الخميس 19 ديسمبر 2024

روايه احرقني بالحب بقلم ديانا ماريا  كامله

انت في الصفحة 11 من 15 صفحات

موقع أيام نيوز

أنا راضية المهم أنك بقيت كويس 
ظهر الذنب بقوة على وجه إياد فنظرت له هديل پخوف من أن تكون أخطأت 
حينها تقدم حسام وقال بنبرة قوية حكيمة اسمعني يا إياد ساعات ربنا بيديك اختبارات أنت ممكن متكونش فاهم ليه أو إيه الحكمة منها بس بتعرف قدام أنه الاختبارات دي كانت علشان تبقى أقوى وتقدر تواجه الحياة بفكر وشخصية أحسن وأنضج وممكن متعرفش أبدا السبب لكن خليك واثق أنه خير ليك دي طريقة تفكير اتبنتها من فترة طويلة وصدقني ارتحت جدا 
ثم وضع يديها على كتف هديل ونظر لها بحب متابعا ودلوقتي بشوف نتيجتها 
عاد يحدق لإياد الذي هدأ روعه بعض الشيء وأردف يعده وبعدين متقلقش على هديل بعد كدة هي معايا دلوقتي 
رفعت هديل بصرها تشكره بعينيها بامتنان حين اطمئن إياد وهدأ وشرع يحدثها فيما أخبره به الطبيب وأن تلك العملية كافية وصحته باذن الله ستكون مستقرة من الآن فصاعدا 
بعد قليل أخبرته هديل أنها ستذهب الآن وستعود في وقت لاحق وقد اطمئن إياد وذلك بسبب وجود حسام الذي يحب أخته ولن يسئ معاملتها كزوجها السابق سلمت هديل على إخوتها ووالدتها لم يكن والدها موجودا ولم تهتم بمكانه 
صعدت مع حسام لشقته الذي قال بابتسامة وهو ممسك بيدها إحنا هنقعد هنا مؤقتا لحد ما ننقل في الشقة التانية أنا بجدد فيها شوية حاجات علشانك لو عايزة أي حاجة بلغيني بيها أو تقدري تروحي تتابعي بنفسك كل حاجة 
هزت رأسها بالنفي مبتسمة فهي تثق في ذوقه وذلك الأمر هو في آخر أولوياتها الآن 
حين دلفوا للشقة توترت هديل بشدة فهي للمرة الأولى لوحدها كليا مع حسام وهي لا تعلم ماذا يتوقع منها كما أنها لم تحدثه عن چروحها 
وقف أمامها فازدادت نبضات قلبها إلا أن كلماته التالية اراحتها بشدة حين تحدث بلطف لو عايزة تنامي نامي أنا هسيبك ترتاحي وهشتغل شوية أنا واخد النهاردة إجازة علشانك عندنا كلام كتير نقوله لبعض 
لم تدر بما يريد التحدث لكنها مرتاحة لتأجيل ذلك الحديث فهي متعبة وتريد النوم براحة على سرير حقيقي منذ أشهر طويلة 
تقدم لها حسام وقبل جبينها بعمق ثم ابتعد وقال بنبرة عاطفية دافئة وهو يمرر يده على خدها مش عايزك تفكري في حاجة خالص دلوقتي أنت دلوقتي معايا أنا وليا 
أرشدها لغرفته ثم تركها إلى راحتها بعد أن أخبرها أن ابتاع لها بعض الملابس نظرت هديل للغرفة باستكشاف فهي تشبه حسام بالفعل رغم تلك الواجهة الباردة التي يظهرها داخله دافئ وحنون للغاية 
بعد تلك الأشهر التي قضتها في السچن رغبت في الاستحمام بشكل حقيقي وبماء كافي دون استعجال وعلى راحتها فولجت للحمام المرادف للغرفة 
بعد أن انتهت لم تجد في الحمام ما ترتديه إلا روب حمام الخاص فتناولته كان كبيرا عليها مما جعلها تبتسم بشغب وهي تستعيد بعض المرح الذي فقدته 
حين عادت
للغرفة سمعت جرس الباب الذي يرن بشكل متواصل فتعجبت لأن حسام لم يفتح إلا أنها حين خرجت للصالة لم تجده فتساءلت أين ذهب ومن الذي سيأتي الآن
لمحت على الطاولة مفاتيحه فابتسمت وهي تتقدم للباب وتقول بتوبيخ مرح أنت نسيت المفاتيح يا حسام طب كنت قول أنك هتنزل 
حين فتحت الباب تجمدت ابتسامتها وارتبكت مقابل صدمة الفتاة التي أمامها 
كانت سارة پصدمة كبيرة تنظر لهديل التي ترتدي ثوب حسام وواضح من هيئتها أنها انتهت من الاستحمام للتو 
لمع الحقد في عيونها وقالت باحتقار أنا مكنتش أعرف أنك بالرخص ده مع أني مرتحتش لما شوفتك إنما لحقتي تخرجي من السچن علشان ترمي شباكك حواليه طب لو كان عايز كان خد حد يستاهل مش أنت!
الجزء 15
بهتت هديل من هجوم سارة غير المتوقع وشحبت من كلماتها السامة التي اخترقتها ولم تكتف سارة بذلك بل تابعت بغيظ وهي ترمقها باشمئزاز من أسفل لأعلى بس على العموم ده اخرك وتمامك ليلة وخلاص وبعدها هيرميك علشان يدور على واحدة تانية ولما يجي يتجوز هياخد إنسانة من مقامه نضيفة مش 
ابتلعت سارة باقي كلماتها حين سمعت صوت حسام المدوي يهتف بها سارة أقفي عندك ومتكمليش!
وقفت سارة مكانها بينما حسام يصعد السلم ممسكا ببعض الأكياس في يده شعرت سارة بقلبها ينتفض من نظرات حسام الحاړقة والڠضب الواضح على وجهه حتى أن هديل انكمشت خوفا من نظراته الحادة مع أنها لم تكن موجهة إليها 
وقف حسام أمام سارة التي تراجعت للوراء پخوف بسبب العصبية الشديدة الظاهرة عليه خصوصا حين تكلم بصوت ينتفض ڠضبا رغم نبرته الهادئ أنت وبأي حق تسمحي لنفسك تتكلمي مع مراتي بالشكل ده إزاي توجهي بيها إهانات زي دي! أنت نسيتي نفسك ولا إيه!
اتسعت عيون سارة صدمة مما قاله وحدقت لهديل وهي تردد مراتك!
تحدث بنبرة خشنة حادة أيوا مراتي وحتى لو مكنتيش تعرفي ملكيش حق تتكلمي معاها كدة أبدا إيه هاخد رأيك في حياتي الشخصية ولا استأذنك قبل ما أعمل الحاجة الأول
حاولت سارة التبرير بارتباك ا أستاذ حسام أنا أنا 
قاطعها حسام لينهي النقاش ببرود مش عايز أسمع حاجة تقدري تلمي حاجتك وتدوري على شغل تاني من بكرة 
ارتسم الړعب على ملامح سارة التي أسرعت تتوسله أستاذ حسام أنا آسفة والله بس متمشنيش حضرتك عارف أد إيه أنا محتاجة الشغل 
كانت قسمات حسام جامدة حين رد عليها بوجوم كان لازم تفكري في الكلام ده كله قبل ما تغلطي 
نظرت حينها سارة لهديل التي كانت تتبنى موقف الصمت تراقب الموقف ووجهت لها كلامها برجاء مدام هديل أنا بعتذر على اللي قولته بس حاولي تقنعي أستاذ حسام أنا بجد آسفة مش عايزة أمشي من الشغل 
شعرت هديل بالشفقة عليها وعلى هيئتها الباكية المتوسلة رغم حديثها الچارح منذ قليل فاقتربت من حسام ووضعت يدها على ذراعه تشد عليه قائلة بنبرة هادئة خلاص يا حسام سامحها علشان خاطري المرة دي 
ثم نظرت لسارة متابعة بتردد أنا متأكدة أنها مكنتش تقصد 
برغم انها شعرت حقا في أعماقها أنها كانت تقصد جرحها وإذلالها! ولكن ولأنها مرت بموقف شبيه فهي تتفهم الحاجة الشديدة التي تدفع سارة للتوسل من أجل وظيفتها ولم ترد أن تكون سبب لقطع مصدر ډخلها فقررت مسامحتها 
التفتت لها حسام يقول بصرامة ونظرة عدم

التصديق في عينيه أسامح إزاي دي هانتك!
ابتسمت له ابتسامة باهتة هي اعتذرت خلاص اديها فرصة تانية أنا متأكدة أنها مش هتغلط 
زفر حسام بحنق وصمت للحظات قبل أن يقول في النهاية موجها حديثه لسارة بتحذير بارد ماشي هعديها المرة دي بس أي غلطة تانية يا سارة مش هتساهل معاك أبدا 
انتفضت سارة بفرح غير مصدقة أنه سامحها خصوصا أن حسام معروف بصرامته الشديدة في العمل وأكدت بلهفة أيوا مش هغلط تاني أكيد يا أستاذ حسام 
نظر لها حسام بعدم رضى قبل أن يقول بحزم فين الورق اللي جيتي علشانه
على الفور أخرجت له سارة الورق بطريقة بدت خرقاء بالنسبة لتوترها أخذها منها حسام ثم صرفها فورا حينها انتبه لهديل التي تقف بروب حمام فقط فدخلوا على الفور قائلا لها بتوبيخ أنا مخدتش بالي أنت لابسة إيه ليه وقفتي كل ده برة
كانت شاردة في كلام سارة فتنهد حسام قبل أن ياخذها من يدها ليجلس معها على الأريكة ويضع ما بيده أمامه 
أخذ يديها بين يديه يحثها على الاستماع له أنا مش عايزك تفكري في أي حاجة اتقالت يا هديل صحيح أنا مسمعتش الكلام من أوله بس أنا مش عايز حاجة تأثر فيك بسهولة كدة ارمي كلامها ورا ضهرك أنت لولا أنك منعتيني كنت مشيتها وريحتك خالص منها 
كانت متعبة نفسيا وجسديا فنظرت له بصمت قبل أن تقترب منه وتريح رأسها على صدره فضمھا له بحنان 
قالت بصوت منخفض يظهر به البكاء الموضوع مش كلامها وبس يا حسام أنا
مش عارفة أقولك إيه بس أنا هشة جدا من جوا وبرة السنين اللي فاتت كانت صعبة أوي لدرجة أني لحد دلوقتي مش مصدقة أنه كل حاجة انتهت وأنا دلوقتي معاك أنا مش قوية يا حسام أنا ضعيفة أوي 
اشتدت ذراعي حسام حولها قائلا بنبرة قوية لا طبعا إيه الكلام ده هديل أنا دلوقتي بس عرفت أنت إزاي قوية وقوية أوي كمان كفاية تضحيتك السنين دي كلها وإنك استحملتي العيشة مع إنسان مريض كله علشان خاطر أخوك أنت استحملتي وضع غيرك ميستحملوش أبدا ومريتي بحاجات كتير ولسة واقفة على رجليك كل ده وازاي تفكري أنك ضعيفة بس!
ضمت نفسها له أكتر قائلة بصوت مخڼوق بس هي معاها حق أنا بقيت إنسانة مشوهة من جوا ومن برة فيه حاجات كتيرة أنت متعرفهاش 
ابتعدت عنه بتوتر قبل أن تردف بتوتر فيه حاجات كتير أنت مشوفتهاش أنا أنا جسمي مش طبيعي زي بقية البنات 
أدارها له ممسكا إياها من كتفيها ناظرا إليها بعيونه العسلية المليئة بالعاطفة القوية أنت بتقولي إيه! أنا مش سطحي للدرجة دي أنا ميهمنيش جسمك ولا كل الكلام اللي في دماغك ده أنا بحبك أنت بحب هديل بكل حاجة فيها بحبك دلوقتي زي ما كنت بحبك من عشر سنين وبالعكس حبي ليك زاد أكتر ونضج على مر السنين مبقاش بس مجرد حب مراهقة ولا شباب بالعكس بقى حب ناضج مقدرتش أي حاجة تمحيه من قلبي طول سنين حاولت اكدب على نفسي كتير وأنساك وأعيش بس عمري ما عرفت 
أمسك يدها ليضعها على قلبه حتى تشعر بنبضات قلبه السريعة متابعا بصوت أجش من العاطفة أنا قلبي مش بينبض إلا ليك وبس أسعد يوم في حياتي يوم ما اتكتبتي على اسمي أنت حلوة وهتفضلي في عيني حلوة من غير أي مجهود أوعي في يوم تحسي بالنقص أبدا أنا عايزك تثقي فيا وفي نفسك وفي حبنا 
تأثرت هديل بشدة بكلماته وشعرت بقلبها يخفق بقوة ومشاعرها تتبعثر من كلماته ونظراته التي لا لبث فيها ممزقة بين الرغبة في تصديقه ونسيان الماضي وبين خۏفها من ألا تكون كافية له ويأتي اليوم الذي
يكتشف فيه ذلك ويندم على اختيارها 
حين رأى حيرتها والتيه الواضح على وجهها رفق بها واحتضنها ذلك أبلغ من الكلمات وقادر على أن يوصل إحساسه لها لتريح هديل رأسها على كتفه 
بعد قليل ابتسم حسام وقال حتى يغير الموضوع يلا نأكل بقى أنا نزلت جيبت لك الأكل اللي بتحبيه 
ابتعدت عنه وابتسمت له لأنه مازال يتذكر الطعام المفضل لها رتب حسام الطعام على الطاولة قبل أن يمسك قطعة من الطعام ليقربها من فم هديل قائلا بمرح كلي دي من إيدي 
ضحكت هديل بخفة قبل أن تأكلها منه كان ذلك غير مألوف بالنسبة لها مما اربكها قليلا فهي ليست معتادة على
10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 15 صفحات