خلينا نخلص بقي
تدخل آسر معقبا على كلام ياسمين محذرا ياسمين عندها حق.. إياك تفكر تكسرها أو تلويها بحجة أنها ملهاش حد لأن هنا في حمايتنا واحنا هنقف لك
رد عليها سعد بإستنكار دول بيقولوا كده دلوقتي عشان في بيتهم بس صدقيني ياغصون لو استحملوكي النهاردة مش هيستحملوكي بكرة ومحدش بستحمل حد يبقى اخزي الشيطان وتعالي نرجع ونعيش زي ماكنا عايشين
نظرت له پقهر وأجابته كنت ممكن أعيش ياسعد واتحمل لو كان ابني جه الدنيا دي لو كنت قطعت من لحمي كل يوم كنت هستحمل عشان يبقى لابني عيلة وأب وأم يعيش وسطهم كنت بستحمل وأعيش عشان أمي الله يرحمها قالتلي اللي زيك ياغصون تعيش في ڼار بس تعيش مستورة وسمعت كلامها وصدقتها وكأن اللي زيي مبقاش لهم الحق في اختيار أي حاجة في الدنيا دول يعيشوا ويتداس عليهم وملهمش حق حتى يتوجعوا بس من النهاردة هعيش وأنا ليا كل الحق اختار بعد ماحرمتني ابقى أم طول مانا عايشة ويبقى لي عيلة زي أي حد ف الدنيا ولو رجعت لك ياسعد هيبقى المۏت أهون عليا وهحصل أمي وابني اللي اتحرمت منه
ماأنام زي كل ليلة
تنهد بۏجع ثم أجابها بصوت منخفض مبقاش عندي قدرة ع الكلام ياأمي
أمسكت يده بحزن وسألته بقلق سلامتك يا يوسف مالك ياحبيبي حصل إيه لكل ده
رد عليها يوسف وعيونه تحمل المعنى الأمثل للإنكسار وأخيرا يا أمي وبعد شهور طويلة قدرت اتكلم معاها امبارح
هز رأسه وهو شارد وقال أيوة يمني يمني اللي كانت بين إيديا حلم جميل وفوقت ف بعدها على كابوس يمني النور اللي نور حياتي وهي خارجة منها طفيته للأبد يمني أجمل زهرة شوفتها ودبلت بإهمالي وتهوري وأنانيتي
ثم نظر لأمه بعيون دامعة واستكمل خسرتها ياأمي خسرتها للأبد
أدمعت عيناها على حال ابنها وقالت مفيش مستحيل يايوسف وبكرة الأيام هتداوي وهترجع تنور حياتك زي زمان
هز رأسه بالنفي وقال بندم خلاص ياأمي مبقاش فيه أمل.. بعد اللي يمني شافته وعرفته مستحيل ترجع
تساءلت أمه شافت وعرفت إيه
رد عليها بحزن تملك من كل إنش به شافت فيديو ليا مع واحدة من اللي كنت اعرفهم بعتته لها وده السبب في فسخ الخطوبة
تنهدت الأم بحزن على حال ابنها وقالت ده نصيب يابني في الأول والآخر وده غلطك اللي ياما حذرتك منه
رد عليها بإندفاع بس أنا خلاص رجعت عن الطريق ده ومستعد اخلص لها طول العمر مستعد اعمل اي حاجة عشان تغفر وتسامح
ردت عليه الأم بتساؤل محمول بالعتاب وعملت إيه يايوسف عشان ربنا يغفر ويسامح عارف المشكلة في إيه يا يوسف.. المشكلة انك بتسعي وتحارب ورا رضا عبد من عباده ومستعد تعمل أي حاجة عشان يمني ترضى ونسيت تتوب توبة نصوحة وتسجد بين إيديه وتطلب عفوه ورضاه نسيت تعترف بمعصيتك وتقصيرك في حق رب العباد وجريت تترجى وټندم لعبد من عباده اتقرب منه يايوسف وتوب له واطلب عفوه وهو هيصلح لك كل أموركيا يوسف من أصلح مابينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته ومن اهتم بأمر آخرته كفاه الله أمر دنياه وآخرته واعرف انه سبحانه وحده هو اللي قادر يغير القلوب والأحوال وتوكل عليه بس واقعد أتعجب من تدابيره
فرك يوسف جبينه بتعب وشعر بالندم على مااقترفه وأن كل ماتفوهت به أمه صحيحا هو بالفعل شعر بالندم تجاه يمني ولم يشعر بالندم تجاه الله سبحانه وتعالى وعليه من الآن أن يغير نفسه ويصلح مابينه وبين الله ليصلح الله له أمور دنياه.
تجلس في ذلك المطعم بتوتر تنتظر تلك الفتاة التي أرادت منها رسم صورة ابنتها وبالفعل أنجزت وانتهت منها سريعا بحماس بعد أن قررت استغلال موهبتها في الكسب المادي وبدأ حياة جديدة ستظهر فيها بكل قوة ولم تتخفي مرة أخرى كما كانت تفعل دائما مجرد دخول زوجة أبيها المنزل أقنعها بما قالته سدرة وأنها يجب من الآن وبعد أن تعتمد على نفسها وتواجه العالم بكل قوة وعلى الرغم من توترها الآن ولكنها متيقنة أنها ستتغير للأفضل مع الوقت والأعياد على مقابلة الناس فراق الأم أكسب قلبها الجمود والصمود والتغلب الذي ظنت أنها لم تقدم عليه ماحييت.
تنظر للوقت في هاتفها بقلق فلقد مر مايقرب من النصف ساعة عن ذلك الميعاد التي حددته تلك الفتاة وهاهي تجلس منتظرة في نفس المكان التي أيضا حددته تلفتت حولها بقلق وقبل أن تنهض وجدت فتاة تطل بخيلاء داخل المطعم أنيقة لحد كبير ذات شعر أسود قاتم مموج نتيجة تصفيفه بمهارة وعينين بلون العسل وبشرة خمرية مزينة بإحترافية شديدة وإن كانت ليست على قدر عال من الجمال ولكن ثقتها بنفسها وهي تمشي وتتحرك وتنظر أمامها جعلتها ملكة تلتفت أنظار الجميع
اقتربت تلك الفتاة من سدن بإبتسامة تمد يدها هاي سدن.. أنا تغريد
بادلتها سدن الإبتسامة وردت بخفوت أهلا بكي
دارت تغريد حول المنضدة وجلست على الكرسي المقابل تماما لسدن وقالت وهي تتأملها آسفة ياسدن والله الطريق زحمة مووت وده اللي أخرني
بدأ تمعن تغريد منها يزيد من توترها وارتفاع نبضاتها.. ولكنها جاهدت في التغلب على ذلك وردت ولا يهمك حصل خير.. ثم مدت يدها جذبت اللوحة الملفوفة على المنضدة وفردتها موجهه الرسمة لوجه تغريد التي شهقت انبهارا لمجرد
رؤيتها وقالت مش معقول أنتي حقيقي مذهلة
احمر وجهها خجلا ولفت اللوحة مرة أخرى وهي تجيب متشكرة أوي
تأملت وجهها تغريد بعناية.. فتاة شقراء بعينين بنيتين وحاجبين سميكين يزينان تلك العينين وتلك الخصلات البنية الناعمة التي تخرج من فوق حاجبها الأيسر من الجبهة وتختفي في الحجاب عند نهاية الحاحب جميلة بأنفها الصغير وفمها المحدد بعناية دون وجود أي أثر لمساحيق التجميل ولكن هذا الكمال غريب بلفة تلك الحجاب الذي من نهاية الحاجبين وحتى منتصف الذقن أفسدت ذلك الجمال بتلك اللفة العجيبة وعلى الرغم من ذلك الجمال ولكن يعيبها شخصيتها المهزوزة كثيرة الفرك في كفيها وتنظر أرضا كثيرا تبتلع ريقها قبل الرد على كل كلمة تتفوه بها.
انتبهت على كلمات سدن حضرتك.. مش سمعاني
عادت من شرودها بتوتر وقالت آسفة ياحبيبتي مكنتش مركزة معاكي
قالت سدن بحرج ولا يهمك.. كنت بقولك سعيدة أنها عجبتك
ردت بإبتسامة عجبتني بس.. دي أبهرتني.. بس قوليلي تشربي إيه
هزت رأسها بالنفي وقالت لا متشكرة أنا هقوم.. ب بس
مدت تغريد يدها تلتقط حقيبة يدها.. فتحتها ثم أخرجت منها بعض النقود ومدت يدها لسدن قائلة بإبتسامة اتفضلي المبلغ اللي اتفقنا عليه.. بس بجد بتمنى تستنى تشربي حاجة وندردش شوية.. واتمنى متكسفنيش
شعرت سدن بالحرج من تصميمها فأومأت لها بموافقة وقالت بخجل إذا كان كده اشرب ليمون
ابتسمت لها تغريد ثم نادت على النادل وطلبت منه المشروب لها ولسدن ثم حاولت أن تفتح معها مجالا للحديث وقالت لها أنا اسمي تغريد عندي ٢٩ سنة وبصراحة من الناس اللي بتحب تعمل علاقات إجتماعية واتعرف على ناس جديدة وبحب السفر عشان كده اتجوزت ملحق دبلوماسي في وزارة الخارجية وكل فترة في بلد وعندي بنوتة ٨ سنين اللي انتي رسمتيها واسمها تمارا
ابتسمت لها سدن بمجاملة وردت عليها أمورة ماشاء الله ربنا يخليها لك
ردت عليها تغريد وقالت ميرسي وأنتي ياسدن كلميني عنك
مجرد سؤال تغريد لها رفعت يدها تلقائيا تتحسس وجهها من فوق حجابها وكأن ذلك الطلب للتحدث عن نفسها يعريها أمام تلك الغريبة ويكشف وصمتها ولكنها اطمأنت أن الحجاب مازال يستر ذلك التشوه بوجهها ثم أنزلت يدها وفركتها بالأحرى بتوتر.
لاحظت تغريد توتر سدن وحركة يدها التي تحسست وجهها وأكد ذلك أن هناك ماتخفيه مما دفع الفضول لديها لاكتشاف ذلك السر ولكن انتبهت لحديث سدن الذي بدأته قائلة بخفوت أنا عندي ٢٣ سنة في آخرى سنة في كلية فنون جميلة ومليش هواية غير الرسم
فاجأتها بالسؤال مرتبطة ياسدن
ابتلعت سدن ريقها وقالت لا مش مرتبطة
ابتسمت لها بإرتياح وفي نفس اللحظة دخل