الأربعاء 18 ديسمبر 2024

ادم

انت في الصفحة 27 من 99 صفحات

موقع أيام نيوز


وكمان أهلها ناس طيبين
قالت أمه بسخريه 
وعامله زى ضلفة الدولاب
ثم قالت بحماس 
يا ابنى دى خالتك روحية اتصلت بيا امبارح تقولى على حتت عروسة مفيش بعد كده .. انت اللى اتسرعت واتسربعت
قال ابنها 
خلاص يا ماما بأه معدش ينفع الكلام ده
صاحت قائله 
معدش ينفع ليه ان شاء الله هو انت كنت اتجوزتها ده مجرد كلام

قال بدهشة 
يعني ايه 
قالت تشجعه 
يعني تروح تشوف العروسة اللى خالتك روحية جيباهالك
قال ابنها وهو يفكر 
وافرضى بأه معجبتنيش ابقى خسړت إيمان
قالت أمه بتهكم 
بلا وكسة محسسنى انها السفيرة عزيزة .. أقولك يا ابن أمك تعمل ايه .. ما تقولهمش انك صرفت نظر لحد ما تشوف العروسة .. والله عجبتك يبأه تقول لأهل إيمان انك صرفت نظر ومش مستريح .. معجبتكش أهو يبقى مخسرتش حاجة .. ها قولت ايه 
ابتسم ابنها قائله 
فكرة حلوة يا ماما وكدة أبقى مسكت العصاية من النص
قالت أمه بحماس 
وأنا متأكده انها هتعجبك دى خالتك روحية بتقول عليها كلام يشرح القلب
ثم نظرت حولها قائله بحنق 
يلا من هنا أحسن قلبي اتقبض من ساعة ما شوفت البت دى
جلست آيات فى ها تنظر الى الجدار أمامها بعينان ذابلتان من كثرة البكاء .. اقتربت منها أسماء قائله بحنان 
ايه رأيك أشغلك التى فى نتفرج على حاجة سوا 
لم تجيبها آيات .. فجلست بجوارها على ال تنظر اليها بأسى وهى تقول 
آيات .. طب اتكلمى .. مش أنا صحبتك .. قوليلى أى حاجة
ظهرت الدموع فى عيني آيات وهى مازالت تنظر الى الجدار أمامها وتضم قدميها الى صدرها .. قالت أسماء بحنان 
عارفه ان اللى حصلك مكنش سهل .. بس صدقيني بكره تنسيه
أطلقت آيات آهة ألم ثم بدأت فى النحيب بضعف .. فحتى البكاء لم تعد تقوى عليه شعرت بأن طاقتها قد نفذت .. أو على وشك النفاذ .. عانقتها أسماء والدموع تتجمع فى عينيها هى الأخرى وهى تقول 
خلاص يا

آيات .. كفاية عياط بأه
لم يكن بكاءا بقدر ما كان أنينا .. تها أسماء الى أن توقفت عن بكائها فابعدتها عنها ومسحت عبراتها وهى تقول بحماس 
والله بكره تنسيه وتنسى كل اللى حصل ولا كأنه دخل حياتك .. وكلها شهر وشوية ونمتحن ونخلص من الكلية دى خالص .. وننسى سيرتها وكل حاجة عنها
نظرت اليها آيات بضعف وحزن وأسى .. فقالت أسماء بحماس 
بكرة تشوفى وتقولى أسماء قالت .. يا بنتى اللى يبيعك بيعيه .. ده واحد ميستهلش انك ټعيطي عليه أصلا .. هو اللى خسرك مش انتى اللى خسرتيه يا آيات
ثم قالت 
عارفه لما شوفته فى المستشفى ما اعرف الحكاية .. كان باين عليه مضايق أوى وحزين أوى .. يا بنتى والله هو اللى خسر وندم وزمانه ھيموت ويرجعلك .. أصلا عمره ما هيلاقى واحده زيك وهو عارف كده كويس .. والله هو اللى خسر يا آيات مش انتى
تنهدت آيات وهى تغمص عينيها تعبا فقالت أسماء بحنان 
نامى شوية يا حبيبتى
تمددت آيات وقامت أماء بتغطيتها .. وجلست على المقعد المجاور لها .. أغمضت آيات عينيها علها تهرب من واقعها .. فالنوم بالنسبة لها ما هو الا وسيلة للهروب من هذا الواقع الأليم
خرجت آيات من المستشفى وعادت الى الفيلا .. فى المساء دخل والدها اليها وابتسم لها قائلا 
أخبار حبيبتى ايه دلوقتى 
ابتسمت ابتسامه واهنه .. تمنى عبد العزيز أن يسمع صوتها الذى اشتاق اليه طيلة الأيام الماضية .. لكن الطبيب أخبره بأنه أمر مؤقت وبمجرد تحسن نفسيتها ستعاود الحديث مرة أخرى .. وطلب منه توفير كل سبل الراحة لها وعدم التحدث فيما يزعجها .. لذلك كان عبد العزيز يتجنب الحديث عن آدم وعما يخصه .. لكن هناك أمر لابد منه .. جلس عبد العزيز بجوارها وامتدت يده لتنزع دبلة آدم وخاتمه من أصابعها .. ترقرقت العبرات فى عينيها لتسقط على وجهها الحزين .. وهى ترى الدبلة التى ألبسها اياها طآدم تنزع من يدها .. الى الأبد .. قال والدها بصوت باكى وهى يمسح بيده على وجنتها 
أنا آسف يا بنتى .. كان لازم أهتم بالسؤال عنه أكتر من كده .. يمكن لو كنت سألت أكتر كنت عرفت اللى يخليني أرفضه من البدايه .. أنا آسف يا بنتى
ارتج جسدها بالبكاء فضمھا الى صدره قائلا 
مش عايز أشوفك بتعيطى تانى فاهمة يا آيات .. كل حاجة هترجع زى الأول وأحسن كأنه مدخلش حياتنا أصلا .. وبعد ما تخلصى امتحاناتك هاخدك ونسافر بره مصر كلها .. أى بلد تختاريها نعد فيها زى ما انتى عايزه ..
أبعدها عنه لينظر الى وجهها الباكى وهو يبتسم وسط دموعه قائلا 
شوفى بأه أنا ناوى اخليها رحلة تجنن .. وعايزك تستعدى ليها على الآخر .. ولو عايزه أسماء تطلع معانا مفيش مشكلة أنا هكلم والدها .. وأفسحكوا انتوا الاتنين فسحة تجنن .. ها ايه رأيك 
ابتسمت باتسامه ضعيفة مجاملة لوالدها دون شعور بذرة سعادة بداخلها .. فأكمل والدها بحماس مصطنع قائلا 
عايزك تفكرى من دلوقتى وتشوفى ايه المكان اللى تحبيه تروحيه ..هسيب اختيار المكان عليكي أما بروجرام الرحلة فهيكون عليا أنا .. اتفقنا 
أومأت برأسها وهى تمسح دموعها .. جبينها قائلا 
نامى دلوقتى يا حبيبتى .. يلا تصبحى على خير
وضعت آيات رأسها على وسادتها .. التى لم تمضى عليها سوى دقائق قليله حتى تبللت بدموعها المنسابه من عينيها دون توقف .. تراءت أمام عيناها الفيديو الذى رأته ل آدم .. أغمضت عينيها بشدة علها تزيل تلك الصورة من أمام عينيها .. لكن هيهات .. أخذت تفكر كيف يكون فارسها بتلك الأخلاق المتدنية .. كيف لم تراه على حقيقته .. كيف ظنت بأنه فارسها الذى تنتظره .. كيف استطاع أن يخدعها الى هذه الدرجة .. كانت تريد رجلا يحميها ويحتويها ويحبها ويدافع عنها .. لكنها لم تجد أى من ذلك .. أفاقت من حلمها على واقع بشع .. تذكرت ته لها فى السيارة .. سرت قشعريرة باردة فى جسدها .. مدت يدها الى فمها تسمحه بقوة وكأنها تحاول ازالة أى أثر لته .. وكأنها لا تطيق تلك الذكرى .. ظلت تتلوى فوق ها وتعالى صوت بكائها .. أزاحت الغطاء فجأة ونهضت لتتوجه الى حاسوبها .. فتحت صورة آدم لتنظر اليها بتقزز .. تلك الصورة التى كانت تجلس أمامها تتأملها دون كلل أو ملل .. أصبحت الآن تشعر تجاهها وتجاه صاحبها بالنفور الشديد .. مسحت الصورة وكل ما يمت له بصلة .. توجهت الى حساب الفيس بوك لتحظره تماما .. وتطرده خارج عالمها
دخلت والدة إيمان غرفة ابنتها لترحب ب سمر ثم طلبت من إيمان الخروج من الغرفة لتتحدث الى سمر فى موضوع خاص .. خرجت إيمان من الغرفة وهى تبتسم بخبث .. بدأت والدة إيمان حديثها قائله 
شوفى بأه يا سمر .. انتى معزتك من معزة إيمان و على أيوة والله بحبك من يوم ما شوفتك .. بنت مؤدبة وطيبة وأخلاق وكل حاجة رنبا يحفظك يا بنتى
ابتسمت سمر فى خجل وقالت 
تسلمى يا طنط ربنا يباركلك
قالت والدة إيمان 
بصى بأه يا سمر .. أنا مبحبش ألف وأدور فهتكلم دوغرى .. على ابنى قالى انه عايزك
ارتبطت سمر واحمرت وجنتاها خجلا .. نظرت الأرض وقد ألجم لسانها فأكملت قائله 
هو شغال دلوقتى .. هى صحيح شغلانه بيطة بس يا بنتى كل حاجة بتبتدى صغيره وبعدين بتكبر .. وبعدين هو بيقول انه هيدور على شغل تانى أحسن من الشغلانه دى .. ومتقلقيش ولا يكون عندك هم أصلا أنا و أبو إيمان شايلين قرشين ل إيمان و على .. يعني على مش على الحديدة زى ما انتى فاهمه .. لا .. بس هو بيحب يسعى ورا القرش وميحبش يعتمد الا على نفسه
صمتت سمر دون أن تتفوه بحرف .. فأكملت 
هو عايز يلبس دبل على الأقل .. عشان يتقال ان سمر ل على و على ل سمر .. لانه بصراحة ربنا خاېف تضيعي من ايده .. قولتى ايه يا سمر 
بدا الإضطراب على سمر فقالت والدة إيمان بطيبة 
طيب اي حبيتبى هسيبك تفكرى براحتك ومستنية رد منك .. اول ما تردى عليا ان شاء الله هاجى أنا وأبو على نطلب ايدك من ماما .. ماشى يا حبيبتى 
نظرت اليها سمر بحيرة .. فابتسمت والدة إيمان فى وجهها وخرجت لتترك سمر ومشاعر كثيرة متناقضة تجذبها يمينا ويسارا
ظل آدم يبحث عن آيات فى محاضراته يأمل فى أن يراها .. ظل يتجول فى الكلية يوميا عله يلمحها .. لكن لا أثر لها .. علم بأنها لا تحضر الى الكلية .. كاد أن يجن من كثرة تفكيره بها .. أراد الإطمئنان عليها بأى شكل .. لكن كل السبل مقطوعه .. حتى صديقتها أسماء لا تحضر الى الكلية .. ففكر آدم فى حيلة يجذبها بها الى الكلية ليستطيع رؤيتها والإطمئنان عليها .. بمجرد أن انتهى من القاء محاضرته قال وهو ينظر الى طلابه 
المحاضرة الجاية عليها 10 درجات من درجات المادة ولازم الكل يحضرها .. ياريت تعرفوا الناس اللى مبتجيش ان محاضرة المرة الجاية مهمة
خرج آدم من المدرج لتلحق به ساندى قائله 
دكتور آدم
الټفت اليها فقالت كبتسمه 
ازيك يا دكتور أخبارك ايه 
قال بنفاذ صبر 
الحمد لله
قالت بابتسامه واسعه 
عندى ليك خبر حلو يا دكتور
نظر اليها آدم بلهفه ينتظر ما ستقوله .. قالت بمرح 
بابا عجبه المشورع جدا جدا وطالب يقابل حضرتك
لاحت ابتسامه صغيره على زاوية فمه فأكملت ساندى حماس 
قالى حضرتك تحدد المعاد وهو هينتظرك
قال آدم وقد ظهرت علامات الارتياح على وجهه 
تمام يا ساندى هشوف معاد مناسب وأعرفك
ابتسم لها أن ينصرف وهو يفكر فى أنه لم يخسر كل شئ بعد
دخلت أسماء غرفة آيات لتجدها جالسه تطالع كتبها فوق ها اقترب منها مبتسمه وقالت 
ازيك يا يويو أخبارك ايه
ابتسمت آيات وأشارت لها بالجلوس .. جذبت أسماء الكتاب من يدها وقالت بمرح 
خېانة بتذاكرى من ورايا
ابتسمت آيات ابتسامة ضعيفة ثم كتبت على احدى الدفاتر بجانبها 
يا بنتى الامتحانات خلاص قربت وعايزين نخلص بأه من هم المذاكره ده
قرأت أسماء ما خطته آيات بيدها ثم قالت...
الحلقة 12 
انتظر آدم فى توتر الى أن سمحت به سكرتيرة شكرى والد ساندى بالدخول .. دخل مكتبه بثقه وتبادلا عبارات السلام والمجاملة .. ثم قال شكرى بإعجاب شديد 
الحقيقة المشروع الى ساندى ورتنى الملف بتاعه مشروع هايل جدا .. وكمان المنطقة نفسها شوف
ت الصور والسى دى اللى كانوا مع الملف .. وبصراحة المنطقة تحفة
قال آدم بحماس 
وعلى الواقع شئ تانى .. مكان بجد خيال
صمت شكرى قليلا ثم قال 
بس فى نقطة مخوفانى شوية يا دكتور
قال
 

26  27  28 

انت في الصفحة 27 من 99 صفحات