ادم
مش مبرر .. كان لازم أسيب القرية بمجرد ما عرفت اللى بيحصل فيها .. بس تقدرى تقول الشيطان كان أشطر منى .. وكتفنى خلانى مش عارف أخد الخطوة دى .. بس الحمد لله فوقت .. وأنا مرتاح جدا فى شغلى هنا على الأقل ضميري مرتاح وبستغفر ربنا على انى استهنت بشغلى فى جولدن بيتش
ثم قال
بصى يا دكتورة .. أنا اللى حبه فيكي أكتر هو انى حاسس انك انسانه محترمة وملتزمة .. وأنا محتاج واحد كدة تعيني .. أنا على فكرة حتى لو كنت بعمل حاجة غلط بس مش من النوع العنيد المتكبر اللى بيرفض النصيحة .. ولا اللى بيقاوح فى الغلط .. لا الحمد لله من فضل ربنا عليا انى مش كده
والحمد لله كمان صحبة كريم و على فادتنى كتير وبدأت أنتظم فى الصلاة فى المسجد .. انا عمرى الحمد لله ما فوت فرض .. بس مكنتش بصلى فى المسجد .. بس دلوقتى الصلاة كلها بصليها فى المسجد .. يعني الصحبة الصالحة بتأثر فيا وبتغير فيا .. ما بالك لو زوجة صالحة وعايش معاها فى بيت واحد
قاټل سمر وهى مطرقة برأسها
قال زياد على الفور
يبأه نعين بعض .. انتى تكملى اللى ناقص فيا وأنا أكمل اللى ناقص فيكي
صمتت سمر وهى لا تستطيع انكار الراحة التى شعرت بها من الحديث معه .. لكنها قالت فجأة وبحزم شديد
أنا آسفة يا أستاذ زياد .. كل شئ نصيب
صدم زياد لهذا الرفض القاطع والمفاجئ فى سياق الحديث .. بينما ظهر الحزن فى عين والدتها .. هى نفسها شعرت بالأسى بداخلها .. لا تعلم لما تفوهت بهذه
الكلمات لتنهى تلك المقابلة التى كلما طالت كلما شعرت بالإرتياح أكثر وبالميل اليه .. كانت تفتقد شعور الأمان فى يحاتها الى درجة أنها حينما شعرت بهذا الأمان فى حديثه خاڤت منه !
لعلها خاڤت من أن كيون هذا الشعور سرابا سرعات ما تكتشف زيفه .. أو لعلها خاڤت أن تسير خلف أحاسيسها التى شعرت بالميل الى كلامه وشخصيته .. او لعلها تعودت الوحدة وأطبقت على أنفاسها حتى لم تعد تجرؤ على الخلاص منها .. قامت بهدوء لتدخل غرفتها معتذرة منهما .. ساد الصمت للحظات يحاول فيها زياد فهم سبب ذاك الرفض الذى لم يتوعه وبتلك الطريقه .. حتى أنها لم تأخذ وقتا للتفكير .. استأذن لينصرف .. فتح الباب .. و أن يخرج أوقفته أمها قائله
الټفت اليها وفى عينيه حيرة ممزوجة بالضيق .. فنظرت اليه بحنان قائله
اللى عايزه حضرتك تعرفه .. ان سمر تعبت كتير لما والدها بعد عنها وهى صغيره .. يمكن ده اللى بيخليها مش قادرة تثق فى حد . ومش قادرة تعتمد على حد غير نفسها .. لانها شالت المسؤلية معايا أوانها
ثم قالت فيما يشبه الرجاء
لو شاريها بجد اتمسك بيها
لو حضرتك واثقة ان هو ده سبب الرفض .. يبقى أكيد هتمسك بيها
قالت أمها بحماس
أيوة أنا واثقة .. سمر بنتى وأنا عرفاها كويس .. لو مكنتش عجبتها مكنتش فضلت تجادل معاك وتسألك عن حاجة خاصة بيك .. كانت فضلت ساكتة ومفتحتش بقها .. وده اللى خلانى بقولك الكلام ده دلوقتى .. حسسها انك شاريها وانك متمسك بيها
أنا فعلا متمسك بيها
اتسعت ابتسامة والدتها وفى عيونها دموع محپوسة وهى تقول
خلاص اتفقنا يا ابنى
لوح لها زياد مودعا .. خرج من الباية وهو يفكر فيما دار فى المقابلة .. وفى كلمات والدتها .. نعم لا يعرفها الا منذ أيام قلائل .. لكنه يشعر بأنها نصفه الآخر .. اذا كانت رفضته لذاك السبب .. فسيتمسك بها .. الى أن يتمكن من كسب ثقتها
جلست سمر فى غرفة ىيات تحاول بصعوبة منع تلك العبرات من التساقط .. شعرت بأنها تفتقد للشجاعة التى تجعلها تقدم على تلك الخطوة وتبدأ فى بناء حياة طبيعية مع شريط آخر يقف بجوارها ويواجهان الحياة جنبا الى جنب .. تذكرت كيف تخلى والدها عن الوقوف بجوار والدتها فى تلك الموادهة التى ذاقت مرارتها حتى وصلت لما هى فيه الآن .. تنهدت بحسرة وهى تحاول مقاومة تلك المخارف التى تمنعها من أن تسعد كأى فتاة عادية .. قامت بضيق وتوضأت ووقفت تستخير الله في ذاك الأمر الذى نهته بجمله واحدة منذ لحظات .. أنهت صلاتها وهى تفكر بحزم .. إن كان نصيبها فسيعود .. وإن لم يكن فلقد حماها الله من شړ كانت ستقع فيه
ظل آدم محتفظا بإبتسامته العذبة طيلة اليوم وهو يلقى نظرة على دبلته من حين الى آخر .. مازال الى الآن لا يصدق ما حدث .. لا يصدق أنه ارتبط بحبيبته أخيرا .. لا يصدق أنها أعطته فرصة أخرى ليثبت أنه جديرا بها .. لم يفتر لسانه عن ترديد
الحمد لله
فالله من يسر له واستجاب له ورزقه بمن أحب .. لكم كان يتمنى أن تمر تلك الخطبة سريعا ليستطيع رؤيتها والتحدث معها كيفما شاء ووقتما شاء .. شعر بأن تلك الخطبة تكتفه عن التعبير عما يجيش به صدره .. لكنه عزم على ألا يغضب الله عز وجل هذه المرة .. لن يتجاوز معها كما فعل فى خطبتهما الأوى والتى كانت منزوعة البركة .. عزم على أن يرضى الله ويطيعه حتى ينال ما يريد .. ساعده على ذلك آيات نفسها والتى أرادت ما أراده هو .. قارن بين حالهما فى خطبتهما الأولى وحالهما الآن .. فاتسعت ابتسامته وهو يحمد الهل أن من عليه وعليها بالتوبة .. فلعل كل ما حدث كان من أجل تطهيرهما من ذنوبهما .. شرد آدم يفكر .. لعلهما لو كان تزوجها وقتها لكان حياتهما الآن لا تطاق .. فبالتأكيد الحياة فى البعد عن الله لا تطاق .. شعر بكم كان الله رحيما بهما أن فرقهما وهما على المعصية ليعيد جمعهما فى الطاعة !
بعد انتهاء العمل قابل آدم كريم وأخبره برغبته فى زيارة آيات والتحدث معها .. بعد عدة ساعات حضر آدم الى منزل كريم الذى رحب به ببشاشه .. بعد قليل حضرت آيات تبتسم بخجل وهى مطرقة برأسها .. أخذ آدم نفسا عميقا وهو يشعر بسعادة تغمر قلبه .. ها هى حبيبته أمامه .. حبيبه وخطيبته .. غض بصره وإن كان ذلك شاقا عليه .. تحدث قائلا
ازيك يا آيات
ردت بخجل
الحمد لله .. ازيك انت
الحمد لله .. لقيتي حاجة على مكتبك الصبح
ابتسمت قائلا
أيوة .. فرحت بيها
اتسعت ابتسامته قائلا
طيب الحمد لله انى قدرت أفرحك
صمت لبرهه ثم قال
كريم قالك على ظروفى .. انى دلوقتى يعتبر انى ببدأ حياتى من أول وجديد
أومأت برأسها قائله
أيوة كريم قالى كل حاجة
سألها بإهتمام
طيب ورأيك ايه .. يعني احساسك ايه
قالت بخفوت
أعتقد رأيى عرفته لما وافقت على الخطوبة .. أنا مش مهم عندى كل ده .. يعني أنا معنديش مشكلة انى أستناك لحد ما تقف على رجلك تانى
ابتسم بإرتياح وهو يقول
ريحتى قلبى بكلامك على فكرة .. وأنا أوعدك ان شاء الله انى أعمل كل اللى أقدر عليه عشان أعيشك أحسن مما كنتى عايشة
قالت آيات بصدق
صدقنى أنا مش ببص لكده .. أهم حاجة اننا نكون ماشيين صح .. وحياتنا صح .. لو ده حصل أكيد هيكون فيها بركه .. فى ناس كتير عايشة كويس ومرتاحة ماديا لكنها تعبانه نفسيا ومفيش فى حياتها بركة .. ومش حسه بطعم الحياة أصلا .. مش بالفلوس على فكرة .. المهم ان الواحد يكون راضى .. وأنا راضية طول ما احنا ينتقى ربنا ومش بنغضبه
تنهد آدم قائلا بتأثر
انتى نعمة كبيرة أوى ربنا رزقنى بيها .. وأنا عاهدت ربنا انى أحفاظ عليكي يا آيات .. مش عايزك تخافى منى .. انا فعلا اتغيرت كتير .. مش بس رجعت زى الأول .. أنا رجعت أحسن مليون مرة من الأول .. نفسى تنسى كل اللى حصل دة .. وتفتكرى بس حياتنا من لحظة ما اتخطبنا
ابتسمت تقول
فعلا أنا حسه بكدة .. يعني معدتش بفكر فى حاجة فاتت .. خلاص مش هفكر فيه تانى .. انت غلطت وأنا غلطت .. خلاص ربنا يغفرلنا احنا الاتنين
اتسعت ابتسامة كريم الذى كان جالسا على بعد خطوات منهما يحمل اللاب توب على قدميه منشغلا فيه .. دعا الله لهما أن يوفقهما وأن يجعل كل منهما قرة عين الآخر
شعرت سمر بالدهشة عندما عادت من عملها لتجد زياد جالسا بصحبة والدتها .. دخلت الغرفة على الفور لتقول لها آيات بلهفة
زياد آعد مستنيكي بقاله ساعة
قالت سمر بإضطراب
عايز ايه ده مش خلاص رفضته
دخلت والدتها وهى تقول
سمر تعالى شوية لو سمحتى
خرجت سمر وهى تشعر بالإضطراب .. ألقت عليه نظرة لتجده مبتسما وقف مرحبا بها .. جلست وهى لا تعلم سر تلك الزيارة بعد رفضها اياه .. قامت والدتها وهى تقول
تحب تشرب شاى ولا قوة يا أستاذ زياد
قهوة لو سمحتى
دخلت أمها المطبخ .. فشعرت سمر بالضيق .. قالت بشئ من الحدة
خير يا أستاذ زياد
ابتسم وهو يضع ساقا فوق ساق قائلا بمرح
لا أبدا جاى أتكلم فى تفاصيل الخطوبة
نظرت اليه بحدة وقالت بدهشة
خطوبة ايه
ابتسم لها قائلا
خطوبتنا
قالت بجدية
حضرتك بتهزر .. خطوبة ايه .. حضرتك خدت ردى المرة اللى فاتت ولا نسيته
مال بجسده ونظر اليها قائلا بمرح
هو انتى فاكرة لما تقوليلى انك مش موافقة .. خلاص بأه همشى وأنسى الموضوع وأقول كرامتى وكده يعني .. لا أبسلوتلى .. مش أنا خالص
نظرت اليه بدهشة وقد ألجم لسانها فأكمل بنفس المرح
هفهمك .. لما كنت صغير كان عندى عربية نص نقل .. لا دماغك متروحش لبعيد .. مش عربية حقيقية .. عربية لعبة .. فى يوم العربية دى وقعت من البلكونة .. أنا اللى حدفتها .. وبعدين وقعت على راس عم فاروق جارنا .. كان راجل غلبان أوى .. المهم فضل يزعق ويقول مين اللى رمى
كانت سمر تستمع اليه وهى تنظر اليه بدهشة وحيرة وقد فغرت فاها .. بعدما انتهى انتظرت أن يكمل فلم يتحدث فقالت بجدية
آه وبعدين .. ايه علاقة ده بموضوعنا
أطلق زياد ضحكة عالية وهو يقول
لا ملوش علاقة أنا كنت بدردش معاكى
نظرت اليه سمر بغظيط ثم أشاحت بوجهها بينما عادت والدتها من المطبخ حاملة صنية القهوة .. فنهض زياد مسرعا وأخذها منها قائلا
تسلمى يا أمى متحرمش منك أبدا
نظرت اليه بدهشة وهو