الأربعاء 18 ديسمبر 2024

روايه ظلمها عشقا

انت في الصفحة 5 من 39 صفحات

موقع أيام نيوز


امك فى حاجة يبقى تتكلمى عنهم كده فاهمة ولا لا
زفرت ياسمين حنقا وهى ټضرب الارض بقدمها مرة اخرى اعتراضا منها على حدتهم معها ثم اندفعت مغادرة المكان سريعا وهى تدمدم بكلمات حانقة ليلتفت الحاج منصور بعدها
الى صالح زافر بنفاذ صبر قائلا
البت دى خلاص دلعنا فيها 
صمت عن حديثه هازا راسه زافرا بقلة حيلة ليحدثه صالح بهدوء قائلا

فرح جت بس رجعت تانى روحت انا قابلتها وانا طالع
هتف الحاج منصور قلقا
خير روحت تانى ليه
اجابه صالح وهو ينحنى يستعيد مفاتيحه والتى القى بها فوق المنضدة عند دخوله قائلا بصوت عادى النبرات
ابدا رجليها كانت دخل فيها مسمار و بتوجعها فروحت علشان مقدرتش تكمل عليها
هز الحاج صالح رأسه استحسانا قائلا
كده احسن برضه والله البنت دى ان كان هى ولا اختها بنات جدعة ومحترمة وانا بعتبرهم زى ياسمين اختك بالظبط
انا طالع شقتى لحد ما الضيوف تيجى تأمرنى بحاجة يا حاج
اتسعت عينى الحاج منصور قائلا
هتطلع دلوقت!مش هتستنى نكمل كلامنا
اغمض صالح عينيه زافرا محاولا الهدوء وقد عاوده شعوره بالاختناق والڠضب مرة اخرى قبل ان يتحدث قائلا برجاء وصوت اوضح انه اصبح على الحافة
ياحاج ابوس ايدك قفل عليه الموضوع ده وان كان على ضحكتى اوعدك مش هتشوفها على وشى تانى بس بلاش سيرتها ادامى مرة تانية
انهى حديثه ثم استدار مغادرا دون ان يمهل والده الفرصة لحديث اخر عن هذا الموضوع والذى اصبح يفر هاربا منه ككابوس ممېت خانق لانفاسه
انا جيت اهو يابرنس تأمرنى كنت عوزنى فى ايه
اشار اليه انور بيده ناحية الكرسى الاخر ليسرع مليجى بالجلوس فوقه وهو يتطلع اليه بفضول وترقب منتظرا لعدة لحظات استغرقها انور فى انهاء ارجيلته قبل ان يتركها من يده قائلا
شوف يا مليجى من غير كلام كتير انا عاوز انسبك
تهلل وجه مليجى بالفرحة تشع عينيه وهو يهتف بلهفة
ده يوم المنى ياسى انور احنا نطول بس مين فيهم سماح ولا 
قاطعه انور سريعا قائلا بلهاث وعينيه تنطق بالشوق
الصغيرة يا مليجى انا عاوز الصغيرة
لوى مليجى شفتيه بأبتسامة خبيثة مدركة قائلا ببطء
قلتلى بقى عينك من البت فرح
ثم اقترب منه يكمل بصوت يتراقص جشعا
بس ياترى بقى هتقدر على مهرها يابرنس
اجابه انور سريعا وبصوت ملهوف
اللى تطلبه يا مليجى من جنيه لمېت الف بس فرح تبقى ليا وبتاعتى النهاردة قبل بكرة
تراجع مليجى للوراء يرسم على ملامحه التردد والحيرة
قائلا
بس اااا طيب وحريمك الاتنين هيوافقوا على الجوازة دى
عقد انور حاحبيه بشدة قائلا ببطء محذرا
وهما هيعرفوا منين يا مليجى بقولك ايه صحصح معايا كده
اتسعت عينى مليجى بأدراك قائلا
تقصد انك عاوز البت فى جوازة عرف 
قاطعه انور سريعا قائلا بتأكيد
ايووه زى ما فهمت كده بالظبط وانا شارى ومستعد لكل طلبتها
عقد مليجى حاجبيه قائلا بصوت قلق متحير وقد اختلف الامر تماما فى حساباته
بس كده الوضع اختلف والبت ممكن تعصلج ومترضاش ساعتها
بت مين يا عايق اللى تقول لا وترفضنى اصحى وفوق شوف انت بتتكلم مع مين دانتم شاحتين الحارة ياعايق ولا نسيت
التوت شفتيه نفورا يكمل بأستعلاء وصوت محتقر وهو يرى تململ مليجى فى معقده متوترا
مفكر مين يرضى يناسبك ولا يحط ايده فى ايدك ويتجوز بنات اختك دول فوق انت وبنت اختك ياعايق وبلاش اللون ده عليا من اولها كده
براحة بس يا برنس الكلام اخد وعطى انا بقول يمكن يمكن مش اكتر
جلس انور فوق مقعده مرة اخرى يضع ساقا فوق اخرى هاتفا بتعالى وحدة
مفيش يمكن ولا بتاع البت ليا وبتاعتى وكله بتمنه ولا ايه!
هز له مليجى له رأسه بالموافقة تظهر اسنانه الصفراء فى ابتسامة جشعة خبيثة حين اتى على ذكر الثمن قائلا بتأكيد وحزم
خلاص وماله يابرنس اللى تأمر بيه وطالما كله بحسابه يبقى البت متغلاش عليك وهو كله جواز وشرع ربنا
ظلت كما هى على حالها منذ ان تركتها سماح لا يتحرك لها ساكنا تدس رأسها اسفل الوسادة يظن من يراها ان داخل سبات عميق لكنها كانت بعيدة كل البعد عن النوم وراحته وقد اخذت تقيم لنفسها محاكمة قاسېة داخل عقلها كانت فيها القاضى والجلاد ټلعن وتسب غبائها كلما تذكرت كل ماحدث بينهم فهى فى يوم واحد فقط اظهرت نفسها امامه كحمقاء متسرعة لا تناسب افعالها سنوات عمرها التاسعة عشر ابدا وليس مرة واحدة لااا بل مرتين كأنها تأكد عليه فكرته عنها لذا ظلت تبكى بحړقة وبشهقات مكتومة تتذكر ماحدث مرارا وتكرارا دون كلل منها حتى تعالى صوت رنين هاتفها الملقى بجوارها فنهضت بهمود هامسة بصوت متحشرج من اثر بكائها وهى تمسك بالهاتف ظنا منها انه خالها
تلاقيه بيتصل علشان يعرف انا لسه ماوصلتش هناك ليه بس والله مانا رايحة ويحصل اللى يحصل
ضغطت زر الاجابة تضع الهاتف فوق اذنها هاتفة بحدة وصوت يغلب عليه البكاء
شوف بقولك تانى اهو مرواح هناك مش رايحة وعاوز تيجى تموتنى تعال والله يبقى ارتحت وريحتنى من العيشة السودا دى
واضح ان زيارتنا تقيلة اوى على قلبك بس مش لدرجة المۏت يعنى
ازدردت لعابها تهمس بصعوبة وبأنفاس متلاحقة تحاول التاكيد من هوية المتصل رغم تيقنها منها بقلبها قبل عقلها لتأتى اجابته فتمحو اى شك لديها حين اجابها بخفوت جعل من صوته اكثر جاذبية
انا صالح يافرح كنت عاوز عاوز اقولك متزعليش منى لو كنت ضايقتك النهاردة 
اسرعت بهز رأسها تنفى حديثه هذا كما لو كان يراها لا تستطيع شفتيها ان تنبث بحرف خارجها وكما لو عقد لسانها تسمعه وهو يكمل بتأكيد وحزم لها
ولو خالك بيجبرك انك تيجى بيتنا ڠصب عنك فانا هتكلم معاه النهاردة وصدقينى مش هتحصل تانى بس المهم انك متزعليش
همت بالحديث بعد حلت العقدة عن لسانها لكنه لم يمهلها الفرصة يغلق الهاتف بعد ان القى عليها بسلام سريع ليسقط الهاتف من بين
اصابعها هامسة بذهول وعدم تصديق
صالح مين!صالح بتاعنا بتصل بيا انا يقولى متزعليش
صړخت بسعادة وهى تنهض من الفراش تجرى الى باب غرفتها تخرج منه صاړخة تنادى سماح
بت يا سماح مش هتصدقى اللى حصل دلوقت حالا ومين اللى 
اهلا بحبيبة خالها ووش السعد والهنا علينا كلنا
وده اللى هو ازى يعنى ومن امتى الكلام ده!
من هنا ورايح ياقلب خالك ده انتى واختك عندى بالدنيا و 
لم تستطع فرح تمالك نفسها وقد ادركت ان وراء حديثه هذا امرا لن يعجبها لذا هتفت به بتوتر 
بقولك ايه ياخالى هات من الاخر كده وقول وراك ايه بصراحة ومن غير لف ولا دوران
عريس يابت اختى جايلك عريس هيعيشك ويعيشنا فى عز وهنا
قالها مليجى وعينيه يزداد لمعانها الجشع ووجهه ينطق بالسعادة كمن ملك كنوز
الارض ليسود بعدها صمت حاد يشع الجو من حولهم بالتوتر والاضطراب وقد حدق به الجميع پصدمة لكن مليجى تجاهل صدمة وجوههم وهو يكمل قائلا لفرح بلهاث طمع
عريس يابت يافرح انما ايه عمر اللى خلفوكى ما يحلموا بيه الظاهر امك دعيالك قبل ما ټموت يابت
الفصل الرابع
داخل شقة حسن الرفاعى الشقيق الاكبر لصالح جلست زوجته سمر تتحدث فى هاتفها وعلى وجهها يرتسم الملل وعدم الاهتمام وهى تستمع الى محدثها من الطرف الاخر لعدة لحظات قبل ان تنهى المكالمة زافرة بعدها بضيق وتأفف قائلة
ياساتر دانتى عليكى رغى لا وكمان عبيطة فكرانى هعملك حاجة هو انا هبلة دانا ما صدقت خلصت منك
نهضت واقفة تتحرك من مكانها فى اتجاه غرفة النوم تفتح بابها وهى تهتف بحدة فى زوجها المستلقى فوق الفراش نائما
شوفت ياحسن الهانم عاوزة منى ايه
فز حسن فزعا من الفراش يهتف بتبرم وضيق
فى ايه ياسمر فى حد يصحى حد كده وهانم مين اللى بتصحينى كده علشانها
تقدمت منه جالسة بجواره وهى تلوى شفتيها بسخرية هاتفة
الهانم مرات اخوك اقصد طليقته بتكلمنى عوزانى اساعدها واخليك تكلم صالح علشان يرجعها تانى
استلقى حسن مرة اخرى فوق الفراش مضجعا على جانبه قائلا بصوت يغلبه النعاس
طب ودى فيها ايه انا فعلا كلمت ابويا علشان يكلمه يرجعها
هبت سمر وافقة وعيونها جاحظة بذهول صاړخة
قلت له ايه! انت عاوز تشلنى يا حسن ولا عاوز تموتنى بدرى ولا ايه حكايتك بالظبط
انحنت فوقه تنكزه پعنف حين وجدته يغمض عينيه متجاهلا لها تكمل غاضبة
انت هتنام قوم هنا كلمنى الا والله اخليها ليله سودا عليك
نهض فورا جالسا فى الفراش بوجه شاحب وهو يتحدث بلتعثم واضطراب
ليه بس كل ده ياسمر ايه اللى حصل لكل ده
بتسألنى ايه اللى حصل لكل ده دانا هتشل منك ومن برودك
جلست بجواره تنكزه قائلة بغيظ
انا يا راجل انت مش مفهماك وقايلة ليك اياك تكلم صالح ولا ابوك بخصوص الموضوع ده
هز حسن رأسه بالايجاب قائلا بخفوت
حصل بس انا صالح صعبان عليا يعيش كده وحدانى ده اخويا برضه ياسمر
زفرت سمر ببطء تحاول تهدئة انفعالاتها قبل ان تحدثه وكأنها تحدث طفلا تحاول اقناعه بعمل ما
طبعا ياحبيبى اخوك وحبيبك كمان بس انت كمان متنساش برضه عيالنا ومستقبلهم وبعدين هو احنا كان لينا يد فى اللى حصل ولا كان لينا دخل فيه ده كله قدر ونصيب ومش عيب اننا نستغله لمصلحتنا ولا ايه ياحبيبى
شعرت برفضه لكلماتها وهى تراه يعقد حاحبيه معا يهمهم بأعتراض
بس يا سمر انا مش عاوز 
اسرعت فورا تغير من سياستها معه تتبع فورا اخرى لم تخيب امالها ابدا فى اخضاعه لرغبتها وهى تهمس له بنعومة
مش عاوز ايه ياحبيبى! هو انا عمرى قلتلك حاجة مش فى مصلحتك ولا فى حد بېخاف عليك ادى
دفعته بعيدا عنها پعنف ثم وقفت مكانها تتطلع اليه بذهول ممزوج بالڠضب والشراسة لكنه لم يبالى لها بل وقف بثبات امامها تتسع ابتسامته الخبيثة اكثر مع ازدياد بريق الجشع فى عينيه فى انتظار ردها لتثيرها حالة الثقة هذه به فتنفض عنها ذهولها وهى ترفع حاجبها بتعجب تهتف به بحدة ساخرة
عريس!عريس ايه يا عايق هى من امتى الحدادية بتحدف كتاكيت وبعدين مدام من طرفك يبقى يغور
طب اسمعينى انت
يابت ياسماح مدام بنت ال مش راضية تفهم ولا تسمعنى واسألينى مين العريس
سماح وهى تربت فوق كتفه وبصوت مستعطف
حاضر يا خالى حاضر مين هو العريس
ظاظا انور ظاظا صاحب محل ال 
قالها مليجى بتلهف وفخر كما لو كان يعلن عن اسم احد الملوك لكن جاءت صړخة فرح وسماح المستنكرة لتقاطعه عن اكمال حديثه هاتفتين معا فى وقت واحد
بتقول مين! انور ظاظا مين
ابتسم مليجى لهما ابتسامة سمجة ثقيلة قائلا
انور ظاظا ياعين امك منك ليها ايه هو فى حد يتوه عنه
ازدردت سماح لعابها بصعوبة ثم حدثته بصوت خاڤت متردد
بس ده متجوز اتنين يا خالى ومفيش واحدة منهم هترضى بكده
توتر مليجى وهو يتهرب بنظراته بعيدا عنها قائلا باضطراب وتردد
لا ماهو يعنى مفيش واحدة منهم هتعرف بالجوازة من الاساس
عقدت فرح حاجبيها بحيرة تسأله متوجسة
وده
 

انت في الصفحة 5 من 39 صفحات