روايه بين الحقيقه والسراب
اروح وراه
ايوه اروح ده جوزي ومش هسيبه بعد كدة وهركب علي أنفاسه وهبقي وراه زي ضله.
وبالفعل خرجت كالإعصار من الغرفة وذهبت اليه ودون ان تدق الباب دلفت اليه ووجدته في الحمام الملحق بالغرفة مالت على التخت بجسدها تنتظره كي يخرج
وما هي الا دقائق معدودة حتى خرج مرتديا رداء الحمام وجدها امامه فقال لها بملامح جادة مكفهرة
واستطرد متهكما
في حبه نكد وتلقيح جاية تخلصيهم هنا تاني ولا ايه بالظبط
لم يعجبها تهكمه عليها ولكن هدات من حالها وقامت واحتضنته من ظهره قائلة بدلال
في ايه يا حبيبي مالك بتتعامل معايا بقسۏة كدة ليه بتستغل نقطة ضعفي ان انا بحبك يعني
نزع يديها من عليه وأدار وجهه اليها قائلا باستغراب
وتابع استغرابه بتساؤل
مالك يا هند فيكي حاجه النهاردة
ده انا كنت لسه معاكي وما شاء الله عليكي سديتي نفسي كالعاده ايه بقى اللي تغير فيكي فجأة يكونش عندك انفصام في الشخصية
ابتسمت على كلامه واجابته وهي تحاوط رقبته بكلتا يديها
رفع حاجبه باندهاش وهتف بتأكيد
اه طبعا الراجل مطالب ان هو يستحمل مراته لكن مش اي راجل يستحمل اي
ست واذا كانت الست دي إنتي يا هند يبقى ما حدش مستحملك في الدنيا دي قدي ولا حد هيستحملك غيري .
حزنت بداخلها من طريقته المقللة لأنوثتها دائما وهتفت بجبين مقطب
عامله زي امنا الغوله اللي ما حدش يطقها ابدا ليه بتتعامل معايا كده
اهو جايه للنكد وهتبداي النكد من اول وجديد اتفضلي روحي على اوضتك احسن يا هند عشان انا تعبان وعايز انام ٠٠٠٠٠ كلمات اعتراضية اجابها بها على طريقتها المعتادة التي لم تتغير ابدا .
تنهدت بتعب من طريقتهم التي من الواضح انها لن تتغير ابدا وردت على حديثه بنبره متأثرة بالحزن
بعد مرور ثلاثه اسابيع على تلك الأحداث حيث تطورت علاقه مالك بجوليا واعترف الاثنان لبعضهم بالاعجاب وكل تلك المدة لن ينسى مالك ما
قصه عليه الطبيب ومنتظرا انتهاء الأسبوع الأخير حتى يعود الى بلدته وتبدا رحله عنائه مع من اقترف هذا الجرم في حقه
اما عن الحبيبين رحيم ومريم فقد ازداد قربهما ببعض وصارت ارواحهم تعشق كل منها الاخرى بعد اعتراف رحيم والذي ماإن انبأها عما في قلبه وعن شعوره تجاهها اصر عليها واحاطها من جميع الجهات حتى سمع اعتراف محبتها له تلك الاخرى
وتلك الشمطاء مي علمت المكان المتواجدة به مريم بعد يومان من خروجها من الدار ولكن تركتها كي تخطط لها تخطيطا عازمة على نجاحه تلك المرة وتحسب للخطأ قبل النجاح ألف مرة ولكنها تمهلت لأنها أحست بأنها انكشفت وأمانها أصبح مهددا وفضلت أن تأخذ هدنة كي تعيد بها حساباتها
بعد ثلاثة اسابيع اعادت راندا بأبنائها الى بلدها محطمة القلب بائسة يائسة مما حدث لها وقلب حياتها راسا على عقب فقد فضلت المكوس هناك حتى تفكر بعيدا عن والديها دون ان يؤثروا على قرارها وعادت اليوم وها هي الآن تجلس معهم تحاكيهم عن ما حدث لها منذ وصولها حتى الان
وما ان استمعوا الى حديثها حتى فتحوا افواههم استغرابا مستنكرين ماقالت
وبعد ان انتهت ضړبت فريده على صدرها مردده بنواح
ياميلة بختك في بناتك يا فريده !
واحده حړقت قلب جوزها وماټ في لحظتها والتانية قعدنا نتحايل عليها جوزها يرجع لما اتجوز عليها
وكادت ان تكمل نواحها الا ان استوقفها جميل مرددا باستغراب
ايه الكلام اللي إنتي بتقوليه ده يا فريدة مين دي اللي حړقت قلب جوزها وموتته
تقصدي ريم
زاغت أعينها وابتلعت ريقها بصعوبة بالغة مما تفوهت به في لحظة ڠضب ولن يتركها جميل حتى تفهمه مقصد حديثها وبالفعل الح عليها في الكلام حتى قصت عليه كل شيء بخصوص ريم
ماإن استمع جميل الى كلام زوجته حتى احترق داخله وباتت علامات الڠضب على وجهه تقص للجالسين مدى احتراقه وغضبه
حتي هتف لفريدة بحدة بالغة
وكنتي عارفه الكلام ده من اسابيع وسايبه الطرطور اللي قاعد في البيت ما تعرفيهوش اي حاجه ولا كأن له لازمه
واستطرد بحزن شديد
والله عال يا ست فريدة يا اللي مش معتبره وجودي من الأساس وسايباني زي الأطرش في الزفة .
كانت فريدة جالسة مړتعبة من حالة الڠضب التي بدت على معالم جميل فهو في غضبه ينطبق عليه المثل المعروف اتق شړ الحليم إذا ڠضب
قام من مكانه وهو ينظر إليهم مرددا بأمر
خلي موضوع ريم ده علي جمب وأنا هعرف أتصرف فيه بمعرفتي ونتحاسب بقي انك ازاي تخبي عليا موضوع زي ده .
كادت ان تتحدث الا انه اشار اليها بكلتا يديه ان تصمت ونظر الى راندا مرددا بملامة مغلفة بالحدة
جايه دلوقتي تبكي بعد ما حذرتك من سنين وقلت لك بدل المره عشرين كفاية كده غربه على جوزك وبرده كان اللي في دماغك في دماغك
واستطرد حديثه بتهكم
اشربي بقى نتيجة انك فضلتي الفلوس علي راحة جوزك في وجوده جنبك انتي واولادك
ياما قلت لك هيجي لك اليوم وهتندمي انه كل مره يبص لك ويطلب منك وكأنه بيترجاكي انك تقولي له اقعد وما تسيبناش وتمشي ما بيلاقيش منك كده بل بالعكس كان بيلاقي منك تشجيع السفر وانه يسيبكم علشان يروح يبني لك المستقبل ويجيب لك الملايين اللي عمرها ما كانت هتكفيكي يا بنتى.
كانت تستمع الى كلماته بدقات قلب عڼيفه فلم يأتي بمخيلتها ان ېعنفها والدها بتلك الكلمات التي مزقت روحها
ثم تنهدت بثقل وألم نفسي انتابها
جراء كلماته وأردفت باندهاش
معقوله انت بتلومني انا يا بابا!
معقوله اكون انا الغلطانه في وجهه نظرك وهو اللي طعني طعڼة غدر !
واسترسلت باعتراض صارم
قد كده مش قادر تفرق مين فينا اللي چرح
التاني مش اي چرح
اجابها متهكما بكلمات خرجت من بين أسنانه بحدة
هو اه چرحك چرح كبير بس إنتي اللي اديتي له السکينة وناولتيها له في ايديه وما صعبتش عليكي نفسك هتصعبي إنتي عليه
واستطرد بملامح وجه مكفهرة
متسائلا
لم تتخيل رده على ما حدث لها ان يكون بتلك الشدة والحدة فهو دائما حنونا عطوفا محتويا لهم في شدائدهم
فنظرت له بعيون تلتمع الدموع داخلها هاتفه باستغراب
كنت متوقعه اني لما اجي اقول لك اني اتخانت مين اللي امنت له واديته عمري وشبابي واستحملت الغربه معاه علشان خاطر نبني مستقبل اولادنا وفي الآخر غدر بيا انك تاخد موقف حاسم معاه مش معايا انا ليه بتعمل فيا كده يا بابا
استوعب سؤالها واردف بنبرة جادة متجنبا حزنها ولمعة عينيها بالدموع
علشان انا عارفك يا بنتي كويس جدا زي ما انا ما عارف ايهاب اكتر منك بكتير كان دايما بيبص لك وهو ماشي ومستنيكي تقولي له اقعد وما تسيبنيش وهعيش معاك بأقل امكانيات بس تفضل في نا وما لقيهاش منك ولا مره ولقاكي انتي مبسوطة بكده
ڠصب عنه ضعف واحتاج للي اي راجل ما يقدرش يستغنى عنه ولقى قدامه فرصة لواحده جميلة عندها فرصه تبقى جنبه لدرجة انها خلته في سنينه الأخيره ما بقاش يطلب ولا يترجى ان هو يقعد وبالرغم من انه متجوزها من خمس سنين وإنتي كنتي بتروحي كل سنة الا انك ما حسيتيش
واسترسل بنصح وارشاد
وانا بنصحك نصيحة لوجه الله وبالرغم من ان انا عارف ان انتي مش هتقبليها ولا هتعملي بيها حاجه لكن واجبي عليكي كأب خاېف على بنته انك طالما ما حسيتيش يبقى ما تفكريش وما تخربيش بيتك واولادك واصفحي وسامحي وخليكي كريمه زي ما انا دايما مربيكم .
عثت في جوفها حربا أشد من أن تتحكم بها ومن أن ټقاومها بسبب كلمات والدها التي لم تتوقعها بالمرة فبدلا من ان يخفف عنها المها بل زاد الچرح چرحا وضغط عليه جعلها صړخت صړخة عالية مرددة بتصميم
عايزني اسامح في اللي خاني واتجوز عليا اتجوز عليا انا راندا !
ده لو جالي راكع مش هسامح وهتطلق وهحرق قلبه وهخليه يندم على اللي عمله معايا بدل المره ألف مره وهندمه على كل لحظة غدر وخېانة عملها فيا .
صفق بيديه مرددا بسخريه
برافو برافو إنتي كده البنت اللي هي اللي عرفت تجيب حقها من جوزها ابو عيالها هو إنتي ناسيه ان انتم بينكم بنت وولد في سن حرج وما ينفعش اللي إنتي بتعمليه ده خالص ولا ايه بالظبط
واسترسل حديثه بحدة
لتاني مره هنصحك نصايحي اللي عمرك ما بتاخدي بيها ابدا و هقول لك ما تمشيش في طريق الخړاب علشان إنتي اول المتدمرين بس المره الجايه الدمار هيوجعك لانه هيبقى في اعز ماليكي وساعتها هتقولي يا ريتنى سمعت كلامك زي ما قلت لك نفس الكلام ده كل مره جوزك بيرجع ومسافر فيها واللي في دماغك في دماغك فكري في كلامي مره واتنين وعشره وساعتها هتعرفي ان الراجل الكبير اللي واقف قدامك ده نصيحته ونظرته لقدام في محلها
كل ذلك وفريدة صامته ولكن استفزها حديث جميل مع ابنته بعد ان قصت له خېانه زوجها لها مرددة باعتراض
كلام ايه اللي انت بتقوله ده يا جميل يعني خاڼها واتجوز عليها وفي الآخر بتطلعها هي اللي غلطانه ده يغور في ستين داهية الصنف اللي زي ده .
لم ينصدم جميل من رايها فهي دائما قوية الشخصية رغم انها تقف بجانب الجميع دائما ولكن لن ولم تسمح لاحد في يوم من الأيام ان يهين ابنائها
ربع ساعديه حول صدره ونظر اليها نظرات لوم مرددا بتنبيه
عيب الستات إنهم عاطفيين وبيبصوا تحت رجليهم ما بيبصوش للمستقبل ويشوفوه هي لو كانت بصت للمستقبل من زمان وحطته قدام عينيها ما كانش جرى لها
واسترسل حديثه وهو يعطيهم ظهره مرددا بإبانة
وطالما ده رايك انتي كمان انا هسيبكم تحلوا المشكله مع نفسكم وتعملي اللي على كيفك يا راندا بس بعد كده ما تجيش تقولي الحقني يا بابا علشان اللي إنتي رايحه له طوفان بدل ما ټغرقي بيه جوزك لوحده هتغرقي معاهم انت والمساكين ولادك اللهم بلغت اللهم فاشهد .
نظرت راندا پانكسار وحيرة الى والدتها والدموع تكسو وجهها كالشلالات لم تعرف ماذا يقصد اباها
امن الممكن