ادم
يا دكتورة مش عارف من غيرك كنا عملنا ايه
خرج زياد .. فحركت رأسها يمينا ويسارا بدهشة .. قال الطفل ل زياد بعدما خرج من العيادة
مش هتجبلى الدوا يا عمو
دفعه زياد من ظهره قائلا
دوا ايه يا ابنى انت صدقت انك تعبانه .. ده انا اللى محتاج فيتامينات .. يلا روح شوف كنت بتعمل ايه
جرى الطفل فى اتجاه أصدقائه يكمل اللعب معهم .. رآى زياد طفل جالس على أحد المقاعد يأكل الآيس كريم .. فنظر اليه قائلا
نظر اليه ببلاهة قائلا
ايه
جذبه من يده قائلا
تعالى تعالى هنروح للدكتورة تشوف مالك
فوجئت سمر ب زياد يدخل غرفة الفحص وبيده طفل آخر .. أخذت تنظر الى الطفل ثم الى زياد الذى قال بلهفة
المرة دى الحالة مستعجلة جدا .. ومتحتملش تأخير
قامت ودارت حول المكتب بلهفة وهى تقول بقلق
أشار زياد الى الطفل الذى تلطخ وجهه بالآيس كريم .. قائلا وهو يحاول أن يخفى ابتسامته
وشه أصفر أوى
نظرت اليه سمر پحده وقالت بشك
انت بجيب الأطفال دى منين
لم يستطيع كتم ضحكاته فضحك ضحكة مكتومة .. نظرت اليه سمر پغضب وقالت
انت جاى تهرج يا أستاذ
توقف عن الضحك بصعوبة وهو يقول
لا والله أبدا أصل أنا أمى الله يرحمها كانت دايما تقولى عليك حنية قلب يا زياد مشفتهاش على حد
اتفضل
نظر اليها بغيظ وجذب الطفل من يده قائلا
تعالى يا ابنى نشوفلنا دكتورة تانية .. الدكتورة دى قلبها قاسى
أن يغادر الټفت اليها قائلا
على فكرة مش مسامحك على اللى عملتيه فيا المرة اللى فاتت ولازم تعتذرى
نظرت اليه سمر بحدة وغضت پغضب .. فقال بمرح
خلاص خلاص .. أول مرة أشوف دكتورة أطفال مرعبة كده .. المفروض بيكونوا رقاق كده وكيوت .. عشان الأطفال متخفش منهم
اتفضل
ابتسم زياد ورمقها بنظرة إعجاب أم يغادر الغرفة .. هزت رأسها فى حيرة قائله
مچنون ده ولا ايه
اقتربت آيات من أسماء التى تقف فى الشرفة ساهمة شارده .. قالت لها بحنان
سرحان فى ايه يا جميل
ابتسمت أسماء بوهن .. ثم عادت تنظر مرة أخرى الى السماء الرمادية والتى لا يفصلها عن زرقة الليل سوى أقل من ساعة .. نظرت اليها آيات متأملة اياها وهى تقول
نظرت الى آيات بحزن وقالت
بفكر فى حاجات كتير
استندت آيات على سور الشرفة وهى تنظر الى مجموعة من الأطفال يلعبون بالكرة أسفل البناية .. ثم التفتت الى أسماء قائله
حسه انك زى اللى تايه فى البحر ومش لاقى شط يرسى عليه
التفتت أسماء تنظر اليها .. فأكملت آيات
وفجأة لقيتي شط أدامك بس مشكلتك انك مش عارفه توصليله
محتاجه مركب توصلك للشط ده
ابتسمت أسماء بوهن وأومأت برأسها .. فأكملت آيات
طيب تعملى ايه فى نفسك بأه لو كان المركب أدامك وانتى اللى مش عايزه تركبى
اختفت ابتسامة أسماء وقالت بتوتر
مش مسألة مش عايزة أركب
أمال ايه
قالت أسماء بضيق
معرفش حسه ان فى حاجة مكتفانى .. زى ما قولتى المركب أدامى بس حسه انى متكتفه ومش عارفه أركب .. حسه ان الموج بيشدنى وبيبعدنى عن المركب دى
قالت آيات بحنان
يبقى محتاجة مساعدة صديق
ابتسمت أسماء .. فبادلتها آيات الابتسام قائله وهى تمد اليها يدها
هاتى ايدك
أعطتها أسماء يدها بإستغراب فتشبثت آيات بيدها بقوة وقالت بحنان
مش هسيبك فى البحر أكتر من كده يا أسماء .. ولا هسمح لك انك تغرقى .. عشان أنا بحبك بجد ونفسى نكون مع بعض فى الجنة
اغرورقت عينا أسماء بالعبرات وأطرقت برأسها .. فقالت آيات التى دمعت عيناها هى الأخرى
يا بنتى أنا كنت زيك .. بس أنا عرفت أفوق لنفسى .. أنا عارفه احساس انك مكتفة ده .. جربته كده
ثم نظرت الى يديهما المتشابكة وهى تقول
أديني بساعدك أهو .. بس ربنا بيقول إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
تساقطت من عيني أسماء العبرات عزيرة فقالت آيات
لو عايزة على .....
رفعت أسماء رأسها تنظر اليها .. فأكملت آيات بحزم
يبقى لازم تكونى فاطمة
شردت أسماء فى كلامها فأكملت
ومش قصدى على ده .. قصدى سيدنا على رضى الله عنه .. لو عايزه واحد زيه .. يبقى لازم تكونى زى فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم .. مينفعش تكونى عايزة على .. وانتى واقفه مكانك محلك سر
توقفت عبراتها عن الانهمار .. ونظرت الى آيات .. التى قالت بحنان
على مش أول ولا آخر راجل فى الدنيا .. فى رجاله كتير كويسة .. بس كل واحد بيدور على اللى شكله .. واحد زى على بيدور على واحدة شكله يا أسماء .. فاهمانى
أومأت أسماء برأسها .. فقالت آيات
عارفه لو اتغيرتى بجد .. وعشان ربنا .. عشان تبقى زى ما ربنا عايز .. ربنا هيكرمك أوى ..
ثم قالت
كريم قالى جملة حلوة أوى مش قادرة أنساها .. قالى ان النبي صلى الله عليه وسلم قال حفت الجنة بالمكاره وحفت الڼار بالشهوات .. يعني الجنة عشان توصليلها لازم تجبرى نفسك انك تعملى الطاعات حتى لو كارهاها.. بس بتعمليها عشان ربنا أمرك بيها .. أما الڼار فبتتملى بالناس اللى بتمشى ورا شهواتها ورغباتها وأهوائها .. وبتعمل كل اللى هى عايزاه من غير ما تقف وتشوف ده حلال ولا حرام .. هيرضى ربنا ولا هيغضبه
شعرت أسماء بسکينه فى قلبها وهى تستمع الى آيات .. ران الصمت عليهما وكل منهما شارده فى جهه وهما مازلتا ممسكتان بأيدي بعضهما البعض .. قالت أسماء فجأة
تعرفى ان بابا بيدور عليا وسأل دكتور آدم عليا
نظرت اليها آيات بدهشة .. فقالت أسماء بشرود
دكتور آدم كان عايز يقولهم على مكانى بس أنا مكنتش حبه انهم يعرفوا
ثم التفتت الى آيات قائله
انتى رأيك ايه
صمتت آيات تفكر .. ثم قالت
رأيي عرفيهم مكانك .. مهما كان هما أهلك .. مهما كانت المشاكل اللى بينكم .. بس برده هما أهلك
تنهدت أسماء بعمق .. ثم قالت
أنا حسه فعلا انى عايزة أكلمهم
لمعت العبرات فى عينيها وهى تقول بتأثر
وحشونى أوى
عانقتها آيات بشدة ..فتركت أسماء لعبراتها العنان
فتحت سمر حقيبتها ثم ما لبثت أن صاحت بضيق
أوووف نسيت موبايلى فى العيادة
قالت أمها بلا مبالاة هى تشغل التلفاز
ابقى هاتيه الصبح
قالت سمر وهى تتوجه للباب
لا هروح أجيبه
نظر اليها كريم وهو يقول
عارفه يا إيمان أقولك على سر
أسندت ظهرها الى المقعد وقالت
قول
الټفت اليها قائلا
أنا طول عمرى بحلم يبقى عندى ابن زى صلاح الدين الأيوبى .. قائد .. عظيم .. تلتف الجيوش حواليه .. ويفتح القدس مرة تانية
نظرت اليه إيمان بتأثر فأكمل قائلا بحماس
نفسى أنا وانتى يا إيمان نعين بعض على كدة .. نربى ولادنا صح .. مش زى ما احنا اتربينا .. نربيهم من صغرهم على الدين وعلى العقيدة وعلى المبادئ .. نربيهم على
حب النبي وحب الصحابة وحب أمهات المؤمنين .. نربيهم ونعرفهم ان قدوتهم فى الحياة مش الخطيب ومنيب .. لا قدوتهم عمار بن ياسر .. عمر بن الخطاب .. بلال بن رباح .. وعائشة وحفصة وأم حبيبة وفاطمة الزهراء .. نفسى يشربوا الدين ده من صغرهم ويكونوا نبته طيبة .. نفسى يغيروا فى الدنيا وفى البلد دى مش زى ما جم زى ما راحوا .. نفسى أفيد ديني وأفيد بلدى وأطلع ولادى شايلين هم دينهم وهم بلدهم على كتافهم .. مش كل همهم هو أكل وشرب ونوم
نظر اليها بعمق وأمسك يديها بين راحتيه وقال مبتسما
هتساعديني على ده يا إيمان
أومأت برأسها وقالت بتأثر
أيوة يا كريم .. هساعدك على ده
كريم يديها وقال وهو ينظر اليها مبتسما
وأنا أوعدك انى أكون خير زوج ليكي .. أكيد هتمر علينا مشاكل مش هتبقى حياتنا كلها عسل فى عسل .. بس أوعدك على الأقل لما تهب علينا الريح .. انى أتقى ربنا فيكي .. زى ما أنا عايزك توعديني انك تتقى ربنا فيا
قالت له إيمان وهى تتشبث بيديه بقوة
أوعدك ان مهما مر علينا من مشاكل .. هتلاقيني ما تنام بقرب منك وبقولك لا أذوق غمضا حتى ترضى .. مش هسيبك فى يوم تنام وانت ڠضبان عليا
عادت سمر الى العيادة فوجدت عاملة النظافة تنظف المكتب فبحثت عن هاتفها فوق المكتب وهى تقول
مشفتيش موبايلى بيتهيألى كنت سايباه هنا
قالت المرأة وهى تنظر يمينا ويسارا
لا يا دكتورة والله مشفتوش
قالت سمر بحيرة ممزوجة بالضيق
أمال هيكون راح فين بس
اتجهت الى البالطو الأبيض المعلق على الشماعة بجوار المكتب ودست يدها فى جيبه لتظهر ابتسامة على وهى تقول
الحمد لله لقيته
رن جرس الهاتف الموضوع فوق المكتب .. فالتقطت السماعة .. كانت احدى الأمهات تسألها عن طفح جلدى آلم بصغيرها .. جلست سمر فوق مكتبها تجيب على أسئلة المرأة بصبر .. خرجت عاملة النظافة من المكتب .. وفجأة أظلم كل شئ .. فصاحت سمر وهى تضع يديها على سماعة الهاتف
يا حجه .. هو مفيش هنا كشاف
أتاها صوت المرأة وهى تصيح قائله
بدور أهو يا دكتورة
عادت لتكمل حديثها مع الأم عبر الهاتف .. فجأة سمعت صوت صړاخ المرأة بالخارج .. فهبت واقفة وسقطت السماعة من يديها .. نادت المرأة فلم تجيبها .. وضعت يدها على قلبها وهى تمتم بصوت مرتجف
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
صړخت تناديها مرة أخرى دون جدوى .. تساقطت عبراتها فى ظلام الغرفة .. أخذت تبحث فوق المكتب عن هاتفها بأيدي مرتجفة فلم تجده من فرط توترها .. فجأة رأت كتلة لهب كبيرة تمر من أمام الباب لتملأ الردهة فى الخارج .. نظرت الى الڼار بأعين متسعة وقد ارتجف جسدها فزعا وهلعا .. جمدها خۏفها فى مكانها .. فقط كانت تنظر الى الڼار كالتمثال !
أسرع كل من كريم و على و زياد بالحضور الى العيادة بعدما توجه فرد الأمن الى مكتب كريم ليخبرهم بأمر الحريق .. أسرع البعض بالإتصال بالمطافئ .. بينما تناول البعض طفايات الحريق الصغيرة يحاولون بها اخماد تلك النيران التى اندلعت فى عيادة الأطفال التى كانت ترتفع طابقين عن الأرض .. كانت عاملة النظافة جالسه على الأرض تبكى وهى تمسك برأسها الذى ېنزف دما .. سألها كريم بلهفه
ايه اللى حصل
قالت المرأة الباكية
واحد خبطنى على راسى وفجأة لقيت الڼار حوليه حطيت بطانية حوليا وخرجت و ........
لم تستطع أن تكمل حديثها فقد سقطت مغشيا عليها .. حملها على وتوجه بها مسرعا الى أحد الأطباء المقيمين فى القرية لحين حضور الإسعاف .. نظر كريم الى زياد بقلق وهو يقول
أنا خاېف يكون فى