ادم
افرضى معجبوش الدراسة اللى عملتيها .. هنتصرف ازاى
قالت آيات بحزم
مش ه الشغل طبعا
بثت كلماتها الغيظ فى نفس أسماء التى قالت بتهكم
أول مرة أشوف واحدة رايحه تشتغل فى شركة وتفرض عليهم طريقتها فى الشغل .. وكمان مقرره انهم لو معجبهمش دراسة الجدوى بتاعتها ترفض الشغل معاهم
قالت آيات وقد تعبت من مناقشة أسماء فى هذا الأمر
سالتها أسماء پحده
ولما ترفضى الشغل هنعمل ايه ساعتها .. وهنرد ل أحمد السلفة اللى ادهالنا من المرتب ازاى
شعرت بالضيق وهى تفكر فى ورطتهما .. قطع عودة السكرتيرة حبل أفكارها لتشير لهما الى مكتب فؤاد قائله
لم تكن آيات فى حاجة الا لهذه الدقايق لعرض الدراسة التى عكفت على كتابتها لمشروع القرية السياحية .. قام فؤاد وسلم على أسماء ثم الټفت ل آيات دون ان يمد يده قائلا
ازيك يا أسماء .. ازيك يا آيات
الحمد لله
الحمد لله
أشار لهما بالجلوس وعقد كفيه فوق المكتب وقال
تنحنحت آيات قائله
أيوة .. انا عملت دراسة جدوى لمشروع القرية السياحية
كانت نظرات فؤاد تنم عن دهشته مدت يدها بالملف فأخذه منها وارتدى عويناته الموضوعه فوق المكتب وأخذ يتفحصه .. مرت الدقائق تشعرها بالتوتر أكثر .. أن ينتهى فؤاد من مطالعة الملف كاملا دخلت سكرتيرته معلنة عن بدء الإجتماع .. تسرب شعور بالضيق فى نفس آيات التى كانت تتمنى أن تتاح لها الفرصة لمعرفة رأيه فى الحال .. قامت بحرج وقالت
نزع فؤاد عويناته ونظر اليها قائلا
تقدرى تشرحى الدراسة اللى علمتيها أدام ضيوفى اللى عامل معاهم الاجتماع
تبادلت آيات نظرة دهشة مع أسماء ثم التفتت الى فؤاد قائله بإرتباك
مش عارفه
نهض فؤاد قائلا
تبعته الفتاتان فى استسلام .. كاد قلب آيات أن يتوقف من شدة التوتر والإرتباك .. دخل فؤاد قاعة اجتماعات صغيرة تضم طاولة كبيرة جلس عليها ثلاثة رجال بالإضافة الى أحمد الذى رفع حاجبيه فى دهشة لمرآى الفتاتين برفقة والده .. قدم فؤاد كل منهم للآخرين .. علمت بأن أحد هؤلاء الرجال هو محامى فؤاد أما الرجلال الآخران هما رجلى الأعمال المرشح أن يشارك أحدهما فؤاد فى مشروع القرية السياحية .. جلس فؤاد وظلت الفتاتان واقفتان .. قال فؤاد وهو يلوح بملف آيات فى يده
طلب فؤاد من السكرتيرة ادارة البروجيكتور .. وقفت آيات بجوار الشاشة البيضاء تشعر بتوتر بالغ وقد أصبحت تحت محط أنظار الجميع .. كانت تثق بفكرتها وبمشروعها لكنها لم تسبق أن قدمت بريزينتيشن من .. وأمام رجال أعمال ذو أهمية !
استعانت بالله وقامت بعرض الصورة الأولى التى كانت تمثل صورة لدائرة صفراء فى منتصفها دائرة صغيرة خضراء وتحدثت قائله
زى ما حضراتكوا عارفين المنطقة اللى فى الصورة ملك لمجموعة شركات مصرية وأجنبية ومتقسمة ل 3 قرى جمب بعض على شكل دايره .. ال 3 قرى بيشتركوا فى المنطقة الخضرا اللى فى النص ودى متقسمة لملعب جولف و اسطبل خيول لممارسة رياضة ركوب الخيل ولل 3 قرى حق الانتفاع المشترك بيها بحسب تقسم معين بيكون منصوص فى العقد
تقدمت من البروجيكتور لعرض الصورة التالية والتى كانت تمثل مثلث أصفر ثم التفتت اليهم تتحاشى النظر الى وجوههم حتى لا تتوتر أكثر وقالت
القرية الأولى هى قرية الفيروز .. رجل الأعمال اللى أجرها سراج اليمانى ومدير القرية هو ابنه عاصى .. ممبزات القرية دى هى انها أكبر ال 3 قرى فى المساحة وتقسيم الغرف والشاليهات ممتاز .. القرية التانية هى قرية جولدن بيتش رجل الأعمال اللى أجرها هو شكرى ..... .. ومديرها ...
صمتت برهة وهى تشعر بالتوتر لذكر اسمه .. ثم قالت
مديرها دكتور آدم خطاب .. هى أصغر فى الحجم من قرية الفيروز لكن ميزتها الطابع المعمارى الأثرى اللى فيها .. القرية التالتة وهى قريتنا وهى أصغرهم مساحة لكن ميزتها وجود 2 بيسين بعكس القريتين التانيية اللى فيهم بيسين واحد
قال أحد الرجلين وهو يمط
وايه الميزة فى كده
قالت آيات بهدوء
هشرح دلوقتى .. قرية الفيروز وقرية جولدن بيتش بدأوا منافسة قوية بينهم .. القريتين بيسمحوا بوجود الخمور وكافة أنواع اللحوم .. وقرية جولدن بيتش فيها ملهى ليلي .. وفى المقابل قرية الفيروز فيها مساج للرجال والنساء والقائم عليه بيكون رجال فقط
قالت الجملة الأخيرة بشئ من التقزز .. ثم أردفت
زى ما حضراتكوا شايفين هما قريتين سياحيتين كبار بس زيهم زى أى قرية تانية مفيش حاجة بتميزهم غير فروقات بسيطة مبتأثرش كتير .. لو احنا فتحنا القرية التالتة وخدت نفس الطابع بتاع القريتين دول يبأه مستفدناش أى حاجة ومقدمناش أى حاجة جديدة .. وهتبقى منافسة روتينية مش أكتر
سألتهم فجأة
عارفين البطاطس الشيبسى
ابتسم الجميع .. قال أحمد بمرح
أكيد عارفينها
قالت آيات بحماس
نتخيل ان اللى بياكل شيبسى فى مصر هما 3 مليون فرد .. اتعودوا على منتج بشكل ومواصفات ونكهات معينة .. وبعد فترة جت شركة جديدة نزلت منتج تانى بس المنتج ده بنفس مواصفات ونكهات وطعم المنتج الأول مجرد بس انهم سموه اسم جديد .. اللى هيحصل ان ال 3 مليون هيتقسموا نصين نص هيشترى المنتج الأول ونص هيشترى المنتج التانى .. لأن المنتجين زى بعض فمش فارقه كتير .. لو أنا جيت ونزلت منتج بنفس شكل ومواصفات المنتجين التانيين كل اللى هيحصل هو ان ال 3 مليون هيتقسموا على 3 .. لكن لو أنا جيت وقدمت منتج بإسم جديد .. وشكل جديد ونكهة جديدة وجودة أعلى وكمان عملت عليه تخفيض .. تفتكروا هيفضل عدد اللى بيشتروا الشيبسى هما هماهم ال 3 مليون
أجابت على نفسها قائله
أكيد لأ .. لان فى ناس بتحب نكهات تانية ملقتهاش فى المنتجين الأول والتانى .. واللى أنا عملته هو انى وفرت للناس دى النكهة الجديدة اللى تجذبهم .. ده بالإضافة ان ال 3 مليون اللى اتعودوا على المنتج القديم أكيد الفضول هيدفعهم انهم يغيروا ويجربوا الجديد .. ولما
أنا أهتم بالجودة وأخليها أعلى .. يبقى كسبتهم هما كمان فى صفى وأبقى فعلا ملكت السوق بدون منازع
صمتت قليلا تتأمل الوجوه التى تعلقت أنظارهم بها تبغى المزيد من التوضيح .. عرضت احدى الصور لأحد الشواطئ الخلابة ثم التفتت اليهم قائله
دى صورة من قرية فى تركيا .. اللى أنا بقترحه فى دراسة الجدوى بتاعتى اننا نعمل زى ما القرية دى عملت بالظبط
سألها أحد الرجلين بإهتمام
وايه اللى عملته القرية دى
قالت آيات بثقة
أضافت مفهوم جديد للسياحة اسمه السياحة الحلال
رفع أحد الرجلين حاجبيه بسخرية قائلا
سياحة حلال !
أما الآخر فقال بإهتمام
ياريت تشرحى أكتر
أكملت آيات قائله
من كام سنة دخلت تركيا مفهوم السياحة الحلال للقرى والشواطئ بتاعتها .. كان الكل متوقع فى البداية فشل ذريع للنوع ده من السياحة .. لكن تركيا أثبتت ان الفكرة ناجحة وناجحة جدا .. عارفين قيمة المبيعات وصلت لكام فى خمس سنين
قال أحد الرجلين بروتينيه
100
ابتسمت آيات قائله
لأ .. 200
ساد الوجوه مزيج من الدهشة والإعجاب .. قال أحد الرجلين
طيب وايه مفهوم السياحة الحلال ده .. وايه الفرق بينه وبين السياحة اللى بنشوفها فى كل القرى اللى بنروحها
قالت آيات وهى تعرض صورة للقرية الثالثة مصورة بالأقمار الصناعية
أولا قريتنا هيمنع فيها منعا باتا أى حاجة حرام .. من أول الخمور لحد البكيني
ضحك أحد الرجلين بصوت عالى وهو يرجع رأسه الى الخلف ويقول
حلوة دى .. هنمنع البكيني .. ازاى بأه ممكن أفهم .. أمال الناس هتلبس ايه
كظمت آيات غيظها وأكملت قائله
اندفع أحد الرجلين يقول پحده
ها وبعدين .. هتعملى ايه بأه على البيلاج .. أظن هتقوليلنا نقفل البيلاج أحسن
قالت آيات بهدوء
لأ طبعا ازاى نقفل البيلاج .. سياحة الشواطئ هتفضل زى ما هى .. دى متعة فى حد ذاتها .. مفيش حد بيسافر مصيف أو قرية الا وبيعشق انه يقعد على الشط وينزل البحر
صمتت قليلا ثم قالت بحزم
بس برده هيبقى فى شروط للحد الأدنى من اللبس .. وأظن نوعية الناس اللى هتيجي القرية عشان يفصلوا بين الرجاله والستات فى حمامات السباحة مستحيل يوا بعرى على الشط .. يعني واحد بيغير على مراته وجه قريتنا عشان تبقى بحريتها فى حمام السباحة بعيد عن عيون الرجاله مش معقول أبدا أول ما يقعد معاها على البيلاج يلبسها بيكيني أو لبس مكشوف !
قال الرجل وهو مازال محتدا
انتى بتتكلمى عن مين بالظبط .. مين اللى هيحب سياحة زى دى .. وانه يعد فى قرية بالمنظر ده
قالت آيات دون أن تسمح له بإخراجها عن طورها بإسلوبه
اللى هيحب النوع ده من السياحة هو كل راجل مصرى عنده نخوه وكرامه وبيغير على بنته ومراته وأمه وأخته .. وكل ست فى مصر بتغير على جوزها وابنها من انه يشوف مناظر مش كويسة .. المصريين بالفطرة عندهم نزعة دينية .. حتى لو الواحد بيعمل غلط برده بيفضل يغير على مراته وميش عليها الهوا .. فى ناس كتير أوى فى مصر عندها امكانيات انها تروح قرى سياحية بس مبيرضوش عشان المناظر اللى هما متأكدين انهم هيشوفوها هناك .. الناس اللى أعده فى بيوتها دى ونفسها تصيف فى مكان محترم متشلش فيه ذنوب وفى نفس الوقت تستمتع بوقتها
قال أحد الرجلين
انتى بتتكلمى عن المصريين يعنى سياحة داخلية .. فين بأه السياحة الخارجية من الدراسة دى
قالت آيات بحماس
طبعا عامله حسابهم .. أولا أكتر ناس هتحب النوع ده من السياحة هما دول الخليج .. اللى أصلا بيمشوا البنت بشكل معين ولبس معين .. واللى عندهم مولات كاملة من أولها لآخرها ستات فى ستات .. يعني لما أنا آجى أقولهم