الأربعاء 18 ديسمبر 2024

روايه قلوب حائره

انت في الصفحة 270 من 307 صفحات

موقع أيام نيوز


لو سمحتيأنا كدة مش هعرف أركز في الطريق
رفعت منكبيها بلامبالاة وأردفت بنبرة مستفزة 
مش مشكلتيثم أنا مبعرفش أسمع الموسيقي غير بالصوت ده
واستطردت بتشفي ونبرة ساخرة
مش لو سمعت كلامي من الأول وأدتني إسم البلوتوث كنت كفيت نفسك شړ الصداع اللي إن شاء الله هيجي لك
واستطردت بإبتسامة ساخرة
وأهو علي الأقل كنت هتبقي إنت اللي بتتحكم في مستوي صوت الكاسيت

أردف متسائلا بجدية 
يعني مش هتقفلي الشئ ده
بمنتهي الإستفزاز هزت رأسها رافضة بمشاكسةهز لها رأسه ومرر لسانه فوق شفتاه وأبتسم ثم قرر وأنتوي علي مجاراتها وليرد لها مشاغباتهاوبدون سابق إنذار قام بالإسراع من حركة السيارة وبات يحركها من أقصي اليمين لأقصي الشمال
صړخت وانتفض داخلها عندما شعرت بميل السيارة وازدياد سرعة حركتها بشكل هائل ومفاجئأمسكت بالمقعد الأمامي وتشبثت به بقوة ثم هتفت تترجاه من بين صرخاتها
من فضلك هدي السرعةأنا عندي فوبيا من السرعة الزيادة
إقفلي الجهاز أهدي السرعة نطقها مخيرا إياها ببرود
أمسكت جهاز التحكم عن بعد والمسؤول عن الصوت وضغطت فوق زر الإنخفاضوبالفعل إنخفض كثيرا وعلي عجالة أردفت بإعلام 
أديني وطيتهممكن بقي تهدي السرعة
بنبرة مستفزة تحدث أمرا 
أوبشن توطية الصوت ده مبقاش موجود خلاص يا دكتورةالمطلوب حاليا هو إنك تقفلي الصوت خالصغير كدة هكمل بنفس السرعة لحد ما نوصل
بدون تفكير ضغطت زر الإقفال فابتسم بنصر وبدأ بتهدأة السرعة حتي عادت للمعدل الطبيعيوضعت يدها فوق صدرها وبدأت تعيد تنظيم أنفاسها التي كادت أن تنقطع بفضل ما حدث وتسبب في وصولها لحالة كبيرة من الذعر كادت أن تؤدي بإنقطاع
أنفاسها وللأبد
باتت
تربت بيدها الموضوعة علي صدرها وكأنها تواسي حالهاوتحدثت بأنفاسا متقطعة جراء إرتعابها 
إنت مچنونلا يمكن تكون شخص طبيعي أبدا
ثم حولت بصرها عليه وباتت ترمقه بنظرات حاړقة وهتفت بنبرة ساخطة 
لو فاكر إني هعدي لك اللي عملته ده بالساهل تبقي غلطان ولسة ماتعرفش مين هي أيسل المغربي
واسترسلت وهو تشير بسبابتها بنبرة ټهديدية
أنا هقول لبابي وهخليه يحاسبك علي استهتارك ده
ضيق عيناه وأردف ببرود ولامبالاة
معنديش مانع طبعا إنك تقولي لهوأنا كمان هحكي لسعادته هو ورئيس الجهاز علي اللي سيادة الدكتورة المحترمة عملتهوخلينا نشوف هيكون إيه رد فعلهم علي الموضوع
إحتدمت ملامحها غيظا من شدة إستشاطتها جراء حديثه الذي أشعل روحها من شدة إستفزازهرمقته بنظرة إحتقارية وحولت بصرها جانبا خارج السيارة
إبتسم بانتصار بعدما رأي تراجعها وتحدث كي يزيد من إشتعال روحها أكثر
برافوا عليكي يا دكتورعين العقل
أغلقت قبضة يدها بقوة وكظمت غيظها بداخلها رغما عنها وقضت ما تبقي من الطريق بصمت تام أجبرت عليه
وصل ياسين إلي مقر الجهاز وتابع عمله 
وبعد مرور حوالي الخمس ساعات أمسك هاتفه وطلب رقم حبيبته ليطمئن عليها حيث أنه لم يبيت معها ليلة أمسكانت تبدل للصغيرة ثيابها لتتجه بها إلي الأسفل لمباشرة يومها بصحبة ثرياإستمعت إلي رنين هاتفها الموضوع فوق الكومودمدت يدها وألتقطته وما أن رأت نقش إسم زوجها حتي ظهر علي وجهها الإنزعاجتحدثت بنبرة جادة علي غير عادتها معه
ألو
هو حبيبي لسة زعلان مني ولا إيه نطقها بنبرة حنون مما جعل تلك العاشقة تخرج تنهيدة حارة من صدرها شعر بسخونتها ذاك المتيم الذي تحدث بنبرة راجية
خلاص بقي يا مليكةماتزوديهاش بقي
إتسعت عيناها مما إستمعت إليه منه وعلي أثره هتفت بنبرة حادة 
أنا اللي بزودها يا ياسين!
واسترسلت لائمة إياه 
وإنت لما تقسم عليا الأيام وتنام في جناح ليالي الله يرحمها وتسيبني لوحدي مع بنتك الصغيرة اللي محتاجة رعاية ممنا إحنا الإتنينما تبقاش بتزودها
تنهد پألم لبعض همومه التي مازالت تلاحقه وتنغص عليه عيشته بسبب خشيته علي تدهور حالة إبنتهفهاهو يفعل المعقول واللامعقول كي لا تسوء حالة صغيرته وهي تراه ينسحب كليا من المبيت في منزلهمتحدث بنبرة هادئة كي يخفف حنق تلك الغاضبة
يا مليكة حاولي تقدري ظروفيأنا كام مرة وضحت وقلت لك إن اللي بعمله ده علشان خاطر نفسية أيسل ما تتأثرش أكتركل اللي بطلبه منك هو إنك تصبري معايا شوية
وكأنها كانت تنتظر ذاك الحديث لټنفجر وتعبر عن ڠضبها المكظوم داخلها لشهور عدة ولا تستطيع البوح بهفهتفت بنبرة حادة
لحد إمتي هفضل أصبر يا ياسينأيسل بتتعمد إنها تبعدك عنيوأنا كل ده مقدرة حالتها النفسية ومقدرة حزنها علي ليالي الله يرحمها
واستطردت بنبرة إنهزامية 
لكن أنا كمان تعبت ومبقتش قادرةأنا ولدت بنتي ورجعت بيها علي البيت وعيشت في أسوء ظروف ممكن تعيش فيها ست قايمة من عملية ولادة صعبةأنا رجعت من المۏت بأعجوبة أنا وبنتي
واسترسلت لتذكيره
وإنت سبتني بعد إسبوع واحد وسافرت ألمانيا شهر بحاله وإنت سايبني وسط إكتئاب الولادة اللي كان بينهش فيا وكل يوم بيزيد بسبب بعدك عني
وبرغم إن كل اللي كان بيحصل كان فوق إحتمالي إلا إني إتحملت وصبرت علشان بحبك يا ياسينولا يوم كلمتني في التليفون وحسستك بإني تعبانة أو متضايقة من الوضع بالعكسكنت بدعي لك ربنا يوفقكوكبرت في نظري إنك ما سبتش حق ليالي وفضلت وراه لحد ما جبتهويوم ما رجعت وأخدتني في حضنك نسيت كل حزني وما حسستكش بأي حاجة حصلت لي وإنت بعيد عني
واسترسلت تحت صرخات قلبه لأجلها 
بس كل ده كوم وإنك تسيبني مرتين في الإسبوع وتروح تبات في جناحك ده لوحده بېقتلني يا ياسين
كان يستمع إلي شكواها بقلب ېتمزق ألما لأجلهاود لو كان بجانبها الأن ليسحبها بقوة ويدخلها لأحضانه ليخفف عنها ألامها التي سكنتها بفضلهتحدث قائلا بنبرة أسفة 
أنا أسف يا قلبيوالله أسفأنا عارف إني إتأسفت لك كتير الفترة اللي فاتتبس أوعدك إني مش هبات هناك تاني غير للضرورة القصوى
واسترسل شارحا 
وصدقيني يا مليكةكل اللي إحنا عايشينه ده مجرد أيام صعبة هيجي لها يوم وتنتهي ونعيش حياة طبيعية زي باقي الناس
واستطرد بوعد كي يخفف من وطأة حزنها 
كل اللي أنا عاوزة منك هو إنك تثقي فياوإوعي تنسي إنك الست الوحيدة علي الأرض اللي قدرت تملك قلب ياسين المغربي وتستحوذ عليه
أخذت نفسا عميقا كي تهدئ من ڠضبها ثم تحدثت بنبرة جاهدت في إخراجها هادئة 
تمام يا ياسين
واسترسلت بتهرب 
أنا مضطرة أقفل علشان أكمل لمسك لبسها
بنبرة تقطر حنانا تحدث قاصدا كي يستدعي شعور عشقها الهائل له 
مليكةأنا عاوزك تنسي كل مشاكلنا وتفتكري حاجة واحدة بسإن ياسين المغربيبيعشق التراب اللي بتمشي عليه مراته
وكأن لكلماته واقع السحر علي أذنيهاشعرت وكأن جسدها تخدر وأصيب بتنميلة لطيفة جعلت من روحها فراشة راقصةدون إدراكا منها أردفت بصوت هائم وكأنها تحولت لأخري 
ومرات ياسين بتعشقه
أطلق زفرة شديدة فور إغلاقه الهاتف مع حبيبتهألقي برأسه للخلف ساندا
إياها علي خلفية المقعد وأغمض عيناه ثم بدأ يحرك مقعده يمينا ويسارا بتفكرأخرجه من شروده صوت هاتفه الذي صدح من فوق سطح المكتب
أجاب فور رؤيته نقش إسم عابد
أهلا يا عابد
تحدث عابد بعد أن رد تحية سيده بالعمل ليخبره بإتمام مهمته التي كلفه بها وهي حجز تذاكر لرحلة إلي منطقة الجونة كهدية إلي سليم الدمنهوري 
تذاكر الباشمهندس سليم وأسرته للجونة إتحجزت يا أفندمتحب أكلمه وأبلغه
واستطرد موضحا
لأن لازم ياخد خبر بدل ما يتفاجئ ويتصل بالفندق ويلغبط لنا الدنيا
أردف بنبرة هادئة
ما تقلقش يا عابدأنا عامل حساب كل حاجة وهكلمه حالا بنفسي علشان أشكره
وافقه عابد الرأي واغلق ياسين واتصل برقم سليم الذي رد عليه علي الفور
ياسين باشاأهلا يا أفندم
رد ياسين بنبرة ودودة 
إزيك يا باشمهندس
أردف بنبرة هادئة 
أنا تمام الحمد لله
واسترسل بتبيان 
أنا كنت لسة هتصل بيك حالا علشان أسألك عن رسالة تأكيد لحجز في فندق في الجونة لسة واصلة لي علي الموبيل
باستجواد لذكاء ذاك السليم الذي راهن عليه لعابد أردف قائلا
كويس إنك فكرت في إنك تكلمنيعابد كان قلقان لما قلت له يحجز بإسمك من ألمانيا علشان الموضوع يبان طبيعي وما حدش يشك فيكوقال لي إنه خاېف لتكلم الفندق وتسأله عن الحجز لما رسالة التأكيد توصل لكلكن أنا راهنت علي ذكائك وقولت إنك أكيد هتفهم إن الرحلة هدية مني
إبتسم سليم وتحدث شاكرا كرم ذاك الياسين
متشكر يا أفندم علي هديتك بس مكانش فيه داعي تتعب نفسك
اردف بإبانة
دي أقل حاجة ممكن أقدمها لك علشان أشكرك بيها علي وقفتك معايا ومساعدتك ليا وأنا برجع حق مراتي
واستطرد باطراء
ده غير كرم الباشمهندسة ومواقفها معايا اللي عمري ما هنساها وهتفضل طوق في رقبتي العمر كله
عقب سليم علي حديثه بسمو 
ماتقولش كدة يا سيادة العميدأنا ومراتي ماعملناش غير الواجب واللي أي حد مكانا كان هيعمله
أردف ياسين بثناء 
إنت راجل محترم يا باشمهندس وأنا فخور إني إتعرفت علي شخصية وطنية زي حضرتك
واستطرد بنبرة صادقة 
أنا كان نفسي أستضيفك إنت والباشمهندسة والاولاد عندنا في بيت المغربي علشان أعرف أضيفك كويس وأرد لك ولو جزء من كرمكم عليا
واستطرد بإبانة شارحا له الوضع الأمني
بس طبعا إنت أكتر واحد عارف إنه ما ينفعش اولا علشان أمنك وسلامتكثانيا علشان ماحدش ياخد
باله من تقربنا لبعض وخصوصا لو كانت المخابرات الألمانية مراقباك
وافقه الرأي وتحدث متفهما الأمر
أنا فاهم ومقدر الوضع اللي إحنا فيه طبعا
واسترسل شارحا بحرص 
وعلشان كدة بطلب من سعادتك إن دي تكون أخر مرة حضرتك تقوم بأي حاجة تعرضنا للخطړ أو الشك فينا
أجابه شارحا 
ما تقلقش يا باشمهندسأنا خليت رجالتي عملوا الحجز من نفس المنطقة اللي إنت ساكن فيها وكمان من الخط المشترك بينا اللي إنت عملته لزوم الشغل
واستطرد بفكاهة 
إنت ناسي إنت شغال مع مين ولا إيه يا باشمهندس!
ضحك سليم واردف بمفاخرة 
ودي حاجة تتنسي بردوا سعادتك
أردف ياسين وهو يستعد لإنهاء المكالمة
أتمني لك أجازة سعيدة يا باشمهندس
متشكر يا أفندموهدية مقبولة كلمات نطقها سليم بنبرة شاكرة وأغلق كلاهما المكالمة ليتابعا عملهما
أتي الليل بسكونه الذي يجلب معه الطمأنينة والهدوء للبشر
صعدت إلي الأعلي بعدما تأخر الوقت ولم يعد ياسين أو حتي هاتفها لتطمئن عليهإطمأنت علي صغارها وتأكدت من نومهم ثم تحركت إلي غرفتها وجلست علي تختها وبدأت بمداعبة صغيرتها التي غفت فوق ساقيها أثناء المداعبة
تطلعت إليها وابتسمت بشرودإستمعت إلي طرقات فوق باب الحجرة وبعدها دلف هو حاملا بيده باقة من أروع الزهور التي تعشقها غاليته وباليد الأخري أحد الأكياس الخاصة بأحد دار الأزياء الشهيرة بالأسكندرية
خطي بساقيه للداخل فظهرت من خلفه منى التي تتبعه وهي تحمل بين ساعديها صنية عليها صحنان فارغان وصحنا كبير به الكثير من قطع الحلوي المفضلة لتلك الجميلةوكأسان فارغان تجاورهما قنينة من عصير التفاح المحبب لديهايبدوا وكأن ذاك الحبيب أراد أن يجعلها ليلة مميزة تحفر بذاكرة أميرته الحسناء
نظر عليها وتحدث بنبرة حنون 
مساء الخير يا حبيبي
مساء النور قالتها بسعادة وهي تتناقل النظر بينه وبين باقة الزهور بألوانها البنفسجي والأبيض والزهري مما جعلها رائعةفاسترسل هو من جديد 
مسك نامت
أومأت بدلالوضعت منى محتويات الصنية فوق الطاولة وقامت بترتيبها بشكل لائق ثم نظرت إلي ياسين وتسائلت بتوقير
أي خدمة تاني يا باشا
شكرا يا منىلو إحتجنا حاجة هتصل بيك كلمات نطقها وهو يحثها علي الخروجوما أن خرجت حتي وضع
 

269  270  271 

انت في الصفحة 270 من 307 صفحات