روايه قبضه الاقدار
علي الباب أمرتها بالدخول فانفتح الباب و أطلت منه جنة برأسها و عيناها الزائغه لتقتنص هي توترها فتوجهت إلي المقعد المخصص لها و قالت بوقار
تعالي يا جنة و اقفلي الباب وراكي .
أطاعتها جنة بصمت بينما دقات قلبها تدق كالطبول جراء خۏفها الذي تجلي في كفوفها المرتعشه و إهتزاز حدقتيها و هي
تجلس في إنتظار أمينه أن تبدأ في الحديث و قد لاحظت هي ذلك فابتسمت قبل أن تقول بنبرة هادئه
الحمد لله كويسه
و الجنين وضعه عامل إيه دلوقتي
إمتدت جنة تحيط رحمها بيديها و قد رقت نبرتها و هي تقول
الحمد لله بخير
فاجأتها أمينه حين قالت بنبرة ذات مغزى
باين عليكي بتحبيه . أومال ليه فكرتي تتخلصي منه !
إنقبض قلبها جزعا حتي آلمها حين سمعت كلمات
أمينه التي تابعت بهدوء
متستغربيش. أنا مفيش حاجه معرفهاش .
كانت لحظه شيطان و الحمد لله عدت علي خير
رددت أمينه خلفها
الحمد لله .. بصي يا جنة أنا أم و ربنا أختبرني في أعز حاجه عندي و أنا راضيه الحمد لله . أنتي متعرفيش حازم كان عندي إيه . دا كان أغلي واحد عندي . و كنا قريبين من بعض فوق ما تتخيلي
فهمت جنة ما ترمي إليه بحديثها فقالت بتوتر
أمينه بنبرة يشوبها المكر
لا أنا عايزة أسمع منك أنتي . أحكيلي كدا عرفتي حازم إزاي و أتفقتوا عالجواز إزاي
شعرت بسريان النيران بين أوردتها و لون الخزي ملامحها و صارت تبتلع جمرات حارقه ذكرتها بخطأها الوحيد الذي لم ترتكب سواه في حياتها و كان هو أكثر من كاف لتدميرها
خرج صوتها متحشرجا حين شرعت في الحديث و لكنها توقفت حين لم تجد ما يسعفها من كلمات لشرح حقيقه ما حدث فصمتت لتكمل أمينه بدلا عنها
و بعدين سندريلا كانت عايزة تهرب من حياة الفقر إلي هي عايشه فيها
فقالت توقع إبن الأكابر و تتجوزه حتي لو عرفي عشان تحقق أحلامها و طموحاتها .. و لا مكنش في جواز أصلا يا جنه
الأخير حتي يجهز عليها فلم تستطع الصمود أكثر بل هبت من مكانها تقول بإنهيار
لحد هنا و كفايه يا حاجه . أنا كنت متجوزة إبنك عرفي و الورق مع سالم بيه ..
هو شئ لا يدعو للفخر طبعا يعني الجواز العرفي دا زي قلته. بس الحمد لله أنه حصل و إن ربنا عوضني بحاجه من ريحه ابني الله يرحمه و إلي عمري ما هتنازل عنها أبدا حتي لو إضطريت إني أضحي بكل شئ بملكه في حياتي .
كالعادة أصابت كلماتها صميم الۏجع و لكنها تجاهلت عڈابها و قالت بإستفهام
تقصدي إيه
أعتدلت أمينه في جلستها قبل أن تناظرها بقوة تجلت في نبرتها حين قالت
إبن أبني مش هسيبه و سواء كنتي متجوزة حازم أو لا دي مشكلتك . هكون ست أصيله معاكي عشان أنتي أمه و هعرض عليك عرض أنتي الكسبانه فيه
لم تسعفها الكلمات للرد إنما إرتسم عدم الفهم علي ملامحها فتابعت أمينه قائله بقسۏة
هتعيشي بينا معززة مكرمه لحد ما تولدي و بعدها هديكي عشرة مليون جنيه و تسيبي الولد و تختفي من حياتنا خالص و تنسي أنك في يوم من الأيام عرفتينا . بمعني تمحى إسم الوزان من ذاكرتك
شهقه قويه خرجت
من جوفها معبأه پألم فاق حدود الخيال و صار الدمع يتقاذف كالجمر من عيناها و هي تنظر إلي أمينه التي كانت تطالع إنفعالاتها بغموض بينما أخذ جسدها يرتجف قبل أن تقول بشفاه مرتعشه من بين إنهيارها
أنتوا أكيد مش بني آدمين .. إزاي بتدوسوا عالناس كدا . عايزة تشتري إبني مني . انتي إيه معندكيش قلب !
أمينه بهدوء مستفز
لا عندي و عشان كدا عايزة أحافظ علي حقي في حفيدي إلي كنتي عايزة تقتليه.
جنة بصړاخ
حفيدك دا يبقي إبني و حتة مني و أوعي تفكري إني ممكن أفرط فيه . و أوعي تفكري تساوميني عليه تاني عشان أنا أهون عليا دلوقتي أموته و أموت نفسي معاه و لا إن حد ياخده مني .
ألقت كلماتها و هرولت تغادر الغرفه صافقه الباب خلفها بقوة بينما عيناها تغشاها طبقه من الدموع التي كانت تحفر الوديان فوق خديها و لم تنتبه إلي ذلك الذي كان يصعد الدرج ليتفاجئ بتلك التي كانت و كأنها هاربه من الچحيم فاصطدمت به بشدة و كادت أن تقع لولا يداه التي تلقفتها ليتفاجئ بمظهرها المزري فقال بلهفه
حصل إيه
لم يتوقع ثورتها تلك حين قامت بدفع يده بقوة و بصقت الكلمات من فمها پشراسه صډمته
أبعد إيدك دي عني .. و أوعي تلمسني تاني .
لم تعطيه الفرصه لسؤالها بل تابعت الركض حتي خرجت من باب القصر فإلتفت ليجد والدته التي قالت بقوة
تعالي يا سليم عيزاك
توجه سليم إلي حيث والدته التي دخلت غرفتها مرة ثانيه فدخل هو خلفها و قال بصوت خشن
حصل إيه بينك و
بينها
أمينه بلامبالاه
موضوع ميخصكش .
سليم محذرا
ماما .. متنرفزنيش و جاوبي علي سؤالي
إلتفتت تناظره بغموض قبل أن تقول بتخابث
لما تجاوبني أنت يا سليم
أجاوبك علي إيه
أمينه مشددة علي كل حرف تفوهت به
البنت دي كانت متجوزة أخوك فعلا و لا إلي في بطنها دا يبقي
تسمر في مكانه جراء حديثها المعبأ بقسۏة و مكر لم يلحظه و لكنه التهي بما شعر به من شعور موجع لا يعرف كنهه و ما أن أوشك علي إجابتها حتي سمع شهقه آتيه من الخارج جمدته في مكانه ووو
يتبع ....
الفصل الثاني عشر
لم أنل شيئا مما تمنيت و لكن نال كل شئ مني . و إزدادت الغصات بقلبي حتي أصبحت أكثر من نبضاته . حاولت أن أصارع خۏفي و لكنه كان يهاجمني من أكثر نقاطي ضعفا و حين قررت أن أبوح لليلي بآلامي و أحزاني أهلكني صمته الذي إمتد أمامي كطريق مظلم لا نهايه له. و حينها أدركت بأن الأيام تمضي و العمر يتضائل بينما ما زال القلب عالقا عند لحظه ما ولم يستطع تجاوزها أبدا ...
نورهان العشري
خرج سليم مهرولا إثر سماعه شهقه قويه آتيه من الخارج و لكن عندما خرج لم يجد أحد فأخذ ينظر حوله لمعرفه من الذي أستمع إلي حديث والدته الكارثي و لكنه وجد الممر خال من أي بشړ فلعڼ بداخله ثم دخل إلي الغرفه و أغلق الباب خلفه بقوة أهتزت لها جدران القصر
و إلتفت إلي والدته بعينان تتقدان بنيران الڠضب الذي تجلي في نبرته حين قال
عاجبك كدا . أقدر أعرف أستفدتي إيه من إلي عملتيه دا
ظهر التوتر الجلي علي ملامح أمينه قبل أن تقول بلهجه حاولت أن تجعلها ثابته
أنا مش هستني لما يتحرق قلبي مرة تانيه . البنتين دول مش ناويين علي خير و أختها قالت بعضمه لسانها أنها بعد ما جنة تولد هتاخدها و يمشوا من هنا . عايزني أستني إيه تاني يا سليم
أبتسم بمرارة قبل أن يقول ساخرا
و أنت كدا بتقنعيها عشان تفضل معاكي هي و الولد !
قاطعته بحدة
مش محتاجه أقنعها . واحده زي دي كل إلي يفرق معاها الفلوس و دا إلي عرضته عليها !
تجمد للحظات حين سمع حديث والدته و تأهبت جميع حواسه بينما حبست أنفاسه حين تحدت بترقب
و قالتلك إيه
تراجعت لتجلس علي مقعدها قبل أن تقول بإختصار
المتوقع منها !
إلي هو إيه
أمينه بتريث
رفضت و إنهارت و طلعت تجري زي ما شفتها !
كانت تراقب وقع كلماتها علي ملامح وجهه الذي بد جامدا و لكن صفاء عينيه عكس مدي إرتياحه لما حدث لذا أخذ نفسا عميقا قبل أن يقول بخشونة
يوم ما وصلوا هنا متحملتش معاملتنا ليها . تعبت و ودناها المستشفي و هناك الدكتور قال إننا معرضين نفقد الجنين في أي لحظه و إن حالتها غير مستقرة و حذرنا من أي ضغط نفسي أو عصبي . عشان كدا فضلت أسبوعين نايمه في الملحق و كان الأكل بيروحلها هناك. دي كانت أوامر الدكاترة مش زي ما سالم قالك أنه إجهاد من السفر .
تغيرت تعابير أمينه التي غزا الخۏف ملامحها و شعرت بنغزات قويه
في قلبها و خاصة حين رأته يتوجه إلي باب الغرفه و من ثم إلتفت إليها متمتما بجفاء
لو فعلا مش عايزة قلبك يتوجع مرة تانيه يبقي متتعرضيش ليها بأي سوء .
كانت سماتدور في غرفتها كمن مسه الجنون فهل ما سمعته لتوها كان صحيحا ! هل تلك الفتاة كانت عشيقته أم هي فتاة كان يعبث معها و غافلته لتحمل بهذا الطفل حتي يكون الطريق الذي يجعلها تستمتع بأمواله !
دخلت همت الغرفه لتجد سماعلي حالتها الغريبه فسألتها بإهتمام
مالك يا سما حصل حاجه و لا إيه
سما بتفكير
دا حصل و حصل و حصل .
همت بعدم فهم
حصل إيه يا بنتي
سما بغل
الزباله إلي كانت بتعايرني من شويه و بتذلني بحبه ليها طلعت مجرد واحده صا.... كان بيقضي وقت معاها .
قطبت جبينها و لم تفهم شي من هذيانها لذا ألتفت تقف أمامها و هي تقول بنفاذ صبر
بت أنتي أقعدي كدا و فهميني في إيه بدل مانتي عماله تهرتلي كدا .
طاوعتها سما و جلست علي الأريكه خلفها و قصت عليها تلك المحادثه التي حدثت بينها و بين جنة صباحا و من ثم أخبرتها بما دار بين أمينه و سليم لتنهي سردها قائله پقهر
عايرتني أنه محبنيش و أنه اختارها هي. بس ربنا أراد يكشفلي قد إيه هي واحده رخيصه و حقېرة .
أنهت جملتها ثم وجهت أنظارها إلي همت قائله بفرح يتنافي مع عبراتها
المتساقطه و ضجيج قلبها الملتاع
طلع مكنش بيحبها يا ماما . حازم كان بيحبني أنا و أنا واثقه من دا .
ناظرتها همت پألم علي فلذه كبدها التي طال قلبها الۏجع و لكنها أحكمت تعاطفها و تأثرها بحال صغيرتها و قالت بهدوء
و بعدين يا سما . هعتبر أن كلامك صح و أنه فعلا مكنش بيحبها . إيه إلي أتغير
تقصدي إيه
همت بتعقل
كسبتي أنتي إيه من كل دا
لم