روايه سجينه جبل العامري
فقالت بجدية تقترب منه واضعة يدها الاثنين أمام صدرها
مكنش ليه داعي كل اللي عملته
ألقى بالمنشفة على الأريكة ونظر إليها بحدة وانفعال منذ الصباح تثرثر بنفس الحديث ولا يشغل تفكيرها إلا مظهرها أمامها كيف لها أن تقول ما حدث له بهذه السرعة! أليست زوجته هي! ضغط على حروف كلماته بانفعال يماثلها
بالنسبالي أنا ليه ستين داعي.. اتجرأت وعرضت عليكي أنها تهربك بعد كده هتعمل ايه لازم تقف عند حدها يا إما ترجع مكان ما جت
هو أنت محموق كده ليه! أنا مش فاهمه
عبثت ملامحه زافرا الهواء من رئتيه بانزعاج شديد قائلا بحدة يتقدم منها
محموق علشان كنت متوقع تهربي لو كان اللي في دماغي صح وهي نجحت أنها تخرجك بره الجزيرة كان زماني بدور عليكي ومش لاقيكي
وأنا أهمك في ايه
اشاح إليها بيده بهمجية ينظر إليها باستغراب شديد وعيناه تطلق الشرر نحوها فيكفي ما تخفيه عنه
أنتي مراتي بلاش جنان
لحظات من الصمت حلت عليهما معا شعرت بحړقة تخرج من بين شفتيه مع نطقه بتلك الكلمات البسيطة التي تدل على أنها ملكه هو حمحمت واعتدلت في وقفتها قائلة برفق
ابتسم ساخرا يشير إليها بيده باعثا إليها اليأس من خلال نبرة صوته الساخرة ونظراته المتهكمة بسبب حديثها
يبقى كده مش هتخرجي من الجزيرة أبدا
أبتعد من أمامها في الغرفة فعادت للخلف تتمسك بأحد أعمدة الفراش تنظر إليه وهو منشغل عنها يعطي إليها ظهره تذكرت ما حدث في الجبل وهي أخفته عنه طوال الوقت تفكر وتحاول الوصول إلى أي شيء تبحث بين العاملات في المنزل تحاول أن تأخذ الحديث منهن عنوة ولكن لا فائدة لا والدته تتحدث ولا شقيقته وليس هناك ما تستطيع الوصول إليه من خلال أي أحد وإن لم تقدم خطوة للأمام ستبقى حقا عمرها كله هنا دون معرفة شيء ولن ترحل كما قال
أنا عايزة اعترفلك بحاجة
استقام في وقفته واستدار ناظرا إليها بهدوء دون انفعال يتابعها منتظرا أن تقول ما يريد أن يستمع إليه
حاجة ايه
ابتلعت غصة وقفت بجوفها عرقلت الحديث على شفتيها أبصرت عيناه الحادة بتوتر شديد والرهبة ټقتلها
أنا خرجت وراك وأنت في الجبل
جلست خلفها على الفراش حائرة خائرة القوى لا تدري لما لا تصدق ما هو عليه ولا تدري لما إلى الآن تلتمس العذر لوجودها
قالت تنظر إليه باستغراب والحيرة تنهش عقلها تشتته أكثر مما هو عليه
واللي أكد رفضي.. الراجل اللي كان بيصوركم يا أما هو معاك يا إما هو ضدك
أقترب منها وأخذ الهاتف من يدها منفعلا بضراوة مما فعلته يصيح بصوت حاد خشن ناظرا إليها بحدة
أنا عارف إنك خرجتي ورايا.. وكنت مستني إنك تيجي تقولي لكن مكنتش أعرف أنك صورتي اللي حصل
لم
تستطع الحديث أمام نظراته عليها التي اربكتها للغاية دوما كانت لا تخاف لا تهاب أحد ما دام ما تفعله لا يغضب أحد ولا يؤذيه ولكنه الوحيد الذي جعل قلبها يرتعش داخل قفصها الصدري وتخاف من تلك اللحظات الھمجية التي يمر بها..
اخترق صوته أذنها يسأل باحتدام وحنق
صورتي ليه
خرجت منها تنهيدة أكثر حيرة وارتباك فهي إلى الآن لا تجد سبب واضح وصريح فعلت هذا من أجله قالت بتشتت
معرفش يمكن علشان يبقى دليل في ايدي يدينك رغم إنك مش ظاهر أو يبقى سبيل الخروج لو حبيت بعد كده.. بجد معرفش بس لقيتني بعمل كده
عبث بالهاتف بعد أن استمع حديثها قليلا يتمسك به ثم أقترب يقف أمامها شامخا يلقيه جوارها على الفراش قائلا بحدة وشماته
واديني محتلك سبيل الخروج...
أكمل مبتسما بشړ وسخرية بذات الوقت يقترب بيده منها يملس عليها برفق
علشان مافيش خروج يا غزال
تعلقت بعينيه تذكرت ذلك الرجل متعجبة لتقل دون إنذار
مشوفتش منك رد فعل على الراجل اللي كان بيصورك
أبتعد يرسم الحيرة على وجهه واضعا يده الاثنين بجيوب بنطاله يقف شامخا كما عادته في تلك المواقف قائلا بقسۏة ظاهرة عليه
هعرفه.. متقلقيش
أبتعد أكثر ليخرج من الغرفة فوقفت سريعا وجذبته من ذراعه متعلقة به تحيط عينيه بنظراتها المتوسلة وملامحها الواهية ونبرة صوتها تخرج بخفوت وارهاق
جبل... مش عايز تقولي حاجه!
حرك عينيه عليها ينظر إلى كل ما بها ويصل