الأربعاء 18 ديسمبر 2024

ادم

انت في الصفحة 32 من 99 صفحات

موقع أيام نيوز


الكافيتيريا والبار .. لازم كل حاجة تبقى جاهزة الافتتاح .. هبعت الليسته بالفاكس .. وكمان الاعلانات اللى عملناها عن الموظفين اللى طالبينهم ياريت توقفها لانى خلاص اخترت كل الاستف اللى هيكون شغال فى القرية
قال شكرى فى سعادة 
شكلك مبتضيعش وقت يا دكتور
قال آدم وفى عينيه نظرة تصميم 
معنديش وقت عشان أضيعه .. لازم نبتدى فى أقرب وقت اعلانات القرية .. لازم كل بيت فى مصر يعرف بقريتنا الجديدة

قال شكرى مفكرا 
لسه مخترناش اسمها يا دكتور
قال آدم 
لا خلاص اخترت اسمها .. اسمها هيكون .. قرية جولدن بيتش
أخذ شكرى يلوك الإسم فى فمه قائلا 
جولدن بيتش .. جولدنش بيتش .. مممممم اسم جميل وقوى
ابتسم آدم قائلا 
كنت واثق انه هيعجبك
قال شكرى ممازحا 
أما نشوف الفيروز ولا جولدن بيتش
قال آدم بجدية بالغة 
متقلقش قريب أوى هتتمحى قرية الفيروز من على خريطة القرى السياحية فى العين السخنة
ضحك شكرى قائلا 
أنا واثق من كده يا دكتور .. منتظر الفاكس .. ولو احتجت حاجة كلمنى .. سلام
أنهى آدم المكالمة وعكف مرة أخرى على مطالعة الأوراق التى أمامه وهو يدرس كل خطوة جيدا .. ليضع خطة محكمة لنجاح قريته السياحية .. قرية جولدن بيتش
استيقظت أسماء على صوت صړاخ زوجة أبيها وهى تقول 
انتى لسه نايمة لحد دلوقتى .. قومى شوفى المطبخ يضرب يقلب
قالت أسماء وهى تنظر اليها پحده 
حد قالك انى الشغالة الفلبينية اللى بابا جبهالك
صړخت فيها قائله 
احترمى نفسك يا بنت انتى وإلا والله العظيم أقول لباباكى
نظرت أسماء بسخرية لتلك المرأة التى تكبرها ببضع سنوات فقط وقالت بتحدى 
اعملى اللى انتى عايزه تعمليه
خرجت وهى تتوعدها قائله 
ماشى والله لأقول لباباكى لما ييجى .. وشوفى بأه هيعمل فيكي ايه
تنهدت أسماء بقوة وهى تغطى وجهها بوسادتها لتقلل من حدة أصوات الموسيقى التى انبعثت من غرفة زوجة أبيها
ما كاد والدها يعود من عمله حتى استته زوجته الجديدة شاكية باكية .. فما كان منه الا أن صړخ على أسماء قائلا 
أمك اللى قالتلك تعملى كده .. مش كده .. قالتك تهيني مراتى وتقرفيها فى عيشتها عشان تطفشيها .. انا عارف تفكير أمك كويس .. لو كنتى فاكرة انك كده هتطفشيها تبقى غلطانه انتى وأمك متلزمونيش ولو حد هيمشى من البيت ده هيبقى انتى فاحترمى نفسك يا بنت انتى أحسنلك
شعرت أسماء بالقهر والظلم وقالت 
والله يا بابا معملتلها حاجة وماما ماقالتليش حاجة
صاحت زوجة أبيها قائله 
يعني أنا بتبلى عليكي يعني أما قليلة الأدب صحيح .. يعني أنا كدابه
قال والدها بصرامة 
شوفى يا أسماء مراتى تعامليها زى ما بتعاملى ماما بالظبط فاهمة ولو اشتكتلى منك تانى هزعلك يا أسماء
دخلت أسماء غرفتها ونظرت زوجة أبيها تتابعها فى تشفى .. اڼفجرت أسماء باكية وهى تشعر بأنها وصلت الى أعلى درجات التحميل .. ولن تستطيع تحمل المزيد
توقفت سيارة فارهه أمام بناية أنيقة .. نزل السائق وفتح الباب لينزل من السيارة رجل فى العقد السادس من العمر بدت عليه القوة والصلابة رغم سنوات عمره المتقدمة .. سار فى حزم الى أن وصل الى مكتبه بتلك الشركة الكبيرة .. دخل سراج اليمانى مكتبه لتلحق به مديرة مكتبه ومعها دفترها تذكره بمواعيده لهذا اليوم .. لكنه قاطعها قائلا 
فين عاصى 
أن تتمكن مديرة مكتبه من الرد .. سمع صوتا من خلفها يقول 
صباح الخير يا بابا
نظر سراج الى ابنه عاصى الشاب ذو الثلاثين من عمره والذى يتمتع بعينان تشعان مكرا ودهاءا تستطيع تبينه من أول وهلة .. كانت تعابير وجهه القاسېة تشكل مع ابتسامته الساخرة على ركن فمه صورة منفره تحذرك من الإقتراب من هذا الرجل .. نظر عاصى الى والده قائلا بسخرية 
كالعادة يا بابا أول ما بتحتاجنى بتلاقيني أدامك
أشار سراج الى مديرة مكتبه بالإنصراف .. بدت الجدية على ملامحه وهو يقول 
انت عرفت ان القرية اللى جمب قرية الفيروز اتأجرت 
قال عاصى وهو يجلس 
أيوة عرفت
سأل سراج بإهتمام وهو يضيق عيناه 
مين اللى أجرها .. ومين اللى مساكها دلوقتى 
قال عاصى وهو يمط  
لسه منعرفش
قال سراج بصرامة 
عايز بكرة بالكتير تكون عندى كل المعلومات دى
قال عاصى بثقة 
مدير القرية بتاعتنا هناك كلفته انه يشوفلنا الموضوع ده ومنتظر منه تليفون بالتفاصيل كلها .. متقلقش يا بابا
ثم قال بسخرية 
وبعدين مين الغبي ده اللى رايح يفتح قرية سياحية جمب قرية سراج اليمانى .. دى لوحدها تخليك تعرف أد ايه هو شخص غبي وفاشل ومحسبهاش كويس
ثم قال بثقه وغرور 
متقلقش يا بابا العين السخنة مفيش فيها الا قرية الفيروز .. وهنفضل أكبر و أشهر قرية فيها .. وأى حد هيفكر ينافسنا يبقى بينهى مشروعه بدرى بدرى .. لأن مصيره هيبقى الخسارة .. محدش يقدر يقف أدام سراج اليمانى و ابنه عاصى
أتت الخادمة لتنبئ آيات الجالسه فى حديقة الفيلا بزيارة آخر شخص توقعت رؤيته فى منزلها فى تلك اللحظة .. سمر .. قامت آيات تست صديقتها بلهفة وفرحة ظهرت فى ابتسامتها وعينيها وان لم تستطع التعبير عن ذلك بالكلام .. أجلستها آيات فى حجرة الصالون .. كانت تنظر الى سمر بسعادة .. فلطالما أحبت صحبتها واستمتعت بها .. كانت تشعر معها دائما بالراحة ونفسها تهفو الى الحديث معها .. ابتسمت سمر وهى تقول 
ازيك يا آيات وحشتيني أوى
أومأت آيات برأسها مبتسمة .. فقالت سمر بحزن 
لسه برده مبتتكلميش
اختفت ابتسامه آيات ليحل محلها الحزن .. قالت سمر بحزم 
آيات اللى انتى فيه ده بإيدك انتى .. آيات لحد امتى هتفضلى كده .. فوقى بأه من اللى انتى فيه
نظرت اليها آياتبعبوس فقالت سمر 
آيات يا حبيبتى .. انتى عارفه أن ليه مصاحباكى رغم ان من الواضح ان فى حاجات كتير مختلفة بينا
نظرت اليها آيات فأكملت سمر بجدية 
لانك بنت من جواكى عاملة زى قطعة القطن فى بياضها ونقائها ورقتها
ابتسمت آيات بوهن فأكملت سمر بحماس 
آيات بجد انتى ممكن تكونى أحسن من كده بكتير .. بكتير أوى .. بجد أنا بحبك أوى ولو مكنتش بحبك ما كنتش جيت لحد عندك عشان أقولك الكلمتين دول .. أنا كنت حبه اتكلم معاكى بعيد عن أسماء
ظهرت علامات الدهشة على وجه آيات فقالت سمر 
أسماء كمان بنت كويسه من جواها بس عيبها انها عنيده شوية .. لكن انتى يا آيات بحسك زى الورقة البيضا اللى سهل الواحد يرسم عليها اللى هو عايزه .. وفى نفس الوقت مش ساذجة ولا عبيطة .. لا انتى عاقلة وبتقدرى تواجهى مشاكلك .. عارفه يا آيات الانسان القوى هو اللى يقدر يواجه مشاكله ويحلها
صمتت قليلا ثم قالت بتردد 
فاكرة يوم ما جتيلى المستشفى واتكلمنا عن الحاجة اللى حصلت وكانت مضايقاكى
نظرت آيات الى الأرض بخجل وزفرت بضيق وهى تتذكر قلبة آدم التى تشعرها ذكراها بالضيق ةالنفور .. فأسرعت سمر قائله 
مش بقولك كده عشان أضايقك .. لا بقولك كده عشان افكرك أد ايه انتى كنتى شجاعه .. ولما عرفتى ان كده غلط واجهتيه وقتها رغم مشاعرك القوية نحيته ورغم خۏفك من انه يزعل .. وفرحت أوى بجد بيكي وحسيت أد ايه انتى انسانه قوية
نظرت اليها آيات بحزن فقالت سمر بحنان 
حبيبتى لازم تبتدى صفحة جديدة مع نفسك ومع ربنا يا آيات .. انتى كويسة من جوه بس ده مش كفايه .. لازم يبقى من بره زى من جوه يا آيات .. مش اللى بيحب حد بيسمع كلامه

أومأت آيات برأسها فقالت سمر 
انتى بتحبي ربنا مش كده يا آيات
أومأت آيات برأسها مرة أخرى فقالت سمر بحماس 
أهو ربنا بأه اللى انتى بتحبيه ده أمرك بشروط معينه للحجاب .. ولو شرط واحد مش موجود فيه يبقى الحجاب مش صحيح عارفه ايه هى الشروط دى 
نظرت اليها آيات بحيرة ثم هزت رأسها نفيا .. فقالت سمر بهدوء 
انه يكون ساتر للجسم .. انه يكون واسع فضفاض مش موضح تفاصيل الجسم .. انه ميكنش زينة فى نفسه يعني ميكنش ملفت .. أنه ميكنش شفاف .. انه ميكنش معطر ببرفيوم أو بخور .. انه ميكنش شبه لبس الرجال .. انه ميكنش شبه لبس الكافرات .. انه ميكنش لباس شهره يعني عشان الناس تشاور عليكي وانتى لابساه .. فهمتى يا آيات 
أومأت آيات برأسها وهى تزن فى عقلها ما قالته سمر .. فقالت لها سمر بحنان 
والله يا آيات أنا صعبان عليا أوى أشوفك كده .. لانى حسه انك ممكن تكونى كويسة أوى أحسن منى كمان .. بجد والله مش بجاملك أنا فعلا ساعات بحس انك أحسن منى وممكن تكونى أحسن .. بس انتى خدى خطوة وهتلاقى بعدها ربنا ييسرلك كل حاجة
بدا على آيات التفكير فقالت سمر بحماس 
ايه رأيك يا آيات تيجي معايا المسجد اللى أنا بروح أحفظ فيه .. والله المحفظة كويسة أوى وهتحبيها تحسي انها أختك الكبيرة بجد كلامها جميل بتعد تتكلم معانا بعد ما تسمعلنا تقرألنا اللى هنحفظه .. ايه رأيك تيجي تجربى وان شاء الله الصحبة هتعجبك أوى .. ها ايه رأيك 
فكرت آيات قليلا ثم ابتسمت بوهن وهى تومئ برأسها .. فاتسعت ابتسامة سمر قائلا 
خلاص يبأه ان شاء الله معادنا زى النهاردة لانى لسه راجعه من عندها النهاردة .. احنا بنتقابل فى مسجد قريب من بيتي .. ان شاء الله هاجى أخدك .. ولو عايزه تسألى باباكى اسأليه وعرفيني هيقولك ايه .. وكمان لو عايزة أسماء تيجي معانا قوليلها واقنعيها بطريقتك انتى أقرب ل أسماء منى قولتى ايه ..
ابتسمت آيات فربتت سمر على يدها قائله بإبتسامه 
صدقيني هتبقى أحسن من دلوقتى مليون مرة .. بكرة تشوفى .. بس قولى يارب .. وخليكي معاه
دخلت والدة إيمان عليها الغرفة لتجد أشيائها مبعثرة وعلى الكتب بعض الأطباق الفارغة وعلى الأرض كوب فارغ فهتفت پحده 
ايه ده يا بت يا إيمان أوضتك مالها عامله زى الزريبة كده 
كانت إيمان جالسه فى منتصف ها تلعب فى هاتفها وفى يدها علبة باسكويت تأكل منها .. نظرت إليها إيمان ثم عادت تلعب فى هاتفها دون أن ترد فصاحت والدتها پغضب 
انتى يا بت مش بكلمك .. قومى يا معفنة نضفى أوضتك .. ريحتها تغم النفس
فتحت والدتها شباك الحجرة والتفتت اليها تقول فى ڠضب 
قومى يا بت فزى
نهضت إيمان متثاقله وهى تقول بضيق 
طيب حاضر هروقها
قالت والدتها متهكمة 
أكل ومرعه وقلة صنعة .. ما انتى لو بتتحركى وتهزى لحمك ده هتخسى بدل ما انتى عاملة زى البروته كده
صاحت إيمان پحده 
ماما خلاص مفيش داعى للكلام ده
قال والدتها بتهكم 
بأه ده منظر دكتوره .. ييجوا زمايلك فى المستشفى يشوفوا عفانتك عشان محدش فيهم يبص فى خلقتك تانى
خرجت إيمان من الغرفة توجهت الى الحمام وأغلقت الباب عليها لتهرب
 

31  32  33 

انت في الصفحة 32 من 99 صفحات