الأربعاء 18 ديسمبر 2024

ادم

انت في الصفحة 47 من 99 صفحات

موقع أيام نيوز


آيات الى الهاتف وهى تشعر بالإضطراب ثم ما لبث أن اختفى اضطرابها وظهرت علامات الألم على وجهها وهى تتذكر كيف خدعها وكيف لعب بعواطفها ومشاعرها وكيف استغل حبها له ليصل الى ما يريد وكيف خاڼها مع تلك المرأة وكيف تجرأ وفعل هذا الذنب الكبير هتفت بصمت ماذا تريد منى لم أعد أملك شيئا تريده لم أعد أملك أى مال لم أعد أملك أحدا تستطيع ابتزازه لم أعد أملك اى شئ فى هذه الدنيا ابحث عن غيري لتستغلها وتلعب بها لن أمسح بأن أكون لعبة فى يدك مرة أخرى أغلقت آيات هاتفها تماما ووضعت رأسها على وسادتها وقد فاضت عيناها بالعبرات تنظر الى هاتفها على الارض بحزن وألم

شعر آدم بالحزن عندما وجد هاتفها مغلقا مرة أخرى قال فى نفسه لماذا يا آيات ما أردت سوى الإطمئنان عليك لماذا تبعديني عنك هكذا بلا رحمة لماذا لا تستمعى الى أعذارى ومبرراتى لما فعلت لست شخصا كريها كما تظنين بل أنا شخص مريض يا آيات مريض بذوبى وآثامى وأخطائى أنا أولى بشفقتك من نفورك وأولى بعطفك وحنانك من بغضك جلس على ه وهو يتنهد فى حسره وهو يتذكر كيف أضاعها من بين يديه
تقدمت آيات تعبر أورقة الشركة بإرتباك ظاهر شعرت بتوتر معدتها وكأنها ذاهبة الى امتحان مصيري كادت أن تعود ادراجها لكنها تذكرت الضيقة التى وقعت فيها وكيف أنها بلا مال وبلا عمل ويجب أن تتصرف بسرعة أن ينفذ مالها ومال أسماء دخلت غرفة مديرة أعمال سراج وهى تقدم رجلا وتؤخر الأخرى وقفت أمامها بإضطراب وهى تقول 
لو سمحتى عايزة أقابل الأستاذ سراج اليمانى
نظرت اليها السكرتيرة وقالت بروتينيه 
فى معاد معاه 
قالت آيات بتوتر 
لأ بس ياريت حضرتك تقوليله بنت أخوه عبد العزيز عايزه تقابله
نظرت اليها المرأة نظرة متفحصة ثم قامت من فوق مكتبها وتوجهت الى مكتب سراج قائله 
فى واحدة بتقول انها بنت أخو حضرتك وعايزه تقابلك
نظر اليها سراج بدهشة ثم ما لبثت أن ظهرت تعبيرات التعالى الممزوج بالڠضب على وجهه ثم قال بحنق
قوليلها مش فاضى
التفتت السكرتيرة لتغادر فأوقفها قائلا 
ولا أقولك استنى دخليها بس ادخلى معاها ولما أشاورلك تقولى ان فى اجتماع
قالت المرأة بطاعة 
حاضر يا فندم
جلس سراج وقد أسند ظهره الى الخلف ورفع رأسه بتعالى مستعدا لرؤية ابنة أخيه ابنة أخية الذى تبرى منه أمام الناس لعدم رضاه عن طرقه الملتوية فى تسيير أعماله دخلت آيات تتقدمها مديرة أعماله نظر اليها نظرة متفحصة بدت متوترة وهى تتطلع الى عمها الذى لم تره منذ سنوات طويلة ظل كلاهما ينظر الى الآخر بصمت بترقب ابتسمت آيات بصعوبة وهى تقول 
ازيك يا عمو
صمت سراج لبرهة ثم قال بدون ترحيب حقيقي 
أهلا أهلا ازيك
قالت آيات بتوتر 
الحمد لله
أشار لها بالجلوس قائلا 
اتفضلى اعدى
جلست آيات تضع حقيبتها أمامها وهى تفرك يديها فى قلق نظرت اليه قائله 
حضرتك عرفت ان بابا اتوفى 
عقد سراج ما بين حاجبيه للحظات ثم قال 
آه عرفت
نظرت اليه آيات بمزيج من الدهشة والحزن وهى تقول فى نفسها ومادمت قد علمت فلماذا لم تسأل اذن عن ابنة أخيك ! صمتت قليلا ثم قالت بتوتر وخجل 
حضرتك عرفت ان بابا الله يرحمه كنا عليه ديون واننا بعنا كل حاجة عشان نسدد الديون دى
قال سراج بلامبالاة 
أيوة عرفت دى كمان
صمتت آيات لا تدرى ما تقول كان اللقاء أبرد مما توقعت كادت أن تغير رأيها وترحل دون أن تخبره بالسبب الحقيقي الذى دفعها الى المجئ اليه لكنها تذكرت محنتها فأرغمت نفسها على البقاء نظرت اليه بإستغراب فهو لم يسأل حتى اين تقيم ولا من أين تعيش تنهدت بعمق ثم قالت پألم 
أنا اضطريت أبيع الفيلا وأبيع الشركة والعربية وكل حاجة عشان الديون تتسدد انا بس كنت عايزة من حضرتك 
توترت وشعرت بالخجل فلم تستطع أن تنظر

الى وجهة خفضت رأسها وقالت 
يعني أنا محتاجة وظيفه
أرجع سراج ظهره الى الخلف ران الصمت للحظات ثم قال بصوته الأجش 
طيب تعالى بعد كام يوم أكون حاولت أشوفلك شغلانه
ثم قال 
انتى خريجة ايه 
قالت آيات بلهفة 
بكالوريوس تجارة
قال سراج 
اشتغلتى فين كده 
قالت آيات بتوتر 
لا انا مشتغلتش كده دى أول مرة
ابتسم سراج بخرية ثم ما لبث أن قال 
طيب هحاول أتصرف
فى تلك اللحظة دخل عاصى المكتب نظر اليه والده بدهشة قال عاصى وهو يلقى نظرة على آيات 
مساء الخير معلش مكنتش أعرف ان عندك حد
قال سراج وهو يشير الى آيات 
دى بنت عمك عبد العزيز
نظر اليها عاصى وقد رفع حاجبيه يرمقها بنظرة متفحصة أخدلتها ثم قال 
آيات مش ممكن كبرتى واحلويتي
شعرت بسخونه فى وجهها وقد تضرجت وجنتاها بحمرة الخجل وأخفضت رأسها ابتسم قائلا 
ازيك ايه أخبارك
قالت بخفوت وهى تتحاشى النظر اليه 
الحمد لله
أشار سراج لمديرة أعماله بطرف خفى فقالت على الفور 
بفكرك بإجتماع حضرتك اللى هيبدأ دلوقتى يا سراج بيه
نهضت آيات على الفور وقالت بچرح 
شكرا يا عمو أنا همشى دلوقتى وهاجى لحضرتك مرة تانية ان شاء الله تكون شوفتلى موضوع الشغل
أومأ سراج برأسه وقال بنبرة متعاليه 
ان شاء الله
الټفت عاصى الى والده بعد خروج آيات قائلا بإستغراب 
شغل ايه اللى بتتكلم عنه
قال سراج بتهكم 
ابوها ماټ مديون وسابها على الحديدة ومش لاقيه وظيفه تعيش منها وجيالى أشوفلها شغل
قال عاصى 
وقولتلها ايه
قال سراج بنفاذ صبر 
قولتلها هبقى أتصرف المهم قولى هو انت ايه اللى نزلك القاهرة مش قولت هتفضل فى العين السخنة
قال عاصى بصرامة 
جاى أنخور ورا التيييييييييييت اللى اسمه آدم ده وأشوف أى حاجه أقدر أمسكها عليه والوى دراعه بيها
ثم هتف پغضب 
تصور التييييييييت ده شغل عنده مدير القرية بتاعتنا اللى طردته
ثم قال وكأنه يتحدث الى نفسه 
بس وربنا ما أنا عاتقه هخليه يندم على اليوم اللى فكر فيه انه يقف قصادى ويتحدانى
بمجرد خروج آيات من مكتب سراج أسرعت مديرة أعماله بمهاتفة آدم الذى كان فى منتصف اجتماع هام لكنه استأذن منهم ليرد عليها لظنه بأنها تحمل له أخبارا هامة عن سراج و عاصى قال بلهفة 
أيوة
قالت مديرة أعمال سراج وهى تتلفت حولها لتتأكد من عدم وجود من يسمعها 
أيوة يا دكتور آدم
قال بإهتمام 
فى حاجة جديدة أنا فى اجتماع دلوقتى
قالت بسرعة 
أيوة من شوية جت واحدة وقالت انها بنت أخو سراج بيه
اتسعت عينا آدم دهشة وقال 
آيات 
انتبه زياد الذى كان جالسا على طاولة الإجتماعات الى اسم آيات فنظر الى آدم بإهتمام قالت مديرة أعماله سراج 
مش عارفه اسمها
قال آدم بلهفة واهتمام 
متعرفيش جتله ليه 
قالت المرأة 
كانت جايه طالبه منه شغل
قال بدهشة 
شغل 
قالت 
أيوة قالت ان باباها كان مديون وباعوا كل حاجة الفيلا والشركةوانها عايزه شغل عشان تصرف منه على نفسها
خفق قلب آدم فى لوعة وصمت قليلا وهو يقول 
يعني هى دلوقتى بتدور على شغل وباعت كل حاجة ورثتها 
قالت المرأة 
ده اللى فهمته من كلامها
قال آدم بحزم 
طيب لو جتله تانى بلغينى ضرورى جدا فاهمة
تمتمت المرأة بطاعة 
أيوة فاهمة سلام دلوقتى
خرجت آيات وهى تشعر بالتوتر الشديد هربت دمعة من عينيها وهى تخرج من الشركة كان تعلم بوجود مشاكل بين أبيها وعمها لكنها لم تتوقع أن يقابلها بمثل هذا البرود ما ذنبها هى فى خلافاته مع والدها كيف يعاملها بمثل تلك القسۏة كادت آيات أن توقف سيارة أجرة للعودة الى منزلها لكنها تذكرت بأنها يجب أن تقتصد فى نفقاتها حتى تجد وظيفة تضمن لها مرتب فى آخر كل شهر فهى لا تثق فى أن سراج سيجد لها عملا رغم قدرته على ذلك بمجرد اشارة من اصبعه لكنها شعرت كما لو كان يريد الاڼتقام من والدها فيها ورد ما فعله به وقفت آيات فى محطة الأتوبيس تنتظره مع من ينتظرونه مر بعض الوقت حتى جاء الأتوبيس تزاحم الناس من حولها وهى تشعر بالضيق دخلت الى الأتوبيس بقوة الدفع شعرت بالراحة عندما وجدت مقعد بجوار الشباك مازال فارغا جلست فى مكانها وانطلق الأتوبيس كانت تلك هى المرة الأولى التى تركب فيها المواصلات العامة نظرت من الشباك وهى تريح ظهرها الى الخلف وتستند برأسها على الزجاج تفكر فى حالها وفي مستها المجهول شعرت و كأن شئ ما يلمسها فانتفضت ونظرت الى الرجل بجوارها والذى كان يبدو عليه علامات الهدوء كان ينظر أمامه وقد عقد ذراعيه فوق صدره عادت للنظر الى الشباك تتابع المارة بجوار الأتوبيس وقد شردت مرة أخرى مرة أخرى شعرت بنفس الشئ نظرت بجوارها بطرف عينيها فوجدت الرجل يتشيث فى ظهر المقعد الذى أمامه فقالت فى نفسها لعله تحرك من اهتزاز الأتوبيس فانزاحت حتى التصقت فى الشباك تماما للتتحاشى ملامسة الرجل لها بعد عدة دقائق شعرت بنفس الشئ التفتت تنظر اليه پحده و قد تأكدت بانه يتعمد لمسها بيده القريبة منها وهو عاقد ذراعيه فوق صدره شعرت بالڠضب والضيق نظرت حولها فلم تجد أحدا منتبها لما يحدث انزوت أكثر بعيدا عنه لكنه اقترب بجسده منها ولمسها مرة أخرى تجمعت العبرات فى عينيها أرادت الصړاخ فى وجهة لكنها خاڤت من ڤضح نفسها أمام ركاب الأتوبيس تذكرت أسماء عندما كانت فى وضع مشابه لوضعها وخشت هى أيضا التحدث وتها آيات أما الآن فهى تشعر بما كانت تشعر به اسماء شعور بالنفور والخۏف والڠضب والمهانة والتقزز نظرت اليه وهتفت بصوت منخفض 
لو سمحت ابعد شوية
تظاهر الرجل بأنه لم سمعها ومال يمينا ويسارا وكأن حركة الأتوبيس هى التى تهزه هكذا لم تعد آيات تحتمل اقترابه وملامسته اياها نهضت فجأة وطلبت من السائق التوقف نزلت آيات من الأتوبيس ودموعها فى عينيها أوقفت أول سيارة أجره قابلتها وأملته العنوان حيث انطلق بها الى بيت حليمة
دخلت آيات البيت ولم تجد أحدا به دخلت غرفتها وجلست على ها باكيه كانت تشعر بالڠضب والمهانة أخذت تمسح بيدها المواضع التى لمسها الرجل بيده وكتفه وكأنها تريد ازالة آثاره منها شعرت وكأن تلك الأماكن اتسخت بلمسه اياها كانت ترتعش بالبكاء فأحاطت جسدها بذراعيها وانحنت الى الأمام وهى تغمض عينيها دون ان تستطيع السيطرة على عبراتها التى تنساب على وجهها سمعت صوت هاتفها فنظرت الى حقيبتها الموضوعه بجوارها على ال ثم فتحتها لتجد رقما غريبا كفكت دمعها وكادت أن تتجاهل الإتصال لولا أن تذكرت سراج فلعله وجد لها عملا وأراد ابلاغها ثم فكرت بدهشة كيف علم برقمها لم تنتظر لتعرف الإجابة بل ردت مسرعة وهى تقول بلهفة 
ألو
لم تسمع صوتا فقالت مرة أخرى 
ألو
اتاها صوت آدم قائلا 
أنا آدم يا آيات
انتفض قلبها بشدة وحبست أنفاسها المضطربة ثم قالت بصوت حاولت أن يبدو طبيعيا 
أيوة حضرتك عايز ايه 
على الرغم من محاولتها الا أن صوتها خرج متحشرج مضطرب باكى فقال آدم بقلق 
انتى كويسة 
بدا وكأنها استعادت تماسكها فقالت بحزم 
أفندم حضرتك عايز ايه 
قال آدم وقد ازداد قلقه 
انتى
 

46  47  48 

انت في الصفحة 47 من 99 صفحات