ادم
لوضع حاجياتهما .. ثم توجها الى القپر النبي صلى الله عليه وسلم لزيارته والسلام عليه ثم توجها الى مكة
أمرها والدها أن تقول بقلبها بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك .. فعلت مثلما قال والدها .. بمجرد دخولها المسجد الحړام شعرت بشعور لذيذ يغمرها وتنبهت كل حواسها .. نظرت حولها الى المعتمرين لتشعر پسكينة وصفاء .. كانت تنظر حولها بدهشة ورهبة واستمتاع .. شعور غريب لم تألفه من .. كان والدها مستمر فى التلبية وهى كذلك .. حتى وصلا الى الكعبة فأمرها بقطع التلبية .. يالله نظرت آيات الى الكعبة لتشعر وكأن الزمن توقف بها .. وكأن العالم كله ما هو إلا هذه البقعة المباركة ولا شئ سواها
ففعلت آيات .. تذكرت كلام والدها أنهما سيطوفان 7 أشواط تبدأ من الحجر الأسود وتنتهى عنده .. وخلال ذلك تستطيع قراءة القرآن أو الدعاء أو الاستغفار ..
مسحت بيدها هى ووالدها على الركن اليمانى بدون تقبيل وسمعت عبد العزيز يقول
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عڈاب الڼار
طافت آيات وهى تستغفر الله عز وجل وتبكى بحړقة .. مازالت تجهل أسباب بكائها لكن كل ما حولها يجعلها تبكى .. شعرت وكأن البكاء يطهرها .. ويزيل ما في قلبها وروحها من آثام .. استشعرت بأن الله عز وجل يراها الآن .. تفعل ما أمر به .. وتستغفره .. فإزدادت حدة بكائها .. كان عبد العزيز قد سبقها فى أول ثلاث أشواط حيث الرمل أى الاسراع فى السير أما باقى الأربع أشواط فمشى مشيا عاديا استطاع أن يكون قريبا منها فيستمع الى بكائها .. نظر اليها فى حنان وأكمل دعائه واستغفاره وتضرعه الى الله عز وجل لشفاء ابنته وحفظها من كل سوء ..
تذكرت كلام والدها أن عمر رضي الله عنه قال وافقت ربي في ثلاث فقلت يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى فنزلت واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى
آيات يا بنتى .. هتقرى فى الركعة الأولى بعد الفاتحة سورة قل يا أيها الكافرون .. وفي الركعة الثانية بعد الفاتحة سورة قل هو الله أحد
أومأت برأسها ايجابا وبدأت فى الصلاة .. بعدما انتهيت من صلاتها أخذها والدها حيث ماء زمزم .. ذلك الماء المبارك الذى قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم ماء زمزم لما شرب له
شربه عبد العزيز بنية أن يقيه من عطش يوم القيامة ثم الټفت الى آيات قائلا
اشربيه يا بنتى بنية ان ربنا يشفيكي
شربت آيات ذلك الماء المبارك وهى تدعو الله عز وجل أن يشفيها ويفرج كربها ويزيل همها وينير بصيرتها .. شعرت بألن للماء مذاق خاص فى فمها .. لم تشعر من بان للماء طعما .. لكن هذه شعرت وهى تشرب من زمزم بأن له طعما مميزا تمنت أن يبقى فى فمها للأبد .. بعد ذلك عادا الى استيلام الحجر الأسود مرة أخرى بالتقبيل .. ثم توجها الى المسعى وعندما اقتربا من الصفا تلا عبد العزيز قول الله تعالى إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم وكذلك فعلت آيات ..
بعدما صعدا الى الصفا نظرا الى الكعبة واستا ال وردد عبد العزيز ثلاث مرات ومعه آيات
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده
بدأ هو و آيات فى السعى وقراءة القرآن والدعاء والاستغفار حتى وصلا الى المروة .. رددا ثلاث مرات مع النظر الى الكعبه
الله أكبر الله أكبر الله أكبرلا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده
ظلا يسعيان بين الصفا والمروة .. وبعدما أتما الشوط السابع عند المروة قام عبد العزيز بحلق جميع شعر رأسه .. وقص ل آيات مقدار عقلة الاصبع من شعرها .. بدل عبد العزيز ملابس الإحرام بملابسه العادية .. أما آيات فظلت فى الملابس الفضفاضة التى ارتدتها لأداء العمرة .. مكثا فى مكة بعض الوقت وحملا معهما الهدايا وماء زمزم .. وتوجها الى الكعبة وطافا بها طواف الوداع أن يغادرا مكة .. شعرت آيات وهى تطوف طواف الوداع وكأنها تودع شخصا عزيزا .. شعرت بأنها
ستفتقد هذا المكان بشدة .. شعرت براحة وسکينة لم تألفهما من .. شعرت وكأن كل همومها وأحزانها قد زالت وكأنها ولدت فى ذلك اليوم بقلب جديد .. روح جديدة .. شعرت بسعادة بداخلها لا تدرى سببها .. شعرت بأنها ستعود الى هذا المكان مرة أخرى .. بل مرات .. فحنينها لهذا المكان بدأ ولن ينطفئ أبدا
نظرت من شباك الطائرة الى المدينة أن تغادرها .. نظرت لها من السماء بملء عينيها وكأنها تحفر صورتها فى قلبها وعقلها .. أسندت رأسها الى المقعد وهى تتنهد فى راحة .. وتتذكر ما فعلته فى العمرة .. ربت والدها على يدها وابتسم لها قائلا بحنان
مبسوطة يا آيات
نظرت اليه وابتسمت .. اغرورقت عيناه وهو يراها لأول مرة منذ فترة تبتسم بسعادة .. وتلمع عيناها بهجة .. شعر بأنه يرى آيات التى افتقدها والتى اشتاق الى رؤيا ابتسامتها العذبه .. اتسعت ابتسامته وهو ينظر اليها بحنان .. كان ينتظر منها ايماءة برأسها لتجيب بها عن سؤاله كما هى عادتها .. لكن دموعه أخذت فى التساقط على وجنتيه عندما ردت قائله
الحمد لله
الحلقة 14
هبت نسمات الصيف الحارة لتلفح وجه آيات الواقفة فى شرفة غرفتها .. توجهت الى الداخل لتهرب من تلك الموجات الساخنه .. نزلت الى الأسفل حيث قابلت فى طريقها دادة حلمية التى خرجت للتو من غرفة الطعام لتبتسم فى وجهها قائله
كويس هتفطروا مع بعض النهاردة
نظرت اليها آيات وعلى إبتسامه عذبه .. سعدت بها حليمة التى حمدت الله على عودة آيات الى وضعها الطبيعي .. دخلت غرفة الطعام وهى تقول بمرح
خېانه بتفطر من غيري
ت رأس والدها الذى ضحك قائلا
ومن امتى بأه واحنا بنفطر سوا .. أنا راجل بصحى بدرى عشان شغلى وحضرتك بتنامى للضهر
جلست آيات بجوار والدها على الطاولة وقالت
و أصحى بدرى أعمل ايه .. أنا لا شغله ولا مشغله
تناولت قطعة خبر ثم نظرت الى والدها قائله
لسه برده يا بابا رافض شغلى عندك فى الشركة
قال عبد العزيز وهو يرشف من فنجانه
مش مسأله رافض يا آيات .. أنا بس مش عايز أتعبك يا حبيبتى وكمان لما نبقى نطلع الرحلة اللى اتفقنا عليها
قالت آيات ضاحكة
آه الرحلة اللى بسمع عنها من امتحاناتى ولسه مطلعنهاش لحد دلوقتى
ابتسم عبد العزيز قائلا بأسف
أديكي شايفه من ساعة ما رجعنا من العمرة وأنا مطحون فى الشركة .. بس زى ما وعدتك هفضى نفسى فى أقرب وقت ونطلع الرحلة اللى وعدتك بيها
ابتسمت آيات قائله بتأثر
أحلى رحلة ممكن أفكر انى أطلعها فى يوم من الأيام هى العمرة ..بجد كان شعور مختلف عمرى ما حسيت بيه كده
ثم نظرت الى والدها قائله
ياريت يا بابا نطلعها مع بعض كل سنة
قال عبد العزيز وهو يربت على يدها
ان شاء الله يا آيات .. وكمان هنطلع نحج مع بعض السنة دى ان شاء الله
قالت آيات بلهفه
بجد يا بابا .. متتصورش فرحت أد ايه .. أنا من يوم ما رجعت من هناك وأنا نفسى أروح هناك وأشوف الكعبة تانى
قال عبد العزيز وهو ينهض
ان شاء الله نروح تانى وتالت وعاشر كمان .. بس سبينى دلوقتى بأه عشان الشغل بيناديني
شيعته آيات بنظراتها قائله
ربنا معاك يا بابا
أنهت آيات فطارها وتوجهت الى غرفة المعيشة تشاهد التلفاز .. رن هاتفها فردت مبتسمه
ألو .. أيوة يا سمر
قالت سمر
اسمها السلام عليكم يا بنتى
ضحكت آيات قائله
السلام عليكم يا سمر
وعليكم السلام .. ها هتيجي النهاردة
قالت آيات
أيوة طبعا بس له مرجعتش
يلا قومى راجعى وبطلى كسل
ثم قالت
أصلا اللى بتكلمك دى لسه مرجعتش
ضحكت آيات قائله
طيب قولى لنفسك الأول
قالت سمر
أسماء مش عايزه تيجي معانا برده
قالت آيات بحزن
أسماء مش عايزه تعمل أى حاجة .. من ساعة ما مامتها وباباها انفصلوا وراحت عاشت مع مامتها وهى اتغيرت أوى وبعدت عنى أوى حتى لما بكلمها كتير اوى مبتردش عليا ولما بترد ببقى حسه انها عايزه تنهى المكالمة
قالت سمر
بس اللى أعرفه انكوا صحاب أوى
قالت آيات بحسره
أيوة صحاب جدا .. بس هى أسماء كده لما حاجة تضايقها تلاقيها بعدت عن الكل وخدت جمب لوحدها حتى مبترضاش تحكى عن مشاكلها .. أنا فوجئت