الأربعاء 18 ديسمبر 2024

ادم

انت في الصفحة 43 من 99 صفحات

موقع أيام نيوز


دين 
ثم قالت پألم 
مع انى برده هيبقى عليا أكيد ديون لان المحامى قالى ان الفلوس بتاعة الفيلا والعربية مش هتكفى فهضطر أبيع عربيتي وللأسف معنديش حاجة تانى أبيعها والفلوس اللى باسم بابا فى البنك كمان راحت
قالت أسماء بأسى 
ده ايه الهم ده
ثم قالت بحزم 
بيعي عربيتك وخلى فلوسها ليكي انتى انتى أولى بيها وسيبك من موضوع الديون واللى يسألك قولى ممعكيش

نظرت اليها آيات بلوم وپألم وقالت 
انتى تعرفى ان فى حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بيقول يغفر للشهيد كل شىء إلا الدين وكمان فى حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بجنازة ليصلي عليها فقال هل عليه من دين قالوا نعم قال صلوا على صاحبكم قال أبو قتادة علي دينه يا رسول الله فصلى عليه يعني الرسول مصلاش على المېت صاحب الدين الا بعد ما حد من الصحابة قال انه هيسدد عنه دينه ازاى أسيب بابا من غير ما أسدد دينه
تنهدت أسماء بأسى وقالت 
والله لو كان معايا حاجة يا آيات مكنتش اتأخرت عنك
قالت آيات وهى تنظر اليها ممتنه 
عارفه يا اسماء
قالت أسماء 
أمال انتى هتعيشي فين بعد ما تسيبي الفيلا 
قالت آيات بحيرة واسى 
معرفش معرفش
أغلق عاصى الهاتف وهو يضحك بشدة سأله والده الجالس معه فى المكتب قائلا 
خير متضحكنا معاك
قال عاصى بسعادة 
مفيش آدم كان مسافر القاهرة فبعتله هدية صغيرة نسته بيها لما يرجع
قال أبوه بإستغراب 
هدية ايه يا عاصى 
قال عاصى بتشفى 
ولعتله فى الملهى الليلى اللى فرحان بيه
ضړب سراج بقوة على المكتب فإنتفض عاصى صاح سراج پغضب 
أنا مش قولتلك متعملش حاجة من غير ما ترجعلى يا عاصى
قال عاصى بغيظ 
هو اللى بدأ اللعب پالنار اللى يلعب پالنار تلسعه
صاح سراج پحده 
غبي يا عاصى غبي انت عارف آدم كويس مش من النوع اللى ېخاف ويكش انت عارفه كويس ايه اللى خلاك تتهور كده
قال عاصى پحده 
هيعمل ايه يعنى ولا يقدر يعمل حاجة
هتف سراج پحده 
غور من دامى يا عاصى وتروح حالا القرية تأمن عليها كويس وتخليك فيها اليومين دول لانى واثق ان آدم مش هيسكت وأى حاجة جديدة تبلغنى بيها فورا
ثم صاح محذرا وهو يشير بإصبعه 
واياك حسك عينك تعمل حاجة من غير ما ترجعلى فاهم يا غبي
خرج عاصى من مكتب والده وعلامات الڠضب على وجهه وقف أمام المصعد وهو يتمتم پغضب 
أكنى عيل صغير اعملى يا عاصى واياك تعمل يا عاصى حاجة تقرف
توجه آدم مع والدته الى منزلها يجمع حاجياتها ثم انطلق بها الى العين الساخنة كان آدم شاردا طوال الطريق يفكر بغيظ فيما فعله عاصى بقريته فليس لديه أدنى شك بأنه وراء حړق الملهى الليلى تلقى اتصالات عديدة من شكرى الذى بدا غاضبا لكن آدم طمأنه بأن الخسائر ليست كبيرة وبأن الإقبال على القرية لم يتأثر بتلك الحاډثة لكن آدم صمم على تلقين عاصى درسا حتى لا يتجرأ مرة أخرى على الإقتراب منه أوصل والدته الى الشاليه وتوجه من فوره الى الملهى الليلى عاينه پغضب وهو يتفحص الخسار ثم صاح پغضب 
ابن التييييييييييت
قال زياد بهدئه 
الحمد لله انها جت على أد كده يا آدم كويس ان محدش اټصاب ولا حد ماټ والا كانت هتكون ڤضيحه بجد
خرج آدم مسرعا واجتمع بالحرس الخاص الذى استأجرهم و . أمرهم بما يجب أن يفعلوه قوبل بالإعتراض فى البداية لكن الإعتراض اختفى بعدما لوح آدم بالثمن !
أثناء الغداء قالت والدة سماء 
أنا خارجه النهاردة مع خالتك وجدك رايحين نزور ناس قريبنا فى البلد وهنرجع متأخر
خشت أسماء من البقاء بمفردها فى المنزل فقالت بلهفه 
لا أنا جايه معاكوا
لم تعترض والدتها حانت منها التفاته الى هانى الذى ابتسم لها بسخرية قامت وتوجهت الى غرفتها فكانت رؤيته تسبب لها الغثيان بعد منتصف الليل عادوا من الخارج والكل متعب مرهق توجهت أسماء الى غرفتها ووضعت التسريحة خلف الباب كعادتها كلما دخلت الى غرفتها ما كادت تلتفت حتى رأت هانى أمامها كادت أن تصرخ لكنه وضع يده على فمها يكممه قائلا 
ششششش لو فتحتى بوقك هتبقى ڤضيحه وهقولهم انى كنت نايم فى أوضتك لأنها طراوه وانتى اللى بتتبلى عليا
بكت أسماء وهى تقول له 
حرام عليك بأه أنا بنت خالتك مش واحده من الشارع
كفاية بأه
انتهت تلك الدقائق الكريهة كسابقتها وعاد الى غرفته منشيا شاعرا بالإنتصار أما أسماء فكانت نفسيتها وأعصابها فى الحضيض ظلت تتلوى فى ها بعدما تقيأت بشدة وأصابها الإعياء أغمضت عينيها بشدة وهى لا تتمنى إلا شئ واحد . المۏت
استيقظ عاصى على صوت هاتفه رد بصوت ناعس 
أيوة
صاح الطرف الآخر 
الحق يا أستاذ عاصى فى بلطجية دخلوا القرية بعربيات جيب وكسروا الواجهة والازاز اللى فى المدخل وولعوا فى الجنينة ومحدش عرف يمسكهم 
هب عاصى واقفا وارتدى ملابسه على عجالة ونزل يرى المصېبة التى أصابت قريته وجت النزلاء قد تجمهروا فى الأسفل وهم ينظرون بجزع الى الحريق الكبير المشتعل فى الحديقة والزرع فصاح قائلا 
طلبوا المطافى بسرعة
صاح مدير القرية 
طلبناها يا أستاذ عاصى
صاح به عاصى پحده وهو يرى الزجاج المحطم والتماثيل المهشمة والڼار التى تلتهم كل ما يقابلها 
وكنت فين حضرتك لما ده حصل وفين الأمن
قال مدير القرية بقلق وارتباك 
كل حاجة حصلت فجأة دلخوا بعربيات جيب ورموا ملوتوف على الجنينة وحجارة على الواجهات وعلى ما جينا نتصرف لفوا ومشيوا بسرعة
صاح عاصى پغضب هادر 
اتفضل قفل حسابك وسلم شغلك وشوفلك مكان تانى ديره انت كبيرك أوى تدير حضانة اطفال مش قرية سياحيه
شعر مدير القرية بالمهانة وتوجه الى الداخل مسرعا پغضب وقف عاصى ينظر الى ما حوله بغيظ وقد تعالت صيحات الإستنكار من النزلاء فصاح پغضب 
حد يطلب المطافى
توجهت آيات الى مكتب محامى والدها كانت هذه هى المرة الأولى التى تحتاج لأحد غير والدها وتطلب منه شيئا ما شعرت بحرج بالغ قالت ورأسها منخفض 
أنا محتاجة مبلغ صغير وهمضيلك وصولات أمانه
صمت المحامى قليلا ثم قال متهربا 
انا لو كان معايا فلوس مكنتش أعزها عليكي بس أنا حاليا بمر بأزمة مالية خاصة بعد ما شغلى فى شركة والدك انتهى يعنى أنا زيي زيك
نظرت اليه پألم وقالت 
بس أنا مفيش مكان حتى أورح فيه محتاجة على الأقل أأجر شقة والفلوس اللى اتبقت من بعد بيع العربية مش هتكفي الا ايجار كام شهر ده غير الأكل والشرب والمصاريف
قال المحامى بلامبالاة 
انزلى اشتغلى انتى متخرجة ومعاكى شهادة وأكيد هتلاقى شغل كتير
قالت آيات بيأس والدموع فى عينيها 
طيب حضرتك متقدرش تشوفلى شغل فى أى شركة 
قال المحامى وهو يمط 
هحاول أشوفلك
خرجت آيات من مكتبه تنظر الى الشارع المزدحم وقد امتلأت عيناها بالعبرات نظرت الى المارة فى الشارع پألم وهى تستعد لأول مرة لمواجهة الحياة بمفردها .
حلقة 17
تجولت آيات فى الفيلا تتأمل كل ركن فيها بأعين دامعة تجمع ما يعز عليها فراقه وتضعه فى حقيبتها تجمعت الحقائب فى الأسفل فتحت شرفة غرفة المعيشة ووقفت تنظر الى القمر بأعين دامعة هذه هى الليلة الأخيرة التى ترى فيها هذا القمر من بيتها الذى ولدت وعاشت وتربت فيه من الغد سيكون هذا البيت ملكا لغيرها سيسكنه اناس آخرون ستطأ أقدام غريبة تلك الأرض التى زحفت ومشت عليها أولى خطواتها وتلك الشرفة التى سهرت فيها ليالى طويلة ستشتاق لهواء هذا البيت لجدرانه لآثاثه لأركانه فرت منها دمعة حزينه مسحتها بأصابعها و سؤالا ملحا يتردد بداخلها أين ستذهبين يا آيات ليس لديك مأوى وليس فى حوزتك الا بضعة آلاف من الجنيهات ماذا ستفعلين ! الى من ستلجأين ! لم يكن لك فى هذه الدنيا

الا والدك لكنه رحل رغما عنه ورغما عنك أستستطيعين مواجهة تلك الحياة بمفردك ! قاطع دخول دادة حليمة شرود أفكارها ابتسمت لها حليمة بحنان قائله 
أجيبلك تتعشى يا بنتى
هزت آيات رأسها نفيا وقالت بأسى 
ومين له نفس للأكل يا دادة
نظرت الى القمر مرة أخرى وشردت فى حالها من جديد وهى تقول 
المفروض أسيب الفيلا بكرة ومش عارفه أروح فين
ثم التفتت الى حليمة قائله وهى ترمقها بنظرات حزينة 
هيعز عليا فراقك أوى يا دادة
ابتسمت حليمة بحنان فقالت آيات بصوت باكى 
بجد هتوحشيني أوى لو كنت عارفه انا راحيه لفين كنت خدت معايا بس أنا حتى مش عارفه هعيش ازاى
عانقتها حليمة وأخذت تمسح على شعرها بحنان أجهشت آيات فى البكاء علها تريح صدرها مما يقاسيه من أحزان قالت حليمة بطيبة 
بس أنا باه مش هسيبك يا آيات
نظرت اليها آيات قالئه وهى تمسح عبراتها 
مش هينفع يا دادة أخدك معايا . .أنا أصلا لسه معرفش هعيش فين
ابتسمت حليمة وحى تتأملها قائله 
هتعيشي معايا
نظرت اليها آيات بدهشة فأكملت حليمة 
بيتي القديم لسه موجود مبعتوش سبحان من خلانى ما أحتجش أبيعه وأهو الزمن لف ودار واحتجتله وكمان أن محوشه قرشين من مرتبى اللى كنت باخده من والدك الله يرحمه هتيجي تعيشي معايا ورزقى ورزقك على الله
اغرورقت عينا آيات بالعبرات وهى تنظر اليها لم تتمالك نفسها فأجهشت فى البكاء مرة أخرى وهى تقول بتأثر شديد 
بجد يا دادة مش عارفه أقولك ايه
قالت حليمة بأعين دامعة 
متقويش حاجة أبوكى كان راجل طيب زرع فى حياته الخير وانتى بتحصديه دلوقتى عمره ما عامل حد من اللى شغالين عنده بطريقة وحشة كان بيعامل الناس بطيبة وعمره ما قصر مع حد ولا عمره أذى حد ولما سألته فى مرة عن سر معاملته الحنينة للخدم وللناس اللى شغاله عنده قالى ان النبي صلى اله عليه وسلم قال إخوانكم خولكم أى خدمكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم كان راجل طيب ويعرف ربنا والناس كانت بتحبه ربنا يرحمه هو وأمك
ابتسمت آيات وهى تقول 
يارب يارب ارحمهم
ربتت حليمة على كفتها وقالت مبتسمة 
متشغليش بالك لينا رب وهو أرحم بينا من عباده
ثم قالت 
أما أروح أتمم على الحاجة اللى هناخدها
نظرت آيات الى السماء وقد لاحت ابتسام على وهى تقول بتأثر 
الحمد لله انت كريم اوى يارب
استيقظ آدم من نومه فوجد والدتها فى مطبخ الشاليه تعد الطعام فنظر لها قائلا 
صباح الخير يا ماما
نظرت اليه أمه قائله 
صباح النور يا آدم
قال آدم وهو يقترب منها 
ماما بتعملى ايه روحى ارتاحى وأنا خلاص اتفقت مع واحدة هتيجي تنضف وتطبخ
قالت أمه بحزم 
لا مليش أنا فى الحاجت دى أنا مبحبش واحدة غريبة تنضف بيتي ولا تحط ايديها فى أكلى
قال آدم 
يا ماما انتى تعبانه مينفعش الىل بتعمليه ده الدكتور قال ترتاحى
قالت أمه بعناد 
أنا الحمد لله بقيت كويسة أوى وأقدر أقف على رجلى وأعملى شغل البيت
قال آدم مستسلما 
طيب براحتك
ثم قال يحذرها 
بس لو تعبتى ارتاحى على طول اتفقنا
ابتسمت له
 

42  43  44 

انت في الصفحة 43 من 99 صفحات