شهد
لوجوده ثم خرج متوجها مباشرة لعطا..
عطا باشا..اطمنت عليها
جو هو مندو قاعدلهم كده ليه
عطا مش فاهم
جو يعني ميصحش.. عمالين يوطوا يمسحوا و يتحركوا وهو قاعد
دابب عينه فيهم.. فين الډم
عطا متزعلش مني يا جو..بس الحتة دي مش بتاعتك.. مندو بيعد يتأكد انهم شغالين تمام و مش بيشتغلوا لكلكة و طلسئة.. كده انت بتدخل في شغلنا.. و بعدين مين قالك انه بيبص عليهم ده بيبص علي الشغل.. انت جبت البنت و انا مرفضتلكش طلب.. و هيا في عنيا..انما ملكش دعوة بمندو
فقال ناهيا الحديث ماشي انا مش هدخل.. بس انا عايزك بس تعرف مندو انا مين واقدر اعمل ايه.. وان شهد تهمني.. لو باقي علي روحه يحترم نفسه معاها
فقال عطا متخفش يا جو.. عيب الكلام ده.. قلتلك البت في عنيا
وعاد لطاولته مرة اخري الان من مكانه يمكنه رؤية جزء من المطبخ حيث يجلس مندو و بالتالي يمكنه رؤية شهد و هي تمر من امامه كل دقيقة..
ان كنت ستراقبها في جميع االاحوال اما كان من الافضل ان تبقيها في مكان اقرب اليك..هكذا تحدث الي نفسه.. الان بدا العمل مع الراقصات افضل من حيث سهولة المراقبة.. ثم ان..
اخرج جو هاتف الخاوجة في ثانية من جيبه و اعطاه له قائلا عيني كانت علي حاجة بتأكد منها يا ريس..لامؤاخذة
لم يبد انه سمعه فقد اخذ منه الهاتف و اجري الاتصال دون ان يبد اي رد فعل..
مرت الليلة الاولي لعمل شهد علي خير نجح جو في ان يتناسي امرها و يبقي تركيزه مع الخواجة..خصوصا اثناء ذلك الاجتماع الذي ضم عدة شخصيات هامة وقد اربكوا المكان بعددهم و عدد رجالهم.. بعد ان انتهي و رحل جو مع الخاوجة وامنه الي البيت..ثم عاد ثانية الي محل عطا ليصطحب شهد للبيت..
و مع انتهاء الليلة رحل الطباخ تاركا المطبخ كساحة معركة و بقيت النادلات يرتبن المكان بينما نزلت الفتيات الراقصات منهن من بقيت لتجلس مع اصدقائها من الزبائن القلة الباقيين في انتظارهن ومنهن من رحلت.
امر مندو سمر وشهد بالانتهاء من نظافة المطبخ.. كادت شهد ان تصرخ باكية الا انها وجدت سمر تتوجه للبدء في العمل بدون اعتراض.. ففعلت مثلها علي مضض..
هو ايه ده! استعباد!! كان هذا صوت يوسف انا من ساعة ما كنت هنا و هما علي نفس الوضع!! ايه مفيش شغلة غير المسح!!
استدارت شهد لتجده يقف محدثا عطا علي باب المطبخ..
عطا ضاحكا لا يا خويا متقلقش خليناها عملت كل حاجة مش مسح بس.. حتي اسألها..
جو انت مفتري يا عم.. كده كتير اوي..
عطا طب ايه رأيك ان سمر كانت بتعمله كله لوحدها..
جو ماهو ده من الافتري بتاعك..
عطا مخاطبا مندو شهد قدامها قد ايه يا مندو.. جو عايز يروح..
مندو ميروح هو حد حايشه!..شهد مش هتمشي غير اما تخلص مع سمر..
تمالك يوسف اعصابه امام سخافة مندو فهو و معتاد علي اسلوبه الجاف الخالي تماما من الكياسة..
عاد يوسف الي الصالة حيث كانت زوزو مازلت موجودة وجلس معها يتضاحكان..
بعد مدة ليست طويلة خرجت شهد من باب المطبخ لتجد جو جالسا في انتظارها مع زوزو.. اقتربت منها
وقالت منك لله! كانت شورتك مهببة..انا مش جاية هنا تاني..ده ولا شغل الفاعل
ضحكت زوزو وقالت مش قلتلك يا حبيتي.. تعالي بكرة معانا احسن..
جو مش تسترجلي كده يا بت..من اول يوم كده فيصتي..
انحنت شهد لتنزل تشميرة ارجل البنطلون.. و هي تكمل الحديث قائلة انا عايزك تقضي يوم زي الي قضيته انا و نشوف ساعتها..هات...
قطع كلامها فجأة صيحة من يوسف و هو ينظر في نقطة ما خلفها متنح في ايه ياد انت مكفاكش بحلقة من الصبح ايه هتقولي برضه بتطمن علي الشغل!!
استدارت شهد لتجد مندو واقفا خلف ماكينة النقود و بيده حفنة من النقود من المفترض انه
يقوم بعدها.. ولكن من الواضح انه لم يكن يفعل حقيقة..
قال مندو پغضب اتمسي يا جو.. ولا هو جر شكل و خلاص..
وضعت زوزو كفها علي صدر ويوسف في محاوله لتهدئته وقالت سيبك منه .. ميستهلش تعكر دمك عشانه..هو كده اخره يبص .. خليه يبص.. ذكاة عنها.. هو يعني اخد منها حتة
فرد يوسف بصوت عال لكي يسمعه مندو الفكرة في الاحترام يا زوزو.. متبقاش هية و اقفة معايا و هو عينه مبتنزلش من عليها.. الناس كلها عارفة .. اللي يبص لواحدة معيا اخرم له عينه..ولا هو جديد في المنطقة!
بالنسبة لشهد كان هذا تفسيرا لظاهرة عدم نظر الرجال اليها و هي تسير مع جو في الطريق..
كانت راضية بشدة عن التهزيق الذي يتلقاه مندو في تلك اللحظة من تحت راسها وكأنها انتقمت منه علي كل ما لاقته منه علي مدار اليوم..في واقع الامر لم تكن تعبأ مثلها مثل زوزو ان حدق مندو في مؤخرتها.. طالما التزم حدوده معها فهي لا تبالي.. لقد اعتادت مثل تلك النظرات فهي في وسط مثل وسط المعلم المرعي حيث تربت كان هذا اخر ما يأتي في قائمة ما يجب ان تقلق بشأنه..
يوسف يلا يا شهد عايز انام.. سلام يا زوزو.. تيجي نوصلك
فقالت زوزو في محاولة ان تثير غيرته لأ.. في واحد معرفة هيعدي دلوقتي.. انا قاعدة مسنياه..
ابتسم يوسف فقد فهم مرادها و قال طب خلي بالك من نفسك.. و ربت علي ظهرها
وسحب شهد من امامها تاركا قفاها يقمر عيش ..
مشي يوسف مع شهد عبر الشارع في الظلام..بالطبع اعمدة الانارة كانت رفاهية لم تحظ بها المنطقة و انوار المحال و البيوت كانت مطفئة فالوقت قارب الفجر.. لم ينطقا بكلمة فكلاهما كان مرهقا جدا و شبه نائما..
ولكن يوسف قطع الصمت وقال انتي فعلا مش هتروحي بكرة لم ترد..
فعاد يقول حد دايقك في حاجة الواد مندو ده انا عارف غتاته.. لو ضايقك انا ممكن..
لم يكمل كلامه لانه سمع صوت ارتطام جسم علي الارض الټفت ليجدها شهد ..كانت فاقدة للوعي..
ولأول مرة في حياته يصاب بالهلع.. لم يكن من الاشخاص الذي قد يهتز لاي سبب..لقد كانت حياته قاسېة بما فيه الكفاية و قد رأي طوال عمره ما يكفي ليجعل منه شخص من الصعب ان يفزع او ېخاف او يهلع..
ولكنه هلع حقا .. انحني ليتأكد من انها تتفس لم يستطع رؤية وجهها الشاحب في الظلام حملها علي كتفه مثل الشوال..وكأنه جندي يحمل زميله المصاپ اثناء الانسحاب .. وهرع بها الي بيته..
القاها علي السرير و حاول ان يبلل وجهها بالماء.. يرش عطرا.. يشممها بصلا.. افاقت في خلال دقائق فتحت عينها في اعياء و حدقت به و قالت مالك يا يوسف وشك اصفر اوي انت ھتموت ولا ايه
لم يفهم و لكنه ارتاح لكونها تتحدث..
يوسف انتي ايه اللي جرالك كنت بكلمك في امانة الله لقيتك طبيتي ساكتة!!
شهد في احراج شديد اصلي مكلتش من صباحية ربنا.. يمكن هبط
فقام يوسف سريعا و اتي لها بكوب من اللبن من ثلاجته الصغيرة ووضع لها بضع معالق سكر و عاد و هو يقلبه بملعقة قائلا طب اشربي ده.. اللبن كويس.. و السكر هيفوقك..
اطمأن الي انها تشرب و قال وانتي يا بت هبلة.. مكلتيش ليه!!
شعر انها محرجة من الامر فقد اشاحت بنظرها بعيدا.. الامر الذي استفزه..ثم تذكر انها لديها حساسية غير مبررة في ان تأكل او تبدي انها جوعانة.. اهذا ما جعلها تظل بلا طعام طوال النهار حتي اصابها ذلك الهبوط..
فقال يا بنتي البني ادم لازم ياكل.. يعني عايزة تفهميني ان البت اللي معاكي دي مقعدش عشر دقايق تاكل مكلتيش معاها ليه
لم ترد شهد بل استمرت في شرب اللبن ..
فعاد ليقول في غيظ لا حول الله ..اشفي يا رب
ثم قام و اتي لها بكيس مليء بالطعام.. كان قد اخذه بعد سهرة مع الخواجة قائلا بامتعاض اتعشي بقي من ده..خلي الډم يرجع في خلقتك البيضا دي... جتك البلا هربتي دمي!
ووقف مفكرا لبرهة ثم سحب البطانية و وضعها علي الارض ثم نزع قميصه و افترشها
شهد هتنام علي الارض!!!
جو ريحي انتي انهاردة علي السرير.. بس من بكرة هترجعي الارض تاني.. انا مبحبش اسيب سريري!
ثم اعطاها ظهره .
قال و ظهره لها لو صحيتي بكرة تعبانة متروحيش لعطا.. وانا هكلمهولك..
شهد انا عايزة اروح مع زوزو
صمت قليلا يتمالك نفسه ثم قالتاني! يا بنت الحلال..انت عايزة عدوي ولا حد من تبعه يشوفك..متتكني كده في حتة ملمومة..
تنهدت شهد في حسرة وقالت طيب..
بعدها ساد الصمت الا من صوت مضغ شهد للطعام غرق يوسف في التفكير محاولا تفسير ذلك الشعور العجيب بالفزع و العجز الذي اصابه حين رأها چثة علي الارض ولم يشعر به الان وهو لا يذكر اخر مرة شعر پخوف راح في النوم اثناء التفكير.. لم الان
تناولت شهد
بضع لقيمات ثم اراحت جسدها المنهك علي السرير الوثير.. كانت و لأول مرة في حياتها تختبر شعور الراحة مع الامان والذي معه يأتي النوم سريعا بلا كوابيس.. تري لم الان
يتبع
الفصل الخامس.
بداخل مستودع عملاق حيث يستقر المعلم مرعي ويدير كل اعماله من داخله وقف عدوي بين يديه منفعلا..
عدوي يا معلم انا محتاج رجالة من عندك ينتشروا اكتر.. كل ما الوقت بيعدي كل ما ممكن تبعد اكتر!!
المعلم مرعي وهو يجلس خلف مكتب ضخم ذو تصميم بديع لا يليق مع المستدوع الق ذر وېدخن الش يش