روايه أبناء يعقوب
جاءوا من أجل تأدية واجب العزاء فشعر بالحرج قائلا
بالإذن.
هو انتي فاكرة بقى العمل بتاع حسنات ده هيخليه ما يتجوزش عليكي
قالتها هذه السيدة النحيفة ذات الملامح الحادة وتمسك بين يديها صينية يعلوها كوبان من الشاي وتمدها أمام شقيقتها التي أخذت كوب تسألها بقلق
قصدك إيه يا سعاد
جلست بجوارها وابتسمت كالحية حينما تزحف حول فريستها قائلة
تناولت راوية رشفة من كوب الشاي وهي تفكر في الأمر مليا ثم عقبت برفض ونفي
لا يا سعاد استحالة يعقوب يعمل كده جوزي وأنا عارفاه أهم حاجة في حياته الشغل.
رفعت سعاد جانب ثغرها بتهكم
هاتفضلي هبلة طول عمرك إذا كان شغله ده بالذات هو اللى تخافي منه طول النهار ستات داخلة خارجة تشتري وجوزك لسانه حلو معاهم.
طب والعمل شوري علي.
هقولك ب...
قاطعها طرق شديد على الباب عقدت ما بين حاجبيها وهي تنظر نحو صوت الطرق
ده مين اللى بيرزع الباب كدا لما أقوم أشوف مين.
فتحت الباب فظهر لها فتى يخبرها
ألحقي يا خالتو أم حمزة جاسر فتح دماغ الواد على ابن المعلم جابر وهرب.
ابني.
فتح باب منزله وولج إلى الداخل على وجهه علامات الڠضب يتجول ببصره باحثا عن ابنه فصاح مناديا
جاسر جاسر
خرجت راوية إليه من الغرفة تحدق إليه پخوف
أيوه يا سي يعقوب فيه حاجة
نظر إليها بضيق وڠضب يسألها
ابنك فين
ابتلعت لعابها ثم أجابت
نايم.
عقد ما بين حاجبيه وأمرها بحزم وإصرار
أدركت في الحال إنه قد علم بأمر ما أقترفه ابنه من الاعتداء على ابن أحد جيرانهم في الحارة فسألته بتوجس
قولي بس الأول هو عمل إيه
كان سؤاله كافيا لسبر أغواره فصاح في وجهها
اسمعي يا ولية اللي بقولك عليه بدل ما أقسم بالله هدخل أنا بنفسي أصحيه.
هزت رأسها بالإيجاب قائلة
لا قصدي هادخل أصحيه أنا.
دخلت إلى غرفة صغيرها لتوقظه وبعد دقيقة خرجت وهو يقف بجوارها يحدق إلى والده دون أدني خوف أشار يعقوب
تعالى أقف هنا.
أطلق الابن زفرة بضجر وفعل ما أمره به والده الذي سأله بهدوء يسبق العاصفة
أنت والواد حمزة ابن خالتك ضربتوا ليه الواد على ابن المعلم جابر
تدخلت زوجته بدفاع عن ابنها
فيه إيه يا يعقوب! دول شوية عيال بيلعبوا مع بعض.
أشار إليها محذرا إياها
اسكتي انتي خالص عشان لسه حسابك بعدين.
ازدردت لعابها وتراجعت إلى الوراء بضع خطوات پخوف بينما هو نظر إلى ابنه الذي لم ينطق بكلمة ليصيح في وجهه مرة أخرى
كانت تراقب ملامح وجهه الغاضبة والتي تنذر بأنه سوف ېعنف ابنه فكانت تخشى أن يصفعه فقالت
ابنك ضربه لأن الواد شتمه بأهله.
رفع عينيه نحوها بنظرة قاټلة وقال
بطلي تدافعي عنه في الغلط ابنك مش أول مرة يعملها لما هو لسه عيل صغير عنده ٨ سنين وبيشرب سجاير أمال لما يبقى شاب هيشرب حشېش!
نظر إلى والده بعدائية يخبره بإصرار
أنا مش عيل وأنا ضړبته عشان كل ما يشوفنى أنا وحمزة بنعمل أى حاجة بيروح يفتن علينا.
هو ما بيعملش كدا غير بعد ما بينصحك مرة واتنين لكن ازاي تعمل الصح طول ما أنت متصاحب على حمزة ابن خالتك
هنا شعرت زوجته بالحنق فقالت
وماله ابن أختي يا يعقوب
عيل قليل الأدب وأهله ما عرفوش يربوه وهو اللى بيفسد أخلاق ابنك.
لم تقف عن مجادلته فقالت
كل ده عشان شربوا سجاير هما أجرموا يعني
انتفخت أوداجه من هذه المرأة الحمقاء حاول أن يسيطر على غضبه حتى لا يلقى على مسامعها ما لا يرضيها
لأخر مرة بقولك ملكيش دعوة أنا بتكلم مع ابني وبحاسبه وبطلي تدافعي عنه كل ما يعمل غلط.
عاد ببصره إلى صغيره وأمره بتحذير
إياك أشوفك ماشى مع ابن خالتك دا تاني أخرك معاه تشوفه لما يجي هنا أولما انت تروح عندهم.
صاحت زوجته بسخط
انت عايزه يقاطع ابن أختي
نظر إليها بامتعاض قائلا
أنا مقولتش كدا وبعدين تعالي ليا هنا انتي كنتي بتعملي إيه عند الولية اللي اسمها حسنات العرافة
أجابت بإنكار وأرادت قلب الأمر فوق رأسه فقالت
أنا مكنتش عندها هو أنت بتراقبني ولا إيه
مش محتاج أراقبك لأني واثق فيكي حتى بالأمارة سايب قدامك الفلوس وما بسألكيش صرفتي إيه ولا على إيه بس يا ريت تكوني قد الثقة دي وما تكونيش بتعملي حاجة من ورايا.
باغتها الشعور بالتوتر وعلمت إنه لاحظ نقص في النقود وحتى لا تثير شكوكه حيالها قالت
أختي كانت محتاجة قرشين سلفتها فلوس.
تنهد ثم قال
معنديش مشكلة بس ياريت بعد كدا تبلغيني الأول.
أومأت إليه على مضض
حاضر.
يلا روحي حضري لينا الغدا وانت ياض بعد ما نخلص أكل وتغسل إيدك هاخدك معايا الجامع كل ما أروح أصلي وهترجع تحفظ قرآن.
لم يعقب الصغير حتى لا