الأحد 22 ديسمبر 2024

روايه عيون معصوبه

انت في الصفحة 6 من 14 صفحات

موقع أيام نيوز


مخرومة قولتها اعملي حساب هدوم العيال عشان العيد قالتلي يعني احرم نفسي وقالت كمان أبوها ولا عمهم هيجبلهم بس انا طبعا مايخلصنيش حد يجيب لعيالك حاجة وغلاوتك شيلت اللقمة من بقي عشان اجيبلهم فساتين وعاملاها ليهم مفاجأة أول يوم تحب تشوفهم بنفسك يا ضنايا
غمغم بغموض ياريت 
طب اقفل هصورهم وابعتهملك بس اوعي ټحرق المفاجأة وتعرفهم حاجة 

حاضر مش هعرفهم 
اتصلت به ثانيا بعد إرسال صور الأثواب ايه رأيك بقي وغلاوتك اشتريت لبناتك فساتين غالية وتشرح القلب امال دول بنات الغالي 
أومأ بشخوص تعيشي وتجيبي لحفيداتك ياماما 
وتعيش ياحبيبي صحيح انت نازل امتي
لسه بدري مش قبل سنة 
زفرت براحة أدركها يونس جيدا طيب تيجي بالسلامة ياحبيبي 
الله يسلمك يا ماما هستأدنك بقي عشان هنام وهصحي علي صلاة الفجر 
نوم العوافي وكل عام وانت بخير يا حبيبي 
أغلق مع والدته يحتل ملامحه الشرود ثم ضغط رقم أخر ليضع فكرة ما داهمته قيد التنفيذ 
يومان وهي علي حالها البائس تصنع للبنات الطعام ثم تختلي بغرفتها جالسة على فراشها ولم تغفو عيناها محملقة في السقف بشرود 
يقينها بقرب وصوله يتأكد كل دقيقة تعلم أنه سيأتي إليهم لن يتأخر هي فرصته الأخيرة إن خذلها وأهمل ما علمه منها وهون من الأمر ونصر والدته ولم يفيق من غفلته وسذاجته 
لن تنتظر معه لحظة واحدة 
كفاها ضغطا وقهرا هي وصغارها 
صعد الدرج بحرص وأصوات أطفال شقيقه تصدح على السلم وما أن رآهم حتى اصطدمت عيناه بأول حقيقة كان غافلا عنها وهو يرى نفس الأثواب التي أرسلت والدته صورها إليه كانت تخدعه وتوهمه أنها أثواب العيد لبناته هو 
وهي فساتين بنات أخيه 
حقا كانت تخدعه !
وصل لشقة والدته فشهقت برؤيته يونس 
إليه حضوره
المفاجيء ألف حمد الله على السلامة يا ابني مش قلت لسه سنة علي ماتنزل 
لم تلحظ عتاب عيناه الصامت وهو يقول قلت اعملك مفاجأة يا ماما ولا مش مبسوطة اني جيت 
أزاي بقي مبسوطة طبعا هطير من الفرح وكده اكتمل العيد واخواتك نازلين دلوقت ومش هيصدقوا انك جيت و 
هنا أدركت الفخ الذي وقعت في شړاكه 
كل حسابتها شيدت على أساس غيابه وأنه لا يري شيء مما تفعله بأسرته لا يعلم أنها تأخذ نقود زوجته وبناته لتساعد أخيه الأصغر كي يتزوج 
ما العمل الآن
زوجته لن تصمت
لكن حتما يونس سيكذبها گ عهده 
لن يصدق أنها سړقت ماله وخدعته
لن يصدق فيها ذلك 
وبغتة لمعت برأسها فكرة جعلت وجهها يكتسي بحزن مزيف وهي تقول 
بلاش تطلع لمراتك يا ابني 
ليه
دمك هيتعكر وهتسم بدنك وتملاك ناحيتي بالكدب 
وايه السبب انتي عملتي حاجة تزعلني منك يا ماما مش حافظتي على الأمانة ووصلتي مالي لأصحابه مش راعيتي بناتي ومراتي في غيابي وكنتي ليهم الصدر الحنين
كأنه يغرز بها خناجر بكلماته وثقته 
نزع عنها عباءة مكرها وڤضح دواخلها
كأنه يدرك كل شيء
همت بحياكة كذبتها بإصرار مجبرة عليه عله يصدقها لكنه لم يعد أمامها ليسمع أكثر 
صعد گالبرق ليري ما سيبكي قلبه دما 
تهاوت قدميها وهي تتخيل فقط رد فعله
ماذا فعلت!
هل حقا استباحت نقوده وحرمت صغاره لتعطي شقيقه كيف سيطالعها
بل كيف ستنظر هي له بعد الآن
نكست رأسها الذي عج باحتمالات جميعها
لا يؤدي سوى لنتيجة واحدة
هي خسړت يونس 
عالج مزلاج الباب ودخل ببطء مشفقا على نفسه مما صار يتوقع رؤيته وجد بناته يجلسون بوجوه غابت عنها فرحة العيد بل غابت عنها الحياه والشحوب يغبر تقاسيمهن البريئة لا يرتدون أثواب جديدة لا توضع أمامهم أطباق مخبوزات العيد وحلواه كما يحبون لا يلعبون الحزن ابتلع صخب ضحكاتهن المحببة 
بابا !
صاحت طفلته الأصغر حفصة حين بصرته وهرولت تتعلق بعنقه حاصرها هي ورهف بذراعيه بينما ظلت أبرار تنظر له من بعيد دون أن تقترب عين الصغيرة التي صارت تدرك مايحدث بحكم أنها الأكبر لبثت تجلده 
تحاسبه تعاتبه تشكوه 
سريرتها النقية تنبأها أن أبيها وحده المسؤل بشكل ما 
مش هتسلمي على بابا يا أبرار
رمقته برهة ثم اقتربت منه ليجثوا إليها ويتلقفها بعناق جارف فهمست بما فطر قلبه سبتنا لوحدنا ليه يا بابا 
عجز عن إجابتها
لم
يتركهم إلا مرغما لضيق الرزق
ظن أن ابتعادهم سيوفر بعض النقود لحياة أفضل ويختصر غربته ليجتمع بهم يوما 
ماما
قالتها أصغرهم بدهشة وهي تري حقيبة سفر جوار والدتها التي ارتدت
عباءة سمراء ووشاح بذات اللون ودنت تجر حقيبتها أرضا تحت أنظار يونس الذاهلة وقالت بجمود
حمد الله علي السلامة يا يونس دلوقتي اقدر اروح بيت أهلي وانت استلم بناتك 
كادت أن تتخطاه لولا أن جذب معصمها بقوة وهو يرمقها برجاء وشوق يختلط باعتذار حقيقي 
أعتذار لم يخمد نيران الڠضب المضرمة داخلها
ولم يزيدها إلا عزيمة لترحل من حدود هذا المكان 
يجب أن ترحل قبل أن ينفلت عقال صبرها وټنفجر 
أمام الصغار 
نزعت معصمها من كفه بقوة وغمغمت من مصلحتك امشي دلوقت مبقاش عندي طاقة افضل هنا أنا صبرت بما فيه الكفاية واديك جيت عشان تراعي بناتك بنفسك 
وغادرت تحت نظراته المټألمة عاجزا عن إيقافها 
وصغاره يبكون ما عدا أبرار التي مازالت تحدجه بعتاب وهي تقول ماما زعلانة منك أوي يا بابا ليه كنت بتبعت فلوسنا لتيتة
 

انت في الصفحة 6 من 14 صفحات