الأربعاء 18 ديسمبر 2024

روايه قلوب حائره

انت في الصفحة 286 من 307 صفحات

موقع أيام نيوز


بنبرة حادة
من إدي لسيادتك الوصاية في إنك تحكم علي قلوبنا بالإعدام
واستطرد متسائلا بعيناي صاړخة 
وبأي حق جاي بتطلب مني أنسي الإنسانة الوحيدة اللي دق لها قلبي واختارها وشاف فيها اللي عاش عمره كله بيدور عليه
إشټعل جسده بڼار الغيرة علي صغيرته وهتف بعدما فقد التحكم بأعصابه 
ده انت بجح قوي وزودتهاهي وصلت بيك الجرأة إنك تقف قدامي وبكل بجاحة تتكلم عن حبك لبنتي!

رفع قامته بشموخ وبثقة عالية أجابه
وإيه العيب في كدة يا سيادة العميدالحب لا هو حرام ولا حاجة تعيبني طالما طالبه في الحلال
واسترسل شارحا 
حضرتك كان ممكن تيجي تحاسبني وتتهمني بالخېانة في حالة واحدة بسلو أنا حبيت بنتك وعيشت معاها قصة حب وخرجنا وعيشنا حياتنا من وراك
واسترسل بنبرة صادقة
لكن أنا أول ما حسيت بمشاعر ناحيتها جيت لحضرتك وطلبت اتجوزها وإنها تكون مراتي بالحلال
بدهاء صاح به لائما بنبرة ساخطة 
قصدك جيت تطلبها لما أنا كشفتك بعد ما عنيك فضحتك في المستشفي يا سيادة الرائد
كان ينظر إليه متعجبا ثورته العارمة والمبالغ بهاسأله مستغربا 
هو ليه حضرتك محسسني إنك قافشني متلبس وأنا بعمل چريمة!
بصوت غاضب هتف مؤكدا 
لأنك فعلا عامل چريمةولو إنت مش شايف كدة يبقي ده عيب فيك يا حضرة
أغمض عيناه باستسلام مع أخذه لنفسا عميقا وزفره كي يهدئ من حالة الذهول والحدة اللتان اوصله إليهما ذاك المستبد الغاضبمن جديد فتح عيناه ونظر إلي ذاك الذي يرمقه پغضب ويقف متصلب الجسد من شدة إحتدامهثم تحدث بعيناي مستعطفة
سيادة العميد حاول تفهمني أرجوك
واستطرد بعيناي رجلا عاشق حتي النخاع
أنا مش هقدر أبعد وأنسي أيسل ولا هي هتقدرأنا حبيتها بجد وأتمني إنك تقدر ده وتحاول تفهمني وتساعدني
ياريت إنت اللي تقدر تفهمني وتقدر خوف الأب اللي جوايا نطقها بنبرة رجل يخشي ضياع إبنته واسترسل بإيضاح
أيسل لسة صغيرة علي الإرتباط اللي أكيد هيشغلها عن دراستها وهيعطلها
واستطرد بقلب مټألم وهو يسترجع بمخيلته حالتها النفسية ومتابعتها مع الطبيب بعد إنتكاستها جراء چريمة إغتيال والدتها البشعة
ده غير إن بنتي مشوشة من يوم حاډثة أمها الله يرحمهاوغير مؤهلة إنها تدخل في علاقة عاطفية أو أي إرتباط رسمي
وبارتياب استرسل بما يؤرق روحه 
أنا متأكد إن إحساسها ناحيتك مجرد شعور وليد اللحظة وهينتهي بمجرد بعدك عنها
بحصافة أردف ذاك الفطن
علي فكرة يا سيادة العميداللي سعادتك عاوز توصله لي أنا عارفه كويس ولمسته من معاملتي مع الدكتورة أول ما مسكت شغلي معاها
واستطرد بدهاء
والمفروض إن التغيير اللي جنابك لاحظته مؤخرا علي شخصية بنتك يخليك تفكر كويس وتتأكد إن المشاعر اللي إتولدت جواها غيرتها للأفضل
وكأنه لا يستمع إلا لصوت عقله المړتعب علي صغيرته وغيرته القاټلة فأردف قائلا بتصميم 
ويدخلها جوة تجربة تقضي علي مستقبلها العلمي
واسترسل شارحا 
أيسل بريئة زي الأطفالولسة بدري قوي لما تفهم وتعرف يعني إيه حب وعلاقة عاطفية بين إتنينبنتي مش حمل عڈاب الحب ووجعه
شعر بتمزق قلب الأب وروحه المعذبة من خلال قرائته لنظرات عيناه وتحدث مطمأنا إياه
وأنا عمري ما هوجعها بالعكسأنا هحافظ عليها وهحميها حتي من نسمة الهوا ومن نفسي
زفر بقوة ثم أشار بسبابته مهددا إياه وهتف بعدما فاض به الكيل 
خلاص يا حضرة الرائدالموضوع منتهي وبالنسبة لطلبك فهو مرفوض وأعتبر ده أمر
واسترسل بصرامة 
ولو حابب ترجع شغلك هنا في الجهاز تقدر تيجي من بكرة
بملامح وجه جادة أردف شارحا
أنا مقدر قلق جنابك علي الدكتورة كأب وقادر أتفهمه كويسلكن لو سمحت ما تخليش غضبك مني يخلي سعادتك تاخد قرارات غير مدروسة وتعرض حياة الدكتورة للخطړ
ثم استرسل بنبرة راجية مطالبا باصرار 
علي الأقل خليني أستمر في حراستها علشان أقدر أحميها
إستشاط ڠضبا وبعيناي تطلق شزرا هتف بهياج 
هو أنت هتخاف علي بنتي أكتر مني يا بني أدم
كاد أن يتحدث فقاطعة محذرا إياه بحدة بعد أن فقد صبره من إصرار ذاك العاشق المرتاب علي من إختارها لتكون خليلة روحه 
نفذ الأمر يا حضرة الرائد وكلمة تانية زيادة هحولك للتحقيق
استساط داخله لكنه إنصاع للاوامر وتحدث بنبرة جادة لملامح وجه صارمة 
أوامر معاليك يا باشا
هتف الآخر بصرامة وهو يشير بكف يده باتجاه الباب
إتفضل
انحني بهدوء مع إيماءة بسيطة للرأس ثم تحرك منصرفا إلي الخارج تحت إستشاطة كليهما كل
من الآخر
زفر ياسين بقوة وقام بوضع كفه فوق شعر رأسه وأرجعه للخلف بقوة كادت أن تقتلعه من جذوره ناره نارينڼار غيرة الأب علي من دللها وعاملها معاملة الأميرات وبات يحاوطها ويحجب عنها عيون وأذي البشروبالنهاية يأتي غريما له يستحوذ علي قلبها البرئ وبعدما كان يملكه هوأصبح يمتلك ركنا ضئيلا بجانب ذاك العاشق المغوار
وناره الأخري متعلقة بذعره علي صغيرته المشتتة العقل والكيان والتي يخشي أن يكون شعورها تجاة ذاك الكارم مجرد تعود علي وجوده معها وتكتشف فيما بعد إكذوبة ذاك الهوي
وايضا إختلاف شخصية كارم الصارمة والتي لم تتماشي مع شخصية وطباع مدللة أبيها وبالطبع سيرفضها كارم بالتأكيد وتنتكس حالتها أكثر وهذا ما لا يتقبله ياسين بتاتا علي جوهرته النادرة
لكنه بذات الوقت يري تغيير حالتها للأفضل وعودة نقائها السابق
زفر بضيق وتشتت ثم
ألقي بجسده فوق مقعده باستسلام وتيه
كانت تتحرك داخل الجامعة بخطوات واسعة قاصدة بطريقها البوابة الخارجية كي تستقل سيارة الحراسة للعودة من جديد إلي مدينتهاوجدت من تتحرك بجانبها والتي نظرت إليها ثم رمقتها بنظرات كارهة وتخطتها بكبرياء تحت نظرات أيسل المتعجبة من تلك المايان
أكملت طريقها وخرجت من البوابة وجدت ضابط الحراسة المسمي ب أحمد كمال ينتظرها بجانب فريق الحراسة السابقانحني برأسه كتحية ترحاب قابلتها بايمائة بسيطةتحرك بجانبها يترقب حوله بتدقيق شديد حتي وصلت إلي العربة واستقلت السيارة تحت عيناي ذاك الأحمد الذي أغلق لها الباب واستدار ليستقل مكانه أمام عجلة القيادة التي شغلها وتحرك للأمام
نظر عليها وجدها عابسة الملامح ويبدوا وكأنها مهمومةأراد أن يخرجها مما هي عليه لكسب ثقتها والتقرب إليها لغرض ما داخل نفسه 
أشغل لحضرتك الكاسيت علشان يسليكي يا دكتورة
كانت شاردة فيمن إختطف قلبها ولبها وباتت تشتاقه وتطوق إلي رؤياه حد الجنونإنتبهت إلي صوت ذاك المتطفل والذي دائما ما يسعي لخلق الأحاديث لجذب إنتباهها يصل أحيانا لحد الثرثرة وهذا ما جعلها تنفر منه وتتحاشي الحديث معهأردفت باقتضاب كي تجبره علي الصمت 
لو احتجت حاجة أكيد هطلبها بنفسيف ياريت تركز في الطريق كويس
أردف بنبرة هادئة متغاضيا عن طريقتها الحادة 
هو حضرتك زعلتي ولا إيه يا دكتورةأنا بحاول أفتح كلام معاكي وأتعرف علي طباعك وإيه اللي بيرضيكي علشان نقدر نتفاهم مع بعض بعد كدة
زفرت بضيق ونظرت لانعكاس وجه ذاك المتطفل ثم تحدثت ببرود ولا مبالاة 
وإنت عاوز تتعرف علي طباعي ليه
واسترسلت بايضاح ساخط 
إنت بالكتير فاضل لك معايا يومين والرائد كارم يرجع يستلم مهمته ومش هنشوف بعض تاني
ضيق عيناه واسترسل متعجبا 
هو ياسين باشا مابلغش حضرتك إنه أعفي كارم المعداوي من مهمة قائد حراسة سعادتك ولا إيه!
إتسعت عيناها بذهول وظهر فوق ملامحها عدم التصديق والارتباك وتحدثت مشككة 
مين اللي قال لك الكلام الفارغ ده
واستطردت بإبانة 
الرائد كارم بنفسه بلغني إمبارح إنه راجع بعد يومين بالكتير
بنبرة جادة تحدث موضحا الأمر لها 
يا أفندم هيرجع فين إذا كنت أنا إستلمت المهمة رسمي إمبارح من ياسين باشا شخصيا
ضيقت عيناها وباتت تهز رأسها بعدم استيعاب لما إستمعت له وهمست لحالها بامتعاض ظهر بين فوق ملامحها 
مش معقولأكيد فيه حاجة غلط
أمضت ما تبقي من الطريق في صمت تام وذهول مما استمعت إليهوبرغم تأكيد ذاك الأحمق للخبر إلا أنها هدأت من حالها متأملة سوء فهم ذاك الأحمد للموضوع
ترجلت من السيارة بعد أن وصلت إلي منزل جدها واختفت بداخله سريعا تحت ابتهاج الضابط أحمد حيث بات يتابعها حتي اختفت عن ناظريهتنفس براحة عالية بفضل توليه منصب قائد الحراسة الخاص بتلك الجميلة حيث تأمل أن باستطاعته جذب انتباه تلك المبهرة والحصول علي قلبها للتقرب من ياسين المغربي وعائلته العريقة النسب والتي تمتلك أموالا طائلة سيستفاد منها حتما في حال زواجه بتلك الجميلة
صعدت الدرج سريعا وهرولت إلي غرفتها واوصدت بابها جيدا ثم ألقت بحقيبة يدها فوق فراشها وباتت تدور حول حالها پجنونعقلها يرفض تصديق ما علمته للتوخطت بساقيها إلي التخت والتقطت من جديد حقيبتها وأخرجت هاتفها الجوال بعد أن إنتوت مهاتفة كارم لتتقصي صحة ذاك الخبر المشؤوم
بسرعة چنونية وجسدا مشتعل كان يقود سيارتهإستمع إلى رنين هاتفه الموضوع أمامهنظر علي شاشته وسرعان ما سرت رعشة في كامل أطرافه وشعر بغصة في حلقه بمجرد رؤيته لنقش إسم مالكة قلبه
ضغط علي سماعة البلوتوث الموضوعة بأذنه وتحدث بنبرة بائسة جراء ما دار بينه وبين ذاك المتعسف 
أيوة يا أيسل
إنتابها شعور بالريبة جراء إستماعها لنبرة صوته البائسة وتحدثت مستفسرة بارتعاب خشية ما هو أت
صوتك ماله يا كارم
تنهيدة حارة خرجت من داخل صدر ذاك العاشق وبات يبحث داخله عن كلمات تعبر عن مدى ألم صدره الموجع فلم يجدزفر بضيق وصل إلي تلك المغرمة مما جعل قلبها ينتفض رعباتحدث بنبرة منهزمة
سيادة العميد أعفاني من مهمة حراستك يا أيسل
شهقة عالية خرجت من فمها وتحدثت باستياء 
يعني الكلام اللي قاله لي الظابط أحمد كمال صح!
زفر بقوة وأردف
معلما إياها
مش بس كدةده أنا طلبت إيدك منه للجواز ورفض
إتسعت عيناها بذهولانتابتها مجموعة من المشاعر المختلطة ولم تعد تعلم ما وجب عليها فعلهأتسعد لسماعها بذاك الخبر الهائلأم تحزن لعدم موافقة والدها لهاسترسل كارم بإبانة
أنا مش قادر أفهم سيادة العميد بيعمل معايا كدة ليه!
بنبرة مټألمة وصوت محبط أردفت 
أنا اتفاجأت بكلام الضابط وهو بيبلغني إنه بقي قائد الحراسة رسميمش عارفة إزاي بابي عمل كدة من غير ما يبلغني
كم أنه محبطا ومؤلم الشعور بخيبة الأمل الذي أصاب كليهما لكنه سرعان ما تدارك الأمر وتحدث مطمأنا حبيبته كي لا تحزن
أنا مش عاوزك تقلقي خالص يا حبيبيأنا مش هستسلم وهحاول بكل قوتي لحد ما أقنعه وأخليه يغير رأيه
نزلت دموعها بغزارة وإنهارت أوصالها جراء فكرة إبتعاده وعدم رؤيتها اليومية للساحرة عيناهإنتفض قلبه ألما بعدما إستمع إلي صوت شهقاتهاكم كانت مؤلمة لروحهتحدث بنبرة حنون كي يهدئ من روعها
إهدي يا حبيبي أرجوك
بدموعها سألته متعجبة
هو ليه بابي بيعمل فينا كدة يا كارم!
إنتفض قلبه حزنا عليها وتحدث بنبرة حاسمة 
ممكن تهدي وتبطلي عياط علشان كدة بتوجعي قلبي عليكي
واستطرد بنبرة عاشق إختزل كل كلمات واحاسيس العشق كي يغمر به حبيبته ويسبح معها داخل بحر غرامهما 
علي فكرة لو ما بطلتيش عياط حالا هحول مسار عربيتي واجي لك البيت وأخدك في حضڼي قدام الكل واللي يحصل يحصل
نزلت مغازلته الخلابة بردا وسلاما علي قلبهاوبرغم دموعها المنسابة وإنفطار قلبها إلا أن لكلماته السحر عليهاتهلل وجهها وإتسعت إبتسامتها الصافية وبدون مقدمات إنتفض قلبها من شدة حبورهاتحركت وتمددت فوق فراشها مع إخراجها لتنهيدة حارة
إبتسم بهدوء ثم تحدث بنبرة حنون في محاولة منه لإخراجها
 

285  286  287 

انت في الصفحة 286 من 307 صفحات