الأربعاء 18 ديسمبر 2024

ادم

انت في الصفحة 74 من 99 صفحات

موقع أيام نيوز


ربنا قال عليه
نظر اليها على بدهشة شديدة وهو يحاول استيعاب ما تقول .. فأكملت پغضب 
انت انسان حقېر ومعندكش أخلاق وأنا مش هسكت أنا هقول لأستاذ كريم ولو معملش حاجة وطردك من هنا أنا هسيب القرية دى لان ميشرفنيش انى أشتغل مع واحد ساڤل زيك
قالت ذلك ثم غادرت مسرعة .. امتقع وجه على بشدة وهو يستمع الى تلك الكلمات التى انهالت بها عليه .. هب واقفا وركض خلفها ثم وقف أمامها يمنعها من التحرك ونظر اليها پغضب قائلا 

ايه اللى انتى بتقوليه ده
صاحت پغضب متهكمة 
أيوة مثل مثل .. ما انت رائع أوى فى التمثيل .. انت عارف كويس أنا بتكلم عن ايه
كاد على أن يجن من حديثها واسلوبها فصاح پغضب 
والله ما فاهم انتى بتتكلمى عن ايه بالظبط .. ولا فاهم انتى ليه بتشتميني كده
قالت أسماء وهى تنظر الييه بإشمئزاز 
سمعت بنتين وهما بيتكلموا مع بعض فى الكافيتيريا عن اللى انت بتعمله فى البنات وتحرشاتك بيهم ونظراتك ليهم .. انت بجد انسان حقېر أوى بجد .. وراسم نفسك وعامل انك محترم بس أهو ربنا كشفك على حقيقتك
نظر اليها على بأعين تشع ڠضبا وهو يضم قبضتى يده بقوة حتى ابيضت أصابعه وهرب الډم منها .. قال بصرامة 
والله العظيم لو مكنتيش بنت أنا كنت عرفت شغلى معاكى .. مين البنتين اللى بتقولى انك سمعتيهم بيتكلموا عنى 
نظرت اليه أسماء وقد شعرت ببعض الخۏف من نظرات عينيه الغاضبة فلم يسبق لها أن رأته غاضبا هكذا .. قالت بتوتر 
أعدين فى الكافيتيريا
أشار لها بحزم أن تلحق به وقال 
وريهملى
ذهبت معه فى اتجاه الكافيتريا .. حمدت الله أن الفتاتان مازلتا فى معقديهما .. أشارت أسماء فى اتجاه طاولتهما فإتجه اليهما على .. بمجرد أن رأوه توقفوا عن الكلام .. نظر اليهما على پغضب قائلا وهو يحاول أن يتحكم فى أعصابه 
أنا عملت ايه بالظبط .. ايه اللى قولتوه عنى 
وقفت أسماء تراقب ما يحدث بإهتمام وقد عقدت ذراعيها أما صدرها .. قالت احدى الفتيات بإرتباك 
ما قولناش حاجة عنك يا أستاذ على
صاحت أسماء پحده وقد ظنت الفتاة خائڤة من على 
متخفيش منه .. قولى اللى حصل
قالت الفتاة وهى تنظر الى اسماء بإستغراب 
مفيش حاجة حصلت .. أنا متكلمتش على أستاذ على خالص
قالت أسماء بحدة وهى تقترب من الفتاة 
ازاى يعني أنا سمعتك بتقولى انه بيبص للبنات بطريقة وحشه وانك اتحرش بيكي
احمر وجه الفتاة بشدة وأطرقت برأسها وهى تقول 
أنا مكنش قصدى الأستاذ على .. انا كان قصدى على اللى بيشتغل فى الروم سيرفيس
اضطربت أسماء وهو تشعر بالخطأ الفادح الذى وقعت فيه .. قال على بصرامة 
اسمه ايه بالظبط 
أخبرته الفتاة عن اسمه كاملا .. فطلب منها الحضور معه .. توجه بالفتاة الى مكتب كريم وقصت الفتاة عليه ما حدث .. و طلبت حضور فتاة أخرى والتى أكدت أن هذا هو ما حدث معها هى الأخرى .. لم يكن مصير على هذا سوى الطرد من القرية .. فرحل وهو مطرق الرأس بعدما سمع تعنيفا شديدا من كل من كريم و على .. خرج على من مكتب كريم بعد انتهاء المشكلة متوجها الى شقته .. ما كاد يصل الى البناية حتى وجد أسماء واقفة أسفلها وقد بدا عليها التوتر .. تجاهلها تماما وأطرق برأسه وهو يهم بدخول البناية لكنها أوقفته قائلا 
لو سمحت
توقف دون أن ينظر اليها .. صمتت لبرهه ثم قالت بإضطراب 
أنا آسفة
لم يتحدث بشئ .. فأكملت 
لما سمعتها بتقول على .. افتكرت انها تقصدك انت
قال على بهدوء 
كان لازم تتأكدى الأول ما توجهيلى الاتهام .. يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين .. وانتى متبينتيش انتى هاجمتى على طول
قالت پحده 
قولت خلاص أنا آسفة .. أنا لما سمعت كده حسيت ان دمى اتحرق لان الموقف ده صعب ان أى بنت تتعرضله .. عشان كده اتكلمت معاك بالاسلوب ده
صمت على لبرهه ثم أخذ نفسا عميقا وقال بهدوء دون أن ينظر اليها 
أنا مش ممكن اعمل كده أبدا .. مش ممكن هأذى بنت لا بلمسة ولا بكلمة ولا حتى بنظرة لانى عارف كويس ان كما تدين تدان .. لو عملت كده فى أى بنت أكيد فى يوم من الأيام ربنا هيردهالى فى أختى أو أمى أو مراتى لما أتجوز .. عشان كده أنا بخاف أعمل أى حاجة غلط مع أى بنت وبحافظ عليهم أكنهم اخواتى .. مش عشان بس خاېف من عقاپ ربنا .. لأ .. عشان ربنا يحافظلى على الانسانه اللى هتكون مراتى
دخل على البناية .. ظلت اسماء واقفة وقد شعرت بوخزات الدموع فى عينيها .. تؤلمها وټحرقها .. حاولت السيطرة على نفسها فلم تستطيع .. حاولت وقف عبراتها ومنعها من الإنهمار فلم تستطع .. حاولت التحرك من مكانها فلم تستطع .. ما كانت تشعر به بداخلها شل حركتها تماما .. تساقطت على وجنتيها العبرات ساخنة حارقه .. ثم التفتت تنظر الى البوابه الخالية والتى عبر منها على منذ قليل .. ولأول مرة فى حياتها .. شعرت بقلبها يخفق بطريقة لم تعهدها من !
الحلقة 26 

 

وقفت آيات فى شرفة غرفتها تراقب مجموعة من الأطفال يلعبون بالكرة .. ابتسمت وهى ترى تلك البراءة التى يتعاملون بها مع الحياة .. وتلك الإبتسامه التى تعلو شفتى كل منهم فلا أحمال تثقل كتفهم ولا هموم تشغل عقلهم .. فقط اللعب والمرح والضحك .. تمنت أن تعود طفلة مثلهم تلهو وتلعب وتمرح ولا تعرف عن الحياة ما تعرفه الآن .. ليتها تعود الى بيتها القديم فى كنف والدها الحبيب تنعم بالراحه والأمان .. يخلو قلبها من الهموم والأحزان .. لكن كيف السبيل للعودة .. لو كانت العودة ممكنه لتمنينا جميعا أن نبقى صغارا ولما تجاوز أحدنا مرحلة الطفولة قط !
لماذا تلك القسۏة .. لما يؤذى الناس بعضهم البعض هكذا .. لما شخص لا يعرفك يؤذيكي ويخوض فى عرضك .. ماذا جنى ! .. تنهدت فى حسره وهى تفكر فى أن الأڈى الذى تعرضت له من القريب .. كان أقوى وأشد مرارة من الأڈى الذى تتعرض له الآن .. لأن الضړبة من القريب مؤلمة وموجعة أكثر .. انتبهت لنفسها ولأفكارها قائله .. لماذا تتذكريه .. اتركى أيامه بكل ما فيها .. لا يستحق حتى العتاب ! .. قفز الى عقلها ذلك السؤال الذى لم تجد اجابته بعد .. لماذا اهتم بالبحث عنها وبدفنها وبإستخراج شهادة ۏفاتها .. لماذا تلك الحالة الغريبة التى بدا عليها بمجرد أن رآها .. تتذكر جيدا الدموع التى لمعت فى عينيه وتساقطت على وجهه وهو يتمتم بإسمها بشفتين مرتجفتين .. تذكر تحسسه لوجهها وهو يأبى أن يتركها أو يفلتها من بين يديه .. اقشعر جسدها فحركت رأسها يمينا ويسارا وكأنها تنفض منه تلك الافكار وتلك الاسئلة ! .. فمهما كان السبب الذى دفعه لذلك .. فلا شأن لها به !
أوقف آدم سيارته داخل قرية الماسة .. نظر حوله يتلفت يمينا ويسارا عله يراها .. لكن محاولاته باءت بالفشل .. سأل على مكتب كريم ثم توجه اليه .. ظهر الضيق على وجه كريم وهو يتطلع الى آدم لكنه وقف ورحب به قائلا 
أهلا بيك يا دكتور
ابتسم آدم بتوتر وقال 
أهلا بيك يا أستاذ كريم
أشار كريم الى أحد المقاعد أمام المكتب قائلا 
اتفضل
جلس آدم وبدا عليه الإضطراب قليلا ثم ما لبث أن ابتدأ حديثه قائلا 
أنا حبيت أعتذر مرة تانية عن اللى حصل بسببى ل آيات
قال كريم بإقتضاب وهو يقطب جبينه 
خلاص حصل خير .. انا بدأت فعلا فى اجراءات القضية .. وان شاء الله يكون فى جلسة قريب
قال آدم بحماس 
وأنا كمان رفعت قضية على الصفحى وعلى الجريدة .. يعني كده هيبقوا قضيتين مش قضية واحدة
أومأ كريم برأسه .. فنظر اليه آدم قائلا فجأة 
أنا عارف انها اكيد حكتلك كل حاجة عنى .. بس أنا اتغيرت كتير
عقد كريم حاجبيه وهو يقول بحزم دون أن ينظر اليه 
ملوش لازمة الكلام ده يا دكتور .. حياتك الخاصة تخصك لوحدك
تنهد آدم بأسى قائلا 
طيب أنا مش تكلم فى حاجة فاتت دلوقتى .. بس كل اللى يهمنى انك تعرفه انى مستحيل أأذى آيات بأى شكل من الأشكال .. ومش هسمح لحد انه يأذيها أبدا
أطرق كريم برأسه صامتا .. فأكمل آدم قائلا 
المهم دلوقتى واللى أنا جايلك عشان .. هو شهادة الۏفاة اللى أنا طلعتها ل آيات
رفع كريم رأسها ونظر اليه وقال شاردا 
أنا برده كنت قلقان من الموضوع ده .. الشهادة دى لازم تتلغى .. أنا هكلم المحامى واشوف ايه الإجراءات اللى المفروض نعملها لأن آيات دلوقتى قانونا متوفيه
أنا كلمت المحامى بتاعى اللى ماشى فى اجراءات القضية .. وقالى على الخطوات اللى لازم نعملها .. لازم أكون موجود لانى أنا اللى طلعت شهادة الۏفاة .. وكمان آيات .. وحد يضمنها
قال كريم 
طيب تمام .. هشوف نقدر نسافر امتى وأبلغ حضرتك يا دكتور
قال آدم بحماس وهو يخرج احدى الكروت الشخصية من جيبه ويقدمه الى كريم 
وأنا جاهز فى أى وقت .. كلمنى بس على الموبايل وقولى المعاد المناسب ليكوا
تناول كريم الكارت منه ووضعه فوق المكتب قائلا 
تمام
نهض آدم قائلا 
بعد اذنك
خرج آدم من مكتب كريم .. لم يشأ الخروج من القرية .. مجرد معرفته بأن آيات فى هذه القرية يجعله يشعر بأنه قريبا منها .. أخذ يدور فى القرية يتأملها بأعين الإعجاب .. راقت له التطورات التى أدخلها كريم على القرية .. توجه الى البحر .. رفع حاجبيه بدهشة وهو يرى النساء جالسات بدون أن يرتدين ملابس البحر .. فمن المعروف أن شواطئ القرى السياحية الكبرى غير مسموح بالتواجد على الشط بدون ملابس البحر .. ظل يتمشى بمحاذاة البحر وهو يشعر پسكينة وراحة لم يشعر بهما

فى مكان آخر .. عاد أدراجه وهو يدور بعينيه فى القرية لا ييأس من البحث عنها .. رآها .. جالسه على
 

73  74  75 

انت في الصفحة 74 من 99 صفحات