الأربعاء 18 ديسمبر 2024

روايه براثن اليزيد

انت في الصفحة 2 من 123 صفحات

موقع أيام نيوز


به نظر إليه ليجده شاب بمثل عمره تجولت عينيه بالغرفة لتعود إليه مرة أخرى ناظرا له پحقد وكره شديد قد رآه يزيد ولكن لا يدري ما السبب له ليتحدث الآخر منتشله من قوقعة أفكاره
أنت بقى يزيد باشا الراجحي
ابتسم هو بسخرية شديدة ثم أجابه وهو يضع يديه بجيب بنطاله ليقف أمامه بشموخ
آه أنا بقى يزيد باشا الراجحي أنت بقى مين

ابتسم الآخر بسخرية مثله تماما ثم قلده متهكما وهو يضع يده بجيب بنطاله لينظر إليه بغرور مماثل
أنا بقى تامر إبراهيم طوبار اللي عيلتك كانت بتفكر تقتله لو مروة نصر طوبار بنت عمه رفضت تتجوزك
ثم أكمل متهكما وهو يبتسم بسخرية ليتشفى به
ولوني أشك في كده
قبض يزيد على يده وهي بداخل جيبه كاد أن يفتك به ذلك الطفل القابع أمامه من يظن نفسه كي يتحدث هكذا هل يقول أن لا أحد يوافق على زواجه بي ولهذا تم بالڠصب لو فقط يستطيع أن ېهشم وجهه وېحطم أسنانه البيضاء الذي تظهر وراء ابتسامته الساخرة ولكن لك يوم صبرا صبرا يا تامر
تدخل والد تامر سريعا متحدثا بتوتر وهو يشير بيده إلى الطريق
اتفضلوا... اتفضل يا يزيد يابني من هنا
سار الجميع معه إلى باب المنزل بينما وقف تامر مكانه يبتسم بسخرية عليه محاولا إخراج النيران من قلبه لما سرقه منه ذلك الحقېر بنظره..
الټفت إليه يزيد ليراه يبتسم وكأنه يقول له كانت لي الجولة الأولى يا غبي!.. ذهب ولكن كلمات ذلك الفتى الصغير بعقله لا يستطيع نسيانها وقد هذا ما تحدث به عقله وهو يمر بعينيه على المنزل من الخارج يرى كم هو كبير ولكن ليس بقدر منزلهم تحاوطه الحديقة الخارجية بمساحه كبيرة غاية في الجمال والروعة ظل دقائق منتظرا وهو يتحدث بعقله متهكما على هذه الزيجة منذ البداية إلى أن أختنق من انتظاره ليتوجه صوب الباب الداخلي والذي ما أن وقف أمامه حتى فتح..
وقف
أمام الباب لا يحرك ساكنا ينظر إلى ملاك خرج للتو من الجنة ولكن حزين حزين للغاية عينيه الزرقاء رائعة الجمال
بها خيوط حمراء غالبا من كثرة البكاء أنفها أيضا يحمل احمرار كما لو أنها 
خرج من شروده بها على صوتها الحاد وهو يفكر هل من الممكن أن تكون هي أغمض عينيه بقوة ثم وضع يده بجيب بنطاله مستعيدا هدوءه وبروده المعتاد
لو أنت مروة يبقى اللي كنت بعمله ده مكنش قلة أدب ولا حاجه
نظرت إليه بتوتر وهي تحاول فهم ما يرمي إليه لتخلص نفسها من التفكير مجيبه إياه
أيوه أنا مروة أنت مين
ابتسم بسخرية ثم تحدث بتهكم قائلا
معقولة مش عارفه جوزك يا حرمي المصون.. كان المفروض تحسي بردو أنه أنا زي ما أنا حسيت
نظرت إليه بتوتر بتيار كهربي يسير بكامل جسدها حين تلامست أيديهم ليبتسم هو بهدوء بعدما لاحظ ما فعلته ثم ابتعد عن طريقها مقدما يديه أمامها لتتقدم هي بالسير أمامه ثم فتح لها باب السيارة الأمامي لتجلس بجواره وقد فعلها كحركة لباقة منه..
سار طوال الطريق صامتا لم يتحدث ولو بكلمة واحدة فقط ينظر للطريق أمامه ولكنه شاردا بها أيعقل أن تكون هي تلك الفتاة التي لازمته منذ أن رآها يالا سخرية القدر هل هي حقا مازال عقله لم يستوعب ذلك وهو الذي أبعدها عن ناظريه بيوم عقد القرآن حتى تظل الأخرى بمخيلته وفي النهاية تكون هي.. يتذكر في ذلك اليوم عندما رآها بين الحقول الخضراء وعقله تتضارب بداخله الأفكار اللعېنة..
أخذ حصانه منذ وقت ليس بالقصير وذهب ليستنشق الهواء الحر هواء غير مقيد مثله بالاڼتقام ذهب يتجول هنا وهناك وهو يفكر بتلك الأفعال الدنيئة الذي يريد أن يفعلها بمن ستصبح زوجته المستقبلية بمن ستحمل اسمه..
طوال تلك الأيام المنصرمة وهو يفكر بها كيف تبدو كيف تتعامل.. هل هي قوية ولديها شخصية.. أم ضعيفة يسهل اللعب بها والسيطرة عليها عقله كاد أن ېصرخ من كثرة التفكير بها وبعائلته اللعېنة بل هو أيضا كاد أن يفقد عقله بسبب كل ما حدث وما يحدث إلى هنا وكفى!..
وقف بحصانه بعيد نسبيا رأى فتاة لا ليس بفتاة هذه إنها ملاك وجهها أبيض ملائكي شفتاها وردية اللون عينيها تشبه زرقة البحر خصلاتها ذهبية في ساعة تعامد الشمس عليها ولكن مهلا لما تبكي.. ترتعش شفتاها وجسدها ينتفض تخرج منها شهقات مباغتة لتشكل لوحة
فنية رائعة ولكن حزينة للغاية..
لا يدري هل رأها من قبل لا يعتقد ذلك فهذا مكانه المفضل كلما كثرت الأفكار على عقله أتى لزيلها هنا ولم يسبق له أن يراها من قبل تجذبه إليها بطريقة غريبة لا يريد إبعاد نظرة عن تلك اللوحة التي لم يرى مثلها من قبل ولكن ماذا إذا أزال هذا اللؤلؤ الخارج من عينيها.. هل ستكون نفس اللوحة نعم بالطبع ولكن ستكون مبتهجة..
صړخ به عقله يبعده عن هذه الخرافات التي يفكر بها ليبعد ناظريه عنها هل أنا أحمق أم ماذا زواجي سيكون بعد أيام وأنا هنا غارق في عيون زرقاء اللون..
نظر إليها مرة أخرى قبل أن يغادر المكان ولكنه وجدها تنظر إلى هاتفها الذي صدح صوته في المكان لتغلقه على الفور وقامت على عجلة من أمرها ذاهبة بعيدا عنه وهي تزيل بقايا دموعها وتحاول ضبط أنفاسها المتسارعة من كثرة البكاء..
جذبه شيء ما إلى مكان جلوسها أزرق اللون مثل عينيها الساحرة ترجل من على حصانه ذاهبا نحوه ليرى ما هو وقف أمامه ليراه وشاح أزرق صغير أنثوي للغاية دون دراية منه أخذته يده إلى أنفه ليستنشق رائحة لم يستنشق مثلها من قبل رائحة تحمل عطر الياسمين أيضا لتفعل له مزيج يأخذ العقول إلى مكان بعيدا ربما لا يذهب إليه إلا قليل من قلة البشر ولم يدري بنفسه وما يفعله فتلك الرائحة حركت كثير من المشاعر بداخله..
لف الوشاح على يده بينما يظهر شبح ابتسامة على وجهه ليعود مرة أخرى إلى حصانه صاعدا عليه ليذهب متناسيا أمر زيجته
اللعېنة فقط متذكرا ملاكا ذات خصلات ذهبية وعيون مثل زرقة البحر.
عاد بتفكيره إليها مرة أخرى إلى القابعة جواره في السيارة يتسائل هل ذلك الجمال الأخاذ أصبح له تلك العيون الساحرة وتلك النظرة البريئة التي لطالما أبعدت النوم عنه لليالي له وحده ولكنها حزينة للغاية في كل مرة يراها تكن تبكي هل هي غصبت على الزواج منه كما قال ذلك المعتوه تامر ولكن على كل حال هذا ليس
من شأنه عليه أن بهدوء
شكرا لزوقك
ابتسمت العاملة لها مرة أخرى ثم تحدثت بينما تشير إلى الخارج مكان جلوس يزيد الذي استمع إليهم جيدا
مش هتخلي جوزك يشوف الفستان القمر ده عليكي
نظرت إليها مروة بارتباك هي حقا لا تدري ماذا عليها أن تفعل تريه ماذا وهو لم يتحدث معها طوال الطريق وظل صامتا
لا بيقولوا فال وحش
لا تعلم من أين اخترعت هذه الكلمات ولكن على كل حال قد فعلت لتخرج من ذلك المأزق ابتسمت إليها العاملة ثم خرجت لتتركها مع نفسها ترى إذا كان مناسبا أم لا ثم تبدل ثيابها..
بينما الآخر يجلس خارج غرفة القياس منتظرا إياها تنتهي وقد ود وبشدة أن يرى ذلك الفستان عليها والذي أبهر تلك العاملة لكنه زفر بحنق فلا يستطيع التفكير بهدوء من هاتفها اللعېن الذي منذ أن دلفت إلى الداخل وهو يحدث أصوات وصول رسائل عدة قد ازعجته حقا..
حاول أن يتغاضى عن الأمر ولكنها حقا رسائل كثيرة تحدث أصوات مزعجة فمد يده إلى الهاتف الذي تركته بجانبه ليخمد فضوله عن هوية هذه الرسائل الكثيرة وقد سهلت مهمته حيث أنها لا تضع كلمة مرور لهاتفها..
ولكن ما أن فتح هذه الرسائل حتى اسودت عينيه وأصبحت قاتمة السواد من شدة الڠضب الذي يواجهه الآن قبض على يده بشدة في محاولة منه أن يهدأ من نفسه ولكن لم يستطيع فقد كان غضبه يستطيع أن ېحرق أي شيء يتواجد أمامه بسبب مضمون هذه الرسائل اللعېنة..
وقف على قدميه ممسكا بالهاتف بيده والذي كان على وشك أن يهشمه ليتوجه إلى غرفة القياس كالصاعقة دالفا إليها مغلقا الباب خلفه بحدة قد شارفت على 
نظرت إلى ما يضعه 
نظرة الشك بعينيك ټقتل بدلا من المرة ألف
تطالع هيئته الغريبة عليها پخوف يكاد يوقف قلبها عن النبض عيناه يخرج منها لهيب يضغط على فكه السفلي بشدة ظاهرة قبضته تشتد على يدها تؤلمها بشدة كم أن المظهر لا يروقها تكاد تفقد وعيها بسبب نظرته فقط.. وعيها!.. لا تكاد تفقد حياتها تمنت في تلك اللحظة أن تنشق الأرض من تحت قدميها وتبتلعها دون رجعة ولكن هذا لن يحدث..
استفاقت على يده الذي اشتدت على معصمها مطالبا ب إجابة على سؤاله لتصرخ به والألم يحتل ملامح وجهها النقي
معرفش ايه ده قولتلك معرفش
تصاعد غضبه بسبب كذبها عليه تظن أنها تستطيع الاستخفاف به هو يكره بشدة الكذب والمراوغة
 

انت في الصفحة 2 من 123 صفحات