ادم
ده .. كل ما تبقى لابسه حاجة واسعة أنا جايبهالى هاخد أنا الثواب عليها .. متحرمنيش بأه من الثواب ده لو سمحتى
ابتسمت بإستسلام قائله
بس أنا عايزة أروح النهاردة
قال لها بمرح
أمرك يا باشا .. أصلى الجمعة واخدك ونروح نجيب اللبس على طول .. بس كدة دى آيات هانم تؤمر والعبد لله ينفذ
توجهت اليه بعدما أخذت نفسا عميقا .. حاولت ألا تنظر اليه وهى تقول
الټفت على اليها .. وتناول الملف من يدها .. قرأه بدقة ثم زيله بتوقيعه .. استعادت منه الملف وهمت بالإنصراف .. باغتها قائلا
آنسة أسماء
توقفت دون أن تنظر اليه .. بدا عليه التوتر والإضطراب .. قال
أنا آسف .. انا مكنش قصدى انى أجرحك بكلامى
ظهر الحزن فى عينيها لكنها قالت بصعوبة
همت بالإنصراف لكنه أوقفها مرة أخرى وقال
انا كل اللى كان قصدى أقوله ان صحابك أكيد اتكلموا معاكى فى الموضوع اللى كنا بنتكلم فيه وقتها .. يعني مش محتاجة تسمعى أكتر من اللى سمعتيه عشان تنفذى وتختارى صح
أطرقت أسماء برأسها قليلا ثم نظرت اليه قائله پألم
أنا للأسف غيرهم .. مكنش ليا أب وأم يقولولى الصح من الغلط .. كانوا مدينى حرية فى حاجات كتير منها لبسى .. صعب أوى
ان حد عاش كدة تيجى فجأة وتقوله انت غلط وان الصح كذا .. ڠصب عنى مش عارفه أت ده
تنهد على ثم قال وهو ينظر أمامه
مش صعب لو الانسان ده عرف ان ربنا هو اللى أمره بكده .. ربنا هو اللى قال ان ده صح .. وان ده غلط .. وعلى فكرة طالما الانسان ده مكنش يعرف الصح من الغلط ومحدش نبهه ده يعذر لجهله .. وربنا يغفرله ان شاء الله على اللى فات من حياته .. لكن طالما عرف .. يبأه كدة أقيمت عليه الحجة .. ويبتدى يتحاسب .. أيوة كان جاهل .. بس دلوقتى معدش جاهل .. وعرف الصح من الغلط .. مينفعش يفضل مستمر فى الغلط ويقول أصلى مكنتش أعرف .. لأ انت دلوقتى عرفت يبقى تلتزم بكلام ربنا وتنفذ
بس أنا أحسن من بنات كتير .. حتى لو لبسى ضيق .. بس أنا محترمة فى تعاملاتى ومش بسمح لحد انه يتجاوز معايا .. انت من ساعة ما انا اشتغلت هنا سمعت عنى كلمة وحشة أو شوفت منى حاجة وحشة
قال على بهدوء
لأ مشفتش منك حاجة وحشة ولا سمعت عنك حاجة وحشة
ربنا رب قلوب .. يعني هو مطلع على تصرفاتى وعلى اللى فى قلبى .. وده أهم كتير من المظاهر.. أهم كتير من انى ألبس محترم بس أبقى بنت مش كويسة وأتعامل مع الشباب بطريقة وحشة .. فى بنات كتير أوى محترمة أوى فى لبسها بس مش محترمة فى تصرفاتها
صمت على للحظات ثم قال
وانتى ليه تبصى للى محترمة فى لبسها ومش محترمة فى تصرفاتها ! .. ما تبصى للى محترمة فى الاتنين .. مينفعش تتحجبى على مزاجك أو بالطريقة اللى انتى شايفاها صح .. لازم تتحجبى بالطريقة اللى هو شايفها .. واللى هو عايزها .. واللى هو أمرك بيها
وايه هى الطريقة دى
قال على بحماس
أولا ميكنش ضيف يكون واسع .. ثانيا ميكنش شفاف ويبين الجسم .. ثالثا .. ميكنش مبرفن ببرفان أو بخور أو أى حاجة يقدر اللى واقف جمبك يشمها .. رابعا ميكنش ملفت .. خامسا ميكنش شبه لبس الكافرات .. سادسا ميكنش شبه لبس الرجال .. سابعا ميكنش ثوب شهرة
نظرت اليه أسماء بإستغراب وقالت
معلش يعنى ايه ميكنش ثوب شهرة دى .. مش فاهمة
قال على بهدوء شارحا
يعني متكنيش لبساه عشان الناس تشاور عليكي وانتى ماشية فى الشارع .. الرسول نهانا عن اللبس المزين أوى الفخم أوى اللى الواحد بيلبسه عشان الناس تشاور عليه وهو ماشى فى الشارع وده بيبأه خيلاء ماشى يعني يقول يا أرض اتهدى ما علييك أدى .. وبرده نهانا عن اللبس الرث أوى المبهدل أوى اللى الواحد يلبسه عشان الناس تشاور عليه وتقول ده الراجل ده زاهد وعابد .. يعني الرجال والنساء محرم عليهم لبس الشهرة .. يعني متلبسيش حاجة ملفته عشان الناس تشاور عليكي وتعرفك
تمتمت قائله
أيوة فهمت
قال وهو ينظر الى ساعته
بعد اذنك عشان ألحق الصلاة
قالت بخفوت
اتفضل
توافد الرجال فى القرية على مسجد القرية الذى جهزه كريم بكل ما يلزم .. ابتسم آدم الجالس على الأرض فى انتظار بدء الخطبة وهو يميل على زياد قائلا
ما شاء الله .. حلوة أوى فكرة المسجد فى القرية .. عشان الناس متكسلش تطلع بره القرية يدوروا على مسجد يصلوا فيه .. أهو كده مفيش راجل فى القرية له حجه ..
فعلا فكرة حلوة أوى والله الواحد حاسس براحة كبيرة هنا .. غير ما كنا بنحس فى قرية النحس شكرى ..
ساد الهدوء فجأة عندما اعتلى الإمام المنبر .. نظر آدم و زياد الى بعضهما فى دهشة .. فلم يكن الإمام سوى .. كريم .. ألقى نظرة على الموجودين وتلاقت أنظاره بأنظار آدم و زياد .. ثم .. بدأ خطبته
الحمد لله حمدا كثيرا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه.
أما بعد يقول الله عز وجل وتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون .. فمن رحمة الله عز وجل بعباده أن باب التوبة مفتوح فى كل زمان ومكان حتى تشرق الشمس من مغربها .. رخصة لكل انسان وقع فى معصية أو ذنب صغيرا كان أم كبيرا .. يستطيع بتلك الرخصة أن يتوب الى الله عز وجل فيغفر له ذنبه ويمحيه تماما من صحيفة أعماله كأنه لم يفعله فى حياته قط .. فلنتحدث عن أنواع البشر وأنفسهم .. هناك شخص يملك بين جنباته نفس أمارة بالسوء .. وصاحب هذه النفس والعياذ بالله ي على المعصية ويميل اليها دائما دون أدنى شعور بالذنب .. يقترف المعصية سرا وجهارا ليلا ونهارا .. دون ان يطرف له جفن .. ونسى الملك المطلع عليه من فوق سبع سماوات .. وهذه النفس استحوذ عليها الشيطان تماما فسار يحركها كيف يشاء .. وهى مأوى للشړ فى جسم الإنسان .. ومنبع للشړ .. واذا قيل له لماذا تفعل ذلك يا عبد الله .. تعلل بعلل واهية ويضع أخطائه على شماعة إذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا
النوع التانى هى النفس اللوامة .. والتى أقسم الله بها فى سورة القيامة لا أقسم بيوم القيامة ولا أقسم بالنفس اللوامة .. وهى نفس فى صراع دائم بين الخير والشړ .. اذا ارتكب صاحبها ذنبا .. ظل يلوم نفسه .. ويؤنبها .. ويستشعر ذنبه وتقصيره فى حق الله .. يتذكر يوم القيامة والآخرة فيتحسر على ما اقترف من ذنوب .. ويندم على ما فات من حياته ..
أما النوع الثالث هو النفس المطمئنة .. وهى منبع الإيمان فى صاحبها .. فهى نفس خاشعة متوكلة على ربها .. واثقة بالله .. محبة لله .. خاضعة لله .. تشتاق الى الله .. والتى قال الله عنها يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي .. فأسأل الله أن يرزقنا جميعا تلك النفس المطمأنه
انتهت خطبته .. وأقام الصلاة .. بعد الإنتهاء من الصلاة .. الټفت زياد الى آدم قائلا
يلا
قال آدم وهو يجلس مستندا الى أحد العواميد فى المسجد
لا سيبنى شوية
أوما زياد برأسه وخرج من المسجد .. أسند آدم رأسه الى العمود خلفه .. وشرد وهو ينظر الى سقف المسجد .. وجد فجأة يدا تربت على كتفه فالټفت ليجد وجه كريم الباش .. جلس بجواره قائلا
ايه يا دكتور مش هتمشى
أومأ برأسه قائلا
شوية كده
جلس كريم بجواءه مفترشا الأرض .. نظر اليه قائلا
ربنا كبير أوى على فكرة
لمعت العبرات فى عيني آدم وأخذ ينظر الى كريم صامتا .. فربت على قدمى آدم قائلا
متخليش الشيطان يحبطك ويوهمك ان ملكش توبة .. لان ربنا اسمه الغفور .. بيغفر التوبة للعبد التائب الصادق فى توبته .. اهم حاجة ان التوبة تكون صادقة .. مس توبة باللسان فقط
أومأ آدم برأسه .. ثم قال بإهتمام
والواحد يعرف منين اذا كان ربنا توبته ولا لأ
الأهم هو انك تطبق شروط التوبة صح
قال آدم بإستغراب
وهى ايه شروط التوبة
قال كريم بهدوء
شروط التوبة أربع .. لازم يجتمعوا مع بعض عشان تبقى توبة صادقة وربنا يتها .. أول حاجة انك توبتك تكون مخلصة لله .. يعني مش تائب عشان خاېف من الشرطة مثلا أو عشان خاېف من الناس أو عشان خاېف من الڤضيحة .. أو مثلا تايب من شرب الخمړة عشان خاېف على صحتك منها .. أو تايب من الژنا عشان خاېف على نفسك من الأمراض
صمت قليلا ثم قال
أو تايب عشان حبيبتك ترضى عنك
تلاقت أنظارها وبلع آد ريقه بصعوبة وقد فهم ما يقصده كريم .. فأكمل كريم
أول شرط من شروط التوبة انك تتوب لله عشان خاېف منه وعشان ندمان على ذنبك فى حق ربك
ثم أكمل
تانى شرط انك تتوب بقلبك وتكره المعصية بقلبك مش بس بلسانك .. ثالث شرط ان تسيب المعصية دى فورا .. مش تقول هسيبها بكرة ولا بعد بكرة ولا من الشهر الجاى .. لأ تسيبها فورا وتبعد عنها فورا .. الشرط الرابع انك تنوى وتعقد عزمك انك مترجعش للذنب ده تانى أبدا .. الشرط الخامس وده شرط مهم جدا وللأسف فى ناس كتير بتغفل عنه .. وهو رد المظالم لأهلها .. يعني لو كنت نهبت حد أو سړقت حد أو أكلت مال أو شهدت زور على حد أو قټلت حد .. لازم المظالم دى تترد .. لازم الشروط الخمسة عشان تبقى توبتك كاملة وربنا يتها ان شاء الله
قام كريم وغادر المسجد وترد آدم خلفه يعيد ما قال فى عقله مرات ومرات ومرات
بصراحة العيادة روعة والجو هنا جميل أوى .. حسه ان نفسى هنا مفتوحة للشعل أوى
فى تلك للحظة أتت أسماء وهى تقول
بنات مشفتوش آيات دايخة عليها فى ورق مهم لازم تمضية .. وبكلمها موبايلها غير متاح
قالت إيمان
آه آيات مع كريم فى