الأربعاء 18 ديسمبر 2024

روايه وصمه ۏجع

انت في الصفحة 10 من 54 صفحات

موقع أيام نيوز


هيئتك المقرفة دي من عقلي كل ما تطاردني تقدر تمحي تاريخك القذر ده من حياتك وحياتي اللي عايزني اربطها بإسمك 
أجابها بتوتر اعط 
قاطعته بصوت أقل هدوءا متحاولش يا يوسف لأنك مش هتقدر وأبعد عن طريقي للأبد يايوسف 
ثم التفتت خارجة من الغرفة وتاركة وراءها إنسان ذو ماض أوصمه للأبد.
حاړقة تلك الدمعة التي تهبط في صمت حاړقة للقلب ولكن أي دمعة ستهدأ تلك الڼار المشټعلة في القلوب أي دمعة ستعوض خسارة إنسان أغلى مايملك بل كل مايملك حقا هذا كل ماكانت تملكه في الحياة هو ذلك الطفل الذي ذهب آخذا معه كل أملها في أن تكون أما ولكن ليس بجديد على تلك الحياة التي تحرمها دائما من جميع حقوقها.

نزلت سدن من سيارة الأجرة ودارت حولها تفتح الباب المقابل لها وتمد يدها لغصون قائلة هاتي إيدك ياحبيبتي وبالراحة على نفسك
مدت لها غصون يدا وبالأخري أمسكت بطنها لعلها تستطيع التحكم في ذلك الۏجع الذي تشعر به كلما تحركت وبالفعل نزلت تتألم واقفة مستندة على سدن الذي احتضنتها قائلة على مهلك ياحبيبتي براحتك خالص
ردت عليها غصون بۏجع معلش ياسدن تعبتك معايا بس مكنتش قادرة آجي لوحدي
ردت عليها سدن بعتاب اخص عليكي ياغصون.. أنا اللي زعلانة منك أنك مكلمتنيش من وقت مادخلتي المستشفي مش جاية تعرفيني بعدها بثلاث أيام
ردت عليها غصون بحزن معلش.. أنا عارفة ان ڼار فراق أمك لسه مبردتش مرضتش أزود همك 
تجمعت العيون في مقلتي سدن ولكنها ابتلعتها قائلة طب تعالي ياللا ندخل عشان ترتاحي.. مينفعش وقفتك دي 
وبالفعل اصطحبتها للداخل لترتاح ولكن أي راحة قد كتبت لتلك المسكينة فاقدة الأهلية.
بعد أن دخلت وجلست في الصالة تلك الشقة القديمة التي شهدت كل مراحل حياتها وتركتها سدن لتبدل ملابسها خرجت تلك العمة العجوز الوهمية من إحدى الغرف وجلست أمامها وقالت لها برياء إزيك ياغصون ربنا يعوض عليكي يابنتي سمعت إنك سقطتي
حاولت غصون السيطرة على دموعها وردت الحمد لله علي كل حال ياعمتي
خرج حينها من نفس الغرفة فتحي وجلس بجوار أخته ووجه كلماته لغصون ربنا يعوض عليكي ياغصون يابنتي
ردت عليه بحزن تسلم يابا
ثم سألها بشك أمال جوزك فين كلمتي سدن تجيبك وفين جوزك
ابتلعت ۏجعها في جوفها كعادتها وقالت وهي تنظر أرضا سعد طلقني خلاص يابا
لطمت حميدة صدرها بيدها وقالت بتساؤل طلقك.. ليه يابنتي عملتي إيه 
ردت غصون پقهر ودموع والله ماعملت حاجة هو اللي ضړبني لحد ما مۏت ابني واتسبب ف شيل الرحم وحرمني من اكون أم عشان كده طلبت منه يطلقني
رد فتحي بحزن لا حول ولا قوة الا بالله
قالت حميدة بخبث ده بتاع ربنا ياغصون مكنتيش خربتي بيتك وهو كان يشيل غلطه ويستحملك وكنتي عيشتي
رفعت غصون يدها تمسح دموعها لتنظر بتعجب لتلك المرأة وقبل أن ترد عليها كانت سدن قد خرجت من غرفتها تنظر پغضب لعمتها وتقول لغصون بإستهزاء مرجعتيش لجوزك ليه ياغصون وعيشتي عشان المرة الجاية نجيبك مقتولة ثم وجهت الحديث لعمتها وقالت پغضب ترضيها

لبنتك ترضى يحصل فيها اللي حصل لغصون
ردت عليها حميدة بحدة احترمي نفسك يابنت فتحي واقفي معووجة واتكلمي عدل
أجابتها سدن أما تبقى تقولي العدل ابقى ردي عليه بالعدل ياعمتي 
رد فتحي عليها بحدة عيب ياسدن ردي علي عمتك بأدب
اسكتته العمة قائلة سيبها يافتحي عيلة ومش عارفة حاجة ثم نظرت لغصون متسائلة وأنتي ناوية على إيه ياغصون 
ردت غصون بعدم فهم على إيه ياعمتي
قالت تؤكد لها قصدها هتعملي إيه وتقعدي فين 
تدخلت سدت مندفعة هتقعد معانا طبعا ف بيتها 
أسكتتها عمتها دا كان زمان ياسدن أما دلوقتي مينفعش.. أمك ماټت وهي مش بنت فتحي عشان تعيش معاه تحت سقف واحد وهي مطلقة وكمان مرات أبوكي جاية بعد يومين ومش هترضي بكده 
تلك الكلمات كان ماينقص تلك الأنثى الجريحة لكي تنهي حياتها.. تسمع تلك الكلمات بروح تحوم في المكان وكأن آخر ماسمعت صوت سدن التي تصرخ في عمتها مستحيل يكون عندك قلب 
الفصل_الثامن
وأخيرا صدح أذان الفجر في الأرجاء بعد ليلة طويلة مرت كل دقيقة منها ټحرق روحها في ذلك المنزل الذي تيقنت أخيرا بعد مرور سبعة وعشرون عاما أن ليس لها مكان فيه ولاتنتمي إليه تلك الحقيقة التي تناستها كثيرا منذ أن عرفت بحقيقة نسبها المجهول تلك الحقيقة التي تجاهلتها مقابل أن تنعم بدفء أسرة منحتها الكثير ولكن كل تلك المنح سلبت منها في أشد الأوقات حاجة لها ولكن ماعليها سوي أن ترضخ لذلك الواقع المؤلم وذلك الوصمة التي لازمتها مدى الحياة.
ألقت نظرة وداع على سدن النائمة كالأطفال ثم خرجت بهدوء دون أن تشعر من الغرفة ثم من الشقة بأكملها خرجت في ظلام الليل الذي لم ينقشع بعد تمشي بغير هدى لعلها تجد ملجأ لها من ذلك الضياع الذي تحياه وبعد عدة خطوات توقفت من ذلك الألم الذي ناداها من أسفل بطنها وكأن ألم روحها أنساها ذلك الچرح الجسدي الكبير الذي لم يطب بعد استندت على إحدى الحوائط لدقائق حتى تستعيد قدرتها على المشي مرة أخرى فوجدت يدا تهزها بخفة.
فزعت غصون والټفت متسائلة مين.. ولكن هدأت عندما وجدت فتحي ذلك الأب الوهمي الذي تخلي عنها في أشد أوقاتها إحتياجا له.
أجابها متسائلا إيه ياغصون اللي موقفك كده ورايحة فين
ذلك الذي لم تحسب له بالا وهو عودة فتحي من صلاة الفجر في ذلك الوقت ولكنها رفعت عينيها فيه مجيبة ماشية ياأبا
ابتلع ريقه ببعض الحرج ورد عليها طب يابنتي النهار له عنين إيه اللي يمشيكي ف وقت زي ده
ردت عليه بلسان يرتعش وعيون تمتلئ بالدموع دلوقتي أو بعدين كده كده همشي فدلوقتي أحسن عشان سدن محستش بيا 
تنحنح بقدر من الحرج وقال مش عايزك تزعلي ياغصون يابنتي أنتي عارفة إنك عندي زي بنت من البنات بس الدنيا مبتفضلش على حال وأنتي ربنا يصلح حالك ارجعي لجوزك وعيشي.. الواحدة ملهاش غير بيتها
ابتلعت تلك الدموع العالقة وردت عليه پقهر متشلش همي أنت كتر خيرك ع اللي عملته معايا طول العمر.. بس خلي بالك من إخواتي ... ثم استكملت طريقها بدموع وهموم تتكدس على صدرها بثقل الجبال.
تجلس في السيارة بإرهاق تسند رأسها على مقود السيارة لعلها تهدئها من تلك الأفكار المضاربة التي تعصف بها بعد تلك المشاداة التي حدثت بينها وبين ابنتها ابنتها التي ظنت أنها لا تبالي بما يدور حولها بسبب انشغالها الشديد بمذاكرة دروسها حيث أنها في عامها الأخير من مرحلة الثانوية ظنت أنها هي وأخاها يكتفيان بعدة المكالمات التي تدور بينهما وبين أبيهما خلال الأسبوع ولقائه الأسبوعي بهم الذي تتعمد حينها الإبتعاد عن المنزل حتى يخرج لم تكن تعلم أن تلك الفتاة تحمل كل هذا الألم في صدرها بسبب غياب أبيها عن المنزل استعادت تلك الحوار الذي دار بينهما صباحا عندما أعدت ياسمين لهم الإفطار ورفضت جني الجلوس معها على الطاولة وتناول الإفطار فذهبت لها الغرفة لتطمئن عليها وتسألها خير ياجني مجتيش تفطري معانا ليه.. أنا وأخوكي بنستناكي
ردت جني بإقتضاب مش عايزة افطر
اقترب منها أمها بقلق تسألها أنتي تعبانة ياحبيبتي
ردت عليها بلهجة صارمة أيوة يامامي تعبانة
تحسست أمها جبينها بلهفة إيه اللي تاعبك

ياقلب مامي.. قومي نروح لل 
قاطعتها جني بصرامة حياتنا يامامي حياتنا اللي تعباني
ذهلت ياسمين في البداية وبعد أدركت ما تقصده ابنتها فجلست على طرف فراشها وسألتها بهدوء وإيه اللي تاعبك في حياتنا ياجني
نهضت جني من الفراش ووقفت مواجهة لأمها تسألها بتعجب ليه هو حضرتك متعرفيش!!
أجابتها ياسمين بحزم إيه اللي ناقصك في حياتك ياجني أظن أنا مقصرتش ف حاجة
ردت جني پقهر بابي اللي ناقصني
تنهدت ياسمين بذلك الۏجع الذي لا يفارقها وقالت بقوة مزيفة أظن أنا ممنعتش بابي عنكم بيكلمكم كل يوم وبيجي يقضي معاكم نهاية الأسبوع 
ردت عليها جني بإستنكار آه اليوم اللي حضرتك بتتعمدي مترجعيش فيه غير لما تتأكدي إن بابي مشي
نهضت ياسمين وقالت بصرامة أنا حرة اتصرف زي ماأحب وأظن اللي بيني وبين بابي المفروض إن محدش يتدخل فيه 
ردت عليها جني پقهر اللي بينكم ده يبقى إحنا يامامي أنا وفادي اللي من أبسط حقوقنا إن نعيش وسطكم أنا اللي من حقي إن بابا يكون جمبي في فترة عصيبة زي دي ف حياتي ولا فادي اللي بقى طول الوقت ساكت وحزين وحضرتك عاملة نفسك مش واخدة بالك وأنت عارفة هو أد إيه متعلق ببابي
صمتت ياسمين وهي تشعر أن المكان يضيق بها وأنفاسها تتقطع فنظرت لابنتها بحيرة وخرجت دون أن ترد عليها.
قادت السيارة وهي في حيرة من أمرها أهي حقا مخطئة في إبعاد مراد عن حياتها وحياة أبنائها أم أنها إمرأة كأي إمرأة لها كافة الحقوق كما أدت واجباتها دائما لا تعلم ماذا عليها أن تفعل إن كانت اليوم تمردت ابنتها على ذاك الوضع فماذا سيفعل غدا أخوها ذو الخامسة عشر عاما هل ستستطيع أن تصمد على قرارها في الطلاق وتحتفظ بمكانتها العملية التي سعت من أجل تنميتها سنوات طوال أم ستجعل سعادة أبنائها واستقرارهم نفسيا في المرتبة الأولى وبعدها ستفكر في نفسها.
وصلت لمقر عملها وهي في حالة مزاجية سيئة ولكنها حاولت التماسك والمود كعادتها فترجلت من السيارة ودخلت بإبتسامة مزيفة لجميع العاملين وتلقى عليهم تحية الصباح حتى وصلت إلى مكتبها فاستقبلتها نوران مساعدتها الخاصة صباح الخير مدام ياسمين
ابتسمت لها ياسمين وردت عليها صباح الخير يا نوران.. إيه الأخبار 
أجابتها نوران كله تمام يافندم بس البنت اللي اسمها غصون اللي جت لحضرتك قبل كده جيت لقيتها بتسأل على حضرتك والعمال قالوا أنهم لقوها قاعدة أدام السنتر قبل مايفتحوا 
شعرت بالقلق وقالت طب هي فين دلوقتي ناديها
ردت نوران هي كان شكلها تعبان فطلبت مكان ترتاح فيه على أما حضرتك توصلي وأنا دخلتها أوضة التظبيط
قالت ياسمين تمام خليها وأنا هروح لها أنا وبالفعل ذهبت ياسمين إلى هذه الغرفة وفتحتها وجدت غصون تفترش الأرض نائمة وتحت رأسها بعض الأكياس البلاستيكية التي تحوي فوائض القماش.
اقتربت منها ياسمين وجلست على ركبتيها وهزتها غصون غصون
استيقظت غصون بفزع ثم أدركت مكانها فنهضت جالسة بتثاقل وهي تسند بطنها بيدها وتقول ست ياسمين
نظرت لها ياسمين بحيرة وسألتها إيه اللي منيمك كده على الأرض ومال بطنك
ردت عليها غصون بدموع أنا جاية واقعة في عرضك ياست ياسمين شغليني عندك هنا إن شاء الله أمسحلك المكان ولا أعمل أي حاجة أنا معرفش حد غيرك وضاقت بيا الدنيا خلاص
مسدت ياسمين علي كتفها تطمئنها وقالت طب اهدي بس وأنا هعملك اللي يريحك.. بس قومي معايا على مكتبي وفهميني كل اللي حصل 
بعد دقائق
 

10  11 

انت في الصفحة 10 من 54 صفحات