الأربعاء 18 ديسمبر 2024

ادم

انت في الصفحة 54 من 99 صفحات

موقع أيام نيوز


ملجأ سواه إما هو أو عاصى عزمت أمرها واتصلت به وقلبها يخفق بقوة سمعت صوت الرنين ثم 
ألو
صمتت آيات قليلا ثم قالت 
ألو أنا آيات يا أحمد
ران الصمت بينهما ثم هتف بسعادة وهو لا يصدق نفسه 
آيات مش ممكن وحشتيني ازيك عاملة ايه
قالت آيات بتوتر وهى تنظر الى أسماء التى أشارت اليها تحثها على مواصلة الحديث 

الحمد لله أحمد فى مشكلة أنا واقعة فيها وكنت محتاجه منك مساعدة لو كان ينفع يعني
قال أحمد بلهفة 
طبعا أنا تحت أمرك بس مش هينفع على الفون تعالى نشوف بعض ونتكلم براحتنا
قالت آيات بصعوبة 
أنا مع أسماء فى حديقة الأزهر
قال أحمد على الفور 
طيب أنا هنزل دلوقتى من الشركة ونص ساعة بالكتير وهكون عندك
أنهت آيات المحادثة وهى لا تدرى إن كانت تصرفت بطريقة صحيحة أم لا قامت وتوجهت الى المسجد القريب مع أسماء لأداء فريضة المغرب
أوقف أحمد سيارته وأخذ يبحث بناظريه عن آيات الى أن وجدها ابتسم بسعادة وأ نحوها قائلا بلهفه 
ازيك يا آيات
قامت آيات لتقف فى مواجهته مد يده ليسلم عليها أحاطت جسدها بذراعيها وهى تقول فى توتر 
معلش يا أحمد مش هسلم بالإيد
ابتسم فى توتر ومد يده الى أسماء قائلا 
ازيك يا أسماء
سلمت عليه أسماء وقالت بوهن 
الله يسلمك يا أحمد
نظر أحمد اليهما كان يبدو عليهما التعب بالإضافة الى ملابسهما الغير مهندمة نظر الى آيات فى اهتمام قائلا 
تعالوا نعد فى مكان ونتكلم براحتنا
همت أسماء بالموافقة لكن آيات قالت على الفور 
لا مفيش داعى نتكلم هنا أحسن
وقف يستمع اليها فى انصات قائلا 
خير يا آيات اتكلمى
قالت آيات بعد فترة من التردد 
بابا اتوفى من فترة وكان عليه ديون اضطريت أبيع كل حاجة عشان نسددها وكنت عايشة مع أسماء عند دادة حبيمة فى بيتها
انهمرت عبراتها وهى تقول فى ألم 
الزلزال اللى حصل امبارح البيت وقع و ماټت
ارتجف جسدها لشدة بكائها
نظر اليها أحمد پألم وهو يقول برقة 
الله يرحمها خلاص يا آيات اهدى
حاولت آيات التماسك وهى تقول 
كل فلوسنا كانت فى البيت اللى وقع ومفيش مكان نروح فيه
صمتت لا تدرى ما تقول بل شعرت أنها لا تدرى ماذا تريد منه ماذا سيفعل لها لا تدرى أتطلب منه مالا أم سكنا أم عملا شعرت بالتوتر والحرج وندمت أنها اتصلت به قالت فجأة بإضطراب 
أنا آسفة يا أحمد مش عارفه ليه اتصلت بيك أنا مش عارف
ثم نظرت اليه بعينها الدامعتين وهى تقول 
بس أنا معرفش حد ممكن ألجأله وأنا .
قاطعها أحمد مبتسما وهو يقول 
متشليش هم تعالوا معايا
قالت له آيات بقلق 
نيجى فين 
قال أحمد وهو ينظر اليها بحنان 
شكلك تعبانه احنا عندنا شقة فى مدينة نصر هروح بس الفيلا أجيب المفتاح وبعدين أوصلكوا على هناك
نظرت آيات الى أسماء ثم التفتت الى أحمد قائله بتوتر 
مش عايزة أضايقك أو 
قاطعها مرة أخرى وهو يقول 
مفيش داعى للكلام ده يا آيات يلا اتفضوا
انطلق أحمد بهما الى الفيلا أوقف سيارته ثم الټفت اليهما قائلا بإبتسامه مرحبه 
تعالوا انزلوا هعرفكوا على ماما وبابا وأعرفهم عليكوا
قالت آيات بحرج 
معلش يا أحمد مفيش داعى
قال دون أن يتضايق من رفضها 
مفيش مشكلة استنونى هجيب المفتاح وآجى على طول
ترجل أحمد من سيارته التفتت آيات لتنظر الى اسماء قائله بندم 
مكنش لازم أكلمه
قالت أسماء بدهشة 
ليه 
قالت آيات وهى تشعر بضيق شديد 
محرجة أوى منه يعنى هو ذنبه ايه عشان يشيل همنا
قالت أسماء وهى تريح ظهرها الى الخلف فى تعب 
بصى أنا تعبانه ومش قادرة أناهد معاكى
نزل أحمد من غرفته فرأى أمه وأبيه خارجان من غرفة الطعام نظرت اليه أمه قائله 
جيت امتى يا أحمد
قال أحمد وهو يلوح بالمفاتيح 
جيت من شوية كنت عايز مفتاح شقة مدينة نصر
نظر اليه أمه بإستغراب قائله 
لسه عايزها فى ايه
قال أحمد وهو متوجه الى باب الفيلا 
فى اتنين صحابي هيباتوا فيها مؤقتا
خرج أحمد فتوجهت والدته الى الشباب تنظر من الزجاج الى الفتاتان القابعتان فى سيارة ابنها ركب أحمد ثم انطلق بهما خارج أسوار الفيلا التفتت أمه الى أبيه قائله پحده 
صحاب ابنك اللى هيباتوا فى الشقة بنتين مش ولدين
قال والده بإستغراب 
وهو أحمد ليه هيبيتهم فى الشقة
قالت زوجته پحده 
وأنا أعرف منين
ثم قالت 
اتصل بيه شوف ايه الحكاية ومين البنتين دول
قال زوجها وهو متوجه الى مكتبه 
لما يبقى يرجع هبقى أتكلم معاه
هتفت زوجته بحنق 
ده ايه البرود ده بقولك ابنك معاه بنتين فى العربية وواخدهم وطالع بيهم على الشقة ويبقولك هيبيتهم فيها
الټفت اليها قائلا 
أنا عارف ابنى كويس وعارف بتعامل معاه ازاى اطلعى انتى منها
تابعته بعينيها الى أن دخل مكتبه وهى تشعر بالغيظ
فتح أحمد باب المنزل وأشار لهما بالدخول قائلا 
اتفضلوا
دخلت الفتاتان وهما تنظران الى ما حولهما أضاء أحمد النور كانت شقة فاخرة ذو أثاث راقى التفتت آيات تنظر اليه فإبتسم لها قائلا 
متخافوش محدش بييجي هنا وعامة ماما وبابا عارفين ان فى اتنين صحابي هيباتوا فى الشقة
ثم نظر الى المنزل قائلا 
معلش الشقة مقفوله من فترة عشان كده هتلاقوها متربه بس بكرة الصبح ان شاء الله هبعت واحدة تنضفها
قالت آيات بحرج 
مفيش داعى
ابتسم آحمد وهو يقول لها بحنان 
متشليش هم ماشى
أومأت آيات برأسها فى حرج فأخرج المفتاح من الباب وأعطاه لها قائلا 
خدى مفتاح الشقة يا آيات ولو حبيتي تغيري الكالون غيريه
ثم أشار الى الباب خلفه قائلا 
عامة الباب فيه ترباس من جوه
قالت له أسماء بإمتنان 
بجد متشكرين أوى يا أحمد مش عارفين من غيرك كنا عملنا ايه
قال لها أحمد 
أنا معملتش حاجة
ثم توجه الى الخارج وهو يقول 
يلا أسيبكوا ترتاحوا تصبحوا على خير
نزل أحمد فالټفت آيات الى أسماء التى أخذت تنظر الى محتويات المنزل وهى تقول 
ده طلع بيحبك أوى على فكرة
زفرت آيات بضيق وهى تقول 
أنا خاېفة يفهمنى غلط ويفتكر ان دى مقابل دى
نظرت اليها أسماء وهو يقول 
لا يا شيخة معتقدش وبعدين انتى مطلبتيش منه حاجة هو اللى عرض اننا نستنى فى الشقة دى
قالت آيات وهى تفكر بحزن 
وبعدين هنعمل ايه يا أسماء أكيد مش هنفضل هنا على طول لازم نشوف حل
قالت أسماء بضيق 
والله أنا مش عارفه هى عماله تتقفل فى وشنا كده ليه كل ما أقول خلاص هتفرج ألاقيها اسودت أكتر
قالت آيات وعينيها تمتلئ بالعبرات 
وحشتنى أوى
التفتت اليها أسماء تنظر اليها لتدمع عينيها هى الأخرى قالت آيات ودموعها تتساقط 
ربنا يرحمها كان نفسى أعرف هى مدفونة فين
كفكفت دموعها ونظرت الى أسماء قائله 
تفتكرى يا أسماء مين اللى استلمها 
قالت أسماء وهى تفكر 
يمكن حد قريبها
الت آيات بحيرة 
بس هى ملهاش حد
مطت أسماء وهى تقول 
معرفش يمكن حد من جيرانها
ثم قالت فجأة وهى تضع يدها على بطنها وعلامات الألم على وجهها 
أنا

 

جعانه أوى
قالت آيات 
وأنا كمان ھموت من الجوع شوفت سوبر ماركت أدام البيت واحنا طلعين هنزل أجيب أى حاجة
قالت أسماء محذره 
بس خلى بالك ممعناش غير 29 جنيه ومعرفش هنقدر نجيب فلوس تانى امتى
أومأت آيات برأسها وما كادت تلتفت لتتوجه الى باب البيت حتى سمعتا صوت الجرس نظرتا الى بعض فى ريبة ثم نظرت آيات من العين السحرية لتعرف من القادم فتحت الباب بعدما تعرفت على أحمد ابتسم لها قائلا 
خۏفت تكونوا نمتوا
قالت له بحذر 
لا لسه
وضع أحمد بعض الأكياس من يده بجوار الباب من الداخل وهو يقول 
قولت بدل ما تنزلوا انتوا أكيد لسه مش عارفين حاجة فى المنطقة هنا وكمان التلاجة فاضية للأسف لان الشقة دى مقفوله على طول
شعرت آيات بالحرج الشديد وقالت 
مفيش داعى يا أحمد
قال لها وهو ينظر اليها بحنان 
أنا معملتش حاجة يلا تصبحوا على خير ولو احتجتى حاجة كلمينى وأنا أجيلك على طول
أغلق الباب بيده نظرت الفتاتان الى بعضهما البعض ثم ابتسمت أسماء قائله بخبث 
ده الحب ۏلع فى الدرة على الآخر
خرج آدم من الحمام بشعره المبلل الذى تتساقط قطرات الماء منه على وجهه دخل غرفته وفرش سجادته ليصلى العشاء دعا ل آيات كثيرا فى سجوده والعبرات تتساقط فوق سجادة الصلاة أنهى صلاته وألقى بنفسه فوق ال فى انهاك اقترب منه زياد قائلا 
آدم أنا جبت أكل قوم كلك لقمة
أولاه ظهره وأغمض عينيه نظر اليه زياد بأسى ثم تركه وأغلق باب الغرفة فتح آدم عينيه فى ظلام الغرفة ثم ما لبث أن أغلقهما وقد عقد جبينه فى ألم بعد منتصف الليل بقليل استيقظ آدم فجأة جلس على ه وهو يتذكر أحداث اليومين الماضيين كما لو كان كابوسا يتمنى الإستيقاظ منه توجه الى الخارج ونظر الى زياد النائم على الأريكة توجه الى الطعام فوق الطاولة وأخذ بضعة لقيمات يتقوى بها ثم حمل مفاتيح سيارته ومصحفا صغيرا وتوجه الى الخارج دون أن يهتم بإرتداء ملابس لائقه استيقظ زياد على صوت غلق الباب انتفض وذهب الى غرفة آدم ليجده وقد غادرها فتح شرفة غرفته فوجده متوجها الى سيارته ثم انطلق بها تنهد زياد فى أسى وهو يعلم جيدا الى أين توجه آدم
جلس آدم أما القپر وقد افترش الأرض ينظر اليه بأعين دامعة تتساقط منهما العبرات فى صمت لف ذراعيه حول قدميه وضمهما الى صدره أخذ يشرد بخياله ويتخيلها الآن وقد انضمت جدران القپر لتضمها تلك الضمة التى قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم إن للقبر ضغطة ولو كان أحد ناجيا منها نجا منها سعد بن معاذ يعلم جيدا أن تلك الضمة تكون بحسب عمل الإنسان فإن كان خيرا كانت تلك الضمة حانية كضمة الأم لوليدها وإن كان شړا كانت قاسېة تتهشم فيها العظام وتختلط فيها الضلوع ارتعش جسده ودب الخۏف فى أوصاله خوف عليها على ما تلاقيه الآن فى قپرها فى أول ليلة نظر حوله الى سكون الليل والى الۏحشة التى تحيط بالمكان والى شواهد القپور التى تتطلع اليه فى صمت ثم عاد لينظر الى القپر أمامه وازداد انهمار عبراته وهو يتذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم صنفان من أهل الڼار لم أرهما بعد رجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات على رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجد ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ارتجف جسده بشدة وهو يبكى ألما وخوفا أخذ يتمتم دون انقطاع 
يارب ارحمها يارب ارحمها يارب ارحمها
ثم أخرج مصحفه من جيبه وظل يتلو آيات من كتاب الله بصوت مرتجف ذلك الكتاب الذى هجره طويلا ها هو يعود الى حمله بين يديه والى تمرير عينيه وقلبه على كلماته الربانيه يشعر بقيمته وبكم هو فى حاجة اليه نوى بقلبه أن يهديها ثواب قرائته ودعا ربه أن يتها منه .
فى الصباح توجه أحمد الى مكتب والده بالبيت ابتسم له والده وأزاح عويناته من فوق أنفه قائلا 
تعالى يا أحمد
ابتسم أحمد وجلس وهو يقول 
ماما قالتلى ان حضرتك عايزنى
نظر اليه والده فؤاد قائلا 
مين صحابك دول
 

53  54  55 

انت في الصفحة 54 من 99 صفحات