الأربعاء 18 ديسمبر 2024

روايه قلوب حائره

انت في الصفحة 279 من 307 صفحات

موقع أيام نيوز


اطمانت عدم ملاحظة الاخري لشئوشكرتها ثم تحدثت باعلام
أنا هروح أحط العروسة في أوضتي وأبلغ جدو ونانا إني هبات هنا وأرجع تاني
أومأت لها بحبور فانسحبت الاخري تحت ارتياح مليكة وتفاؤلها لتلك الخطوة المهمة في عودة الفتاة إلي مسارها الصحيح وروحها النقية كما كانت بالماضي 
بعد حوالي النصف ساعةكانت تتمدد فوق تخت عزو حاملة الصغيرة التي فاقت من نومها وبدأت بالملاغاةيجاورها ياسين حاملا أنس وعز داخل أحضانه وجميعهم يداعبون مسك التي همهمت وهي تنظر إلي ياسين وتتهادي بجسدها وتتراقص بسعادة 

دادددا دا
ضمتها أيسل لأحضانها أما عز فتحدث إليها مطالبا بدلال 
مسكيقولي عزويلا قولي يا مسكي
أشاحت بسعادة بكفاها وابتسمت له وهمهمت 
دااادا
بوجه عابس هتف متذمرا يشتكيها لأبيه 
يا بابي بقيخليها تقول عزو
ضحكت أيسل وتحدث ياسين موضحا الأمر إلي صغيره الحانق 
يا حبيبي هي لسة صغيرة ومش بتعرف تتكلم
بطفولية مط شفتاه ثم ربع ساعديه أمام صدره وهتف بحنق ظهر بزرقاويتاه
طب ما هي بتنده عليك اهي وبتقول دادي
إبتسمت أيسل بسعادة علي خفة ظل شقيقها الصغير الذي يدخل على قلبها السعادة ويبث روح الحماس داخل نفسها وتحدثت إليه بتوضيح 
يا حبيبي إفهمهي مش تقصد كلمة داديهي بتقول الحروف السهلة بالنسبة لها
طب ما عزو سهل يا سيلا نطقها بوجه عابس مما جعل أنس يحتضنه ويتحدث إليه محاولا مراضاته 
ماتزعلش يا عزوأنا هفضل أقول لها حروف عزو لحد ما تحفظهم وتقوله
إبتسم لشقيقه وتحدث باستحسان بعدما تهللت ملامحه 
شكرا يا أنوس
كان يستمع إليهم بحبور وقلب راضيإنشغل الصبيان بمداعبة شقيقتهما الصغيرةفنظر هو علي أيسل وتحدث إليها بنبرة حنون 
شايفك مرتاحة النهاردة
أجابته بإبتسامة وعيناي لامعة حيث لم تستطع مداراة حبورها 
الحمدلله يا بابيبدأت أتأقلم علي الجامعة ومع أصحابي الجداد والدنيا بدأت تتظبط إلي حد ما
إبتسم لها وعقب بارتياح وقلب مطمأن 
الحمدلله يا حبيبتيربنا يطمني عنك دايما
بعد قليل ترك أطفاله
بصحبة شقيقتهم الكبري وتحرك إلي جناحهدلف من الباب وجدها تقبع فوق تختها ممسكة بيدها كتيب تتنقل بين صفحاته بتمعن وتركيز ويبدوا عليها الإستمتاع بقراءتهوما أن رأته يقترب عليها حتي طوت الكتيب ووضعته جانبا وسألته بإبتسامة مشرقة
الولاد ناموا
جاورها الجلوس وتحدث نافيا 
لسةقاعدين يلاعبوا مسكوالأستاذة شكلها فرحانة باللمة حواليها والسهر واخد حقه معاها
تمعن بمقلتيها ثم أردف بعيناي ممتنة 
متشكر علي كل حاجة عملتيها مع أيسل النهاردة يا مليكة
واستطرد بإبانة 
ماكنتش متخيل إن العزومة ونومها مع أخواتها هيفرقوا في تحسين نفسيتها بالشكل اللي شفته من شوية ده
واسترسل بعدم استيعاب ودهشة
إنت مش متخيلة الحالة اللي سبتها عليها مع أخواتها هناك في الأوضةالبنت كأنها رجعت سبع سنين لورا
كانت تستمع إليه بحبور ووجه متهلل تبدلوا لألم بعدما إستمعت لذكره سبعة أعوامانعمفالفتاة قد تحولت من رقيقة ناعمة إلي شرسة متمردة بعد إرتباط والدها الشرعي بمليكة
تحاملت علي حالها كي لا يلحظ حزنها وتتبدل بهجته إلي شجننطقت بنبرة حنون صادقة 
إن شاء الله مع الوقت هترجع زي الأول وأحسن كمان يا حبيبي
صباح اليوم التالي
فاقت مبكرا من نومها المتقطع بسبب تلك الصغيرة وتحركت إلي منزل جدها ومنه إلي الأعلي حيث حجرتها
إنتقت بعناية ثوبا أنيقا وارتدته مع حجابا بسيطا وقامت بوضع بعض مستحضرات التجميل التي جعلتها فاتنة الجمال مما أرضي غرور الأنثي بداخلها ونال علي استحسانهاخرجت من منزلها في حالة مرتفعة من النشاط وتحركت خارج البوابة
وجدته يقف بانتصاب بجانب سيارته ينظر باتجاهها من خلف نظارته الشمسية واضعا خلف أذنه سماعة البلوتوز الخاصة بتواصله مع فريق الحراسة ويبدو أنه يتحدث أليهم كي يستعدوا للإنطلاق بسيارتهمبمرونة تحرك إلي الباب الخلفي للسيارة إستعدادا لفتحه لأجلها
إقتربت عليه واردفت بنبرة رقيقة كنسيم الصباح جديدة علي أسماع ذاك الكارم
صباح الخير
انحنى فى تهذيب ليفتح لها باب السيارة ورد تحيتها بصوت جهوري 
صباح النور يا دكتورة
أشار بكفه علي الأريكة فنظرت إليه وتحدثت بابتسامه خلابة
ميرسي 
احني رأسه بترحاب مع انتشاء لروحه شعر به جراء نبرتها الرقيقةجلست فوق مقعدها واغلق هو الباب بهدوء ثم تحرك واستقل مكانه أمام عجلة القيادة وقام بإدارة المحرك منطلقا بالسيارة للأمامنظر عليها من خلال إنعكاس المرأة وجدها تسترق النظر إليه فتحدث بنبرة هادئة لعيناي ساحرة أسرتها واربكتها بالوقت ذاته 
إزيك
عقبت بنبرة بدت مرتبكة 
أنا كويسة
إنتبه لهذان الكوبان المصنوعان من الورق واللذان يحتويان داخلهما علي مشروبا دافئا كان قد إبتاعهما من إحد المحال الشهيرة بصنع القهوة ليتناولهما سويا
أمسك كوبا يختلف ما بداخله عما بداخل كوبه ثم إستدار بجسده قليلا وبسط يده باتجاهها بالكوب وتحدث وهو ينظر للأمام مراقبا الطريق بعناية
جبت لك معايا نسكافية وأنا بجيب قهوتي
إرتفعت دقات قلبها كطبول حرب وشعرت بروحها تهيم سارحتا في سماء عشقها الوليد وبلحظة تحول وجهها واكتسي بحمرة الخجل والعشق معا مما جعل قلبه ينبض بقوة إستغربهابسطت يدها وإبتسامة حالمة إعتلت ملامحهاوتحدثت بارتباك بعدما فقدت العثور بداخلها علي كلمات
ده علشاني
إبتسم بخفوت عندما وجد تلبكها وتحدث بمشاكسة كي يرفع عنها خجلها
لا طبعاأنا بس عاوزك تمسكيه لحد ما أشرب قهوتي واخده منك تاني
إبتسامة رقيقة كست وجهها مما أصابه برجفة عڼيفة هزت قلبهواسترسل بنبرة خرجت حنون دون إدراك وهو ينظر لعيناها من خلال إنعكاس المرأة
أنا جبت لك النسكافيه لأني عارف إنك ما بتحبيش القهوة
ضيقت عيناها واسترسلت متعجبة
وإنت عرفت منين إني مش بحب القهوة!
أمسك ياقة قميصه وبات يعدل بها ملاطفا إياها وتحدث بتفاخر مصطنع
من مصادري الخاصة حضرتكاللي قدامك شغال رائد في جهاز المخابرات لو مش واخدة بالك
بإلحاح سألته بدلال نال استحسانه 
إتكلم جد بقي
أجابها بإيضاح 
عرفت إمبارح وأنا عندكم بعد الغدالما قدموا لنا كلنا قهوة وإنت الوحيدة اللي طلبتي نسكافيه
إلتمعت عيناها ببريق السعادة بعدما تيقنت إهتمامه بأدق تفاصيلهافأرادت تطيل الحديث وسألته بمشاكسة نالت إعجابه
طب وده سبب يخليك تقول إني مش بحب القهوة
واسترسلت بمراوغة
مش يمكن أكون بحبها بس مزاجي وقتها كان طالب نسكافيه
بغمزة من عيناه أخرج صوتا بجانب فمه يعني نفيه لإدعائها واسترسل بثقة قد تصل إلي الغرور
كارم المعداوي ما بيخرجش كلمة من غير ما يكون متأكد منها
واسترسل بإبانة 
ده غير إن عندي القدرة اللي من خلالها بقدر أفهم اللي قدامي كويس وأفهم شخصيته
إبتسمت وبدأت ترتشف النسكافية وأقسمت بداخلها أنه ألذ مشروبا تذوقته علي مدار سنوات عمرها بالكاملعلي غير عادته بدأ يراقبها بتمعنتهلل وجهه عندما لمح الفراشات تتلألأ وتتطاير من خلال لمعة عيناها البراقةأردفت هي باستحسان عندما لاحظت تركيزه عليها 
ميرسي بجدالنسكافيه حلو قوي
أنا اللي ميرسي علي اليوم الحلو اللي قضيته معاكم إمبارح نطقها بملامح وجه ظهر عليها الإرتياح
ازاحت ببصرها عنه وابسمت خجلافسألها باهتمام
عجبتك العروسة
دون إدراك منها هتفت بنبرة شديدة الحماس
عجبتني جدا
شعرت بتسرعها بعدما رأت تهلل وجهه المبتسم فأزاحت ببصرها عنه ونظرت جانبها وباتت تشغل حالها بالنظر من نافذة السيارة مما جعله يبتسم وتابع قيادته ومراقبة الطريق ولا سيما النظر من الحين إلي الآخر للتطلع علي
الساحرة عيناها
بعد مرور حوالي إسبوعإصطحب عمر صغيرته إلي مقر عمله كما وعدها سابقا وذلك بعد أن أخذها إلي الطبيب حيث أزال لها تلك الجبيرة بعدما تأكد من إلتئام الكسر وإطمئن علي ساقها من خلال الأشعة التي أجراها لها
كان يحملها محاوطا إياها بذراعيه ويتحرك داخل الرواق المؤدي إلي مكتبهقابلته المهندسة تارا التي كانت تتحرك في طريقها إلي كافتيريا الشركة كي تجلب كوبا من القهوة المحلاة كي تساعدها علي التركيز بعملها وتحمل يومها الشاقتعجبت من ذاك الذي يحمل طفلة صغيرة ويتحاور معها بكثيرا من الود والحنان حيث ظهرا فوق ملامح وجهه الضاحكة علي غير العادةفمنذ أن تعرفت عليه أثناء عملها وهو لا يبتسم أبدا
علي غير طبيعتها الجادة والعملية قطعت طريقه ثم وقفت قبالته وتحدثت إلي الصغيرة وهي تنظر إليها بإبتسامة مشرقة أظهرت برائتها وكم الحب التي تحمله بقلبها للأطفال 
إيه القمر اللي منور شركتنا ده
واسترسلت مستفسرة وهي تنظر إليه 
دي بنت حضرتك يا باشمهندس
بإبتسامة خاڤتة عقب علي استفسارها 
ليزا عمر المغربيبنوتي الجميلة
هاي ليزا نطقتها مداعبة إياها فابتسمت لها الصغيرة وأجابتها بملامح وجه بشوشة
هاي
نظر عمر إلي صغيرته وتحدث بايضاح
دي الباشمهندسة تارا يا ليزابتشتغل معايا هنا في المكتب
هزت الصغيرة رأسها وتحدثت إليها
ازيك يا طنط
إزيك إنت يا ليزا نطقتها بنبرة حنون ثم استرسلت وهي تدعوها للذهاب معها 
إيه رأيك تيجي معايا الكافيتريا نختار حاجة نشربها مع بعض
هتف رافضا بنبرة جادة أحزنت تلك التارا وأشعرتها بالحرج 
شكرا يا باشمهندسة
أردفت الصغيرة بترجي 
أنا عاوزة أروح مع طنط يا بابي
مش هينفع يا ليزا هكذا نطقها بحزم استغربته تارا فهتفت الصغيرة بضجر وتذمر 
أنا عاوزة أروح معاهاعلشان خاطري توافق يا بابي
رق قلبه لصغيرته وبالاخير ضعف أمام عيناها المترجية وتحدث بإبانة إلي تارا كي يشرح لها سبب رفضه علها تعذر ذعره علي صغيرته 
خديها بس ياريت تخلي بالك منها لأن رجلها كانت مکسورة ولسة الدكتور شايل لها الجبيرة إمبارحونبه عليا ما تتحركش كتير عليها
الأن تفهمت سبب رفضه القاطع وبررت له حدته في التعامل معهابسطت ذراعيها والتقطت الصغيرة وطمأنته بتفهم 
ما تقلقش حضرتك
تحركت بالصغيرة واختارت لها بعضا من المقرمشات والمشروبات المفضلة لدي الصغار وجلست بداخل الكافيتريا ليتناولاها معاثم سألتها بفضول الأنثي 
هو أنت عندك إخوات يا ليزا
بعفوية أردفت الصغيرة معقبة 
لا مش عنديعندي مامي مليكة مرات أنكل ياسينوبابي عمر مش كان يعرف إنه بابي أصلامارو هو اللي قال له وقال لي أنا كمان يا ليزا عمر يبقي بابي
واسترسلت بحديث طفولي شتت تلك التي فتحت فاهها بعدم فهم لثرثرة الصغيرة 
بس أنس قال لي إن مليكة مش ماميوقال لي كمان إن مامي طلعت عند ربنا زي بابا أنس ومارو
كانت تستمع إليها بعقلا مشتت وتحدثت بلوم لحالها 
يا ريتني ما سألتكهو أنا ناقصة توهان يا ربيده أنا دماغي في البلالة لوحدها
إبتسمت للصغيرة وناولتها إحدي العلب الكرتونية قائلة بإبتسامة حنون 
خدي يا حبيبتي إشربي العصير بتاعك
تناولته منها الصغيرة فمسحت علي رأسها بحنان وباتت تداعبها بملاطفة
عصرا
داخل حديقة منزل عبدالرحمنكان يجلس بمقعده المفضل يتأمل من حوله إبداع الخالق فيما خلقهب واقفا وتحرك إليها إحتراما بعدما وجدها تدخل من البوابة الرئيسية للمنزلتحدث بنبرة عالية الترحاب لخطوتها العزيزة
يا أهلا يا أهلا يا ثريانورتي بيتك يا بنت عمي
بابتسامة هادئة ردت علي ترحاب ذاك الخلوق 
البيت والدنيا
كلها منورين بوجودك يا عبدالرحمن 
في إشارة منه علي المقعد تحدث قائلا
تعالي إقعدي يا أم رائف
تحركت بجانبه بخطوات هادئة حتي إقتربت من المقاعد التي تلتف حول تلك المنضدة البلاستيكية الصغيرة وقامت بسحب أحدهم وجلست فوقه فتحدث إليها عبدالرحمن
تحبي تشربي إيه يا ثريا
عقبت بهدوء 
ولا أي حاجةما تتعبش نفسك 
واستطردت وهي تحثه علي الجلوس
إقعد علشان عاوزة اتكلم معاك شوية قبل ما راقية تحس بوجودي وتخرج
جلس مقابلا لها وسألها مستفسرا بتوجس
خير يا ثرياقلقتيني
بنبرة هادئة عقبت مطمأنة إياه 
ما فيش حاجة تقلق يا عبدالرحمنإطمنكل الحكاية إني حابة أتكلم معاك شوية بخصوص عز
وانا سامعك كان هذا تعقيبه فاردفت بنبرة حكيمة
أنا ملاحظة في الفترة الأخيرة إن عز بقي عنده وقت فراغ
 

278  279  280 

انت في الصفحة 279 من 307 صفحات